اللاهوت الروحي

الفصل السابع



الفصل السابع

الفصل السابع

اهتمام الكنيسة الأولى بصلوات الساعات

مقالات ذات صلة

38- اهتمام الكنيسة
الأولى بصلوات الساعات

اهتمت الكنيسة المسيحية
الأولى منذ نشأتها بالصلاة بالمزامير وصلوات الساعات في أوقاتها كما تعلموا من
سيدهم ومعلمهم رب المجد يسوع، فقد كتب عن الرسل والتلاميذ وكانوا كل يوم يواظبون
في الهيكل بنفس واحدة… مسبحين الله ونعمة غمة لدى جميع الشعب (أع 2: 46).

 

‏كذلك كان الرسل
والتلاميذ في العلية يواظبون، التسبيح وصلوات الساعات وحينما حل عليهم الروح القدس
في يوم الخمسين كانوا يصلون صلاة الساعة الثالثة بدليل ما قاله معلمنا بطرس في
عظته الأولى بعد حلول الروح القدس مباشرة ” فوقف بطرس مع الأحد عشر ورفع صوته
وقال لهم أيها الرجال اليهود الساكنون في أورشليم أجمعون، ليكن هذا معلوما عندكم
وأصغوا إلى كلامي لان هؤلاء ليسوا سكارى كما أنتم تظنون لأنها الساعة الثالثة من
النهار… ” (أع 3: 14- 17).

 

‏كان الرسل أيضا
يمارسون صلاة الساعة السادسة في وقتها، فمكتوب أنه عندما أرسل كرنيليوس خدامه
ليستدعى بطرس الرسول كما أمره الملاك ” وفيما هم يسافرون ويقتربون إلى
المدينة صعد بطرس على السطح ليصلى نحو الساعة السادسة وبينما هو يصلي أظهر الرب
رؤيا ذهب بعدها إلى بيت كرنيليوس وكلمهم عن الرب يسوع المسيح فحل عليهم الروح
القدس فآمنوا واعتمدوا أجمعين (أع 10)”.

 

‏كذلك مارس الرسل صلاة
الساعة التاسعة كما هو مكتوب ” وصعد بطرس ويوحنا لم إلى الهيكل في ساعة
الصلاة التاسعة (أع 3: 1) وهناك شفيا الرجل الأعرج من بطن أمه.

 

وكان كرنيليوس التقى
يمارس هذه الصلاة كما ذكر سفر الأعمال ” فقال كرنيليوس منذ أربعة أيام إلى
هذه الساعة كنت صائما وفى الساعة التاسعة كنت أصلي في بيتي وإذا رجل قد وقف أمامي
بلباس لامع وقال يا كرنيليوس سمعت صلاتك وذكرت صدقاتك أمام الله ولان فأرسل إلى
يافا واستدع الملقب بطرس (أع 10: 3).

 

كذلك مارس الرسل صلاة
نصف الليل حتى في أشد ساعات الضيق والسجن والألم ء فقد كتب عن الرسولين بولس وسيلا
أنهما كانا يبشران في مدينة فيلبى ” قام الجمع عليهما ومزق الولاة ثيابهما
وأمروا أن يضربا بالعصا فوضعوا عليهما ضربات كثيرة والقوهما في السجن…. ونحو نصف
الليل كان بولس وسيلا يصليان ويسبحان الله والمسجونون يسمعونهما، فحدث بغتة زلزلة
عظيمة حتى تزعزعت أساسات السجن (أع 16: 23 -26) “.

 

أما عن صلوات باكر
والنوم فقد أمرت الدسقولية الأسقف قائلة ” أيها الأسقف علم شعبك أن يلازموا
الكنيسة باكر وعشية للصلاة ولا يتخلفون عن ذلك”.

 

وقد جاء في القانون 47
‏من قوانين الرسل ذكر مفصل لصلوات السواعى كالآتي:

 

‏كل مؤمن أو مؤمنة إذا
قاموا في ‏الغداة من قبل أن يعملوا شيئا فليغسلوا أيديم ويصلوا إلى الله ثم
يلتفتون إلى أعمالهم.

 

‏وإذا كنت في بيتك
فَصَلِّ الثالثة وسبح الله ” وان كنت في موضع آخر وحضر ذلك الوقت فصل بقلبك
إلى الله. لأن في تلك الساعة مضى المسيح ليُسمبر على الخشبة، ولأن في العتيقة
(العهد القديم) كان الناموس يأمر أن يرفع خبز التقدمة في الساعة الثالثة مثالا
لجسد المسيح ودمه الأقدسين.

 

‏صلى الساعة السادسة,
لأن لما علق المسيح على الخشبة. انقسم ذلك اليوم وكانت ظلمة ء فلنصل في هذه الساعة
صلاة قوية متشبهين بالذي ´صلى (طالبا الصفح والغفران لصالبيه).

 

ليصنع المؤمنون صلاة
عظيمة في الساعة التاسعة وتسابيح لتعلم المثال كيف أن أنفس الأبرار تبارك الله
الذي ذكر قديسيه وأرسل لهم ابنه الوحيد لينير عليهم (عند موت المسيح في الساعة
التاسعة نزلت روحه إلى الجحيم وخلصت الذين ماتوا على رجاء واقتدائهم إلى الفردوس
بعد فتحه)، ولأنه في تلك الساعة أيضا طعن المسيح في جنبه وخرج منه دم وماء (دليل
الحياة).

 

‏أيضا إذا انقضى النهار
وبدأت في يوم آخر صل قبل أن تريّح جسدك على مضجعك.

 

وحين تقوم في نصف الليل
اغسل يديك بماء وصلِ،إن كانت لك زوجة فصليا معا، لأن الرب قال: وفى نصف الليل كان
صوت ها قد جاء العريس فاخرجوا للقاه.

 

‏وحين تقوم وقت صياح
الديك (وقت الفجر أو السحر) فصل لأن بني إسرائيل قد جحدوا المسيح عند صياح الديك.

 

‏وقد جاء ذكرها أيضا في
القانون 67 ‏ من قوانين الرسل كما يأتي:

 

‏إذا قمتم باكراً صلوا،
وصلوا في الساعة الثالثة والسادسة والتاسعة وصلوا في العشاء وفى الوقت الذي يصيح
فيه الديك.

 

‏أما باكراً فلأن الله
أنار علينا وجرد الليل وأتى لنا فالنهار. والساعة الثالثة لأنها الساعة التي قضى
فيها بيلاطس على الرب. والسادسة لصلب الرب في هذه الساعة. وفى التاسعة أسلم الرب
الروح في يدي الأب، وفى الليل تشكرون الرب لأنه دفع لكم الليل راحة من التعب الذي
في النهار، وفى وقت صياح الديك (وقت السحر) لأنكم قد بشرتم أن في تلك الساعة يبدأ
ظهور النهار ” ولكي تلتفتوا إلى أعمالكم والى أعمال النور فتصنعوها.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى