علم المسيح

شهادة السماء لابن الله



شهادة السماء لابن الله

شهادة السماء لابن
الله

 

في
الأسبوع الماضي وافق المسيح على شهادتهم أنه ابن الله وليس ابن الإنسان فقط. فالآن
يثبت صوتٌ من السماء تلك الشهادة. فصار برهاناً حسيّاً كاملاً على ما شهدته عيونهم
وسمعته آذانهم على هذا الجبل. فهل بقي مكانٌ بعد للشك؟ لما جاهر هؤلاء فيما بعد
بهذه الحقيقة أسندوا تأكُّدهم منها إلى هذا الحادث الفريد.

 

مقالات ذات صلة

أخذ
التلاميذ من الصوت السماوي درساً مهماً جداً، وهو أن الاهتمام الأعظم يجب أن ينصرف
إلى نوال الرضى الإلهي لا البشري، وكل من نال الرضى الإلهي لا يبالي بغيظ البشر،
حتى أعظمهم، ولا بمقاومتهم حتى أمرّها! في قول الصوت «له اسمعوا» أتاهم تصديق على
ما فعلوه من عدم استماعهم لرؤساء الكتبة والفريسيين ورؤساء الكهنة، وعلى إصغائهم
إلى المسيح بدلاً منهم. ومع وجود موسى وإيليا معهم لم يكن الأمر الإلهي «لهما
اسمعوا». أفلا يرنَّ في مسمع كل مؤمن هذا الصوت الإلهي القائل عن المسيح: «له
اسمعوا». فيجعله يعدل عن الإصغاء إلى التعليم البشري، ما لم يكن ذلك التعليم صدى
لتعليم المعلم الإلهي!

 

وبينما
كان هؤلاء الثلاثة ساقطين على وجوههم خوفاً، ارتفعت السحابة نقلت موسى وإيليا
رجوعاً إلى السماء، إذْ قد أتمَّا رسالتهما. فلم تؤيد السماء احتفاء التلاميذ
الثلاثة بهما، بل كان الصوت الذي أمرهم أن يسمعوا للابن الحبيب بمثابة توبيخ لطيف
على تمسُّكهم بموسى وإيليا، كأنهم يربحون بوجودهما أكثر مما هم حاصلون عليه. وكأن
الصوت يقول لهم: إن مستقبلكم لا يرتبط بالذين لا يدومون معكم، مثل موسى وإيليا، بل
بالذي هو رفيقكم الدائم، وإن كنتم لستم تعرفون قيمته بعد.

 

لكنهم
لم يدروا بارتفاع السحابة وذهاب موسى وإيليا إلا بعد أن لمسهم المسيح وقال: «قوموا
ولا تخافوا» فرفعوا أعينهم ونظروا حولهم بغتة، ولم يروا إلا المسيح وحده معهم.
فنِعْمَ الخوف الذي تعقبه الطمأنينة من الله! ونِعم البصر الذي يحدق بالمسيح وحده،
كما جرى لبطرس ويعقوب ويوحنا في هذه الساعة المباركة. لم يروا إلا الذي هو الكل
وفي الكل، إذ ليست هناك حاجة إلى غيره، المخلِّص والشفيع وسيد حياتنا.

 

برهان
الخلود:

زال
كل شك بخصوص الخلود من أفكار التلاميذ بعد أن رأوا موسى وإيليا عياناً. ولما كان
الصدوقيون ينكرون الخلود والأرواح، كان هذا البرهان المناقض لأضاليلهم غاية في
الأهمية أمام الذين سيكونون معلمي الكنيسة المسيحية الجديدة. واستفاد التلاميذ
أيضاً أنه يوجد جسد ممجد مرتبط بالجسد الأرضي الأصلي، وغير مقيَّد بالقيود التي
كان مقيَّداً بها هنا في كل حركاته.

 

وقد
تبرهن للتلاميذ أيضاً أن الذين ماتوا في الإيمان ليسوا في حالة سُبات، بانتظار يوم
القيامة كما يزعم البعض، بل هم أمام العرش، مستعدون لخدمة الله ومقاصده، كما أنه
سيكون لجميع المؤمنين أجسادٌ مجيدة وراء القبر.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى