علم المسيح

المسيح يرسل الإثني عشر للكرازة



المسيح يرسل الإثني عشر للكرازة

المسيح يرسل الإثني
عشر للكرازة

 

«وَكَانَ
يَسُوعُ يَطُوفُ ٱلْمُدُنَ كُلَّهَا وَٱلْقُرَى يُعَلِّمُ فِي
مَجَامِعِهَا، وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ
وَكُلَّ ضُعْفٍ فِي ٱلشَّعْبِ. وَلَمَّا رَأَى ٱلْجُمُوعَ تَحَنَّنَ
عَلَيْهِمْ، إِذْ كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَغَنَمٍ لا رَاعِيَ
لَهَا. حِينَئِذٍ قَالَ لِتَلامِيذِهِ: «ٱلْحَصَادُ كَثِيرٌ وَلٰكِنَّ
ٱلْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. فَٱطْلُبُوا مِنْ رَبِّ ٱلْحَصَادِ
أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ» (متى 9: 35-38).

 

ترك
المسيح الناصرة، وأخذ يطوف المدن والقرى في خدمته المتنوّعة يكرز بالبشارة، ويعلّم
في المجامع، ويشفي المرضى. وساءه حال الشعب فشبّهه بقطيع غنمٍ لا راعيَ لها، إذْ
كان لهم رعاة اسماً لا فعلاً. هم في الحقيقة «أجْرَى لا يبالون بالخراف» فلا
يقودونهم إلى المراعي الخضر وإلى مياه الراحة. إلى هذه الخراف التعيسة جاء «الراعي
الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف» وتحنّن لما رأى شقاءها.

 

وبناءً
على إثمار مساعي المسيح في تدريب تلاميذه وجَعْلهم أهلاً لأن يشتركوا في هذه
الخدمة الشريفة دعا الاثني عشر وابتدأ يرسلهم اثنين اثنين، لأن تمرينهم على العمل
بعد تمرينهم في التعليم صار ضرورياً للغاية. فألهمهم أولاً بقوله: «الحصاد كثير
ولكن الفعلة قليلون». وأفهمهم أن الفعلة لا يكونون إلا مرسَلين من رب الحصاد، الذي
يرسلهم استجابة للصلاة.

 

لا بد
من استعداد الرعاة الروحيين لعملهم، فعليهم أن يتطوعوا أولاً، ثم يختارهم أصحاب
الكلمة والحق في ذلك. ولكن بعد التطوُّع، واختيار الناس لهم، لا تنجح خدمتهم إلا
إذا كان المرسِل الحقيقي لهم هو روح اللّه. فلا يتوقف إيجاد الفعلة الروحيين
الناجحين على المدارس اللاهوتية التي يتعلَّمون فيها، ولا على الأجْر الذي يُقدَّم
لهم ترغيباً، بل على إرسال رب الحصاد لهم.

 

«هٰؤُلاءِ
ٱلٱثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى
طَرِيقِ أُمَمٍ لا تَمْضُوا، وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لا تَدْخُلُوا.
بَلِ ٱذْهَبُوا بِٱلْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ ٱلضَّالَّةِ.
وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ ٱكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ
ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱلسَّمَاوَاتِ. اِشْفُوا مَرْضَى. طَهِّرُوا
بُرْصاً. أَقِيمُوا مَوْتَى. أَخْرِجُوا شَيَاطِينَ. مَجَّاناً أَخَذْتُمْ
مَجَّاناً أَعْطُوا. لا تَقْتَنُوا ذَهَباً وَلا فِضَّةً وَلا نُحَاساً فِي
مَنَاطِقِكُمْ، وَلا مِزْوَداً لِلطَّرِيقِ وَلا ثَوْبَيْنِ وَلا أَحْذِيَةً وَلا
عَصاً، لأَنَّ ٱلْفَاعِلَ مُسْتَحِقٌّ طَعَامَهُ» (متى 10: 5-10).

 

زوَّد
ربُّ الحصاد هؤلاء التلاميذ المتفرِّقين اثنين اثنين للتبشير زاداً كافياً، لأنه أعطاهم
السلطان والقوة لتأييد تبشيرهم بمعجزات الشفاء، وإخراج الشياطين، حتى وإقامة
الموتى. وأعطاهم أيضاً ما هو أهمّ، أي التعليمات الصريحة المتعلِّقة بمواضيع
تبشيرهم وأساليبه.

 

ثم
أوضح المسيح لهم الفرق بينهم وبين رؤساء الدين، والمعلمين الذي يجعلون خدمة الدين تجارة
لأجل الأرباح المادية. لأن الخير الذي يعمله الإِنسان ولا يأخذ عنه بدلاً مادياً
يكون حُسْنُ تأثيره مضاعفاً. لذلك جعل قاعدة عملهم: «مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا».
وتسهيلاً لحفظ هذه القاعدة ضمن لهم أن حاجاتهم الجسدية في هذه الرحلة تأتيهم دون
تدبير منهم، فهو يعتني بزمنيّاتهم إنْ كانوا يهتمون بروحياته، فإن هذه كلها تُزاد
للذين يطلبون أولاً ملكوت اللّه وبره – أي للذين يتفرغون للاهتمام بالحاجات
الروحية.

 

«وَأَيَّةُ
مَدِينَةٍ أَوْ قَرْيَةٍ دَخَلْتُمُوهَا فَٱفْحَصُوا مَنْ فِيهَا
مُسْتَحِقٌّ، وَأَقِيمُوا هُنَاكَ حَتَّى تَخْرُجُوا. وَحِينَ تَدْخُلُونَ
ٱلْبَيْتَ سَلِّمُوا عَلَيْهِ، فَإِنْ كَانَ ٱلْبَيْتُ مُسْتَحِقّاً
فَلْيَأْتِ سَلامُكُمْ عَلَيْهِ، وَلٰكِنْ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَحِقّاً
فَلْيَرْجِعْ سَلامُكُمْ إِلَيْكُمْ. وَمَنْ لا يَقْبَلُكُمْ وَلا يَسْمَعُ
كَلامَكُمْ فَٱخْرُجُوا خَارِجاً مِنْ ذٰلِكَ ٱلْبَيْتِ أَوْ
مِنْ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ، وَٱنْفُضُوا غُبَارَ أَرْجُلِكُمْ.
اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: سَتَكُونُ لأَرْضِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ يَوْمَ
ٱلدِّينِ حَالَةٌ أَكْثَرُ ٱحْتِمَالاً مِمَّا لِتِلْكَ
ٱلْمَدِينَةِ» (متى 10: 11-15).

 

أوصى
المسيح تلاميذه أن لا يتنقّلوا من بيت إلى بيت في القرية الواحدة، لأن الوقت لا
يكفي للتأثير المطلوب في أكثر من البيت الواحد، بواسطة تكرار التعليم والتأثير
الشخصي. فكان يجب أن يتركوا في كل بلد بيتاً واحداً مختمراً جيداً، يخمِّر البلد
كلها بعد ذلك. وأوصاهم أن يعزّزوا كرامة عملهم وشرف الحق الذي هو موضوع كرازتهم
بواسطة إنذارات مخيفة لكل من يرفض قبولهم وقبول كلامهم، لأنهم يمثّلون الملك الذي
أرسلهم. فمن يهينهم يهين ملكهم الذي أرسلهم، وهو يعاقب كل من يؤذيهم. ومن يرفض
سفيراً يمثّل العرش السماوي لا يمكن أن يسْلَم من عقاب مخيف.

 

«هَا
أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسَطِ ذِئَابٍ، فَكُونُوا حُكَمَاءَ
كَٱلْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَٱلْحَمَامِ. وَلٰكِنِ
ٱحْذَرُوا مِنَ ٱلنَّاسِ، لأَنَّهُمْ سَيُسْلِمُونَكُمْ إِلَى
مَجَالِسَ، وَفِي مَجَامِعِهِمْ يَجْلِدُونَكُمْ. وَتُسَاقُونَ أَمَامَ وُلاةٍ
وَمُلُوكٍ مِنْ أَجْلِي شَهَادَةً لَهُمْ وَلِلأُمَمِ. فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلا
تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ، لأَنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ
ٱلسَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ، لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ ٱلْمُتَكَلِّمِينَ
بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ ٱلَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ».

 

«وَلا
تَخَافُوا مِنَ ٱلَّذِينَ يَقْتُلُونَ ٱلْجَسَدَ وَلٰكِنَّ
ٱلنَّفْسَ لا يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا
بِٱلْحَرِيِّ مِنَ ٱلَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ ٱلنَّفْسَ
وَٱلْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ» (متى 10: 16-20، 28).

 

تنبأ
المسيح لهم باضطهادات عنيفة من أناس يكونون هم بينهم «كغنم في وسط ذئاب». لأن
عملهم الكرازي يعرّضهم للكره والاضطهاد من ملوك وولاة. فعليهم بحفظ طبيعة الحملان،
واجتناب الشراسة والانتقام، وليعلموا أن الروح الإِلهي لا يفارقهم، وعليه يستندون
في الدفاع عن أنفسهم «فيُعْطَون في تلك الساعة ما يتكلمون به». قد عُومل المسيح
قبلهم بمثل بما سيقاسونه من الاضطهاد، وهذا يعزّيهم متى «أمسوا مبغَضين من الجميع
من أجل اسمه». وخطر العذاب أو الهلاك الجسدي لا يوجب الخوف والحذر كخطر عذاب النفس
الأبدي. وعناية الآب السماوي بهم تتناول كل أمورهم حتى «إحصاء شعور رؤوسهم
جميعاً». ومن لا يخاف من الاعتراف بالمخلِّص ينال أخيراً اعتراف المخلِّص به في
السماء.

 

«لا
تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاماً عَلَى ٱلأَرْضِ. مَا جِئْتُ
لأُلْقِيَ سَلاماً بَلْ سَيْفاً. فَإِنِّي جِئْتُ لأُفَرِّقَ ٱلإِنْسَانَ
ضِدَّ أَبِيهِ، وَٱلٱبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا، وَٱلْكَنَّةَ ضِدَّ
حَمَاتِهَا. وَأَعْدَاءُ ٱلإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ. مَنْ أَحَبَّ أَباً
أَوْ أُمّاً أَكْثَرَ مِنِّي فَلا يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ٱبْناً
أَوِ ٱبْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلا يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ لا يَأْخُذُ
صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُنِي فَلا يَسْتَحِقُّنِي. مَنْ وَجَدَ حَيَاتَهُ يُضِيعُهَا،
وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا. مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِي،
وَمَنْ يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي. مَنْ يَقْبَلُ نَبِيّاً
بِٱسْمِ نَبِيٍّ فَأَجْرَ نَبِيٍّ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَقْبَلُ بَارّاً
بِٱسْمِ بَارٍّ فَأَجْرَ بَارٍّ يَأْخُذُ، وَمَنْ سَقَى أَحَدَ هٰؤُلاءِ
ٱلصِّغَارِ كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ فَقَطْ بِٱسْمِ تِلْمِيذٍ،
فَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لا يُضِيعُ أَجْرَهُ» (متى 10: 34-42).

 

المسيح
رئيس السلام، وملكوته ملكوت سلام، لكن السلام قد يستوجب الحرب الفكرية لأجل
تأييده. وإظهار الحق يهيّج البُطْل لمحاربته، فلم يأتِ المسيح ليلقي سلاماً على
الأرض، بل سيفاً. وعمله لا بد أن يفرّق بين أقرب الأقرباء في كثير من الأوقات
والأماكن. وعند ذلك يظهر من يفضّل رضَى الأهل على رضى ربه، ومن يترك ربه ليلتصق
بأهله.. ومن ينكر ربه وإيمانه للتخلُّص من الموت الجسدي فهؤلاء هم الخاسرون، أما
من يبقى أميناً فينال الجزاء على كل خير يعمله، مهما كان بسيطاً، نظير إعطاء كأس
ماء بارد لتلميذ من تلاميذ المسيح حُباً له.

 

فلما
أكمل المسيح هذا الخطاب تفرَّق رسله في الجهات المختلفة للعمل الخطير الذي كلَّفهم
به.

 

«وَٱجْتَمَعَ
ٱلرُّسُلُ إِلَى يَسُوعَ وَأَخْبَرُوهُ بِكُلِّ شَيْءٍ، كُلِّ مَا فَعَلُوا
وَكُلِّ مَا عَلَّمُوا. فَقَالَ لَهُمْ: «تَعَالَوْا أَنْتُمْ مُنْفَرِدِينَ إِلَى
مَوْضِعٍ خَلاءٍ وَٱسْتَرِيحُوا قَلِيلاً». لأَنَّ ٱلْقَادِمِينَ
وَٱلذَّاهِبِينَ كَانُوا كَثِيرِينَ، وَلَمْ تَتَيَسَّرْ لَهُمْ فُرْصَةٌ
لِلأَكْلِ. فَمَضَوْا فِي ٱلسَّفِينَةِ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاءٍ
مُنْفَرِدِينَ. فَرَآهُمُ ٱلْجُمُوعُ مُنْطَلِقِينَ، وَعَرَفَهُ كَثِيرُونَ.
فَتَرَاكَضُوا إِلَى هُنَاكَ مِنْ جَمِيعِ ٱلْمُدُنِ مُشَاةً، وَسَبَقُوهُمْ
وَٱجْتَمَعُوا إِلَيْهِ. فَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ رَأَى جَمْعاً كَثِيراً،
فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ إِذْ كَانُوا كَخِرَافٍ لا رَاعِيَ لَهَا،
فَٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ كَثِيراً» (مرقس 6: 30-34).

 

بعد
أن أرسل المسيح تلاميذه للكرازة اثنين اثنين، قطع الملك هيرودس رأس يوحنا
المعمدان، بناء على طلب زوجة أخيه، التي كان هيرودس قد أخذها منه.

 

ولما
عاد الاثنا عشر رسولاً من رحلتهم التبشيرية فاجأهم خبر قتل المعمدان. ولا بد أنهم
تأثروا جداً، ولا سيما الذين اهتدوا منهم بواسطته. وبعدما قصُّوا على المسيح
اختباراتهم المتنوعة، والشرح والتعليم الذي كرزوا به في البلاد التي زاروها،
استحسن المسيح أن يختلي بهم مدة ليستريحوا قليلاً، لأنه وجد الجماهير تتوارد إليهم
في كفر ناحوم ونواحيها – وكانت خدمة هذه الجماهير تضغط عليهم حتى لم يجدوا فرصة
للأكل. وبالنظر إلى الأحوال الحرجة بعد قَتْل المعمدان، قرر المسيح أن يتوارى مع
تلاميذه عن أبصار الرؤساء إلى حين، وأن يفرّق الجماهير التي قد تكون حجَّة سياسية
للقبض عليه كما حدث لما سُجن المعمدان.

 

وكانت
السفينة المخصصة لخدمته تنتظر، والإعياء يدعو للاستراحة. والبحر أفضل مكان
للانسحاب من ازدحام الجمهور وضغط الأشغال. والحكمة تقضي بالانتقال من تحت ولاية
قاتل المعمدان إلى مقاطعة أخيه فيلبس الأصلح منه كثيراً. وهذا يمكّن المسيح من
تعليم تلاميذه حقائق لا تتسنَّى له في المدينة. فركب وتلاميذه السفينة وأقلعوا عبر
البحر. وبما أن الريح لم توافقهم، كان بطء سير السفينة سبباً في زيادة استراحة
ركابها.

 

أما
الجماهير فتراكضوا إلى بيت صيدا في العبر، مُشاةً على شطّ البحيرة الشمالي عابرين
الأردن عند مصبه وسبقوا السفينة. وحال وصولها اجتمعوا إليه مع كثيرين من سكان تلك
الجهات التي مرّوا بها. فلم يسمح قلبه الحنون أن يدفعهم أو يجافيهم أو يؤنبهم. وما
داموا يطلبونه فهو يترفق بهم، فشفى المحتاجين إلى الشفاء. ثم عاد فانسحب ثانية
وصعد مع تلاميذه إلى جبل. لكنه لم يكد يجلس هناك حتى رفع عينه ونظر أن جمعاً
كثيراً مقبلٌ إليه. فلم يتضجر، بل زاد حنواً إذْ رأى في أفرادهم ما رآه سابقاً من
نفوس جائعة تشبه خرافاً تائهة بلا راع، فتحنن عليهم وشفى مرضاهم.

 

وبقي
الجمهور مع المسيح حتى جاء المساء – ومعه مسؤولية جديدة.. من سيطعم هذه الآلاف؟

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى