علم المسيح

صلاة يسوع فى بستان جثسيمانى



صلاة يسوع فى بستان جثسيمانى

صلاة
يسوع فى بستان جثسيمانى

(مر32:
1442 ؛ مت36: 2646 ؛ لو39: 2246)

1)           
 مقدمة:

2)           
أولاً: جهاد يسوع أثناء
الصلاة.

3)           
ثانيًا: أراء إيجابية وسلبية
حول صلاة يسوع فى جثسيمانى.

4)           
ثالثًا: أهمية صلاة يسوع.

5)           
رابعاُ: ظهور الملاك وعرق
يسوع المصل
ّي
كقطرات دم.

6)           
خامسًا: مشكلة آيات لو43: 2244
من وجهة نظر النقد النص
ي
للكتاب.

7)           
سادسًا: نصيحة يسوع لتلاميذه
بالسهر والصلاة.

8)           
سابعًا: معنى الفعل يكفى
(مر41: 14).

9)           
ثامنًا: الصلاة فى جثسيمانى
بحسب الإنجيليين الثلاثة (متى، مرقس، لوقا) وصلاة يسوع فى يوحنا (17).

 

مقدمة:

فى الطريق من العلية، حيث كان
العشاء الأخير،
إلى
جبل الزيتون، حيث يوجد بستان جثسيمانى الذى سوف نتحدث عنه تفصيليا فيما بعد عبر
يسوع مع تلاميذه وادى قدرون (
انظر
يو1: 18) هذا الوادى، كما ذكر عند يوحنا فقط، كان الموضع، الذى تعود كهنة اليهود
أن يلقوا فيه دماء الذبائح (
انظر
2أخ16: 29)
. إذًا فعبور يسوع من هذا الموضع يُشير إلى بداية تقديم ذبيحته، بكل الدم الذى من المتوقع أن يسيل بعد قليل على
الصليب. وهذا العبور يذكرنا أيض
ًا
بالنبى داود، الذى عبر الوادى موضع الحديث قديما محاولا الهرب من جنون ابنه
أبشالوم، الذى أراد قتله (
انظر
2صم23: 15)
. وهكذا يعبر يسوع من وادى
قدرون لأنه بعد قليل سيصل ابنه
إسرائيل،
عابر
ًا من نفس المكان ومحاولاً
بنفس الجنون أن يهلكه أيض
ًا.

عبر
يسوع فى تلك اليلة الأخيرة وادى قدرون ذ
ا الأهمية الخاصة، وتوجه
بعد ذلك نحو جبل الزيتون الذى يوجد فيه بستان جثسيمانى الشهير.

الاسم “بستان
جثسيمانى” يذكر فقط عند ال
إنجيليين مرقس ومتى (انظر
مر32: 14، مت36: 26) ولا يذكر عند لوقا ويوحنا.
وكانت
حدائق مثل هذه توجد بكثرة فى جبل الزيتون وكانت تسمى
“بالفراديس” جمع فردوس وعلى وجه الخصوص، الكلمة “جثسيمانى”: لها
أصل أرامى، وهى مركبة من الكلمتين “جاث” و”سيمانى”، وتعنى
معصرة الزيت وفى الواقع كان البستان مزروع
ًا بأشجار الزيتون وكانت توجد فيه معصرة للزيت[1].

هذا البستان بالذات كان مكانًا محبوبًا
ومألوف
ًا للسيد المسيح ولتلاميذه إذ
كثير
ًا ما إستخدمه
للصلاة والتعليم، وأيض
ًا
للراحة والنوم « وكان فى النهار يعلم فى الهيكل
، وفى الليل يخرج ويبيت فى الجبل الذى يدعى جبل الزيتون» (انظر لو37: 21؛ يو1: 82؛ 1: 182). وهكذا بعد أن
وصل السيد
إلى هناك مع التلاميذ، غلب النعاس التلاميذ.

وربما أن يهوذا قد عرف هذا
الأمر جيد
ًا واستغله فى خيانة سيده
والقبض عليه ليلاً ل
أنه
توقع أن يكون التلاميذ نيام هناك
وكذلك معلمه أيضًا «
وكان يهوذا مسلمه يعرف الموضع
،
لأن يسوع اجتمع هناك كثير
ًا
مع تلاميذه» (يو2: 18).

بستان جثسيمانى له أهمية
خاصة عند المفسرين الأقباط كما سنرى
فلقد مدحوا هذا الفردوس في كتاباتهم ووضعوه فى مقابلة مع الفردوس
الأول بعدن (
انظر تك8: 2) ورأوا:

1
أنه
بينما فى عدن انخدع
آدم القديم من الشيطان، فى جثسيمانى حدث العكس،
انخدع الشيطان من آدم الجديد.

2
و
بينما
ع
ُرِفَ بستان عدن
بعصيان آدم لله، اشتهر بستان جثسيمانى
بطاعة المسيح لأبيه.

3
وفي حين
بدأت
فى عدن آلام البشرية وعبود
يتها لرئيس
الظلمة، انتهت فى جثسيمانى آلام البشرية وعبوديتها بفعل رئيس النور.

4
وأخيرًا بينما آدم
القديم بعصيانه فقد فردوس عدن وفقدته معه البشرية، ف
إن آدم
الجديد بطاعته كسب فردوس
ًا جديدًا لأجل
البشرية.

 

أولاً: جهاد يسوع أثناء
الصلاة:

1 بعد إنتهاء العشاء
الأخير، أخذ السيد تلاميذه وذهبوا
معًا إلى جبل الزيتون، الى بستان
جثسيمانى
، وعندما
وصلوا الى هناك قال لهم ”
اجلسوا ههنا حتى أمضى وأصلى ” (مت36:
26، مر32: 14)
، ثم أخذ معه
بطرس ويعقوب ويوحنا وانفصل عنهم بعد ذلك نحو رمية حجر وابتدأ
يصلى، ويحزن ويدهش ويكتئب (انظر مر14: 3233؛
مت 26: 3637؛ لو22: 3941)
، هنا نرى السيد وهو يأخذ معه فى الصلاة
ثلاثة فقط من التلاميذ، بطرس ويعقوب ويوحنا (ابنى زبدى) نفس الثلاثة الذين كانوا
معه سابق
ًا فى معجزة
إقامة ابنة يايروس (
انطر مر22: 543؛ مت18: 926؛ لو41: 856) وأيضًا فى حادثة
التجلي، على جبل تابور (أنظر مر2: 98، مت1: 178، لو28: 936) وذلك:

أ
كما
يقول الأب بطرس
السدمنتى
:

V لأن شهادة
رجلين أو ثلاثة لحدث ما، تعتبر كافية فى العهدين (
انظر مثلاً
تث6: 17، مت16: 18).

V ولكى عندما يروه بعد قليل وهو فى صلاته يحزن ويجاهد ويسقط عرقه
كقطرات دم على الأرض، يدركون بهذه الطريقة الواضحة للغاية، حقيقة طبيعته البشرية،
كما أدركوا من قبل فى معجزة اقامة ابنة يايروس وفى حادثة التجلى حقيقة طبيعته ال
إلهية[2].

ب
وكما
يرى الكاتب القبطى سمعان بن كليل
: أن التلاميذ الثلاثة موضع الحديث قد سبق ورأوا السيد
فى مجده وذلك فى حادثة التجلى وسمعوا صوت الله الآب من السماء وهو يشهد له أنه
ابنه الحبيب
، ورأوا أيضا
النبيين موسى وإيليا معه. وبالتالى كان السيد واثقا من إيمانهم فى شخصه كإله،
وأنهم عندما سيروه فيما بعد وهو فى حالة بشرية تماما يصلى بجهاد ويطلب أن يعبر عنه
كأس الموت، لن يتزعزع إيمانهم فيه[3].

2
بمتابعة الأحداث نرى فيما بعد أن السيد «
إنفصل (عن
التلاميذ الثلاثة) نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلى » (لو41: 22؛ مر35: 14؛ مت39:
26). لأنه إذ أبتدأت آل
امه الطوعية، ابتعد عندئذ
وحتى عن التلاميذ الثلاثة الذين أخذهما معه
. لقد أراد
أن يكون وحده تمامًا فى هذه الساعة العصيبة، ساعة صلاته وحديثه مع الله أبيه. عن
هذه الساعة بالتحديد تنبأ أشعياء (750ق.م) قائلاً: « مَن ذا الأتى من آدوم بثياب
حمر من بصرة، هذا البهيَّ بملابسهِ المتعظم بكثرة قوتهِ، أنا المتكلم بالبر العظيم
للخلاص. ما بال لباسك محمر وثيابك كدائس المعصرة. قد دستُ المعصرة وحدىِ ومن
الشعوب لم يكن معىِ أحد.. » (1: 633).

3
جهاد يسوع فى الصلاة أمام التلاميذ الثلاثة ي
ُعبّر عنه بآية
المزمور 6: 42 « نفسى حزينة حتى الموت » وعبارة
« حتى
الموت
» تكشف عن شدة هذا الجهاد والذى يصفه أيض
ًا لوقا بقوله إنه من شدة
اللجاجة فى الصلاة «
صار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض» (لو44: 22).

4
سبب حزن يسوع الرهيب هذا لم يأت
ِ بالطبع من الخوف الإنسانى من الموت القادم،
لأن
مَن له سلطان «
أن يضع نفسه وأن يأخذها أيض
ًا» (انظر يو18: 10)
كيف
يمكن أن يخاف
بعد ذلك من الموت؟
في الواقع هذا الحزن جاء بسبب:

أ
حقيقة
أن الموت هو النتيجة السيئة
لسقوط الإنسان (انظر تك19: 3، رو12: 5).
وهو
القوة
المفسدة للخليقة
الحسنة جدًا (
انظر رو22: 8).
كما أنه هو العدو الأخير للإنسان الذى خلقه الله للحياة الأبدية (
انظر تك9: 2، 22؛ 1كو26: 15)[4].

ب
عظم
بشاعة الخطية، التى لا يقبلها الله ولا يريدها بالطبع، ولكن
ابن الله جاء الى
الأرض لكى يحملها عن البشر (
انظر يو29: 1؛ 2كو21: 5؛ إش6: 53)[5].

ومن
جانب آخر
إذا كانت
ملائكة الله تفرح بتوبة خاطئ واحد (
انظر لو10: 15) وتحزن بالتالى لعدم توبته، فكم بالأكثر يحزن
السيد خالق
البشر
على
خطايا كل البشر
. الأمر الذى
نتأكد منه
أثناء
فترة
تجسده على الأرض
، وذلك عندما عاش النتائج المأساوية لسيادة
الخطية على البشر[6]، شاعرًا
بانزعاج شديد وحزن شديد
عليهم، على سبيل المثال « ولما رأى الجموع
تحنن عليهم اذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعى لها» (مت36: 9؛ أنظر أيضًا
لو10: 1317؛ يو5: 19).

ج
جحود
اسرائيل
، فالقديس
كيرلس ال
أسكندرى
والأب بطرس السدمنتى يرجع
ان حزن يسوع إلى جحود ابنه البكر
اسرائيل ورفضه له (
انظر يو11: 1). هكذا يكتب عمود الدين: بسبب أن
السيد يعرف جيدًا أن الخيرات ستأتى على العالم من آلامه، وأن
ابنه البكر إسرائيل لن
يوجد مع العبيد الذين سيكون لهم نصيب وميراث معه، ولذا فهو حزين[7].
و
هكذا
يُسجل
السدمنتى: السيد حزين حتى الموت، بسبب السلوك الردئ لسكان أورشليم، الذين رفضوه
، وفقدوا
هكذا خلاصهم
. والسيد
يحزن لأنه حقيقة هو « الراعى الصالح » (يو11: 10)
والذى يصعب
عليه جدًا أن يرى رعيته تتشتت وتضيع[8].

د
و
بحسب
سمعان بن كليل، تحدث السيد مع التلاميذ عن حزنه حتى الموت وذلك لكى يخفى وقتيًا
طبيعته ال
إلهية عن
الشيطان ل
أنه ربما إذا رآه ذاك (الشيطان) وهو يسير
الى موت الصليب بدون أية مشاعر حزن
سيظن عندئذٍ أنه إله فقط وليس إنسانًا أيضًا، ومن
ثم سيُعرقل
المسيرة
الطبيعية لخطة التدبير ال
إلهى[9].

ه
وأخيرًا نقول إن
واقع الخلاص الذى فرض نفسه بعد سقوط
الأب الأول آدم،
كان أيضًا سببًا في حزن يسوع، إذ صار خلاصنا من سلطان
الموت يتطلب
، إجباريا، موت إنسان بلا
خطية ولا يسود عليه الموت
. وحيث إن الله لا
هو مسبب للموت ولا هو يريد موت الخاطئ
، لهذا كان من الصعب
عليه أن يقبل ما لم يوجده (
انظر عب2: 1415).

 

وقبل
أن نترك هذه النقطة من الواجب علينا أن
نشدّد على:

إنه
فيما

يخص طبيعة
السيد المسيح
البشرية
سواء
فى
الشواهد التى ذ
ُكرت عنها
عامة فى
الأناجيل
أ
و فى الشواهد
التى ذكرت عنها خاصة هنا
أثناء جهاده في الصلاة
وحزنه وعرقه

(انظر مر34: 14؛
مت38: 26؛ لو44: 22).
فإن المفسرين الأقباط يتبعون تعليم آبائهم،
آباء كنيسة ا
لأسكندرية. فآلام السيد المسيح مثل الحزن،
الجهاد، العرق، ال
إضطراب، والصلب هى
آلام

حقيقية

تخص طبيعته البشرية، فقط بينما طبيعته ال
إلهية غير
متألمة «..مجرب فى كل شئ مثلنا بلا خطية» (عب15: 4)
. وأيضًا كما إستخدم
آباؤنا الأسكندريون
هذا التعليم للرد على المبتدعين (أمثال الخياليين
والأوطاخيين) الذين لم يقبلوا الوجود الحقيقى لطبيعة
إنسانية
للسيد المسيح، زاعمين أن السيد تجسد ظاهريًا
. هكذا يستخدم المفسرون
الأقباط نفس التعليم لرفع كل إتهام بالأوطاخية عن كنيستهم
. فنحن الأقباط نؤمن أن السيد
المسيح ولد على الأرض وعاش كإله متجسسد و
إنه مات بالجسد وقام بالجسد
بسلطان لاهوته
(انظر يو14: 1، 1تي16: 3)
ول
هذا يعتبر عمله
الخلاصى موجه
لكل البشرية[10].

من
ثم وبعد هذا التنوع الوفير من التفاسير التى يقدمها لنا الأباء ال
أسكندريون والمفسرون الأقباط
فيما يخص جهاد يسوع أثناء صلاته فى جثسيمانى، كيف من الممكن أن يظن أحد
، بعد ذلك،
كما ظن
Dibelius[11] أن السيد
المسيح لم يعايش، حقيقة، هذا الجهاد في الصلاة، و
أن كل مشهد الجهاد قد
استوحاه الإنجيلي
ون من شاهد المزمور (6: 42). إن إستخدام الشاهد 6
للمزمور 42 من ق
ِبل الإنجيليين مرقس ومتى
لا
يعنى وصف حالة لم يعيشها السيد، ولكن لتأكيد أن جهاد يسوع هذا
سبق التنبؤ
به فى العهد القديم[12].

 

ثانيًا: أراء إيجابية وسلبية
حول صلاة يسوع فى جثسيمانى:

1
فى صلاة يسوع « يا أبا الآب كل شئ مستطاع لك فأجز عنىّ هذه الكأس ولكن ليكن لا ما
أريُد أنا بل ما تريُد أنت » (مر36: 14؛ مت39: 26؛ لو42: 22)، لا يستطيع أحد أن
يستنتج كما استنتج خطأ المفسر “
Hering” أن السيد بكلماته هذه كان يرغب بشدة فى تجنب موت الصليب
المرعب الذى يقترب منه
، لدرجة أنه تمنى أن تؤخذ نفسه منه فى تلك
الساعة، مثلما تمنى من قبل النبى يونان عندما يبست اليقطينة “الشجرة
الصغيرة” التى كانت تظلله من حرارة الشمس (
انظر يونان9: 4)[13]. إذ كيف من
الممكن أن يتهم يسوع فى صلاته بالخوف من موت الصليب وهو الذى:

1
بعدما
طو
ّب تلميذه
بطرس على ايمانه وأعطاه مفاتيح ملكوت السموات، مباشرة وبخه وبشدة
، لأن
التلميذ حاول
، فقط، أن يثنيه عن الآلام
(
انظر مت15: 1623).

2
يعطينا
بتعاليمه وحياته النموذج للراعى الصالح الذى « يبذل نفسه عن الخراف » (يو11: 10).

3
كلما
اقترب موت الصليب نسمعه يقول «
أيها الآب قد أتت الساعة مجد ابنك » (يو1:
17) أى أنه يتكلم هنا عن الصليب كمجد فكيف يمكن أن يتهم بعد ذلك أنه أراد تجنبه؟

4
كما
يشدد
أوريج
انوس: أن يسوع بدون أن
يخاف دخل إلى الصراع بشجاعة عظيمة جدًا وليس كما ظن البعض الذين لم يفهموا لأى سبب
قال «يا أبتاه أن كان من الممكن أجز هذه الكاس عنى» (مت39: 26)
ويرى
(أوريجانوس)

أن المزمور (27) يتنبأ عن شخص المخلص وقت الآلام ويظهر المخادع الشيطان وهو يصارع
بكل قوته ضد يسوع
[14].

5
فى
صلاته: «

أجز
عنى الكأس

»
كما
يقول ديونيسيوس
ال
أسكندرى لا
يعنى أن لا يأتى موت الصليب علي
ه، أو أن لا يقترب منه، لأن الشئ الذى يُبعَد لابد أن
يأتى أولاً وي
َقرُب قبل أن
يُبعد.

وقد أتى

عليه
موت الصليب
بالفعل
واقترب
منه وق
َبَلَه في جسده [15].

6
كما
يفسر الأسقف ساويروس بن المقفع: لم يقل هذا لأنه خاف من الموت، بل لكى يخدع
الشيطان، جاذبًا أياه حتى الصليب. بكلمات كاذبة خدع الشيطان آدم القديم، وال
آن بكلمات إلهية يُخدع
المحتال من آدم الجديد[16].

7
لم
يخف من الموت إطلاقًا، حسب البراهين الآتية التى يسوقها لنا الأب بطرس السدمنتى:

 أ
عندما
شاهد فيما بعد الجمع الذى جاء للقبض عليه، هو بنفسه اقترب منهم وأخذ زمام المبادرة
سائلاً
إياهم « مَن
تطلبون؟» (يو4: 18).

ب
و
لو
أن السيد خاف من موت الصليب، لكان فى استطاعته أن يترك هؤلاء الذين جا
ءوا للقبض عليه
ساقطين على ال
أرض ويهرب،
من بعد مفاجئتهم بالحدث غير المتوقع كما ذكرنا سابقًا (
انظر يو6: 18).
بل
وكان أيضًا في إستطاعته
أن يميتهم فى الحال، كما حدث لشجرة التين غير
المثمرة عندما لعنها
فيبست فى الحال (انظر مت19: 2120).

ج
وأيضًا
لو أراد السيد تجنب الموت، الم يكن يستطيع أن يختفى من أمام الجمع الذى جاء مع
يهوذا كما اختفى من قبل من أمام أهل وطنه بالناصرة عندما أرادوا أن يقتلوه (
انظر لو29: 430).
خاصة وهو يعلم أن الذى يسلمه قد اقترب (
انظر مر42: 14؛ مت46: 26).

د
وينهى
السدمنتى براهينه، مؤكدًا على أن السيد بالرغم من كل الإمكانيات التى كانت لديه
لكى يتجنب الجمع الذى جاء للقبض عليه، إلا أنه ظل موجود
ًا فى
البستان منتظر
ًا
قدومهم
،
وذلك
من
ناحية
لكى
يسهل
عليهم الهدف
الذى جاءوا من أجله و
هو القبض عليه، ومن ناحية أخرى، لكى يُظهر لنا
شجاعة نادرة نحتذى بها أمام الموت[17].

وفى
النهاية نقول
إنه اذا كان
ال
إنجيليون قد
سجلوا لنا صلاة يسوع فى جثسيمانى وعلى الأخص مرقس ومتى ثلاثة مرات، فهم لا يهدفون
من ذلك،
إظهار أن
يسوع تردد ولو للحظة واحدة فى قبول كأس الموت.
بل يهدفون إلى تقديمه
كابن مطيع لله أبيه وكعبد متألم يقبل حتى النهاية
إرادة الله
الآب رغم صعوبتها القاسية[18].

2
وهنا يجب أن نذكر
أيضًا أنه من غير المعقول
أن يزعم أحد أن
يسوع عندما قال لله أبيه « إن أمكن فلتعبر
عنى هذه الكأس
.. » (مت39: 26)
كان يجهل التجربة التى تنتظره:

أ
لأنه إذا كان هو يعرف أباه المعرفة
المطلقة والتى ليست فى استطاعة أى انسان مخلوق أن يعرفها (
انظر يو15: 10)
فكيف لا يعرف الآلام المقبل
ة عليه وهى المعرفة التى بمقارنتها بمعرفته
بأبيه نجدها
أصغر
بكثير.

ب وإذا كان
الأنبياء أمثال (داود واشعياء وزكريا) قد رأوا مسبقا أحداث آلامه وأعطوا شهاد
اتهم بأن هذه
الآلام سوف تتحقق فى ملء الزمان، فهل يعقل أن السيد الذى أرسل هؤلاء الأنبياء، لا
يعرف آلامه؟

ج
وبطرس
السدمنتى

أيضًا

يرد على هذا الزعم قائلاً
إن قول السيد « إن أمكن،
فلتعبر عنى هذه الكأس
..» لا يعنى أن السيد لم تكن لديه أية فكرة عن ما
سيحدث له، فهو بنفسه قبل أن يصعد الى أورشليم
قد أخبر تلاميذه
فيما يخص آلامه قائلاً: « إن ابن الانسان
سيسلم الى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه ويسلمونه الى الأمم لكى يهزأوا به
ويجلدوه ويصلبوه وفى اليوم الثالث يقوم» (مت20: 1819)[19].

د
فضلاً
عن ذلك نضيف الملاحظة السليمة جدًا لديونيسيوس الاسكندرى، والتى هى: الآيه «
إن شئت أن
تجيز عنى هذه الكأس
.. » التى يقولها يسوع لأبيه (لو42: 22) تعلن
الخضوع والتنازل وليس الجهل أو التشكك[20].

3
وأيضًا
بخصوص

صلاة يسوع فى جثسيمانى، نرى سؤالاً آخر يفرض نفسه علينا وهو: هل إرادة الآب هى غير
إرادة ال
ابن؟

10)   ونجيب بالطبع لا. فها ديونيسيوس وللمرة
الثانية يؤكد لنا ذلك: ليست إرادة ال
ابن شئ وإرادة الآب شئ آخر لأن مَن يريد كل ما يريده الآب له فى
الحقيقة إرادة الآب
. إنما هذا التعبير « لا كإرادتى بل كإرادتك » إنما
هو أسلوب من
أساليب الحديث به يُرجع الابن مجد الآلام المخلّصة لإرادة الآب مكرمًا
إياه كعلة كل شئ[21].

ويماثل رد
ديونيسيوس، رد السدمنتى: ال
ابن لم تكن له إرادة أخرى غير إرادة الآب، فهو بنفسه قال « إنى نزلت من
السماء ليس لأعمل مشيئتى بل مشيئة الذى أرسلنى» (يو38: 6)
. وبولس
الرسول يكتب أن يسوع المسيح
لكى يصنع مشيئة أبيه « أطاع حتى
الموت موت الصليب» (في8: 2)[22].

ومن
جانبنا نضيف أن ال
ابن بصلاته « يا أبا الآب كل شئ مستطاع لك» (مر36:
14)
يقرر أن كل شئ
مستطاع للآب
.
وأن كل شئ مستطاع للآب عندما يريد الآب
« يا أبتاه إن شئت أن
تجيز عنى هذه الكأس» (لو42: 22)
. وأن الابن لم يطلب إطلاقًا من
أبيه أمرًا لا يريده الآب « ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت» (مت39: 26).
ولذلك كان ال
ابن دائمًا
يتمم إرادة الآب « الكأس التى أعطانى الآب ألا أشربها» (يو11: 18).

كانت
إرادة الآب
هى خلاص الجنس البشرى، وكان على الابن أن يشرب كأس الآلام والموت لكى يكمل كل خطة
تدبير الآب للخلاص
، وكان على الآب فى نفس الوقت أن يساند الابن حتى
يمكن أن يحتمل بصبر وجلد الآلام والموت ويخرج غالبًا
(انظر غلا4: 45؛
عب7: 59). وهكذا يمكن القول،
إنه حتى إن كان يبدو فى
جثسيمانى ظاهريًا وجود
إرادتين للسيد بينهما تعارض، إرادة رافضة
للكأس و
إرادة مفضلة إياهُ. لكن
الحل الذى أتى به يسوع فى النهاية (الفداء) برهن ع
لى وحدة الإرادتين[23].

 

ثالثًا: أهمية صلاة يسوع:

1
لكى يعلّمنا تجنب الدخول في تجارب.

إذ
صار الرب

انسانًا حقيقيًا (
انظر يو14: 1؛ عب17: 2) كانت له كل
الخصائص الانسانية، لهذا سلك وعاش وعمل ك
إنسان. يكتب
إيسيذورس الفرمى:
لأنه إذ صار كلمة الله إنسانًا حقيقة، فإنه حقق كل ما هو
إنسانى. هكذا
فى وقت الآلام نراه يستعفى عن الكأس ك
إنسان، لكى يعلّمنا أنه يجب
علينا تجنب الدخول فى تجارب. ولكن اذا سمح الله بها فعلينا أن نقبلها بشجاعة وأن
نتحملها بصبر كما قبل هو الصليب وحمله على كتفه وتقدم كغالب[24].

2
ليصحح بطاعته موقفنا القديم أمام الله.

جاءَ
السيد الى الأرض، ممثلاً للجنس البشرى اذ أخذ الطبيعة البشرية، وذلك لكى يصحح
موقفنا أمام الله. فآدم القديم فى الفردوس وقف ضد ارادة الله وعصى بينما يسوع
“آدم الجديد” حتى فى آلامه فى جثسيمانى
إستمر مطيعًا
لله الآب. ولذا يلاحظ المطران
أنبا يوساب (ق 18م) أنه حسن جدًا يسمى الرسول
بولس المسيح ب”
الإنسان الوسيط بين الله والناس” (1تى5: 2)[25].

3 لتشكيك الشيطان في
شخصه الإلهى.

يسجل ساويرس بن المقفع:
أيضًا
نرى أنه وحتى فى هذه المرحة الأخيرة من حياة السيد على الأرض، ف
إن خطة
التدبير ال
إلهى تسير
طبيعية، والشيطان مازال غير متأكد
إن كان يسوع هو فى النهاية ابن الله أو
ابن ال
إنسان[26].

4 لكى نتعلم الطاعة
الكاملة لإرادة الله.

 فالسيد فى
عظته على الجبل عل
ّمنا أن نصلى الى الله الآب
قائلين «
.. ولا تدخلنا
فى تجربة
..» (مت13: 6)، «..لتكن مشيئتك..» (مت10: 6)
مشددًا بهذا التعليم على الطاعة المطلقة لإرادة الله وحتى حينما يسمح لنا بالتجربة
. وكتطبيق
عملى لهذا التعليم
فى حياة السيد يقدم سمعان بن كليل هنا صلاة السيد فى بستان
جثسيمانى[27].

5 يسوع يقبل الآلام من
أجل كنيسته.

فى الصلاة موضع الحديث،
خاطب يسوع الله الآب بحسب ال
إنجيلى مرقس كالآتى: « يا أبا الآب..» (36: 14).
وبحسب الإنجيلى متى «يا أبتاه
..» (مت39: 26). ومن المعروف أن كلمة
“أبا”
آرامية الأصل وكانت تستخدم من اليهود عندما كانوا
يخاطبون الله خارج العبادة (حيث كانت تستخدم اللغة العبرية)، بينما كلمة
“الآب” هى يونانية الأصل وقد استخدمت من الأمم عند مخاطبة آلهتهم (
انظر أع28: 17). بناء على
ما سبق، يمكننا استنتاج
هذا الرأى الجدير بالإعتبار: مخاطبة
الابن لأبيه باللغة ال
آرامية واليونانية تحوى أهمية نبوية عظيمة
إذ تعنى أن المسيح يصلى ويقبل الآلام من أجل كنيسته والتى سيكون أعضائها من اليهود
ومن الأمم[28].

 

رابعًا: ظهور الملاك وعرق
يسوع المصل
ّي كقطرات دم:

رواية القديس لوقا
المقابلة لروايتى مرقس ومتى عن صلاة السيد فى بستان جثسيمانى تتحدث عن:

1
ظهور
ملاك من السماء لتقوية يسوع (43: 22).

2
عرق
يسوع
في جهاده فى
الصلاة، والذى صار كقطرات دم نازلة على الأرض (44: 22).

ولنشرع
فى تحليل هذين العنصرين مبتد
ئين بالأول:

1
فى
الحقيقة أن السيد كإله كلى القدرة، لم يكن ولن يك
ون له فى أى
وقت أى إحتياج لمساعدة ملائكية كانت أو بشرية. لذا يلاحظ بطرس السدمنتى بدقة شديدة
أن نص الإنجيل يقول « وظهر له ملاك من السماء يقويه»
بينما لا يذكر (النص) أن السيد قد
استدعى
الملاك ليقويه.
ويضيف السدمنتى، لكن من اللحظة التى فيها أخذ طبيعتنا
البشرية أصبح قابلاً لكل مساعدة. هكذا
إرسال الملاك من
السماء
وظهوره
للسيد

يعلنان فى النهاية: أن
السماء ترسل مساعدتها لكل إنسان على
الأرض يمر بأحوال صعبة
. فالملاك هو روح خادم مُرسل من الله
لأجل مساعدتنا حتى يكون لنا رجاء فى وراثة الخلاص (
انظر عب14: 1)[29].

بنفس
المفهوم سبق وكتب ديونيسيوس ال
أسكندرى قائلاً: ما قيل عن
ظهور ملاك بجوار المخلص ليقويه، هذا صار بسبب التدبير الذى يخصنا، لأن هؤلاء الذين
يجاهدون فى صراعات من أجل التقوى والإيمان لهم ملائكة من السماء كمساعدين[30].

ويعطينا الكاتب
القبطى سمعان بن كليل،
رأيين مهمين:

أ
الظهور
موضع الحديث لملاك من السماء يبرهن على أن السيد المسيح له سلطان مطلق كما على
الأرض كذلك فى السماء.

ب
بهذا
الظهور يُضلل الشيطان اذ أن السيد يظهر فى لحظة من حياته كثيرة الصعوبة ومؤلمة
، كإنسان
محتاج لمساعدة من السماء[31].

ونعودة
مرة أخرى إلى الأب بطرس السدمنتى
في موضوع ظهور الملاك للسيد فنجده قد كتب: إن الملاك
عندما رأى يسوع
وهو يصلى ويظهر كمن يحتاج لمساعدة من السماء، بينما هو
فى الحقيقة ليس فى أى احتياج
، أخذ يمجده قائلاً « لك القوة يا مخلص،
لك المجد يارب، لك العزة يا ملك» (
انظر رؤ5: 614)[32]. هذا ويوجد
فى صلوات السواعى
في أسبوع الآلام فى كنيستنا القبطية
تمجيد للسيد المسيح مشابه
لهذا التمجيد يرتله الشعب 12 مرة فى صلاة كل
ساعة؛ سته مرات بالقول ” لك القوة والمجد والبركة والعزة الى الابد امين،
عمانوئيل الهنا وملكنا
“؛ وسته مرات ” لك القوة والمجد والبركة
والعزة الى الأبد أمين، ياربى يسوع المسيح مخلصى الصالح
[33].

والآن نأتى
إلى ا
لعنصر
الثانى، للآية التى يذكرها الإنجيلى لوقا «
وصار عرقة
كقطرات دم نازلة على الأرض» (لو44: 22)
، لنجد أن المفسر الأسكندرى
ديونيسيوس لا يقبل أنه صار هنا حديث عن عرق من قطرات دم حقيقية، لكنه يعتبر أن
العرق كان يضاهى قطرات الدم “
كقطرات دم”[34]. أى لنتطلع
هنا الى عرق كثيف
كان يتصبب من يسوع نتيجة المعايشة
الشديدة للحظة الصلاة إذ كان يجاهد ويصلى بأشد لجاجة (لو44: 22)[35].

والأب
بطرس السدمنتى
بدوره
يرجع
هذا العرق الكثيف عند يسوع
إلى حزن النفس والإضطراب
البشرى[36].

ونحن
إذا
أخذنا فى إعتبارنا أن لوقا
كطبيب (
انظر كو14: 4)
يعطينا هنا وصف
ًا طبيًا للحظة
الجهاد المنقطع النظير، الذى كان
يجاهده السيد وهو يصلى فى جثسيمانى،
نستطيع أن ندرك
، بلا أدنى
شك
، مدى جهاد
يسوع الرهيب فى هذه الصلاه والذى كان من درجة شدته أن عرقه بدأ يتساقط على الأرض
على شكل قطرات دم. وحقيقة ألم يسبق
إشعياء النبى وتنبأ عن
السيد أنه « رجل أوجاع ومختبر الحزن» (3: 53)[37].

وعلى
ضوء رأى لوقا الطبى هذا يُقبل أيضًا رأى المطران
أنبا يوساب الذى
وفقًا له: لأن العرق عادة هو علامة طيب
ة للمريض، لهذا عرق يسوع
لكى يشفى طبيعتنا البشرية من ضعفاتها التى أخذها
هو لكن بدون خطية[38].

وفى النهاية
يعلق ديونيسيوس ال
أسكندرى على هذا الجهاد مشددًا بوضوح تام على أن السيد قد صار
إنسانًا
وكانت له آلام الطبيعة البشرية ويقول
: لقد أظهر يسوع بصلاته
العميقة وجهاده العظيم وعرقه الكثيف أن له طبيعة انسانية حقيقية، وليست خياليه.
فالمخل
ّص صار
انسانًا
حقيقيًا[39].

 

خامسًا: مشكلة آيات لوقا 43: 2244 من وجهة نظر النقد النصى للكتاب:

الآيات
(لو
43:
2244
)
تغيب من المخطوطات

 TW 1071 A B Syrsin aא P75

ومن
سلاسل بعض الآباء أمثال، كليمندس ال
أسكندرى وأوريجينوس
وأثناسيوس وكيرلس الاسكندرى. هذا الغياب قاد
Bultmann [40] إلى اعتبار أن هذه الآيات تمثل اضافة حديثة على نص لوقا. لكن:

1
من
تاريخ الكنيسة، نعرف أن هذه الآيات (لو
43: 2244) قد استخدمت
فى القرن الثانى الميلادى من الآباء الأرثوذكس ضد الخياليين الذين كما أشرنا
سابقًا أنكروا ظهور الله الكلمة فى جسد
، واعتبروا أن الجسد
الذى أخذه أنما هو جسد خيالى كما أنها (أى الآيات) قد استخدمت أيضًا فى القرن
الرابع من جانب ال
آريوسيين لإنكار ألوهية السيد المسيح[41].

2
ومن
التفسير الأرثوذكسى
لهذه الآيات الذى أعطاه الأسكندريون والأقباط
أباء
ً وكُتّابًا كما رأينا
يتضح لنا أن هذه الآيات ت
ُعبّر ببساطة
وبطريقة عملية عن جهاد يسوع المتألم عن خطايانا فى صلاته.

3
هذه
الآيات تحمل بلا
إعتراض الملامح الخاصة بلغة ولهجة الإنجيلى لوقا،
كما ان معناها يتردد فى معظم الاجزاء
الإرشادية من روايته[42].

4
فضلاً
عن كل ما سبق هذه الآيات
، تُذكر فى
مخطوطات عديدة مثل
D K L X D* q H y *א
وعند
كثير من الآباء
سواء الذين كتبوا باليونانية أو باللاتينية.

5
أخيرًا نذكر أن
أقدمية وأصالة هذه الآيات موضع الحديث يقبلها أغلبية
المفسرين قدماء وحديثين[43].

لكل
الأسباب السابقة، نقبل نحن الأقباط أقدمية وأصالة آيات
(لو43: 2244)
ونعتبر أن غيابها من بعض المخطوطات لا يمثل أهمية كبيرة؛ كما أن كنيستنا القبطية
ومثل كل الكنائس الأرثوذكسية تعتبر أن أصالة هذه الآيات
عند لوقا أمر
مفروغ منه، و
لذا
تستخدمها
فى قراءاتها الليتورجية.

 

سادسًا: نصيحة يسوع لتلاميذه
بالسهر والصلاة:

نعود
مرة أخرى إلى يسوع والتلاميذ لنجد أن السيد من بعد صلاته الأولى يعود إلى تلاميذه
على الأرجح الى الثلاثة (بطرس ويعقوب ويوحنا) الذين يجدهم “نيامًا
. وكما
نستنتج من الإنجيليين (مر37: 14؛ مت40: 26)
إن السيد توجّه بالحديث
أولاً الى بطرس وفيما بعد الى الباقين، مندهشًا من عدم قدرتهم على السهر معه فى
هذه الساعة، وناصحًا
إياهم بالسهر والصلاة لكى لا يدخلوا فى تجربة.

يحاول
الأب بطرس السدمنتى بطريقتة التفسيرية النظرية أن يجد
العلة لثقل
نوم التلاميذ تلك الليلة، ورغم أن السيد أيقظهم ثلاثة مرات (
انظر مر35: 1441؛
مت38: 2645) فيفترض أن التلاميذ
ناموا بعمق تلك الليلة بسبب الحيرة والإرتباك
اللذان وقع
وا فيه (انظر مر40: 14)
وأيضًا بسبب الحزن الذى تملك عليهم (
انظر لو45: 22). لأنه فى
بعض الحالات يجلب الحزن الخمول على ال
إنسان، والخمول بدوره
يقود الى النوم. وهذا الحزن قد بدأ كما يرى السدمنتى يستحوذ على التلاميذ من
اللحظة التى قال لهم فيها السيد « تعلمون أنه بعد يومين يكون الفصح وابن ال
إنسان يسلم
ليصلب» (مت2: 26) ثم مل
أ الحزن فيما بعد قلوبهم عندما
سمعوا السيد يقول «وأما الآن فأنا ماض الى الذى ارسلنى وليس أحد منكم يسألنى أين
تمضى» (يو5: 166)[44].

لكن
عكس هذا التعليل الهادئ للسدمنتى، يستخدم
Bénoit [45] لغة قاسية
ويعلل نوم التلاميذ فى تلك الليلة الى أنه راجع إلى عدم
اكتراثهم
بالسيد وإلى اللامبالاه
.

كما
ذكرنا سابقًا، أن السيد من بعد نهاية صلاته الأولى عاد
إلى التلاميذ
الثلاثة وتوجه بالحديث فى البداية إلى بطرس. لكن لماذا بالذات الى هذا التلميذ؟

يجيب
على سؤالنا هذا الراهب السدمنتى كالتالى: بطرس قبل وقت قليل وعد السيد بكلام فيه
مشاعر مبالغ فيها، أنه سيضع نفسه عنه (
انظر يو37: 13)، وأنه إن شك الجميع
فيه فهو لن يشك أبدًا (
انظر مت33: 26). لكن السيد الذى يعرف بطرس
جيدًا توجه اليه بالحديث « يا سمعان أنت نائم أما قدرت أن تسهر ساعة واحدة» (مر37:
14)
، وذلك لكى يُذكّره، بطريقة ما،
بوعوده السابقة، ولكى يرجعه
إلى فهم حقيقة ضعفه البشرى. وكأن السيد
يريد أن يقول له انتبه يا بطرس ل
أنه إذا كنت لا
تستطيع أن تبقى معى ساهر
ًا ولو لساعة واحدة فقط وهو الأمر السهل، فكيف مع
وجود هذا الضعف يمكنك أن تبذل حياتك من أجلى وهو الأمر الصعب[46].

وفى هذه
النقطة

أيضًا
،
نرى
أن
الأستاذ
كارافيدوبولس
يشير
إلى
الشاهد
(مر37: 14)
ويلاحظ أن ق.
مرقس يستخدم للتلميذ موضع الحديث الاسم “بطرس” بينما يسوع يدعوه
“سمعان” ويشرح هذه الجزئية الدقيقة بالقول
إن يسوع
باستخدامه التسمية القديمة للتلميذ (
انظر مر16: 3) يشير إلى أن بطرس
لم يصر بعد صخرة الإيمان[47].

نعود
مرة ثانية،
إلى إندهاش يسوع
من نوم التلاميذ تلك الليلة وإلى “شكواه” من عدم قدرتهم على السهر معه
ولو لساعة واحدة لنجد أن الإنجيليين الثلاثة قد سجلوا لنا موقف الضعف هذ
ا عند التلاميذ (انظر مر37: 14؛ مت40: 26؛
لو46: 22)
، ولكن الذى
يجب معرفته جيدًا هنا هو
أن السيد لم يكن يشكو من عدم مؤازرة التلاميذ
لشخصه أثناء الصلاة
، إذ هو نفسه يبرر عدم قدرتهم على السهر معه
بقوله « إن الروح نشيط و
أمَّا الجسد فضعيف» (مر38: 14؛ مت41: 26).
ولكن الكلمات التى تظهر
هنا على أنها شكوى « أهكذا ما قدرتم أن
تسهروا معى ساعة واحدة.. لماذا أنتم نيام » هى فى الحقيقة
إهتمام من
السيد لأجل صالح التلاميذ أنفسهم وحث لهم على السهروالصلاة لكى لايدخلوا فى تجربة
(
انظر مر38: 14
؛ مت41: 26 ؛ لو46: 22).

أما
التجربة التى يتكلم عن
ها السيد والتى ينصح التلاميذ بعدم الدخول
فيها، فالآراء فيها عديدة:

1
فبحسب

ديونيسيوس ال
أسكندرى
التجربة هنا لها معنى عام وتخص كل البشر، لأنه لا يوجد انسان غير مجرب، طالما «..
أن العالم كله قد وضع فى الشرير » (1يو19: 5). وهكذا ف
إن السهر
والصلاة اللذان يوصى بهما السيد هنا
تلاميذه هما فى النهاية موجهان
لكل المؤمنين[48].

2
بينما يرى
الأب
بطرس السدمنتى
أن
التجربة
هنا
مزدوجة
أى تخص السيد والتلاميذ فبالنسبة للسيد التجربة هى آلامه التى تقترب، وبالنسبة
للتلاميذ هى فى رؤيتهم لمعل
ّمهم وهو يواجه موت مرعب، وهى أيضًا
فى مواجهتهم بعد ذلك لمتاعب وشدائد من اليهود ومشابهة من الأمم فى عملهم الكرازى.
وطالما أن السيد يسهر ويصلى أمام تجربته،
فهو يطلب نفس الأمر
من تلاميذه أن يفعلوه متشبهين به[49].

3
ووفقًا
للأستاذ كارافيدوبولس، التجربة تخص التلاميذ فقط
، لأنه إذا أخذنا فى
ال
إعتبار
المواقف السابقة التى قاوم فيها الشيطان أعمال المسيا والتى تتماثل مع الموقف
الحالى يمكننا أن نستنتج عندئذ بسهولة، أن التجربة
كانت تتمثل فى
أسئلة التشكك وعلامات الاستفهام الكثيرة التى سيبذرها الشيطان فى عقول التلاميذ من
جهة شخصية السيد. أى
إذا كان معلّمهم الذى
تبعوه حتى الآن، والذى يسير نحو الآلام والموت، هو المسيا المنتظر أم لا. وهكذا
لأجل التغلب على تجربة مثل هذه ينصح يسوع تلاميذه أن يستدعوا قوة الله بالصلاة
والسهر[50].

فى
النهاية نقول
إن صلاة يسوع
إلى أبيه فى
بستان جثسيمانى تكررت بحسب مرقس ومتى ثلاثة مرات (
انظرمر39: 1441؛
مت42: 2644) بينما يظهر بحسب لوقا أن يسوع صلى مرة واحدة(
انظر لو39: 2246).

 

سابعًا: معنى الفعل يكفى” (مر41: 14):

بعد
نهاية الصلاة، يقترب يسوع من التلاميذ ويقول لهم: «
.. ناموا الآن
واستريحوا يكفى قد أتت الساعة
..» (مر41: 14؛ مت45: 26). فى الشاهد
السابق لمرقس تظهر صعوبة فى تفسير الفعل “يكفى”. هذه الصعوبة كانت
ملموسة من القرون الأولى وكما يبدو من تقليد المخطوطات، حيث نجد العبارات المختلفة
التالية: ” قُضى الأمر، أتت الساعة” ؛ ” قضى الأمر، وأتت
الساعة”؛ ” قضى الأمر، ها قد أتت الساعة”؛ ” أتت الساعة،
اقتربت النهاية ” والعبارة الغالبة والأقدم هى
” يكفى،
أتت الساعة”[51] ومن الواضح
أن بعض المخطوطات تصحح الآية وتفهمها على ضوء ما جاء فى (لو37: 22) « لأن ماهو من
جهتى له انقضاء».

ويوجد
تفسيران ل
لفعل

يكفى”،
أحدهما رمزى (استعارى) والآخر تاريخى
.

1
وفقا
للتفسير الرمزى، الفعل ” يكفى” مرتبط بكل خطة التدبير الإلهى لأجل خلاص
البشرية. أى
تكفى
عبودية ا
لجنس
البشرى لأصل كل الشرور، الشيطان و
التي طال انتظار التحرر منها. وهكذا إذ
يسلم يسوع نفسه للموت تصل سلطة الشيطان
إلى نهايتها ويبدأ سلطان المسيح الذى سيعطى راحة للجنس
البشرى[52].

2
وب
حسب
التفسير التاريخ
ي، الفعل ” يكفى” يأخذ أهميته من المكان
والزمان اللذ
ين قيلا فيه،
أى أن السيد ببساطة يقول لتلاميذه: كيف أن نومهم وراحتهم كانا كافيين، ويجب عليهم
أن يستيقظوا الآن
، لأن ساعة القبض عليه قد أتت والجمع الذى سيأتى
لذلك هو على مقربة أخذ الن
َفَسْ[53].

والعبارة
” أتت الساعة ” من جانبها تكشف لنا أن السيد عرف من قبل كل ما سيحدث له،
وحتى قبل أن يتحقق.
ولذا فهذه الساعة، ساعة القبض، عليه لم
يحددها لا التلميذ الخائن الذى يأتى الآن ليسلمه، ولا القيادات الدينية لليهود
الذين تآمروا مع الخائن
للقبض عليه. لكن هذه الساعة حددتها
من البداية الإرادة الإلهية وبسبب محبة الله للبشر تحققت فى ملء الزمان (
انظر غلا4: 4؛
يو16: 3)، فكم من مرة شرع
اليهود فى القبض على السيد
لكن لم يستطع أحد منهم حتى أن يلمسه (
انظر على سبيل المثال
مر18: 11؛ مت46: 21؛ لو47: 1948، 19: 20؛ يو30: 7). أما الآن
فإذ جاءت
الساعة فهو يسلم نفسه
لهم وبإرادته وحده.

لكن
اقترحت تفسيرات أخرى للفعل “
يكفى “،
أهمها:

1
الفعل
” يكفى ” مرتبط بيهوذا أى أن الشاهد (مر41: 14) ي
ُشرح كالتالىأهكذا أنتم نائمون
يكفى،
ذاك يقبض علىّ، أتت ساعتى”.
وأصحاب هذا التفسير يستشهدون
بالآية (15) من الرسالة لفليمون « لأنه ربما لأجل هذا افترق عنك الى ساعة
(يكفى) لكى تأخذه أو (تستلمه) إلى الأبد»، حيث الفعل يكفى يأخذ هنا
معنى الأخذ والاستلام والتسليم ويستخدم للأشخاص[54].

2
مع
الفعل ” يكفى” يجب أن توضع علامة استفهام (تساؤل) تنو
ّه باقتراب
النهاية بحيث يكون المعنى هكذا ”
ناموا الآن واستريحوا أبعيدة
النهاية؟ لا
،
يكفى،

أتت الساعة”[55]
. وواضح تبنى
المعضدين لهذا التفسير للمخطوطة
” D “.

3
لنتطلع
الى تعبير
غير
سليم

عن الأصل الأرامى، الذى فيه ”
ناموا الآن واستريحوا النهاية
والساعة تقتربان”[56].

4
الفعل
يكفىجاء من التعبير
التجارى (أسدد، أوفى، أخل
ّص) فيكون المعنى أن يسوع على إستعداد
للإيفاء بالكأس

التى قد طلب من أبيه سابقًا أن تعبر عنه (
انظر مر35: 14)[57].

ومن جانبنا
نعتقد أن الفعل “
يكفى” ينبغى أن يرتبط بحدث النهاية
القريب
ة و”
الساعة القريبة

“.
تلك الساعة التى لم يحددها كما قلنا سابقا اليهود بل مشيئة الله ومحبته
. وفى مثل
هذه الحالة تكون الآية 41 لمرقس 14 شبيهة بالآية 37 للوقا 22 « لأن ماهو من جهتى
له انقضاء». وبالآية 4 ليوحنا 17 « العمل الذى أعطيتنى لأعمل قد أكملته». ويكون
بالتالى معنى
الفعل
يكفى”،
ق
ُضيَ الأمر
بالنسبة
لى وخطة الفداء
قد وصلت إلى
غايتها.

 

ثامنًا وأخيرًا: الصلاة فى
جثسيمانى بحسب الإنجيليين الثلاثة وصلاة يسوع فى (يو17):

فى
نهاية هذا الفصل نعرض الملاحظة التالية، كما رأينا يتحدث ال
إنجيليون
الثلاثة (متى، مرقس، لوقا) عن صلاة السيد فى بستان جثسيمانى
بينما الإنجيلى
الرابع (يوحنا) لا يحفظ لنا هذه الصلاة
. لكن هذا الغياب لم
يجعل

يوحنا

فى الواقع، يتغافل عن
ذكر حزن يسوع العميق، وصراعه الشديد، وصلاته
المتواترة تلك الأحداث التى حفظها لنا فى حديث آخر مشابه، هو حديثه عن الموت
الإرادى للذات، فى مثال حبة الحنطة، حيث ي
ُظهر يسوع
وهو يقول معبرًا: « قد أتت الساعة الحق الحق أقول لكم أن لم ت
قع حبة
الحنطة فى الأرض وتمت فهى تبقى وحدها ولكن ان ماتت تأتى بثمر كثير
.. أيها الآب
نجنى من هذه الساعة ولكن لأجل هذا أتيت
.. أيها الآب مجدّ اسمك
فجاء صوت من السماء مجدت وأمجد أيضًا فالجمع الذى كان واقفا وسمع قال قد كل
ّمه ملاك..» (يو23: 1233).
بل وربما صلاة يسوع (الكهنوتية) التى حفظها لنا فى
إنجيله
الاصحاح السابع عشر، والتى كشف فيها للتلاميذ عن حقيقة ألوهيته، تتقابل مع صلاته
فى بستان جثسيمانى التى حفظها لنا ال
إنجيليون الثلاثة الأُوّل والتى تُظهر حقيقة
إنسانيته
.

بكلام
آخر يمكن القول
إن صلاة يسوع الكهنوتية فى يوحنا (17) تظهر
المستوى العالي جدًا لل
ابن فى وحدته غير المنفصمة بالآب. بينما
صلاته فى بستان جثسيمانى تظهر المستوى الذى نزل إليه عندما أخلى ذاته، وأخذ شكل
العبد وصار
إنسانا (انظر في7: 2)[58].
فى تلك الليلة الأخيرة التى حدث فيها القبض، كشف يسوع بصلاته الكهنوتية ملء
ألوهيته،
وبصلاته فى جثسيمانى ملء بشريته وعليه لكى نفهم فهما سليمًا هاتين الصلوتين يجب أن
نضع فى ذهننا باستمرار حقيقة أن « الكلمة صار جسدًا» (يو14: 1).

عن
صلاة يسوع فى يوحنا (17) خاصة، يبدو من النظرة الأولى أن المكان الذى قيلت فيه
مجهول
. فهل المكان هو:

1
العلية
حيث تم العشاء الأخير؟
إننا نسمع السيد يقول للتلاميذ بعد نهاية
العشاء «
..
قوموا
ننطلق من هنا» (يو31: 14) وعليه فهذه الصلاة لم تق
ال فى العلية.

2
الطريق
الى جبل الزيتون؟ لكن صلاة بمثل هذه المعانى السامية جدًا التى تحويها
من غير المحتمل أن تُقال فى طريق
عام.

3
بستان
جثسيمانى؟ وهذا لا يمكن رفضه. لكننا نرجح

4
هيكل
سليمان
، كمكان
مناسب لصلاة يسوع فى يوحنا (17)، وهذا يتأكد لنا من:

V يوحنا نفسه فى الاصحاح الثامن عشر، بعد نهاية هذه الصلاة يسجل «
قال يسوع هذا وخرج مع تلاميذه الى عبر وادى قدرون» (1: 18) ومن المعروف جغرافيًا،
أن “وادى قدرون” يفصل هيكل سليمان عن جبل الزيتون الذى فيه بستان
جثسيمانى[59].

V يوسيفوس
المؤرخ اليهودى يخبرنا أنه جرت العادة فى فترة الأعياد أن تظل أبواب الهيكل مفتوحة
طوال الليل للجموع التى كانت تأتى من كل مكان للسجود (
انظر يو55: 11)[60].

إذ
ننهى

حديثنا فى هذا الفصل نسجل ولمرة أخرى
وبحسب الشهادة الجماعية
للآباء
والكُتّاب
المفسريين أنه بينما
يشدد ال
إنجيليون
الثلاثة (متى، ومرقس، ولوقا) على
إظهار طبيعة المسيح الإنسانية من
خلال صلاته فى بستان جثسيمانى يأتى يوحنا من بعدهم ليشدد على اظهار طبيعة المسيح
الالهية من خلال صلاته الكهنوتية فى هيكل سليمان
، مقدمين
هكذا
في
أناجيلهم في
هذا
الحدث كما فى الأحداث الأخرى
للبشرية، الله الذى ظهر فى الجسد
لأجل
خلاصها (انظر 1تى16: 3).

 



[1] Bauer, “ Worterliuch zun N.
Testament “,
Berlin 51963,
P. 304.

[2] انظر “القول الصحيح في آلام المسيح
“، القاهرة 1872، ص85.

[3] انظر “تفسير إنجيل متى” مخطوط 31
لاهوت، مكتبة البطريركية القبطية، القاهرة، ورقة 303جـ 303ظ.

[4] bl.
Iw. karabidÒpoulou, “ tÕ p£qoj toà
cristoà.. “ qes/n…kh 1974, s 101.

انظر أيضًا قداسة البابا شنودة الثالث
“تأملات في يوم الجمعة العظيمة” القاهرة 1982، ص76.

[5] انظر الأنبا
أثناسيوس ” تفسير إنجيل متى ” بنى سويف 1985، ص253.

[6] انظر قداسة البابا الأنبا شنودة الثالث،
المرجع السابق ص76ـ80.

[7] ‘Ezhg. Look¦n EÙagg. P.G.
72, 920.

[8] انظر “القول الصحيح .. ” ص140،
141.

[9] المرجع السابق، ورقة 304ج ـ 307ظ.

[10] انظر على سبيل
المثال:

+ ديونيسيوس الاسكندرى
(ق3م) فى شرحه لإنجيل لوقا.
P.G. 10, 1529

+ أثناسيوس الرسولى
(ق4م) فى مقالة له عن آلام السيد
P.G. 28, 1053-1061.

+ كيرلس الكبير (ق5م)
فى شرحه لانجيل يوحنا
P.G 75, 389-401.

+  ثيودوسيوس
الاسكندرى (ق
6م) فى تفسيره للوقا (44:22) P.G.
A 86-285
.

+ البطريرك يوحنا
الرابع (ق8م) فى رسالته
إلى
بطريرك انطاكية قرياقوس؛ (الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسةـ الجزء الثانى،
القاهرة 1964 صـ163ـ170) .

+ البطريرك غبريال
الاول (ق 10م) فى رسالته
إلى
بطريرك انطاكية يوحنا ؛
(المرجع
السابق صـ 255ـ258 ).

+ الراهب بطرس السدمنتى (ق13م) فى كتابه “القول الصحيح فى
آلام المسيح”؛
ص
135ـ142 .

+ البطريرك يوحنا الثالث عشر (ق16م)، فى تفاسيره لمواضع كتابية
متفرقة؛
مخطوط 110 لاهوت، مكتبة
البطريركية القبطية بالقاهرة.

+ المطران
أنبا يوساب (ق18) فى مقالته عن صلاة الرب ليلة آلامه؛ مخطوط 137 لاهوت، مكتبة البطريركية القبطية بالقاهرة.

+ قداسة البابا شنودة الثالث (ق20) فى
كتابة
“كلمات يسوع على
الصليب” القاهرة
1983، ص 7 .

[11] “ Die Formgeschichte des Evangelium “, Tübingen 51966,
P. 261.

[12] Th. Boman, “ Der Gebetskomph
Jesu “, NTS 10 (1963-64), P. 261-73.

[13] “ Simples Rémarques sur la Priere á Gethsemane “, RHPR 39 (1959), P. 100.

[14] ‘Ezhg. Matqa…on EÙagg. P.G. 14, 805.

[15] ‘Ezhg. Louk£n EÙagg. P.G. 10, 1589.

[16] انظر “المجامع والجوهرة الثمينة ”
مخطوط 126 لاهوت. مكتبة دير السريان. ورقة 131جـ132جـ.

[17] المرجع السابق، ص103ـ105.

[18] Iw.
KarabidÕpoulou, “ tÕ p£qoj toà cristoà .. “, s. 102.

[19] المرجع السابق، ص109.

[20] P.G. 10, 1589.

[21] P.G. 10, 1593.

[22] المرجع السابق، ص118.

[23] E. Haulotte, “ Du récit
quadriforme de la passion au concept de croix “, NTA 30 N1. 1986, P.16.

[24] P.G. 78, 352.

[25] انظر “المقالة 25 عن صلاة السيد في
بستان جثسيمانى “، مخطوط 137 لاهوت، مكتبة البطريركية القبطية بالقاهرة ورقة
170ظ
ـ171ج.

[26] المرجع السابق، ورقة 113ظ ـ 132جـ.

[27] المرجع السابق، ورقة 304جـ ـ 307ظ.

[28] انظر الأب تادرس يعقوب، تفسير إنجيل مرقس،
الأسكندرية 1984، ص269.

[29] انظر ” القول الصحيح .. “، ص98.

[30] P.G. 10, 1593.

[31] المرجع السابق، ورقة 308ظ

[32] المرجع السابق، ص99.

[33] انظر ” قراءات أسبوع الآلام في الكنيسة
القبطية “، القاهرة 41997، ص31.

[34] P.G. 10, 1592.

[35] bl.
Damal£, “ Erm. K.D “, 3, s. 602. Trempšla, “ `UpÒmn. Louk£n .. “,
s. 615.

عن عرق من دم حقيقى يقبل كل من:

Brun, “ Engel und Blutschiveiss, Lc. 22, 43-44
“, ZNW 32, 1933, P. 272.

Blummer, “ Gospel of Luke “, Edinburgh 1942, P.
510-511.

[36] المرجع السابق، ص88. انظر أيضًا سمعان بن
كليل، المرجع السابق، ورقة 308ظ.

[37] انظر الأب تادرس يعقوب ” تفسير إنجيل
لوقا “، الأسكندرية 1985، ص656.

[38] انظر مخطوط 137 لاهوت، ورقة 170جـ.

[39] P.G. 10, 1592.

 انظر أيضًا سمعان بن كليل، المرجع السابق،
ورقة 308ظ.

[40] “ Die Geschichte der synoptischen traditior “,
Göttingen 61964, P. 306.

[41] Lagrange “ Evang.
Luc “, Paris 21921, P. 562.

[42] Rengstorf, “ Evang. Lukas “,
NTD 3, Göttingen 1937, P. 251.

[43] F.X. Rengstorf, ™nq. ¢nwt, P. 251. Lagrange, ™nq. ¢nwt, P. 251. Bénait, Passion et Résurrection,
Paris 1966, P. 27. Brun,
™nq.
¢nwt,
P.
252.
Valensin – Huly, “ Evan. Luc “, Paris 21928,
P.394-95.

[44] المرجع السابق، ص142ـ143.

[45] “ Passion et Résurrection du Seigneur “, Paris 1966, P. 26.

 

[46] المرجع السابق، ص95.

[47] bl.
“ TÕ Kat¦ M£rkon EÙaggšlio “ s. 456.

 

[48] bl.
P.G. 1593.

[49] المرجع السابق، ص94.

[50] Iw.
karabidÒpoulou, “ tÕ p£qoj toà cristoà .. “, s.103.

[51] KritikÕ
MhcanismÒ, 27h škdosh
Nestle –
Aland
, s. 139.

[52] انظر الأب تادرس يعقوب ” تفسير إنجيل
متى “، الأسكندرية 21992، ص538.

[53] Damal£,
“ Ermn. K.D “ 3, s.609. Trempšla, “ `UpÒmn. MR “, ‘Aq»na 1951,
s.279.
Grundmann, “ Evang. Markus “, Berlin 1965, P. 294. Bénoit, ™nq. Anwi. P. 22.

[54] G.H. Boobyer, “ ‘Apšcei in Mark 14,41 “, NTS 2
(1955-56), P. 47-48.

[55] Taylor “ the Gospel
according to st. Marc “,
London 1966,
P. 556.

[56] M. Black, “ An Aramaic
Approach to the Gospel and Act “, 31967, P. 225-226.

[57] E. Linnemann, “ studien zur
passions geschichte the “, Göttingen 1970, P.26.

[58] S.
Agour
…dh “ `H ‘Arcieratik¾
proseuc¾ toà ‘Ihsoà .. qes
/n…kh, 1965.

[59] Westcotte, “ the Gospel
according to
st. John “, Eerdmans
1962, P. 337

[60] Iws»pou,
“ ‘Ioud. ‘Arcaiolog…a “, c niii, 2.2.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى