علم المسيح

معجزة إطعام أربعة آلاف وثني



معجزة إطعام أربعة آلاف وثني

معجزة إطعام أربعة
آلاف وثني

 

«فِي
تِلْكَ ٱلأَيَّامِ إِذْ كَانَ ٱلْجَمْعُ كَثِيراً جِدّاً، وَلَمْ
يَكُنْ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ، دَعَا يَسُوعُ تَلامِيذَهُ وَقَالَ لَهُمْ:
«إِنِّي أُشْفِقُ عَلَى ٱلْجَمْعِ، لأَنَّ ٱلآنَ لَهُمْ ثَلاثَةَ
أَيَّامٍ يَمْكُثُونَ مَعِي وَلَيْسَ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ. وَإِنْ صَرَفْتُهُمْ
إِلَى بُيُوتِهِمْ صَائِمِينَ يُخَوِّرُونَ فِي ٱلطَّرِيقِ، لأَنَّ قَوْماً
مِنْهُمْ جَاءُوا مِنْ بَعِيدٍ». فَأَجَابَهُ تَلامِيذُهُ: «مِنْ أَيْنَ
يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُشْبِعَ هٰؤُلاءِ خُبْزاً هُنَا فِي
ٱلْبَرِّيَّةِ؟» فَسَأَلَهُمْ: «كَمْ عِنْدَكُمْ مِنَ ٱلْخُبْزِ؟»
فَقَالُوا: «سَبْعَةٌ». فَأَمَرَ ٱلْجَمْعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى
ٱلأَرْضِ، وَأَخَذَ ٱلسَّبْعَ خُبْزَاتٍ وَشَكَرَ وَكَسَرَ وَأَعْطَى
تَلامِيذَهُ لِيُقَدِّمُوا، فَقَدَّمُوا إِلَى ٱلْجَمْعِ. وَكَانَ مَعَهُمْ
قَلِيلٌ مِنْ صِغَارِ ٱلسَّمَكِ، فَبَارَكَ وَقَالَ أَنْ يُقَدِّمُوا
هٰذِهِ أَيْضاً. فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا، ثُمَّ رَفَعُوا فَضَلاتِ
ٱلْكِسَرِ: سَبْعَةَ سِلالٍ. وَكَانَ ٱلآكِلُونَ نَحْوَ أَرْبَعَةِ
آلافٍ. ثُمَّ صَرَفَهُمْ» (مرقس 8: 1-9).

 

أجرى
المسيح معجزة إشباع خمسة آلاف نفس في الجليل – وأجرى معجزة أخرى لإشباع أربعة آلاف
نفس في دائرة ديكابوليس أي (المدن العشر) وهي من البلاد الوثنية.

 

اجتمع
الناس هناك من حول المسيح في البرية، وطال اجتماعهم به ثلاثة أيام حتى نفد الزاد،
لأن قوماً جاءوا من بعيد. فحمله إشفاقه على تكرار إشباع الجمهور بمعجزة. وإشفاق
المسيح هذا يرافق كل فرد من البشر من مهده إلى لحده. كان كلامه الحنون: «لست أريد
أن أصرفهم إلى بيوتهم صائمين لئلا يخوروا في الطريق». لا يسعنا إلا أن نستغرب
تكرار التلاميذ اعتذارهم بالعجز في صيف ذات السنة التي في ربيعها أشبع المسيح
جَمْعاً أكثر بشيء زهيد من الطعام. غير أن المسيح بكّتهم بعد قليل على نسيان
المعجزتين معاً وعدم استفادتهم منهما. فالشكوك الحاضرة تولّد نسيان المراحم
الماضية.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى