علم المسيح

94- علامات الزمان( )



94- علامات الزمان( )

94- علامات الزمان([1])

علامات
الزمان تُفيد ترصُّد الحوادث الزمانية، أمَّا علامات السماء فهي حاضرة ومنظورة ولا
تحتاج إلى ترصُّد أو اجتهاد. فالزمان زمان توبة والرب واقف على الباب يقرع، فالآن
زمان الفتح والترحيب بالمسيح، قبل أن يأتي زمان غلق الباب وبدء الدينونة، فلا
يُسمع رجاء ولا يُقبل توسُّل: “أقول لك لا تخرج من هناك حتى توفي الفلس
الأخير” (مت 26: 5). فالقاضي في زمان الدينونة هو نفسه الآن محاميك في زمان
التوبة والعودة والمصالحة. فابذل الجهد الآن وأنت لا تزال في الطريق لتتخلَّص من
ديونك قبل أن تغرَّم بما لا تطيق. الزمن الآن زمن مصالحة وحب وودّ وغفران مجاني.
هذا هو الزمان الذي ينبغي أن نبحث عنه، وليس زمان القضاء والدينونة والندم وصرير
الأسنان! لذلك يؤنِّب المسيح الذين يسعون لمعرفة زمان مجيئه وهو زمان دينونة،
ويتركون معرفة قيمة الزمان الحاضر وهو زمان المصالحة والخلاص بقوله: ” يا
مراؤون تعرفون أن تميِّزوا وجه الأرض والسماء، وأمَّا هذا الزمان فكيف لا
تميزِّونه؟”
(لو 56: 12)

95- لعازر
والغنيّ

قصة
حزينة ولكنها مثيرة وذات نفع. الرجل الغنيّ جالس في قصره يتنعَّم بمأكولاته وضيوفه
والموسيقى تشجي أسماعه، وعلى بابه ملقى رجل فقير معدم مريض ومجروح، وكان يتنازع مع
الكلاب في السبق على اختطاف الفتات الساقطة من مائدة الغنيّ، التي كانت تُرمى
أصلاً للكلاب، فنازعها حقها بدافع جوعه. ومات الغنيّ ومات الفقير، فإذا بالغنيّ
وهو في الهاوية يرى لعازر في حضن إبراهيم يلاطفه، فتوسَّل الغنيّ لدى إبراهيم أن
يُرسل لعازر ليبلّ لسانه بطرف أصبعه ليبرِّده من لهيب الجحيم. فردّ عليه إبراهيم:
“يا ابني اذكر أنك استوفيت خيراتك في حياتك، وكذلك لعازر البلايا!” (لو
25: 16) والآن قد جاء ميعاد الجزاء: “هو يتعزَّى وأنت تتعذَّب” وفوق هذا
كله بينكما هوَّة لا تُعبر! فتوسَّل الغنيّ أن يُرسل لعازر إلى بيت أبيه لأن له
إخوة لكي يشهد لهم بما آل إليه حاله، لكي لا يأتوا إلى الهوّة والمعاناة، فردّ
عليه إبراهيم والرد من المسيح: “عندهم موسى والأنبياء، ليسمعوا منهم”
(لو 29: 16)، فرد الغني على إبراهيم: “بل إذا مضى إليهم واحد من الأموات
يتوبون” (لو 30: 16). فردَّ عليه إبراهيم والكلام للمسيح أيضاً: “إن
كانوا لا يسمعون من موسى والأنبياء، ولا إن قام واحد من الأموات يصدِّقون.
(لو 31: 16)

والقصة
مليئة بالنصح والحكمة والتحذير والإنذار، ولكن أقوى ما فيها
مع أنها كلها تتسم بالقوة أنه لو قام واحد من بين الأموات لا
يصدِّقون!! فالمسيح يتكلَّم عن قيامته والقول للفرِّيسيين الذين ما سمعوا من موسى
ولا من الأنبياء، وما سمعوا للمسيح حيًّا ولا مقاماً من بين الأموات. والقصة جيدة
ينبغي أن يسمعها الفقراء والأغنياء وكل مترف ومحروم. ولكنها قيلت أصلاً والمسيح
سائر مع تلاميذه صوب أُورشليم ليموت هناك ليقوم.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى