علم المسيح

120- قصة السامري الصالح



120- قصة السامري الصالح

120- قصة السامري الصالح

(الحركة
الخامسة: يرد بها على الناموسي):

وإن كانت هذه القصة قد جاءت في بكور التعليم إلاَّ أن وضعها
هنا يكمِّل الصورة. وهي تبدأ بناموسي، وهو من فئة الدكاترة المتخصِّصين في الناموس
الذين شغلوا أنفسهم بالأصول الأولي للتوراة والناموس أكثر من التقليد. قام ليجرِّب
المسيح وسأله كأنه يطلب الحق والخبث تحت ردائه: “ماذا أعمل لأرث الحياة
الأبدية؟” (لو 25: 10). فأحاله المسيح على الناموس: “كيف تقرأ؟ فأجاب
وقال: تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل قدرتك، ومن كل فكرك، وقريبك
مثل نفسك. فقال له: بالصواب أجبت. اِفعل هذا فتحيا” (لو 10: 2628).
لاحِظ أيها القارئ العزيز، أن المسيح أضاف على هذه الوصية بالنسبة للرئيس الذي
جاءه بنفس الطلب: “بع كل ما لك وأعطِ الفقراء، فيكون لك كنز في السماء، وتعال
اتبعني حاملاً الصليب” (مر 21: 10)، لأنه أراد ما بعد الناموس. ولكن، لأن
المسيح يعرف هنا أن هذا الناموسي لا يطلب ميراث الحياة الأبدية عن حق بل مجرَّد
محاولة لتجربة المسيح، اختصر عند حد الوصية، لأن المحبة هي في الواقع تكميل
الناموس. وهكذا ظهر ما خبَّأه الرجل، إذ يقول الكتاب إنه أراد أن يبرِّر نفسه،
فقال للمسيح: “ومَنْ هو قريبي؟” (لو 29: 10). وهنا أراد المسيح أن يضع
حلاًّ أبديًّا لمَنْ هو قريبي؟ وهو الذي يقف عنده كل يهودي ويرى أنه
اليهودي الذي من جنسه وحسب، ورفعها المسيح ليكون “حتى عدوِّي”؟

فقال
هذه القصة التي تحكي عن إنسان- ولم يذكر هويته عمداً- كان نازلاً من أُورشليم
منحدراً إلى أريحا فوقع بين اللصوص، فعرَّوه وجرَّحوه، ومضوا وتركوه بين الحياة
والموت. فَعَرَضَ أن كاهناً أنهى نوبته ونزل إلى قريته، فرأى هذا المجروح المعرَّى
شبه الميت ونظر إليه وجاز مقابله. وكذلك أيضاً لاوي، صار عند المكان، وجاء ونظر
وجاز مقابله. وأخيراً، مرَّ رجل سامريٌّ كان مسافراً راكباً على دابته، جاء ولمَّا
رآه تحنَّن، فتقدَّم وضَمَدَ جراحه، وصبَّ عليها زيتاً وخمراً، وأركبه دابته، وأتى
به إلى فندق واعتنى به؛ وفي الغد لمَّا أراد أن يمضي أخرج دينارين وأعطاهما لصاحب
الفندق، وأوصاه أن يعتني به، ومهما أنفق أكثر فعند رجوعه وعد أن يوفيه حقه. وهنا
نظر المسيح إلى الناموسي وسأله: فمَنْ مِنْ هؤلاء الثلاثة تحسبه قريباً للذي وقع
بين اللصوص؟ فردَّ الناموسي: “الذي صنع معه الرحمة” فقال له يسوع: اذهب
وافعل أنت أيضاً هكذا! ومعروف أن السامري هو عدو اليهودي!!

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى