علم المسيح

ضرورة الإيمان بلاهوت المسيح



ضرورة الإيمان بلاهوت المسيح

ضرورة
الإيمان بلاهوت المسيح

الباب الرابع ضرورة الإيمان بلاهوت المسيح

هل من سبب يجعلنا نؤمن أن المسيح هو الله??

هذا
ما سنتأمل فيه.

مقالات ذات صلة

أولا- الإيمان بالله كما أعلن لنا ذاته في كلمته الحية:

من
الأمور التي يؤكدها الكتاب المقدس في (يوحنا18: 1) «أن
الله لم يره أحد قط
». وأنه «الذي وحده له عدم
الموت ساكنا في نور لا يدني منه الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه الذي
له الكرامة والقدرة الأبدية
» (1تيموثاوس16: 6) وفي القديم اشتاق موسى أن
يرى الله فقال أرني مجدك» (خر 18: 33) فأجابه الله وقال «لا
تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني ويعيش
» (خر 20: 33) وعلى هذا فلا
يوجد بين البشر من يدعي أنه رأي الله وبالتالي ليس في مقدور أحد أن يخبرنا عن من
هو الله? وما هي صفاته وسجاياه? إلا الله ذاته. ولقد تنازل إلينا بإعلان ذاته على
صفحات الكتاب المقدس وأرانا أنه إله واحد في ثالوث, وأن وحدانيته ليست وحدانية
مجردة ولا هي وحدانية مطلقة بل هي وحدانية جامعة فيها كل ما يلزم لكماله واستغنائه
بذاته عن كل شيء في الوجود.

ثانيا- الإيمان بحتمية فداء الله للإنسان:

الله
عادل: كما هو مكتوب عنه (مزمور 7: 11) «لأن الرب عادل
ويحب العدل
» وهو في ذات الوقت إله رحيم, كما هو مكتوب «الرب إله رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الإحسان والوفاء حافظ
الإحسان إلى ألوف. غافر الإثم والمعصية والخطية ولكنه لن يبرئ إبراء
» (خر 5:
34- 7).

ومع أنه تبارك اسمه قادر على كل شيء إلا أنه
ملتزم
بالعمل في حدود صفاته ولا يمكن أن يكون غير هذا إلا إذا تصور
الإنسان بذهنه الفاسد أنه إله فوضوي بلا مبادئ, وهذا تصور خاطئ جدا وغير صحيح.

فلكي
يخلص الله الإنسان الخاطئ, كان يتحتم عليه أن يوفق بين (عدله
ورحمته
) ومن هنا نرى كما هو مكتوب «الرحمة والحق
التقيا البر والسلام تلاثما
» (مزمور 10: 85) لأجل ذلك كانت هناك ضرورة
الفداء. وإن كان الأمر هكذا فمن يكون الفادي ومن الفدية? إنه لا يمكن أن يكون مجرد
إنسان!! لأن الإنسان خاطئ بطبيعته وتصرفاته كما تقرر كلمة الله ذلك ففي (مزمور 2: 14,3)
«الكل قد زاغوا وفسدوا. ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد»
وفي (مزمور 9: 62) «إنما باطل بنو آدم كذب بنو البشر,
وفي الموازين هم إلى فوق هم من باطل أجمعون
» وكما يقول عنهم في ميخا (4: 7)
«أحسنهم مثل العوسج وأعدلهم من سياج الشوك».

ويقول
الرسول بولس «لأنه لا فرق إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد
الله
» (رومية 22: 3, 23) ومن جانب آخر ينبغي أن يكون الفادي معادلا لله
ومشابها للإنسان لأنه ليس من البشر من هو كفء لفداء البشر لذلك لزم أن يأتي الله
إلينا متجسدا لعمل الفداء.

ثالثا- ضرورة التجسد لإعلان الله عن ذاته يجعلني أؤمن أن المسيح هو
الله:

منذ
القدم والإنسان يشتاق أن يرى الله فقال أيوب «من يعطني
أن أجده فآتي إلى كرسيه
» (أيوب 3: 23) وقال موسى «أرني
مجدك
» (خر 18: 33) وقال فيلبس «أرنا الآب وكفانا»
(يوحنا8: 14) وربما قائل يقول إننا نستطيع أن نرى الله في الطبيعة التي خلقها «السموات تحد ث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه» (مزمور 1: 19) لكن قدرة الله الظاهرة في الطبيعة تشعر
الإنسان بتفاهته أمام عظمة الله, وبالتالي ببعد الله عنه كما قال داود في (مزمور 3:
8) «إذ أرى سمواتك عمل أصابعك القمر والنجوم التي كونتها.
فمن هو الإنسان حتى تذكره وابن آدم حتى تفتقده
» وإزاء هذا رأي الله أن يعلن
ذاته للإنسان بالتجسد ليعرف الإنسان ويدرك أن الله قريب منه ويحبه. ويؤكد له عن
اهتمامه ورعايته ويشبع في ذات الوقت أشواق قلبه.

بل
إن أشواق وحنين البشرية هي أن تتعامل مع إله قريب منظور. لهذا فإن أهل لسترة عندما
أقام الرسول بولس الرجل «المقعد» قالوا عن بولس
وبرنابا شريكه في الخدمة «إن الآلهة تشبهوا بالناس
ونزلوا إلينا
» (أعمال 11: 14).

منذ
الأزل كانت لذة الله مع بني آدم (أم 31: 8) وعندما أرسل الله ابنه متجسدا في ملء
الزمان سبح الملائكة قائلين «المجد لله في الأعالي..
وبالناس المسرة
» (لوقا14: 2) واليهود كذلك آمنوا بإمكانية الظهور الإلهي
ففي سفر التكوين يذكر أن الله ظهر لإبراهيم عدة مرات لكن نكتفي بتكوين (تكوين 1: 18).

كما
ظهر لمنوح وامرأته في صورة رجل (قض 10: 13- 22).

ولكن
في العهد الجديد حقق الله أشواق البشرية. فظهر المسيح لكي يعلن عن ذات الله وصفاته
للناس كما قال بولس: «وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله
ظهر في الجسد
» (1تيموثاوس16: 3) وفي إنجيل يوحنا (18: 1) «الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر».
وفي (2كورنثوس5: 4,6) «لأن الله الذي قال أن يشرق نور من
ظلمة هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح
».
وكما قال هو بنفسه «الذي رآني فقد رأي الآب»
(يوحنا9: 14).

ومنذ
القديم يسأل البشر عن الله فيقولون: هل الله قدوس? وجاء المسيح إلى أرضنا فرأينا
في شخصه القدوس أن الله قدوس كما قال عنه كاتب رسالة العبرانيين «قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات»
(عبرانيين 26: 7) وسألوا أيضا.

هل
الله قادر على كل شيء? هل يمكن أن ينتصر على الطبيعة والمرض والموت وقوات الظلام?

ورأينا
المسيح يهدئ الريح فيسكن البحر ويشفى كافة أنواع الأمراض ويقيم الموتى ويحرر الناس
من أسر الشيطان.

لكن الناس لم يكتفوا بهذا لكنهم سألوا قائلين: هل يحب الله الإنسان?

وجاء
المسيح ليعلن لنا محبة الله للبشر (يوحنا16: 3- 18). فالمسيح جاء وهو الله ذاته
وليس شخصا إلهيا لأن هناك فارقا كبيرا بين العبارتين فالعصريون يؤمنون بألوهية
المسيح بمعني أنه شخص إلهي ولكنهم لا يؤمنون بلاهوت المسيح بمعني أنه (الله, الابن الذي ظهر في الجسد).

ولقد
سمي المسيح بالكلمة (يوحنا1: 1) وهذا الاسم يعني أنه هو الأقنوم المعبر عن الله في
قدرته وقداسته ومحبته ولولاه ما كنا قد عرفنا شيئا عن الله الكلمة الذي يعبر عن
الله في الخلق (يوحنا3: 1).

ويعبر
عن الله في الفداء (يوحنا14: 1- 18).

ويعبر
عن الله في الدينونة (رؤيا 13: 19).

فالكلمة
اسم من أسماء المسيح التي ينفرد بها وحده ولم يلقب بها أحد سواه فموسى قيل عنه إنه
«كليم الله» وإبراهيم دعي «خليل الله» وداود دعي «نبي
الله
». لكن لم يطلق على واحد من سائر الأنبياء أنه الكلمة أو كلمة الله.

ومن
الملاحظ أن كافة المخلوقات ليست هي «كلمة الله» لكنها خلقت بكلمة الله لذلك لا يمكننا أن
نقول عنها كلمة الله, لكننا نقول إنها أثر كلمة الله.

أخيرا
نقول إن المسيح نفسه قد شهد عن نفسه إنه هو

ابن الله والمعلن لله (يوحنا35: 9, 9: 14, 18: 1).

وأنه الكائن (يوحنا18: 8)،

البداية والنهاية (رؤيا 13: 22)،

والموجود في كل مكان وزمان (متى 20: 18, 28, 20),

وغافر الذنوب والخطايا (لوقا 48: 7)،

وأنه الديان للأحياء والأموات (يوحنا25: 5).

وقبل العبادة والسجود من البشر (متى 33: 14)

وقبل الاعتراف بأنه الرب والإله (يوحنا29: 20)

 وقد شهد أنه الطريق والحق والحياة (يوحنا6: 14).

ومما سبق يتضح لنا أنه هو الله ذاته.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى