علم المسيح

الفصل الثالث



الفصل الثالث

الفصل
الثالث

التجربة على
الجبل

(مت 1: 411، مر 12: 1و13، لو 1: 413)

+” لأنه فيما هو قد تألَّم مجرَّباً يقدر أن يعين
المجرَّبين”
(عب 18: 2)

+” مجرَّب في كل شيء مثلنا بلا خطية” (عب 15:
4)

ú [لقد ودَّع المسيح خدمته بين الناس بعشاء المحبة،

ولكنه بدأ خدمته بوحدة عنيفة وصوم ثقيل.] بابيني([1])

§ “آدم تجرَّب وسقط أمام عدوه، والمسيح تجرَّب وأسقط
عدوه”.

§ “الذي قاله الشيطان للمسيح: ” إن كنت ابن الله
قل.”،

قاله أيضاً رئيس الكهنة للمسيح: ” إن كنت ابن الله
انزل.””.

22- أهمية
أن يُجرَّب المسيح من الشيطان قبل أن يبدأ خدمته

الآن قد استلم المسيح الرسالة بالصوت المسموع والرؤية
العلنية للروح القدس، وهو يؤازره بالمنظور حتى يدرك المسيح أن الروح القدس سيعمل
معه على المكشوف الذي يراه كل بشر. ولكن لا يزال يعوز الخدمة أن يتمرَّس المسيح
كإنسان على أسلحتها في مواجهة الشرير وأعماله ويستوثق هو من سلطانه الأقوى في
مواجهة رئيس هذا العالم. فاقتاده الروح للمقابلة الرسمية مع العدو وهو في عقر داره
في
القفر.

فإن
كان المسيح قادماً ليفتتح ملكوت الله في صميم العالم، فهذا معناه اقتحام سلطة
الشيطان رئيس هذا العالم ونهب داره أولاً الذي سلَّحه بأسلحة الخطية المتعدِّدة.
إذن، فقد لزمت المواجهة.

وهكذا تقدَّم المسيح أعزل من سلطانه الإلهي، إذ قد تخلَّى
عمداً عمَّا له، لكي يستطيع أن يقف
موقفنا ويأخذ دورنا: [ففي كل ما انتصر فيه المسيح معناه
أننا انتصرنا](
[2]). وفي هذه المواجهة الساخنة
مع الشيطان انتصرت البشرية فيه على مستوى البشر لأن كل ما انتصر فيه جسدياً
انتصرنا فيه حتماً.

يلزمنا
أن نتعرَّف أولاً على ما حدث في تجربة الشيطان للمسيح بناءً على رأي الرب يسوع في
العلاقة التي بين المسيح والشيطان، وهي على مستوى المثل الذي قدَّمه المسيح
لتلاميذه ليدركوا مَنْ هو المسيح ومَنْ هو الشيطان، وماذا فعل المسيح للشيطان
كمحصِّلة للتجربة التي مرَّ بها على الجبل وفي خدمته بطولها بالنسبة للأشفية
وإخراج الشياطين. وهو مَثَل أعطاه المسيح نفسه وهو يحمل سر قوة المسيح. والمَثَل
الذي ساقه المسيح لقياس القوة بين المسيح والشيطان يأتي هكذا: “ولكن إن كنت
أنا بروح الله أُخرج الشياطين، فقد أقبل عليكم ملكوت الله! أم كيف يستطيع أحدٌ أن يدخل بيت القوي وينهب أمتعته، إن لم يربط
القوي أولاً، وحينئذ ينهب بيته؟” (مت 12: 28و29)

واضح
من هذا الكلام أن المسيح:

أولاً: قد افتتح ملكوت الله وأصبح بيت إسرائيل
بشخصه هو ملكوت

الله.

ثانياً: إنه جاء وفيه الروح القدس كقوة رادعة
للشيطان الذي هو الروح أو الملاك الساقط من السماء.

ثالثاً:
ومن المَثَل
أن المسيح ربط القوي وهو الشيطان أولاً، ثم دخل بيت القوي وهو القفر ونهب أمتعته!
والسؤال متى وأين ربط المسيح هذا الشيطان القوي؟

واضح
لدينا الآن أن بدخول المسيح إلى الشيطان في البرية القفر وعلى جبل التجربة، استطاع
أن يدخل بيته وأن يربطه، بمعنى أن يشل حركته، أي يعرِّي أساليبه. وسوف نرى ذلك في
موضوع التجربة على الجبل.

ولكن
يعطينا ق. لوقا في إنجيله معلومة مضافة كالآتي: “حينما يحفظ القوي
داره متسلِّحاً تكون أمواله في أمان. ولكن متى جاء مَنْ هو أقوى منه فإنه
يغلبه وينزع سلاحه الكامل الذي اتَّكل عليه ويوزِّع غنائمه” (لو 11: 21و22).
هنا إضافة ق. لوقا تأتي بخصوص الربط، إذ يضيف عليها أنه ينزع سلاحه الكامل الذي
اتَّكل عليه قبل أن يوزِّع غنائمه، بعد أن يربطه ويغلبه.

وهذا
يعطينا معلومة أن نزع السلاح الكامل يأتي بعد أن يغلبه. ويغلبه لأن المسيح هو
الأقوى! وهذا كله يضاف إلى مفهوم تجربة المسيح على الجبل.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى