علم المسيح

الحراس يُبلِغون عن قيامة المسيح



الحراس يُبلِغون عن قيامة المسيح

الحراس يُبلِغون عن
قيامة المسيح

 

«وَفِيمَا
هُمَا ذَاهِبَتَانِ إِذَا قَوْمٌ مِنَ ٱلْحُرَّاسِ جَاءُوا إِلَى
ٱلْمَدِينَةِ وَأَخْبَرُوا رُؤَسَاءَ ٱلْكَهَنَةِ بِكُلِّ مَا كَانَ.
فَٱجْتَمَعُوا مَعَ ٱلشُّيُوخِ، وَتَشَاوَرُوا، وَأَعْطَوُا
ٱلْعَسْكَرَ فِضَّةً كَثِيرَةً قَائِلِينَ: «قُولُوا إِنَّ تَلامِيذَهُ
أَتَوْا لَيْلاً وَسَرَقُوهُ وَنَحْنُ نِيَامٌ. وَإِذَا سُمِعَ ذٰلِكَ
عِنْدَ ٱلْوَالِي فَنَحْنُ نَسْتَعْطِفُهُ، وَنَجْعَلُكُمْ مُطْمَئِنِّينَ».
فَأَخَذُوا ٱلْفِضَّةَ وَفَعَلُوا كَمَا عَلَّمُوهُمْ، فَشَاعَ هٰذَا
ٱلْقَوْلُ عِنْدَ ٱلْيَهُودِ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ» (متى
28: 11-15).

 

أما
الحراس فقد أسرعوا يخبرون بما جرى عند القبر. واحتار رؤساء اليهود ماذا يفعلون؟

 

لم
يكن المسيح بعد قيامته يظهر لكل الناس، بل لخاصته فقط من التلاميذ. فعقد رؤساء
اليهود مجمعاً ليبحثوا الأخبار التي حملها إليهم الحراس، ودفعوا لهم رشوة ليقولوا
إن تلاميذ المسيح سرقوا جسده من القبر بينما الحراس نيام. لقد زادت خطية الرؤساء
لأن قيامة المسيح كانت بقوة الروح القدس، ونسبوها إلى السرقة، فصار عملهم هذا
تجديفاً على الروح القدس، مثلما فعلوه لما نسبوا قوة المسيح في المعجزات إلى
الشياطين. وماذا يُقال عن هؤلاء الذين كرروا قولهم للمسيح إنهم يؤمنون به إنْ
أعطاهم آية من السماء. فأيّةُ آيةٍ من السماء أعظم من آية قيامته وما رافقها من
الآيات الفائقة؟ وأي معجزة أعظم: أن ينزل عن الصليب وهو حي كما طلبوا منه، أو أن
يقوم من القبر في اليوم الثالث بعد موته؟

 

لو
كان الإيمان متوقّفاً على البراهين لآمنوا لا محالة، لأن البراهين كانت متواصلة
ومتزايدة مدة الثلاث سنين، حتى انتهت بأعظمها وهي قيامته. ألَمْ يقل المسيح في
مَثَل الغني ولعازر إن الذين لا يؤمنون بواسطة الكتب المقدسة، لا يؤمنون ولو قام
واحد من الأموات؟ (لوقا 16: 31) فليس الإيمان ثمر البراهين وحدها، لأن الإيمان
الخلاصي أول وقبل كل شيء هبة إلهية، وعلى ذلك فإنه يتوقف على حالة القلب ومدى
استعداده لقبول الهبة. والمنطق وحده مهما كان دقيقاً وصادقاً لا يوصّل إلى السماء.
فلا يتوهم صاحب البراهين الدامغة أنه يربح النفوس بمجرد الجدال، مهما كانت معارفه
سامية ولسانه طلِقاً في البيان.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى