علم المسيح

المسيح الابن المساوي للآب



المسيح الابن المساوي للآب

المسيح
الابن المساوي للآب

تكلم المسيح عن كونه ابن الآب الذاتي، الذي من
ذاته، والمساوي للآب في كل شيء، يقول الكتاب: ” ولهذا كان اليهود يطردون يسوع
ويطلبون أن يقتلوه لأنه عمل هذا في سبت. فأجابهم يسوع أبي يعمل حتى الآن وأنا
اعمل
. فمن اجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه. لأنه لم ينقض السبت فقط
بل قال أيضاً أن الله أبوه معادلا نفسه بالله فأجاب يسوع وقال لهم الحق الحق أقول
لكم لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل. لأن مهما عمل
ذاك فهذا يعمله الابن كذلك
. لأن الآب يحب الابن ويريه جميع ما هو يعمله. وسيريه
أعمالا أعظم من هذه لتتعجبوا انتم. لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحيي كذلك
الابن أيضاً يحيي من يشاء. لأن الآب لا يدين أحدا بل قد أعطى كل الدينونة للابن.
لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب
. من لا يكرم الابن لا يكرم الآب الذي أرسله
الحق الحق أقول لكم أن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي
إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة. الحق الحق أقول لكم انه تأتي ساعة
وهي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون. لأنه كما أن الآب له
حياة في ذاته كذلك أعطى الابن أيضاً أن تكون له حياة في ذاته. وأعطاه سلطانا أن
يدين أيضاً لأنه ابن الإنسان. لا تتعجبوا من هذا. فانه تأتي ساعة فيها يسمع جميع
الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا
السيّآت إلى قيامة الدينونة ” (يو5: 16-29).

(1) استمرار الآب والابن في العمل في الخليقة،
وأن عمل الابن غير منفصل عن عمل الآب، لأن الله لم يخلق الخليقة ويتركها بل هو
مستمر في تدبيرها وضبطها بكلمته، الابن، باعتباره الضابط الكل. والابن يعمل مع
الآب بالتوازي كقول الكتاب: ” الذي هو صورة الله غير المنظور بكر (رأس) كل
خليقة. فانه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان
عروشا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين. الكل به وله قد خلق. الذي هو قبل كل شيء وفيه
يقوم الكل
” (كو1: 15-17)، ” الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل
كل الأشياء بكلمة قدرته
” (عب1: 3).

(2) اعترض اليهود على المسيح لأنه شفي المرض يوم
السبت، يوم الراحة، وقد سبق أن أكد لهم أنه هو رب السبت: ” فان ابن الإنسان هو
رب السبت
أيضا ” (مت12: 8)، لأنه هو الذي جعل السبت لراحة الإنسان وليس
العكس: ” ثم قال لهم السبت إنما جعل لأجل الإنسان لا الإنسان لأجل السبت
” (مر2: 27)، ومن جعل السبت لراحة الإنسان لا يتوقف عن العمل عندما يكون
العمل لفائدة الإنسان.

(3) وقد فهم اليهود من قوله ” أن الله أبوه
” وأنه يعمل مثل الله ونفس أعمال الله بما فيها من خلق وتدبير للخليقة، أنه
يساوي نفسه بالله فقالوا: ” قال أيضاً أن الله أبوه معادلا نفسه بالله “.
حيث يستخدم الكتاب في قولهم ”
pate,ra i;dion e;legen to.n qeo,n = قال أن
الله أبوه الذاتي =
calling God his own Father “، حيث
يستخدم هنا كلمة ”
i;dion = one,s own = ملك “، بما يفيد أن الله أبوه الذاتي، أي أنه من الله الآب.
ثم يستخدم في قولهم ” معادلا ” كلمة
i;son ison ، من الفعل ” i;sa isa “، والذي
يعني مساو أو
معادل من الفعل ” أيسوس – isosisoj ” والذي يعني مساو أو معادل. فهو مساو لله
ولأنه أبنه الذي من ذاته.

(4) وقد أكد الرب يسوع المسيح هذه الحقيقة وهذه
المساواة بين الآب والابن بقوله: ”
لأن مهما عمل ذاك فهذا
يعمله الابن كذلك
“، مؤكدا أنه يعمل جميع أعمال الله ومن ثم فقد قال:

أ- أنه مثل الآب يقيم الموتى. بل ويحي من يشاء.

ب – أنه هو الديان الذي سيدين المسكونة بالعدل.

ج – هو الذي سيقيم الموتى بالروح والموتى بالجسد.

د – أنه حي، له الحياة في ذاته. ومن ثم فقد قال
عن نفسه: ”
لهذا يحبني الآب لأني أضع نفسي لآخذها أيضا.18 ليس احد
يأخذها مني بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضا
” (يو10: 17و18).

ر – أخيرا يطلي كرامة مساوية للآب ” لكي
يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب
. من لا يكرم الابن لا يكرم الآب الذي أرسله
“، ولا يمكن لمخلوق أن يطلب كرامة مساوية للآب.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى