علم المسيح

تعاليم المسيح عن التوبة



تعاليم المسيح عن التوبة

تعاليم المسيح عن
التوبة

 

«وَقَالَ
هٰذَا ٱلْمَثَلَ: «كَانَتْ لِوَاحِدٍ شَجَرَةُ تِينٍ مَغْرُوسَةٌ فِي
كَرْمِهِ، فَأَتَى يَطْلُبُ فِيهَا ثَمَراً وَلَمْ يَجِدْ. فَقَالَ لِلْكَرَّامِ:
هُوَذَا ثَلاثُ سِنِينَ آتِي أَطْلُبُ ثَمَراً فِي هٰذِهِ ٱلتِّينَةِ
وَلَمْ أَجِدْ. اِقْطَعْهَا. لِمَاذَا تُبَطِّلُ ٱلأَرْضَ أَيْضاً؟
فَأَجَابَ: يَا سَيِّدُ، ٱتْرُكْهَا هٰذِهِ ٱلسَّنَةَ أَيْضاً،
حَتَّى أَنْقُبَ حَوْلَهَا وَأَضَعَ زِبْلاً. فَإِنْ صَنَعَتْ ثَمَراً، وَإِلا
فَفِيمَا بَعْدُ تَقْطَعُهَا» (لوقا 13: 6-9).

 

أظهر
المسيح أيضاً في خطابه إنه أتى إلى العالم بتعاليم هي كنار تحرق أشواك الأباطيل
والمتمسّكين بها، لأنه متى جاء النور إلى العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور،
لا بد من الخصام بين أنصار النور وأنصار الظلام. لأن من طبيعة أنصار الظلام
الخصام. فحيثما يكون الكل ظلاماً أو الكل نوراً، فلا خصام. أما متى أقبل النور على
الظلام، فإن الظلام يهاجمه فيحدث الانقسام، فالانقسام إذاً نتيجة حتمية لمجيء
المسيح لبث تعاليمه.

 

ثم
شبَّه المسيح أمته اليهودية بشجرة تين قُضي عليها لعدم إثمارها، وأمر بقطعها لأنها
تعطل الأرض. وشبَّه الخالق سبحانه بصاحب الكرم، وشبَّه المسيح نفسه بالكرَّام. فهو
الوسيط بين الله أبيه والناس الخطاة، يستدرك الغضب الإلهي الذي استحقوه لعدم
إتيانهم بالأثمار الصالحة، ولتعطيلهم الأرض بقدوتهم الشريرة بين الأمم، ويسترحم
الصبر الإلهي عليهم حتى يتمَّ ما يقصده لخلاصهم. يعترف بأن الله صبر عليها ثلاث
سنين، بينما كان هو يعلّمهم ويخدمهم بطرق متنوعة. ولم تبْقَ له غير واسطة وحيدة
وأخيرة يقدمها لعلهم بسببها يتوبون، وهي أنه يقدم ذاته أمام عيونهم ذبيحة إثم عنهم،
فإن قبلوا هذه الواسطة يسلمون، وإلا فيُقطعون. وقد تدوَّنت على صفحات التاريخ بعد
صعود المسيح، الخاتمة المحزنة لِما صوَّره المسيح في هذا المثَل الذي تمَّ به كلام
المعمدان لما قال: «وَٱلآنَ قَدْ وُضِعَتِ ٱلْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ
ٱلشَّجَرِ، فَكُلُّ شَجَرَةٍ لا تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ
وَتُلْقَى فِي ٱلنَّارِ» (متى 3: 10).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى