علم المسيح

قد أُكمل



قد أُكمل

قد أُكمل

 

بعد
أن شرب المسيح الخل قال كلمته السادسة: «قد أُكمل». أعلن أنه أكمل أهمَّ حوادث
التاريخ البشري في كل عصوره، وهو عمل الفداء الذي به تمَّت المصالحة بين الإله
القدوس والبشر الخطاة. «لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ ٱلْمِلْءِ،
وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ ٱلْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً ٱلصُّلْحَ
بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ مَا عَلَى ٱلأَرْضِ أَمْ
مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ. وَأَنْتُمُ ٱلَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً
أَجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي ٱلْفِكْرِ، فِي ٱلأَعْمَالِ
ٱلشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ ٱلآنَ فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ
بِٱلْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلا لَوْمٍ وَلا شَكْوَى
أَمَامَهُ» (كولوسي 1: 19-22). قد أكمل النظام الموسوي مع رموزه من كبيرها إلى
صغيرها، وانتهى العهد القديم في العهد الجديد. «ٱلأَشْيَاءُ
ٱلْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا ٱلْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً» (2
كورنثوس 5: 17) قد أكمل سَيْر الإِله المتأنس بين الناس. ومن الآن فصاعداً لم يعد
يخالط البشر كما كان يفعل، بل يظهر ظهوراتٍ متقطِّعةً فقط في جسد مجده الجديد أمام
تلاميذه الأولين، ثم بعد قليل يتوارى تماماً عن أبصار العالم إلى يوم مجيئه الثاني
المجيد.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى