علم المسيح

أعمال المسيح الإلهية تؤكد حقيقة لاهوته



أعمال المسيح الإلهية تؤكد حقيقة لاهوته

أعمال
المسيح الإلهية تؤكد حقيقة لاهوته

قبل أن ندخل في موضوع معجزات المسيح يجب أن نضع
في اعتبارنا أربعة أمور هي:

(1) ما هي نوعية هذه المعجزات.

(2) درجة سماح الله لبعض الأنبياء بعمل بعض
المعجزات.

مقالات ذات صلة

(3) الفرق بين ما عمله المسيح وما عمله جميع
الأنبياء.

(4) معنى قول المسيح ” الحق الحق أقول
لكم من يؤمن بي فالأعمال التي أنا اعملها يعملها هو أيضا ويعمل أعظم منها لأني ماض
إلى أبي ” (يو14: 12).

أولاً: ولنبدأ أولاً من بداية
النقطة الرابعة وهي أن الذي ينقل هذه الآية ويستخدمها لغرض خاص به لا ينقلها كاملة
ويقتطعها من قرينتها وسياق الكلام المرتبطة به ليوحي بمعني يقصده هو ولكنه ليس
المعنى الحقيقي!! ولنفهم المعنى الصحيح والمقصود لقول الرب يسوع المسيح هذا فلنضع
الآية مرة أخرى في سياقها الطبيعي في حديث المسيح وهي كالأتي ”
لو كنتم قد عرفتموني
لعرفتم أبي أيضا. ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه.
قال له فيلبس
يا سيد أرنا الآب وكفانا.
قال له يسوع أنا معكم زمانا هذه مدته ولم
تعرفني يا فيلبس. الذي رآني فقد رأى الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب.
ألست تؤمن أني
أنا في الآب والآب فيّ. الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم به من نفسي لكن الآب الحال
فيّ هو يعمل الأعمال.
صدقوني أني في الآب والآب فيّ. وإلا فصدقوني لسبب
الأعمال نفسها.

الحق
الحق أقول لكم من يؤمن بي فالأعمال التي أنا اعملها يعملها هو أيضا ويعمل أعظم منها
لأني ماض إلى أبي.
ومهما سألتم باسمي فذلك
افعله ليتمجد الآب بالابن.
أن سألتم شيئا باسمي فاني
افعله

” (يو14: 7-14).

 وهنا نلاحظ عدة حقائق أغفلها أو جهلها من نقلوا
الآية كدليل مضاد لعمل المسيح وهي:

(1) أن معرفة الآب لا تتم إلا من خلال الابن فقط
لماذا؟ قال الرب يسوع نفسه ”
كل شيء قد دفع إليّ من أبي. وليس احد يعرف من هو
الابن إلا الآب ولا من هو الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له

(لو10: 22). وقول الإنجيل للقديس يوحنا ”
الله لم يره احد قط. الابن
الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبّر
” (يو1: 18).

(2) تأكيده لفيلبس وتوبيخه له أن رؤيته تساوي
رؤية الآب لأنه هو من الآب وفي الآب ”
أنا معكم زمانا هذه مدته
ولم تعرفني يا فيلبس. الذي رآني فقد رأى الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب؟ “،
لأنه المعبر عن جوهر الآب وصورته ” صورة الله غير المنظور” (كو1: 15).

(3) الأعمال التي يعملها المسيح يعملها باعتباره
الذي في الآب ومن الآب ” الآب الحال فيّ هو يعمل الأعمال “، كلمة الآب
” في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله “.

(4) تأكيده بأن الأعمال التي يعملها تشهد لكونه
في الآب والآب فيه ” صدقوني أني في الآب والآب فيّ. وإلا فصدقوني لسبب الأعمال
نفسها “، كما سبق أن قال: ” الأعمال التي أنا اعملها باسم أبي هي تشهد لي

(يو10: 25)، عندما سؤل من اليهود أن كان هو المسيح، وهنا يستخدمها لتأكيد كينونته
ككلمة الله في الآب ووحدته في الذات الإلهية لله الواحد بكلمته وروحه.

(5) عندما قال المسيح ” الحق الحق أقول
لكم من يؤمن بي فالأعمال التي أنا اعملها يعملها هو أيضا ويعمل أعظم منها
” قال
أيضا وفي نفس الآية ”
لأني ماض إلى أبي. ومهما سألتم
باسمي فذلك افعله ليتمجد الآب بالابن.
أن سألتم شيئا
باسمي فاني افعله
“!!!

أ – أي أنه سيعطيهم أن يفعلوا ذلك لأنه ذاهب إلى
السماء وسيكونون هم تلاميذه ورسله على الأرض ”
لأني ماض إلى أبي “.

ب – أنهم سيعملون هذه المعجزات باسم المسيح نفسه
والذي سيعمل المعجزة على أيديهم هو المسيح نفسه كلمة الله ”
ومهما سألتم
باسمي فذلك افعله
ليتمجد الآب بالابن. أن سألتم شيئا
باسمي فاني افعله
“.

ثانياً: ما هي نوعية هذه المعجزات التي قام بها
المسيح؟
والإجابة
نضعها بعد هذا السؤال ونقول: ما هو الشيء الذي عمله الله ولم يعمله المسيح؟ والإجابة
القاطعة هي أنه لا يوجد شيء صنعه الله في الكون ولم يصنعه المسيح! ونلخص
الموضوع قبل أن ندخل فيه بالتفصيل في الخلق والدينونة وشفاء جميع الأمراض بجميع
أنواعها، يقول الكتاب:

 ” في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله
وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله. كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء
مما كان.
فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس
(يو1″1-4)
،
فانه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء
كان عروشا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين. الكل به وله قد خلق. الذي هو قبل
كل شيء وفيه يقوم الكل ” (كو1: 16و17)، الله ” كلمنا في هذه الأيام
الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثا لكل شيء الذي به أيضا عمل العالمين ” (عب1: 2).
الله خالق الجميع بيسوع المسيح ” (أف2: 9).

 وعن الدينونة والمسيح كديان العالمين يقول
المسيح نفسه ” لأن الآب لا يدين أحدا بل قد أعطى كل الدينونة للابن ”
(يو5: 22)، ويقول الكتاب: ” لأننا جميعا سوف نقف أمام كرسي المسيح. لأنه مكتوب
أنا حيّ يقول الرب انه لي ستجثو كل ركبة وكل لسان سيحمد الله ” (رو14: 10و11)،
” لأنه لا بد أننا جميعا نظهر أمام كرسي المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب
ما صنع خيرا كان أم شرا ” (2كو5: 10).

 وفيما بين الخلق والدينونة لا يوجد عمل واحد
عمله الله إلا وقد عمله المسيح بما فيه السيادة على الكون ونتحدى أن يثبت لنا أحد
العكس. فقد شفى جميع المرضى الذين قدموهم إليه من جميع أنواع الأمراض مهما كان
عددهم ومهما كانت أنواع هذه الأمراض؛ ” فأرسلوا إلى جميع تلك الكورة المحيطة
واحضروا إليه جميع المرضى. وطلبوا إليه أن يلمسوا هدب ثوبه فقط. فجميع الذين
لمسوه نالوا الشفاء
” (مت36: 14). ” ولما صار المساء إذ غربت الشمس قدموا
إليه جميع السقماء والمجانين. وكانت المدينة كلها مجتمعة على الباب. فشفى كثيرين
كانوا مرضى بأمراض مختلفة واخرج شياطين كثيرة
” (مر32: 1-34). ” فجاء
إليه جموع كثيرة معهم عرج وعمي وخرس وشل وآخرون كثيرون. وطرحوهم عند قدمي يسوع.
فشفاهم
” (مت30: 15). ” ولما صار المساء قدموا إليه مجانين كثيرين.
فأخرج الأرواح بكلمة وجميع المرضى شفاهم ” (مت16: 8). ” فذاع خبره
في جميع سورية. فاحضروا إليه جميع السقماء المصابين بأمراض وأوجاع مختلفة والمجانين
والمصروعين والمفلوجين فشفاهم
” (مت24: 4). ” وتبعته جموع كثيرة فشفاهم
جميعا
” (مت25: 12). ” فجاء إليه جموع كثيرة معهم عرج وعمي وخرس وشل
وآخرون كثيرون. وطرحوهم عند قدمي يسوع. فشفاهم
” (مت15: 30). ”
فتقدم إليه عمي وعرج في الهيكل فشفاهم ” (مت14: 21). ” لأنه كان
قد شفى كثيرين حتى وقع عليه ليلمسه كل من فيه داء
” (مر10: 3). ”
وفي تلك الساعة شفى كثيرين من أمراض وأدواء وأرواح شريرة ووهب البصر لعميان كثيرين
” (لو21: 7).

وكان المسيح يشفي جميع المرضى بقوته هو الصادرة
من ذاته الخارجة منه، يقول الكتاب ”
وكل الجمع طلبوا أن يلمسوه
لأن
قوة كانت تخرج منه وتشفي الجميع
” (لو19: 6)، ” وطلبوا إليه أن
يلمسوا هدب ثوبه فقط. فجميع الذين لمسوه نالوا الشفاء
” (مت36: 14)،
” وحيثما دخل إلى قرى أو مدن أو ضياع وضعوا
المرضى في الأسواق
وطلبوا إليه أن يلمسوا ولو هدب ثوبه. وكل من لمسه شفي ” (مر56: 6)،،
” وطلبوا إليه أن يلمسوا هدب ثوبه فقط. فجميع الذين لمسوه نالوا الشفاء
” (مت36: 14). ولذا فقد كان هو ذاته، بطبيعته، غير قابل للمرض لأن قوة الحياة
وقوة الشفاء كانت كامنة فيه ولم يكتسبها من غيره مثل بقية الأنبياء ” فيه
كانت الحياة ” (يو4: 1). أما كل الأنبياء فقد كانوا، جميعهم، معرضين للأمراض
وفي حاجة للمسيح ليشفيهم. وهذا هو الفرق بين المسيح وبين جميع الأنبياء فهو الطبيب
الأعظم لكل البشرية.

 كما يذكر الكتاب أن الرب يسوع المسيح أقام
ثلاثة من الموت؛ ابنة يايرس وهو رئيس مجمع لليهود بعد وفاتها بوقت قليل، وابن وحيد
لأرملة من قرية تدعى نايين وهو في طريق
ه إلى المقابر ليدفن، ولعازر
بعد موته ودفنه بأربعة أيام. وفي كل
هذه المرات كان يحيهم بكلمة
الأمر منه؛ ففي حالة ابنة يايرس التي كانت قد ماتت منذ وقت قليل يقول الكتاب أنه
قال للباكين “
لا تبكوا. لم تمت لكنها نائمة.. وامسك بيدها
ونادى قائلا يا صبية قومي
فرجعت روحها وقامت في الحال. فأمر أن تعطى
لتأكل

” (لو52: 8- 55).
وفي حالة الشاب ابن الأرملة الذي كان
محمولا وفي طريقه إلى القبر يقول الكتاب أنه لما رأى أمه تبكي تحنن عليها ”
فلما رآها الرب
تحنن عليها وقال لها لا تبكي
. ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون.
فقال أيها الشاب لك أقول قم
” (لو14: 7). وفي حالة لعازر يقول الكتاب
” وكان إنسان مريضا وهو لعارز من بيت عنيا من قرية مريم ومرثا أختها.. فأرسلت
الأختان إليه قائلتين يا سيد هوذا الذي تحبه مريض. فلما سمع يسوع قال هذا المرض
ليس للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد ابن الله به
“، ثم ” مكث حينئذ في
الموضع الذي كان فيه يومين “، وبعد ذلك قال لتلاميذه ” لعازر حبيبنا قد
نام. لكني اذهب لأوقظه
. فقال تلاميذه يا سيد أن كان قد نام فهو يشفى. وكان يسوع
يقول عن موته. وهم ظنوا انه يقول عن رقاد النوم
. فقال لهم يسوع حينئذ علانية لعازر
مات
.. فلما أتى يسوع وجد انه قد صار له أربعة أيام في القبر.. فقالت مرثا
ليسوع يا سيد لو كنت ههنا لم يمت أخي.. قال لها يسوع سيقوم أخوك “، ثم
أضاف ” أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا. وكل من كان حيّا
وآمن بي فلن يموت إلى الأبد
. أتؤمنين بهذا. قالت له نعم يا سيد. أنا قد آمنت انك
أنت المسيح ابن الله الآتي إلى العالم
“، وعند القبر ” قال يسوع ارفعوا
الحجر. قالت له مرثا أخت الميت يا سيد قد انتن لان له أربعة أيام. قال لها يسوع
ألم اقل لك أن آمنت ترين مجد الله
. فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعا “،
وبعد مناجاة مع الآب ” صرخ (يسوع) بصوت عظيم لعازر هلم خارجا. فخرج الميت ويداه
ورجلاه مربوطات باقمطة ووجهه ملفوف بمنديل. فقال لهم يسوع حلّوه ودعوه يذهب ”
(يو11).

وفي هذه الحالات الثلاث نرى أن الرب يسوع المسيح
كان يعلم مسبقا ما سيحدث
فلم يكن ذهابه إلى مكان ما مجرد مصادفة
وإنما بناء على ترتيب إلهي وعلم سابق، ويتضح ذلك جلياً في إقامة لعازر الذي تعمد
أن يتركه وهو مريض لكي يموت وتركه في القبر مدة أربعة أيام لكي تظهر مقدرته على
إقامة الأموات ولكي يظهر مجده كالمسيح ابن الله الحي وأنه كما قال عن نفسه “
أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي ولو مات فسيحيا. وكل من كان حيّا وآمن بي فلن يموت
إلى الأبد
“. كما أنه أقامهم جميعهم من الموت وعادت أرواحهم إليهم بكلمة
الأمر منه! فقد كان الموت بالنسبة له مجرد نوم سرعان ما سيوقظهم منه، وأن استعادته
للأرواح من العالم الآخر وعودتها إلى أجسادها بالنسبة له كمجرد الاستيقاظ من النوم.
كما كان يفعل ذلك بسبب فيض حبه وحنانه. وكان يلمس الميت أو النعش وهذا بالنسبة
لليهود نجاسة، ولكنه هو القدوس البار الذي لا يمكن أن يتنجس من شيء. لأن لمسته
المحيية لا يمكن أن تنجسه وهو واهب الحياة الذي لا يستطيع الموت أن يقف أمامه.

ثالثاً: درجة سماح الله لبعض الأنبياء بعمل بعض
المعجزات.
وهنا
نسأل من جديد هل عمل بقية الأنبياء مثلما عمل المسيح؟ أو هل أعطى الله للأنبياء من
أعمال ليعملوها مثلما عمل المسيح؟ والإجابة لا!! لماذا؟ لأنه لم يقم أحد منهم
لا بعمل الخلق مهما كان ولا بعمل الدينونة ولا معرفة الغيب!!!
كما أن ما فعلوه
بالنسبة لما عمله المسيح في غير ذلك هو نسبي!! فأن كان أحدهم أقام ميت أو أكثر
وهذا حدث فقط مع نبيين هما إيليا وأليشع فقد كان في أمكانية المسيح أن يقيم جميع
الموتى!! وكان إيليا النبي قد أحيا ابن أرملة صرفة صيدا، يقول الكتاب ” فتمدد
(إيليا) على الولد ثلاث مرات وصرخ إلى الرب وقال يا رب الهي لترجع نفس هذا الولد إلى
جو
فه ” (1مل21: 17)، وأحيا اليشع النبي ابن المرأة الشونمية من الموت
بنفس الطريقة تقريبا (2مل12).

 نعم لم يذكر الكتاب أن المسيح أقام أكثر من
ثلاثة موتى لكن كما يقول الكتاب وكما تظهر أعماله أنه كان في إمكانه أن يحيي جميع
الموتى وقد أكد المسيح نفسه أن هو الذي سيحيي جميع الموتى يوم القيامة بقوله
فانه
تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته (صوت ابن الله – المسيح). فيخرج الذين
فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيّآت إلى قيامة الدينونة

” (يو5: 39و40).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى