علم المسيح

تعاليم المسيح عن الأكل في ملكوت السماوات



تعاليم المسيح عن الأكل في ملكوت السماوات

تعاليم المسيح عن
الأكل في ملكوت السماوات

 

«فَلَمَّا
سَمِعَ ذٰلِكَ وَاحِدٌ مِنَ ٱلْمُتَّكِئِينَ قَالَ لَهُ: «طُوبَى
لِمَنْ يَأْكُلُ خُبْزاً فِي مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ». فَقَالَ لَهُ:
«إِنْسَانٌ صَنَعَ عَشَاءً عَظِيماً وَدَعَا كَثِيرِينَ، وَأَرْسَلَ عَبْدَهُ فِي سَاعَةِ
ٱلْعَشَاءِ لِيَقُولَ لِلْمَدْعُّوِينَ: تَعَالَوْا لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ
قَدْ أُعِدَّ. فَٱبْتَدَأَ ٱلْجَمِيعُ بِرَأْيٍ وَاحِدٍ
يَسْتَعْفُونَ. قَالَ لَهُ ٱلأَوَّلُ: إِنِّي ٱشْتَرَيْتُ حَقْلاً،
وَأَنَا مُضْطَرٌّ أَنْ أَخْرُجَ وَأَنْظُرَهُ. أَسْأَلُكَ أَنْ تُعْفِيَنِي.
وَقَالَ آخَرُ: إِنِّي ٱشْتَرَيْتُ خَمْسَةَ أَزْوَاجِ بَقَرٍ، وَأَنَا
مَاضٍ لأَمْتَحِنَهَا. أَسْأَلُكَ أَنْ تُعْفِيَنِي. وَقَالَ آخَرُ: إِنِّي
تَزَوَّجْتُ بِٱمْرَأَةٍ، فَلِذٰلِكَ لا أَقْدِرُ أَنْ أَجِيءَ.
فَأَتَى ذٰلِكَ ٱلْعَبْدُ وَأَخْبَرَ سَيِّدَهُ بِذٰلِكَ.
حِينَئِذٍ غَضِبَ رَبُّ ٱلْبَيْتِ، وَقَالَ لِعَبْدِهِ: ٱخْرُجْ
عَاجِلاً إِلَى شَوَارِعِ ٱلْمَدِينَةِ وَأَزِقَّتِهَا، وَأَدْخِلْ إِلَى
هُنَا ٱلْمَسَاكِينَ وَٱلْجُدْعَ وَٱلْعُرْجَ وَٱلْعُمْيَ.
فَقَالَ ٱلْعَبْدُ: يَا سَيِّدُ، قَدْ صَارَ كَمَا أَمَرْتَ، وَيُوجَدُ
أَيْضاً مَكَانٌ. فَقَالَ ٱلسَّيِّدُ لِلْعَبْدِ: ٱخْرُجْ إِلَى
ٱلطُّرُقِ وَٱلسِّيَاجَاتِ وَأَلْزِمْهُمْ بِٱلدُّخُولِ حَتَّى
يَمْتَلِئَ بَيْتِي، لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لَيْسَ وَاحِدٌ مِنْ أُولٰئِكَ
ٱلرِّجَالِ ٱلْمَدْعُّوِينَ يَذُوقُ عَشَائِي» (لوقا 14: 15-24).

 

علق
أحد الحاضرين على تعليم المسيح عن الولائم، وقال: «طوبى لمن يأكل خبزاً في ملكوت
الله». حاسباً نفسه من هؤلاء المطوَّبين. فقدَّم المسيح مثلاً اتّخذ فيه الوليمة
رمزاً إلى الدين، لأن الدين الحقّ يغذي النفوس ويلذُّ لها، ولأن الله يقدّمه للناس
مجاناً، ولأنه يترك للمدعوين تمام الحرية بقبول الدعوة أو رفضها، ولأنه يجمع كل
الذين يلبُّون الدعوة. تحدث المسيح في المثل عن إنسان شريف دعا أشخاصاً إلى عشاء
عظيم في بيته، فقدّموا أعذاراً مختلفة، وتأخروا عن العشاء.

 

هكذا
يوجِّه الله الدعوة للمتديّنين، لكن لأنهم رفضوا دعوته فإنه يوجهها إلى العشارين
والخطاة. وهؤلاء يشبهون أهل الشوارع والأزقة في مدينة الملك. ولما كان عشاؤه يكفي
كثيرين، فإنه يعمّم الدعوة إلى الذين في الطرق والسياجات خارج المدينة – أي الشعوب
الوثنية، فيقبلون ما رفضه رجال الدين اليهود، ويجدون طريقهم إلى التوبة والإيمان.

 

شبَّه
المسيح رؤساء الدين بالذي يقول: «اشتريتُ حقلاً وأنا مضطرٌّ أن أخرج وأنظره. أسألك
أن تعفيني». ثم بآخر يقول: «اشتريت خمسة أزواج بقر، وأنا ماض لأمتحنها. أسألك أن
تعفيني». وبثالث يقول: «إني تزوجت بامرأة، فلذلك لا اقدر أن أجيء» (إن أعفيتني أو
إن لم تعفني). فالاعتذار الباطل في الدين هو اصطلاح قديم ومنتشر كثيراً ومُهْلك.
وقد وضَّح المسيح غضب الله من الأعذار على أنواعها، لأنها تدل على الاستخفاف
بدعوته الإلهية لوليمة الخلاص، وعلى غباوتهم الفائقة لأنهم وضعوا أرباح الدنيا
قَبْل أرباح السماء، وظنوا أن أعذارهم تفيدهم، وأن الباب يبقى مفتوحاً لهم إن أتوا
متأخرين.

 

عزيزي
القارئ، هل وصلتك دعوة المسيح إلى وليمة محبته لتجد فيها شبع نفسك؟ إنه يريدك أن
تتعشى معه وهو معك (رؤيا 3: 20).

فهل
تقبل الدعوة؟ هل تفتح له باب قلبك؟

اترك
الأعذار، ومتِّع نفسك معه بالشبع العظيم.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى