علم المسيح

المسيح الذي في السماء والنازل من السماء



المسيح الذي في السماء والنازل من السماء

المسيح
الذي في السماء والنازل من السماء

وأول حقيقة تواجهنا هنا هي إعلان المسيح نفسه أن
أصله ليس من الأرض ولا من هذا العالم، بل أنه من السماء، من فوق، من عند الآب، من
ذات الآب. وبرغم تأكيد نزوله من السماء إلا أنه يؤكد استمرار وجدوده في السماء
برغم وجوده في نفس الوقت على الأرض، وبرغم أنه من الآب، وقوله أنه جاء من عند الله
وأنه سيعود إلى الله، وأن الآب قد أرسله قد أرسله إلى العالم، إلا أنه يؤكد أنه
موجود في ذات الآب وفي حضن الآب وأنه لم ولن يفارق الآب، وأنه في الآب والآب فيه:

 ” لأني قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي
بل مشيئة الذي أرسلني ” (يو6: 38). ثم يشير إلى نفسه رمزيا بالخبز الذي أنزله
على إسرائيل من السماء مؤكدا أنه الخبز الحقيقي من خلال تقديم ذاته على الصليب: ”
هذا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت.. أنا هو الخبز الحي
الذي نزل من السماء. أن أكل احد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. والخبز الذي أنا أعطي
هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم.. هذا هو الخبز الذي نزل من السماء. ليس كما
أكل آباؤكم المنّ وماتوا. من يأكل هذا الخبز فانه يحيا إلى الأبد ” (يو6: 50
و51و 58).

 ثم يؤكد بعد ذلك أنه برغم نزوله من السماء إلا
أنه لم يفارق السماء مطلقا، فقد كان في السماء وعلى الأرض في آن واحد: ” وليس
احد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء
” (يو3: 13).

مقالات ذات صلة

 ثم قال لليهود: ” فقال لهم انتم
من أسفل. أما أنا فمن فوق. انتم من هذا العالم. أما أنا فلست من هذا العالم
” (يو8:
22)، وقال عنه يوحنا المعمدان: ” الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع. والذي من الأرض
هو ارضي ومن الأرض يتكلم.الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع “(يو3: 31).

 وقد فهم اليهود مغزى كلامه فقد كلامه واضحا لا
لبس فيه لذا يقول الكتاب: ” فكان اليهود يتذمرون عليه لأنه قال أنا هو الخبز
الذي نزل من السماء. وقالوا أليس هذا هو يسوع ابن يوسف الذي نحن عارفون بأبيه وأمه.
فكيف يقول هذا أني نزلت من السماء
” (يو6: 41و42).

 وقد وصفه الرسل بالذي من السماء فيقول القديس
بولس في العبرانيين ” الذي من السماء ” (عب12: 25). وعند
المقارنة بين آدم الأول وتجسد المسيح يقول ” الإنسان الأول من الأرض ترأبي. الإنسان
الثاني الرب من السماء ” (1كو15: 47)، وأيضا يقول ” وتنتظروا ابنه
من السماء
” (1تس1: 10).

 إذا فالمسيح نفسه يؤكد أنه من السماء، نزل من
السماء، ومع ذلك لم يترك السماء بل هو موجود في السماء وعلى الأرض في آن واحد.
وأنه ليس من هذا العالم بل من فوقز وكان كلامه واضحا وأدرك علماء اليهود مغزاه على
الفور “ وقالوا أليس هذا هو يسوع ابن يوسف الذي نحن عارفون بأبيه وأمه.
فكيف يقول هذا أني نزلت من السماء ” (يو6: 41و42). كما أكد رسله على
أنه من السماء.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى