علم المسيح

20- استمرار المعمدان في خدمته بعد عماد المسيح



20- استمرار المعمدان في خدمته بعد عماد المسيح

20- استمرار المعمدان في خدمته بعد عماد المسيح

لأول
وهلة وبالقراءة السطحية يصير هذا نفسه سؤالاً ضد المعمدان، فإن كان نور الشمس قد أشرق وسطع ودخلنا يوم الرب، فلماذا
بعد مصباح
الليل؟

ولكن
على القارئ أن يتأنَّى في الحكم. فصحيح أن المعمدان أدرك سر المسيَّا في شخص يسوع
ونسب إليه بالضرورة كل ما سبق وقاله العهد القديم بجميع أنبيائه، باعتباره مؤسِّس
الملكوت الموعود. ولكن مِنْ هذا المنظور نفسه كان يعتقد المعمدان وكان ينتظر أيضاً
أن يُعلن المسيح عن عمله الإلهي ويباشر بأعماله استعلان نفسه وعمله من جهة هذا
الملكوت، فلا يعود يحتاج بعد إلى شهادة المعمدان أو عماده بالماء! وحينئذ كان عليه
أن يكفَّ مباشرة وفي الحال عن خدمته وعمله ورسالته التي أخذها من السماء، وكان
بناءً على ذلك مفروضاً أن يوجِّه تلاميذه إلى اتِّباع المسيَّا، إذ لا يكون لهم
ولا له عمل بعد.

ولكن
لعدم حدوث ما كان يتوقعه المعمدان من المسيح بعد استعلانه في المعمودية ونزول
الروح القدس عليه، اضطر أن يحتفظ برسالته كما هي: يُعدُّ الطريق لملكوت المسيَّا،
ويستمر في ذلك إلى أن يُعلن المسيَّا ملكوته بل ويفتتحه باعتباره الملك الآتي
للخلاص، ويرفع راية ملكوته حتى ينضوي الكل تحت عمله. أمَّا الإعلان عن ملكوته كما
كان ينتظره المعمدان فبإعلان واضح سماوي تلتزم به الأرض ليجلس ملكاً على إسرائيل
جهاراً.

إذن،
فالمعمدان كان صادقاً لرسالته وأميناً للدعوة في استمراره للإعداد للملكوت حتى
يكمُل ظهور المسيح(
[1]). يزكِّي هذا التصرُّف مدى
خصوصية رسالة المعمدان بينه وبين الله، وليس للشعب دخل في ذلك. وبالتالي لا تدخل
العلانية في تصرفاته التي حتَّمت عليه هذا السلوك.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى