علم المسيح

معجزة شفاء الأصم الأعقد



معجزة شفاء الأصم الأعقد

معجزة شفاء الأصم
الأعقد

 

«وَجَاءُوا
إِلَيْهِ بِأَصَمَّ أَعْقَدَ، وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ.
فَأَخَذَهُ مِنْ بَيْنِ ٱلْجَمْعِ عَلَى نَاحِيَةٍ، وَوَضَعَ أَصَابِعَهُ
فِي أُذُنَيْهِ وَتَفَلَ وَلَمَسَ لِسَانَهُ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ ٱلسَّمَاءِ
وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ: «إِفَّثَا». أَيِ ٱنْفَتِحْ. وَلِلْوَقْتِ
ٱنْفَتَحَتْ أُذْنَاهُ، وَٱنْحَلَّ رِبَاطُ لِسَانِهِ، وَتَكَلَّمَ
مُسْتَقِيماً. فَأَوْصَاهُمْ أَنْ لا يَقُولُوا لأَحَدٍ. وَلٰكِنْ عَلَى
قَدْرِ مَا أَوْصَاهُمْ كَانُوا يُنَادُونَ أَكْثَرَ كَثِيراً. وَبُهِتُوا إِلَى
ٱلْغَايَةِ قَائِلِينَ: «إِنَّهُ عَمِلَ كُلَّ شَيْءٍ حَسَناً! جَعَلَ
ٱلصُّمَّ يَسْمَعُونَ وَٱلْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ» (مرقس 7: 32-37).

 

ورد
بتفصيل من بين حوادث الشفاء في صور وصيدا حادث شفاء أصم أعقد جاءوا به محمولاً،
إمَّا لعجزهم عن إفهامه ما يقصدونه له، أو لكونه مختل العقل أو معتل الجسم. فهذا
الأصم الأعقد لم يسمع كغيره من المسيح ولا عنه، فقصد المسيح أن يحرك فيه عاطفة
الإيمان الضرورية في كل عليل يشفيه. ولكي يكلمه كلاماً روحياً انفرد به عن الجمع،
ثم وضع أصابعه في أذنيه كأنه يفتح فيهما باباً للسمع. وتفل ولمس لسانه. بهذه
الحركات البسيطة أحيا فيه إيماناً جديداً، وأيّد مبدأ استعمال كل ما يمكن من
الوسائط الملائمة.

 

بقي
عليه تحويل أفكار هذا المسكين إلى الإله مصدر كل الخيرات، ليعلم مِنْ حيث يأتي
عونه. فرفع يسوع نظره نحو السماء (مظهراً بذلك تعلُّقه الكامل بالآب) و «أنَّ» –
لعله جمع في أنّته أنين الخلق أجمع، ورفع شاكياً مصائبهم التي لا تُحصى إلى الآب
السماوي، طالباً منه الرحمة لجميع المصابين بالعلل الجسدية، لأنه هو الذي قيل عنه
«فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ» (إشعياء 63: 9). ثم أمر العليل بلغته الأرامية
قائلاً: «إفّثا» أي «انفتح» فانحلَّ رباط لسانه وتكلم مستقيماً. فتمَّ قول النبي
«آذَانُ ٱلصُّمِّ تَتَفَتَّحُ» (إشعياء 35: 5).

 

كانت
مناظر الشفاء جديدة عند أكثر هذا الجمهور، وعرفوا أن المسيح من بني إسرائيل وليس
وثنياً نظيرهم. وأن آلهتهم التي كانوا يفتخرون بها ويتكلون عليها لا تستطيع شيئاً
من هذا الذي كان المسيح يصنعه. فلذلك عندما «تعجبوا وبُهتوا للغاية» صاروا يمجدون
المسيح قائلين: «إنه عمل كل شيء حسناً». وهذه الشهادة إنه يعمل كل شيء حسناً
يقدمها الملايين من الناس الذين على توالي الأجيال والقرون، يأتون إليه ويتخذونه
لأنفسهم المخلص والمدبّر في حياتهم اليومية.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى