علم المسيح

المسيح يهتمّ بأمه العذراء



المسيح يهتمّ بأمه العذراء

المسيح يهتمّ بأمه
العذراء

 

«وَكَانَتْ
وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ
كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ ٱلْمَجْدَلِيَّةُ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ،
وَٱلتِّلْمِيذَ ٱلَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفاً، قَالَ لأُمِّهِ:
«يَا ٱمْرَأَةُ، هُوَذَا ٱبْنُكِ». ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ:
«هُوَذَا أُمُّكَ». وَمِنْ تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ أَخَذَهَا ٱلتِّلْمِيذُ
إِلَى خَاصَّتِهِ» (يوحنا 19: 25-27).

 

مقالات ذات صلة

وجَّه
المسيح كلمته الأولى على الصليب إلى أبيه لأجل صالبيه. وجّه كلمته الثانية إلى
تلميذه الجديد اللص التائب. ووجَّه كلمته الثالثة، وهي الأخيرة التي تختصُّ بغيره
من البشر، إلى أمه مريم التي يجوز في نفسها السيف الذي أنبأها به سمعان الشيخ منذ
ثلاث وثلاثين سنة، لما أخذ طفلها على ذراعيه (لوقا 2: 35). كان منظر مريم العذراء،
هذه الأم الحزينة التي بلغ عمرها لا أقل من خمسين سنة، وهي غارقة بالدموع السخينة،
منظراً مؤثراً جداً. وحقاً لا يمكن أن يعرف إلا العليمُ سبحانه مقدار حزنها المفرط
في هذه الساعة الهائلة. فانصباب المسيح على مقاصده الروحية الفائقة، واحتماله كل
آلامه الروحية والجسدية، لم يشغلاه عن الاهتمام الحبي بحاجات هذه الوالدة المقدسة،
حتى الجسدية منها.

 

نظر
المسيح إليها بالحنان البنوي، وأومأ برأسه إلى يوحنا الواقف بجانبها وقال: «هوذا
ابنك». ثم قال ليوحنا: «هوذا أمك» لعِلْمه أن هذا الرسول الأمين المحب الغيور،
يقوم بالخدمة البنوية نحوها في كل ما يجب، أفضل مما يفعل إخوته وأخواته، فاختاره
وخصَّه بهذا الشرف العظيم. وفي كل هذا العمل نفى المسيح أن الذي يتخصّص لخدمة
الدين يجوز له أن يستعفي من الاهتمام بحاجات عائلته الجسدية. فمن تلك الساعة أخذها
يوحنا إلى خاصته. ومِنْ عدم ذكرها مع النساء اللواتي حضرن إنزال المسيح عن الصليب
ودفْنه، نستدلُّ أن المسيح أمر يوحنا أن يأخذها حالاً من ذلك الموقف القاسي،
ليحميها من مشاهدة حوادث تسليمه الروح وإنزاله عن الصليب، ثم وضعه في القبر.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى