علم المسيح

تعاليم المسيح عن الصلاة



تعاليم المسيح عن الصلاة

تعاليم المسيح عن
الصلاة

 

«وَإِذْ
كَانَ يُصَلِّي فِي مَوْضِعٍ، لَمَّا فَرَغَ، قَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلامِيذِهِ:
«يَا رَبُّ، عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّيَ كَمَا عَلَّمَ يُوحَنَّا أَيْضاً
تَلامِيذَهُ». فَقَالَ لَهُمْ: «مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا: أَبَانَا
ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ، لِيَأْتِ
مَلَكُوتُكَ، لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذٰلِكَ
عَلَى ٱلأَرْضِ. خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ،
وَٱغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضاً نَغْفِرُ لِكُلِّ
مَنْ يُذْنِبُ إِلَيْنَا، وَلا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لٰكِنْ نَجِّنَا
مِنَ ٱلشِّرِّيرِ». ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «مَنْ مِنْكُمْ يَكُونُ لَهُ
صَدِيقٌ، وَيَمْضِي إِلَيْهِ نِصْفَ ٱللَّيْلِ وَيَقُولُ لَهُ: يَا صَدِيقُ
أَقْرِضْنِي ثَلاثَةَ أَرْغِفَةٍ، لأَنَّ صَدِيقاً لِي جَاءَنِي مِنْ سَفَرٍ،
وَلَيْسَ لِي مَا أُقَدِّمُ لَهُ. فَيُجِيبَ ذٰلِكَ مِنْ دَاخِلٍ وَيَقُولَ:
لا تُزْعِجْنِي! اَلْبَابُ مُغْلَقٌ ٱلآنَ، وَأَوْلادِي مَعِي فِي
ٱلْفِرَاشِ. لا أَقْدِرُ أَنْ أَقُومَ وَأُعْطِيَكَ. أَقُولُ لَكُمْ: وَإِنْ
كَانَ لا يَقُومُ وَيُعْطِيهِ لِكَوْنِهِ صَدِيقَهُ، فَإِنَّهُ مِنْ أَجْلِ
لَجَاجَتِهِ يَقُومُ وَيُعْطِيهِ قَدْرَ مَا يَحْتَاجُ. وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ:
ٱسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ.
لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ
يُفْتَحُ لَهُ. فَمَنْ مِنْكُمْ، وَهُوَ أَبٌ، يَسْأَلُهُ ٱبْنُهُ خُبْزاً،
أَفَيُعْطِيهِ حَجَراً؟ أَوْ سَمَكَةً، أَفَيُعْطِيهِ حَيَّةً بَدَلَ
ٱلسَّمَكَةِ؟ أَوْ إِذَا سَأَلَهُ بَيْضَةً، أَفَيُعْطِيهِ عَقْرَباً؟
فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلادَكُمْ
عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ ٱلآبُ ٱلَّذِي مِنَ
ٱلسَّمَاءِ، يُعْطِي ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ لِلَّذِينَ
يَسْأَلُونَهُ!» (لوقا 11: 1-13).

 

في
ذات مرة، لما فرغ المسيح من الصلاة طلب منه أحد تلاميذه أن يعلِّمهم الصلاة كما
فعل المعمدان، فأجابه المسيح بتكرار الصلاة الربانية، مختلفة قليلاً عن صورتها في
موعظته على الجبل. وأردف هذه الصورة بمَثَل الصديق الذي يأتي ليلاً ليقترض من
صديقه خبزاً، ولا ينجح أولاً. ولكنه ينجح أخيراً بسبب إلحاحه ولجاجته. وبنى على
هذا المثل نصيحته الشهيرة: «اسألوا تُعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يُفتح لكم». أي
أولاً سؤال بسيط. وإن لم يكف فأقوى منه: أي طلب. وإن فشل الطلب فالقرع. فما نُعطاه
فوراً هو خير. وما نجده بعد الطلب هو خير أعظم. وما نناله بعد القرع هو كمال
الخير.

 

ثم
أوضح المسيح علاقة المؤمنين البنوية مع الله. فهذه تضمن لهم نوال الخير منه. إذ
يستحيل أن يمنعه عن الذين يحبهم كأولاده. طالما الأب هو بشر لا يخدع ولده ولا
يتأخر عنه، فكيف يمكن أن الآب السماوي الكامل يخدع أو يتأخر؟ ولا سيما إن طلب منه
أولاده عطية الروح القدس، أثمن عطاياه.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى