علم المسيح

زمن خراب أورشليم



زمن خراب أورشليم

زمن خراب أورشليم

 

«فَمِنْ
شَجَرَةِ ٱلتِّينِ تَعَلَّمُوا ٱلْمَثَلَ: مَتَى صَارَ غُصْنُهَا
رَخْصاً وَأَخْرَجَتْ أَوْرَاقاً، تَعْلَمُونَ أَنَّ ٱلصَّيْفَ قَرِيبٌ.
هٰكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً، مَتَى رَأَيْتُمْ هٰذِهِ ٱلأَشْيَاءَ
صَائِرَةً، فَٱعْلَمُوا أَنَّهُ قَرِيبٌ عَلَى ٱلأَبْوَابِ. اَلْحَقَّ
أَقُولُ لَكُمْ: لا يَمْضِي هٰذَا ٱلْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ
هٰذَا كُلُّهُ. اَلسَّمَاءُ وَٱلأَرْضُ تَزُولانِ، وَلٰكِنَّ
كَلامِي لا يَزُولُ. وَأَمَّا ذٰلِكَ ٱلْيَوْمُ وَتِلْكَ ٱلسَّاعَةُ
فَلا يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلا ٱلْمَلائِكَةُ ٱلَّذِينَ فِي
ٱلسَّمَاءِ، وَلا ٱلٱبْنُ، إِلا ٱلآبُ. اُنْظُرُوا!
اِسْهَرُوا وَصَلُّوا، لأَنَّكُمْ لا تَعْلَمُونَ مَتَى يَكُونُ ٱلْوَقْتُ»
(مرقس 13: 28-33).

 

عندما
ذكر المسيح خراب هيكل أورشليم، سأله تلاميذه: «متى يكون هذا؟» ثم سألوه: «وما هي
العلامة التي عندها يتم جميع هذا؟».

 

وجاوب
المسيح على السؤال الثاني، فأخبرهم عن العلامات، ثم أجاب على السؤال الأول عن
الوقت. قال المسيح: «حين تُخرِج شجرة التين أوراقها، تعلمون أن الصيف قريب، وهكذا
عندما ترون العلامات التي ذكرتُها، تعلمون أن الوقت قريب على الأبواب. «لا يمضي
هذا الجيل حتى يكون هذا كله». وقد رأى كثيرون من المسيحيين خراب أورشليم في
حياتهم. وأراد المسيح أن يؤكد الأمر لتلاميذه فقال: «السماء والأرض تزولان ولكن
كلامي لا يزول».

 

هنا
يتكلم المسيح عن وقت خراب أورشليم بالتقريب. أما اليوم والساعة فإن أحداً لا يعرفهما
إلا الآب السماوي. لا الملائكة في السماء، ولا ابن الإنسان.

 

ولا
بد أن تسأل: كيف لا يعرف المسيح؟

 

والإجابة:
إن المسيح هو اللّه الذي ظهر في الجسد (1 تيموثاوس 3: 16) فهو إله كامل وإنسان
كامل.. والمسيح ابن الإنسان قد أخلى نفسه وأخذ صورة عبد وصار في شبه الناس. وإذ
أخلى نفسه لم يعرف اليوم ولا الساعة التي يكون فيها خراب أورشليم. المسيح الإله
يعرف كل شيء، لكن المسيح الإنسان لا يعرف اليوم ولا الساعة.

 

ونحن
أمام شخص المسيح نقف باحترام كامل، لأننا لا نعرف كيف يكون هذا، لكننا نؤمن به،
لأنه هو بنفسه الذي قال هذا. «وَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَسُوعُ
رَبٌّ» إِلا بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ» (1 كورنثوس 12: 3).

 

وختم
المسيح كلامه للتلاميذ بقوله: «انظروا! اسهروا وصلّوا لأنكم لا تعلمون متى يكون
الوقت».

 

 اسهروا

«كَأَنَّمَا
إِنْسَانٌ مُسَافِرٌ تَرَكَ بَيْتَهُ، وَأَعْطَى عَبِيدَهُ ٱلسُّلْطَانَ،
وَلِكُلِّ وَاحِدٍ عَمَلَهُ، وَأَوْصَى ٱلْبَوَّابَ أَنْ يَسْهَرَ.
اِسْهَرُوا إِذاً لأَنَّكُمْ لا تَعْلَمُونَ مَتَى يَأْتِي رَبُّ ٱلْبَيْتِ،
أَمَسَاءً، أَمْ نِصْفَ ٱللَّيْلِ، أَمْ صِيَاحَ ٱلدِّيكِ، أَمْ
صَبَاحاً. لِئَلا يَأْتِيَ بَغْتَةً فَيَجِدَكُمْ نِيَاماً! وَمَا أَقُولُهُ
لَكُمْ أَقُولُهُ لِلْجَمِيعِ: ٱسْهَرُوا» (مرقس 13: 34-37).

 

تكلم
المسيح عن خراب أورشليم، ثم تكلم عن مجيئه ثانية. وفي وقت لا يعرفه أحد يتم ما
تكلم عنه السيد المسيح. ولذلك فإن ما أقوله لكم أقوله للجميع: اسهروا.

 

ثم
ضرب المسيح مثلاً: قال فيه: إن رجلاً مسافراً ترك بيته وأعطى عبيده أعمالاً، وأوصى
البواب أن يسهر. والعبيد لا يعلمون متى يعود رب البيت.

 

كان
الليل مقسوماً إلى أربعة أقسام، كل قسم منها ثلاث ساعات. القسم الأول هو المساء،
والثاني هو نصف الليل، والثالث هو صياح الديك، والرابع هو الصباح. ولا يعلم العبيد
في أي قسم من أقسام الليل يأتي سيدهم.

 

عزيزي
القارئ، ما هو العمل الذي كلفك اللّه به؟ كيف تتصرف كزوج وكأب في البيت؟ ما هو
سلوكك وسط زملائك في العمل؟ لا تنْسَ أن «لكل واحد عمله» – ما هو العمل المطلوب
منك، هل تعمله بأمانة؟ نحن اليوم نعلم أن المسيح آت، ولكننا لا نعلم اليوم ولا
الساعة، ويقول لنا المسيح: «اسهروا» لأن العدو يحيط بكم من داخلكم ومن خارجكم.
اسهروا لأن عليكم مسئولية في خدمة اللّه. إسهروا لأنه بعد سهر قصير يأتي ربكم
ويكافئكم. أرجو أنه عندما يجيء المسيح يجدنا ساهرين.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى