علم المسيح

قتل أطفال بيت لحم



قتل أطفال بيت لحم

قتل أطفال بيت لحم

 

«حِينَئِذٍ
لَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ أَنَّ ٱلْمَجُوسَ سَخِرُوا بِهِ غَضِبَ جِدّاً،
فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ ٱلصِّبْيَانِ ٱلَّذِينَ فِي بَيْتِ
لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا، مِنِ ٱبْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ،
بِحَسَبِ ٱلّزَمَانِ ٱلَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ ٱلْمَجُوسِ.
حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا ٱلنَّبِيِّ: «صَوْتٌ سُمِعَ فِي
ٱلرَّامَةِ، نَوْحٌ وَبُكَاءٌ وَعَوِيلٌ كَثِيرٌ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى
أَوْلادِهَا وَلا تُرِيدُ أَنْ تَتَعَزَّى، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ»
(متى 2: 16-18).

ماذا
جرى في قصر هيرودس بعد أن ترك المجوس بيت لحم، وماذا فعل يوسف ومريم؟ لنعُدْ
بالفكر إلى القصر الملكي في أورشليم، فنرى هيرودس منتظراً بفروغ صبر عودة المجوس،
ليعرف ماذا يعمل لكي يُهلك المولود ملك اليهود. ولما انتهت المدة المتّفَق عليها
بينه وبينهم لم يعودوا إليه، يرجَّح أنه أرسل إلى بيت لحم يسأل عنهم. ولما أخبره
رسوله أنهم انصرفوا على غير طريق أورشليم، أدرك أن المجوس خدعوه، فاغتاظ جداً لأن
هذا أضاع فرصته لمعرفة أي صبي في بيت لحم يجب أن يُقتل.

ولا
شك أن هيرودس سعى ليعرف من أهل بيت لحم البيت الذي زاره المجوس. ولما أُخبر أنهم
كانوا غرباء من الجليل، وأنهم سافروا ليلاً إلى جهة مجهولة، لم يصدق ذلك، بل نسب
إليهم الخداع، حسب عادته المشهورة في التطرُّف في إساءة الظن، واعتبر أن هذه
الإجابة محافظةٌ على أحد أولادهم، فحمي غضبه أكثر، وقصد أولاً أن يتأكد من قَتْل
الطفل يسوع. وثانياً أن ينتقم من أهل بيت لحم بعد أن ظن أنهم قاوموه بالخداع،
وقبلوا سخرية المجوس به، وهو الملك العظيم. فأرسل رجاله ليقتلوا جميع الصبيان
الذين في بيت لحم والذين في كل تخومها (لئلا يكون قد تحذَّر أحد فهرب إلى خارج) من
ابن سنتين فما دون، بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس.

يرى
البشير متى في هذا الحادث المريع وهذه الفظاعة الهيرودية، إتماماً ثانياً لقول
إرميا: «صَوْتٌ سُمِعَ فِي ٱلرَّامَةِ، نَوْحٌ بُكَاءٌ مُرٌّ. رَاحِيلُ
تَبْكِي عَلَى أَوْلادِهَا وَتَأْبَى أَنْ تَتَعَزَّى عَنْ أَوْلادِهَا لأَنَّهُمْ
لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ» (إرميا 31: 15) وقد حسبهم البعض باكورة الشهداء
المسيحيين لأنهم ذُبحوا في سبيل المسيح.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى