علم المسيح

تعاليم المسيح عن دعوة المساكين



تعاليم المسيح عن دعوة المساكين

تعاليم المسيح عن
دعوة المساكين

 

«وَإِذْ
جَاءَ إِلَى بَيْتِ أَحَدِ رُؤَسَاءِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ فِي ٱلسَّبْتِ
لِيَأْكُلَ خُبْزاً، كَانُوا يُرَاقِبُونَهُ. وَإِذَا إِنْسَانٌ مُسْتَسْقٍ كَانَ
قُدَّامَهُ. فَسَأَلَ يَسُوعُ ٱلنَّامُوسِيِّينَ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ:
«هَلْ يَحِلُّ ٱلإِبْرَاءُ فِي ٱلسَّبْتِ؟» فَسَكَتُوا. فَأَمْسَكَهُ
وَأَبْرَأَهُ وَأَطْلَقَهُ. ثُمَّ أَجَابَهُمْ وَقَالَ: «مَنْ مِنْكُمْ يَسْقُطُ
حِمَارُهُ أَوْ ثَوْرُهُ فِي بِئْرٍ وَلا يَنْشِلُهُ حَالاً فِي يَوْمِ
ٱلسَّبْتِ؟» فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُجِيبُوهُ عَنْ ذٰلِكَ. وَقَالَ
لِلْمَدْعُوِّينَ مَثَلاً، وَهُوَ يُلاحِظُ كَيْفَ ٱخْتَارُوا
ٱلْمُتَّكَآتِ ٱلْأُولَى: «مَتَى دُعِيتَ مِنْ أَحَدٍ إِلَى عُرْسٍ
فَلا تَتَّكِئْ فِي ٱلْمُتَّكَإِ ٱلأَوَّلِ، لَعَلَّ أَكْرَمَ مِنْكَ
يَكُونُ قَدْ دُعِيَ مِنْهُ. فَيَأْتِيَ ٱلَّذِي دَعَاكَ وَإِيَّاهُ
وَيَقُولَ لَكَ: أَعْطِ مَكَاناً لِهٰذَا. فَحِينَئِذٍ تَبْتَدِئُ بِخَجَلٍ
تَأْخُذُ ٱلْمَوْضِعَ ٱلأَخِيرَ. بَلْ مَتَى دُعِيتَ فَٱذْهَبْ
وَاتَّكِئْ فِي ٱلْمَوْضِعِ ٱلأَخِيرِ، حَتَّى إِذَا جَاءَ ٱلَّذِي
دَعَاكَ يَقُولُ لَكَ: يَا صَدِيقُ، ٱرْتَفِعْ إِلَى فَوْقُ. حِينَئِذٍ
يَكُونُ لَكَ مَجْدٌ أَمَامَ ٱلْمُتَّكِئِينَ مَعَكَ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ
يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ». وَقَالَ أَيْضاً
لِلَّذِي دَعَاهُ: «إِذَا صَنَعْتَ غَدَاءً أَوْ عَشَاءً فَلا تَدْعُ أَصْدِقَاءَكَ
وَلا إِخْوَتَكَ وَلا أَقْرِبَاءَكَ وَلا ٱلْجِيرَانَ ٱلأَغْنِيَاءَ،
لِئَلا يَدْعُوكَ هُمْ أَيْضاً، فَتَكُونَ لَكَ مُكَافَاةٌ. بَلْ إِذَا صَنَعْتَ
ضِيَافَةً فَٱدْعُ ٱلْمَسَاكِينَ: ٱلْجُدْعَ، ٱلْعُرْجَ، ٱلْعُمْيَ،
فَيَكُونَ لَكَ ٱلطُّوبَى إِذْ لَيْسَ لَهُمْ حَتَّى يُكَافُوكَ، لأَنَّكَ
تُكَافَى فِي قِيَامَةِ ٱلأَبْرَارِ» (لوقا 14: 1-14).

 

دعا
أحد الفريسيين المسيح ليتناول الطعام في بيته في يوم سبت. ولم تكن الدعوة عن حب
وإخلاص، ولكن المسيح المتواضع المتسامح قبلها.

 

وصادف
المسيح في هذا البيت رجلاً مريضاً بالاستسقاء، فسأل الذين كانوا يراقبونه: «هل يحل
الإبراء في السبت؟» فتحيَّروا لأنهم إن قالوا: «نعم»، يكونون قد فتحوا له باباً
لفعل المعجزة، ولا يمكنهم أن ينتقدوه عليها، فيزيد تعلُّق الشعب به وبتعليمه. وإن
قالوا «لا» يخجلهم من كتبهم كما فعل سابقاً، فسكتوا. فأبرأ المستسقي وأطلقه. ثم
بكّت مقاوميه مرة أخرى على أفكارهم السرية في انتقادهم عمله في السبت.

 

وإذ
لاحظ المسيح كيف تسابق ضيوف هذا الفريسي أثناء الوليمة إلى المتكأ الأول على
المائدة، الذي هو الأشرف حسب اصطلاحهم، بنى على ذلك تعليمه أن «كل من يرفع نفسه
يتضع، ومن يضع نفسه يرتفع». ونصح الحاضرين أن لا يعرّض أحدهم نفسه للخجل باختياره
الموضع الأول. فالتعظُّم ذميم، والتواضع باب الكرامة الحقيقية.

 

ثم
التفت المسيح إلى صاحب البيت وذكّره أن الذي يدعو أصحابه والأغنياء من جيرانه
ليأكلوا عنده ينال مكافأته في هذه الدنيا، لأنهم فيما بعد يدْعُونه إلى موائدهم.
أما الذي يريد المكافأة في قيامة الأبرار فعليه أن يدعو ويطعم أهل الفاقة والذل،
فالفضل الحقيقي الذي يسخو لمجرد حبه لربه ولبني جنسه، دون نظر إلى العَوَض، لا في
هذه الدنيا ولا في الآخرة. والإكرام الإلهي مضمون لمثل هذا.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى