علم المسيح

21- إقامة الشاب الميت بقرب نايين



21- إقامة الشاب الميت بقرب نايين

21- إقامة الشاب الميت بقرب نايين

هذه
المعجزة من المعجزات القليلة التي تكشف عن تصوُّرات قلب المسيح ونوازع نفسه التي
تدفعه لعمل الرحمة. فهنا معجزة لم يطلبها منه أحد، وأصحاب الميت كانوا يشيِّعونه
راضين بموته، ولكن المسيح وحده لم يرضَ. والقصة باختصار يحكيها ق. لوقا:
“فلما اقترب (المسيح) إلى باب المدينة (نايين) إذا ميت محمول ابن وحيد لأُمه،
وهي أرملة، ومعها جمع كثير من المدينة” (لو 12: 7). لا شك أن المسيح قد عرف
ذلك كله، واعتبر حال هذه الأرملة الحزينة حاله، فقد تبنَّى أحزان الإنسان بمعنى
أنه كما يقول إشعياء النبي: ” أحزاننا حملها وأوجاعنا تحمَّلها”
(إش 4: 53)، فوجد أن الحِمل ثقيل على قلب المرأة وعسير عليها أن تتحمَّله وحدها.
فلم يكتفِ بأن يعزيها ليشاركها حزنها، ولكنه عوَّل أن يرفعه جملة؛ فاقترب من النعش
ولمسه فوقف المشيِّعون، وبادر بنداء الشاب الميت بصفته أبي الأرواح، فأجاب الشاب
بالطاعة وقام وجلس على نعشه أمام ناظري أُمه والجمع المذهول الذين أخذهم الخوف،
ولكنهم مجَّدوا الله في المسيح. فدفع الشاب لأُمه وكأنه ما مات وكأنها ما فقدته،
فأخذته في حضنها وعادت إلى بيتها. هذا هو المسيح معزِّي الحزانى، مريح التعابى، مفرِّح
القلوب!!

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى