علم المسيح

م_المسيح_المسيح_الأعظم_فى_جميع_الكتب_08[1].html



الفصل
الثامن

مائدة من
السماء

مقالات ذات صلة

 

1 –
سلطان يسوع
الإلهي في
الإنجيل:

 يقول
العهد الجديد
(الإنجيل) أن
الله الآب أعطى
الابن
سلطاناً على
كل من في
السماء وعلى
الأرض، ويؤكد
الرب يسوع
المسيح ذلك
فيقول “ دفع
إليّ كل سلطان
في السماء
وعلى الأرض
. ” (مت28: 18).
ولذا فهو يعمل
كل شيء يختص
بالله الآب
كما قال ” الآب
يحب الابن
وقد دفع كل
شيء في يده

(يو35: 3)، ” لأن مهما
عمل ذاك (الآب)
فهذا يعمله
الابن كذلك

(يو19: 5)، ” لان
الآب يحب الابن
ويريه جميع ما
هو يعمله.
وسيريه
أعمالا اعظم من
هذه لتتعجبوا
انتم
” (يو20: 5)،
لأنه
كما أن الآب
يقيم الأموات
ويحيي كذلك الابن
أيضا يحيي من
يشاء
” (يو21: 5). كان
للرب يسوع
المسيح
السلطان على
كل شيء في الكون
؛ على المادة
وعلى الطبيعة
وعلى البحار وعلى
الهواء وقد
نفذ ذلك فعلا
وعملا:

 

 فقد اشبع
خمسة آلاف رجل
غير الذين
كانوا معهم من
أطفال ونساء بخمسة
خبزات
وسمكتين ” ثم
اخذ الأرغفة
الخمسة
والسمكتين

ورفع نظره نحو
السماء وبارك
وكسر وأعطى
الأرغفة
للتلاميذ
والتلاميذ
للجموع. فأكل
الجميع
وشبعوا. ثم
رفعوا ما فضل
من الكسر
اثنتي عشرة
قفة مملوءة.

والآكلون
كانوا نحو
خمسة آلاف رجل
ما عدا النساء
والأولاد ” (مت19:
14-21؛ أنظرمر13:
6-21؛لو10: 9-17؛يو1: 6-14).

 

 وفي مرة أخرى
أشبع أربعة
آلاف آخرين
غير الذين
كانوا معهم من
نساء وأولاد
بسبع خبزات
وقليل من صغار
السمك ” واخذ السبع
خبزات والسمك

وشكر وكسر
وأعطى
تلاميذه
والتلاميذ
أعطوا الجمع. فأكل
الجميع
وشبعوا. ثم
رفعوا ما فضل
من الكسر سبعة
سلال مملوءة.

والآكلون
كانوا أربعة
آلاف رجل ما
عدا النساء
والأولاد ”
(مت36: 15-39).

 في
المعجزة
الأولى حول
الرب يسوع
المسيح من الرغيف
الواحد إلى ما
يشبع أكثر من
ألف رجل غير
النساء
والأطفال، بل
وفضل عنه
حوالي قفتين ونصف،
كما حول من
أقل نصف سمكة
صغيرة إلى سمك
كثير أشبع
أكثر من ألف شخص.
وفي المعجزة
الثانية فعل
تقريبا نفس ما
فعله في
الأولى. وهذا
يعني أن ما
حدث على يديه
هو عملية خلق،
خلق من الرغيف
الواحد كم
كبير من الأرغفة!
وخلق من أقل
من نصف سمكة
صغيرة كمية كبيرة
من السمك! فهل
يمكن أن يفعل
ذلك مجرد
إنسان؟

 

 كما مشى
على الماء
وجعل تلميذه
بطرس أيضا
يمشي على
الماء ” وأما
السفينة
فكانت قد صارت
في وسط البحر
معذبة من
الأمواج. لان
الريح كانت
مضادة. وفي
الهزيع
الرابع من
الليل مضى
إليهم يسوع
ماشيا على
البحر
. فلما
أبصره
التلاميذ ماشيا
على البحر

اضطربوا
قائلين انه
خيال. ومن
الخوف صرخوا.
فللوقت كلمهم
يسوع قائلا
تشجعوا. أنا
هو. لا تخافوا
.
فأجابه بطرس
وقال يا سيد أن
كنت أنت هو
فمرني أن آتي
إليك على
الماء. فقال
تعال. فنزل
بطرس من
السفينة ومشى
على الماء
ليأتي إلى …
ولما دخلا
السفينة سكنت
الريح
.
والذين في السفينة
جاءوا وسجدوا
له قائلين
بالحقيقة أنت ابن
الله
” (مت 25: 14-33).

 وفي
هذه المعجزة
المركبة مشى
المسيح على الماء
وكأنها أرض
يابسة في روضة
خضراء دون أن
يتأثر لا
بالرياح
العاصفة ولا
بالأمواج
الهائجة! مما
يؤكد سيطرته
على ناموس
الطبيعة
وسلطانه على
الرياح والبحار،
وبمجرد دخوله
السفينة هدأت
الرياح العاصفة
المضادة وسكن
البحر
الهائج، بل
وتخطى حدود
المكان
والزمان إذ
بمجرد دخوله
السفينة وصلت
للبر في التو
واللحظة ” وللوقت
صارت السفينة
إلى الأرض
التي كانوا ذاهبين
إليها
” (يو21: 6).
وهذا ما أثار
ذهول من كانوا
في السفينة
وجعلهم
يسجدون له
معترفون بأنه
ليس مجرد بشر
ولكن ابن الله
والذين في
السفينة
جاءوا وسجدوا
له قائلين بالحقيقة
أنت ابن الله
“.

 

 وهدأ الرياح
الشديدة
والبحر
الهائج وأسكت
العاصفة
بكلمة الأمر
الصادرة منه ”
وإذ اضطراب
عظيم قد حدث
في البحر حتى
غطت الأمواج
السفينة. وكان
هو نائما … ثم
قام وانتهر
الرياح
والبحر فصار
هدوء عظيم “
،
ويضيف
القديس مرقس “
وقال للبحر أسكت.
أبكم.
فسكنت
الريح وصار
هدوء عظيم

(مر39: 4)، فتعجب
الناس ”
فخافوا خوفا
عظيما
(مر41: 4)
قائلين أي
إنسان هذا.
فان الرياح
والبحر جميعا
تطيعه
” (مت24:
8-26)، وأيضا ” فأنه
يأمر الرياح
أيضا والماء
فتطيعه
” (لو25: 8).

 وهنا
نراه ينتهر
البحر الهائج
والرياح الشديدة
العاصفة
قائلا ” أسكت.
أبكم
” فتخضع
له وتطيع
أمره. ويستخدم
الكتاب كلمة ” أنتهر
” هنا وعندما
شفى حماة بطرس
وأنتهر
الحمى
فتركتها
” (لو39:
4)، وعند
إخراجه
للشياطين ” أنتهر
الروح النجس قائلا له
أيها الروح … أنا
آمرك
. اخرج
منه ولا تدخله
أيضا
” (مر25: 9)،
كصاحب الأمر
والسلطان
الذي يطيعه كل
ما في الكون
المادة
والطبيعة
والأرواح
ومسببات
الأمراض.

 

 وحول الماء
إلى خمر ” قال
لهم يسوع
املأوا الأجران
ماء. فملأوها
إلى فوق. ثم
قال لهم استقوا
الآن
وقدموا
إلى رئيس
المتكأٍ
.
فقدموا. فلما
ذاق رئيس
المتكأٍ
الماء المتحول
خمرا
ولم
يكن يعلم من
أين هي … دعا
رئيس المتكأٍ
العريس وقال
له. كل إنسان
إنما يضع
الخمر الجيدة أولا
ومتى سكروا
فحينئذ الدون.
أما أنت فقد
أبقيت الخمر
الجيدة
إلى
الآن ”
(يو7: 2-10).

 وفي
هذه المعجزة
لم يلمس
المسيح الماء
لا قبل تحوله
ولا بعد تحوله
إلى خمر جيدة،
فقد تمت المعجزة
وتحول الماء
إلى خمر بمجرد
كلمة الأمر
منه ” أملأوا
الأجران ماء … استقوا
الآن
“،
وفيما بين
هاتين
الكلمتين
تحول الماء،
كيميائيا،
وحدث فيه
تغيرات
كيميائية
جوهرية إلى
خمر، أي تحول
من مادة إلى
مادة أخرى
مختلفة عنها
تماما، وهذه
ليست مجرد
معجزة عادي
إنما هي عملية
خلق، خلق خمر
جيدة من مجرد
ماء عادية.
لذا يقول
الكتاب أنه
بهذه ” الآية
” أظهر يسوع
مجده فآمن
تلاميذه أنه
قادر على كل
شيء.

 

 وأمر
التلاميذ أن
يلقوا الشباك
ثانية بعد أن
تعبوا الليل
كله ولم
يصطادوا شيئا
فامتلأت الشباك
والسفينة حتى
تخرقت الشباك
وأوشكت السفينة
على الغرق من
كثرة السمك ”
ولما فرغ من
الكلام قال
لسمعان ابعد
إلى العمق
وألقوا شباككم
للصيد. فأجاب
سمعان وقال له
يا معلّم قد
تعبنا الليل
كله ولم نأخذ
شيئا ولكن
على كلمتك
القي الشبكة.
ولما فعلوا
ذلك امسكوا
سمكا كثيرا
جدا فصارت
شبكتهم تتخرق
. فأشاروا
إلى شركائهم
الذين في
السفينة الأخرى
أن يأتوا
ويساعدوهم.
فأتوا
وملأوا
السفينتين
حتى أخذتا في
الغرق
. فلما
رأى سمعان
بطرس ذلك خرّ
عند ركبتيّ
يسوع قائلا
اخرج من
سفينتي يا رب
لأني رجل خاطئ
” (لو4: 5-8).

 تعب
بطرس ورفقاؤه
الليل كله
معتمدين على
خبرتهم
كصيادين
محترفين ولم
يكن هناك في
تلك المنطقة
سمك على
الإطلاق،
وبناء على أمر
المسيح
وكلمته ألقى
بطرس
بالشبكة،
وهنا حضر
السمك من
أماكن بعيدة
جدا وجاء في
لحظات قليلة
جدا وملأ
الشبكة، فقد
أطاع السمك
كلمته وجاء
إلى الشبكة.
وهذا يدل على
معرفة المسيح
وعلمه بما هو
في باطن
البحار، ككلي
العلم،
وبقوته غير
المحدودة
التي جعلت
السمك يتحول
في لحظات إلى
الشبكة.

 

 وأمر تلميذه
بطرس أن يصطاد
سمكة ويفتح
فمها ليجد فيه
عملة من ذهب
ليدفع بها
الضريبة ”
ولما جاءوا
إلى كفر ناحوم
تقدم الذين
يأخذون
الدرهمين إلى
بطرس وقالوا
أما يوفي
معلمكم
الدرهمين. قال
بلى. فلما دخل
البيت سبقه
يسوع
قائلا
ماذا تظن يا
سمعان
. ممن
يأخذ ملوك
الأرض
الجباية أو
الجزية أمن بنيهم
أم من
الأجانب. قال
له بطرس من
الأجانب. قال
له يسوع فإذا
البنون أحرار.
ولكن لئلا
نعثرهم اذهب
إلى البحر
وألق صنارة
والسمكة التي
تطلع أولا
خذها ومتى
فتحت فاها تجد
أستارا فخذه وأعطهم
عني وعنك

(مت27: 17).

 

 وهنا
نراه كالقدير
والعالم بكل
شيء فقد علم بما
دار، بعيدا
عنه، بين بطرس
وجامعي
الضرائب دون
أن يكون معهم
وقبل أن يخبره
بطرس بشيء،
وعندما أمر
بطرس أن يأخذ
صنارته ويذهب إلى
البحر ليصطاد
سمكة واحدة
أكد له أنه
سيجد في فمها
أستارا،
والأستار
قطعة نقدية
تساوي أربعة
دراهم، وهو
المبلغ
المطلوب
بالضبط لسداد
الضريبة! مما
يؤكد علمه
الكلي بما في
قلب البحار
وبطن أو فم
السمكة التي
في قلب البحر،
وأنه أمر هذه
السمكة،
حاملة
الأستار، من وسط
آلاف الأسماك
أن تدخل في
صنارة بطرس!
وقد تم بالفعل
ما قاله وما
أمر به ككلي
القدرة.

 

 وعندما صعد
إلى السماء
صعد بذاته،
أرتفع لأعلى
دون أن يحمله
أي شيء مادي ” وفيما هو يباركهم
انفرد عنهم
وأصعد إلى
السماء

(لو51: 24)، “
ولما قال هذا ارتفع
وهم ينظرون
.
وأخذته سحابة
عن أعينهم
(اع9: 1). لم
يحتاج لا إلى
ملاك أو سحاب
أو أي وسيلة روحية
أو مادية
لتصعد به إلى
السماء التي
جاء منها
بقدرته غير
المحدودة
وعاد إليها
بنفس القدرة.

 كان
يفعل كل ما
يريد وقتما
يشاء متخطيا
كل نواميس
الطبيعة لأنه
رب الطبيعة،
رب الكون
وخالقه ومدبره.

 

2 –
نزول مائدة من
السماء:

 وجاء في
القرآن قوله ”
إِذْ قَالَ
الْحَوَارِيُّونَ
يَا عِيسَى ابْنَ
مَرْيَمَ
هَلْ
يَسْتَطِيعُ
رَبُّكَ أَنْ
يُنَزِّلَ
عَلَيْنَا
مَائِدَةً
مِنْ
السَّمَاءِ
قَالَ
اتَّقُوا
اللَّهَ إِنْ
كُنتُمْ
مُؤْمِنِينَ. قَالُوا
نُرِيدُ أَنْ
نَأْكُلَ
مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ
قُلُوبُنَا
وَنَعْلَمَ
أَنْ قَدْ
صَدَقْتَنَا
وَنَكُونَ
عَلَيْهَا مِنْ
الشَّاهِدِينَ.
قَالَ عِيسَى
ابْنُ مَرْيَمَ
اللَّهُمَّ
رَبَّنَا
أَنزِلْ
عَلَيْنَا
مَائِدَةً
مِنْ
السَّمَاءِ تَكُونُ
لَنَا عِيدًا
ِلأَوَّلِنَا
وَآخِرِنَا
وَآيَةً
مِنْكَ
وَارْزُقْنَا
وَأَنْتَ
خَيرُ
الرَّازِقِينَ.
قَالَ
اللَّهُ إِنِّي
مُنَزِّلُهَا
عَلَيْكُمْ
فَمَنْ يَكْفُرْ
بَعْدُ
مِنْكُمْ
فَإِنِّي
أُعَذِّبُهُ
عَذَابًا لاَ
أُعَذِّبُهُ
أَحَدًا مِنْ
الْعَالَمِينَ
” (المائدة: 112 و 115).

 وهنا
يبين لنا
القرآن ويؤكد
لنا أن الله
أعطى المسيح
من المعجزات
والآيات ما لم
يعطه لأي نبي
آخر، فمن
الخلق وإحياء
الموتى
وتطهير البرص
وشفاء الأكمه
ومعرفة ما هو
خفي إلى نزول
مائدة من
السماء، وهذا
في حد ذاته
فاق كل ما
أعطاه الله
لبقية
الأنبياء بما
لا يقاس.

 قال
الطبري ” اختلف
أهل التأويل
في المائدة،
هل أنزلت عليهم
أم لا؟ وما
كانت؟ فقال
بعضهم: نزلت
وكانت حوتاً
وطعاما ً،
فأكل القوم
منها، ولكنها
رفعت بعد ما
نزلت بأحداث
منهم أحدثوها
فيما بينهم
وبين الله تعالى
” ونقل العديد
من الأقوال
التي تقول:

(1)
نزلت المائدة
خبزاً وسمكاً.

(2)
المائدة سمكة
فيها طعم كلّ
طعام.

(3)
سمك فيه من
طعم كلّ طعام.

(4)
نزلت المائدة
خبزاً وسمكاً.

(5)
خوان عليه خبز
وسمك يأكلون
منه أينما
نزلوا إذا
شاءوا
.

(6)
نزل عليهم
قِرصَة من
شعير وأحوات …
ولكن الله حثا
بين أضعافهنّ
البركة، فكان
قوم يأكلون ثم
يخرجون،
ويجيء آخرون
فيأكلون ثم
يخرجون، حتى
أكلوا جميعهم
وأفضلوا.

(7)
هو الطعام
ينزل عليهم
حيث نزلوا.

(8)
أن المائدة
نزلت على عيسى
ابن مريم،
عليها سبعة
أرغفة وسبعة
أحوات،
يأكلون منها
ما شاءوا.

(9) ”
نَزَلَتِ
المَائدَةُ
خُبْزاً
ولَحْماً.

(10)
كانت طعاماً
ينزل عليهم من
السماء حيثما
نزلوا.

(11)
نزلت
المائدة،
وعليها ثمر من
ثمر الجنة
.

(12)
كان عليها من
كلّ طعام إلا
اللحم.

(13)
كانت إذا وضعت
المائدة لبني
إسرائيل،
اختلفت عليها
الأيدي بكلّ
طعام.

(14)
كانت الأيدي
تختلف عليها
بكل طعام.

(15)
رأوا الأيدي
تختلف عليها
بكلّ شيء إلا
اللحم
.

 وروى
كل من الرازي
والزمخشري
والطبرسي الرواية
التالية ”
روي
أن عيسى عليه
السلام لما
أراد الدعاء
لبس صوفاً، ثم
قال: اللَّهم
أنزل علينا،
فنزلت سفرة
حمراء بين
غمامتين:
غمامة فوقها
وأخرى تحتها،
وهم ينظرون
إليها حتى
سقطت بين
أيديهم”.

 ثم
تقول الرواية
أنه بعد أن
كشف عيسى
المنديل ”
فإذا سمكة
مشوية بلا
فلوس ولا شوك
تسيل دسماً.
وعند رأسها
ملح، وعند
ذنبها خل،
وحولها من
ألوان البقول
ما خلا
الكرّاث،
وإذا خمسة أرغفة
على واحد منها
زيتون، وعلى
الثاني عسل،
وعلى الثالث
سمن، وعلى
الرابع جبن،
وعلى الخامس
قديد. فقال
شمعون: يا روح
الله، أمن
طعام الدنيا
أم من طعام
الآخرة؟ فقال:
ليس منهما،
ولكنه شيء
اخترعه الله
بالقدرة العالية،
كلوا ما سألتم
واشكروا الله
يمددكم الله
ويزدكم من
فضله”.

 وذكر
الطبرسي والقرطبي
والبيضاوي
الرواية
التالية مع
شيء من التفاوت
عند كل منهم ”
قال ابن عباس:
” إن عيسى بن
مريم قال لبني
إسرائيل:
صوموا ثلاثين
يوما، ثم
اسألوا الله
ما شئتم،
يعطيكم.
فصاموا ثلاثين
يوما، فلما
فرغوا قالوا:
يا عيسى! إنا
لو عملنا لأحد
من الناس،
فقضينا عمله،
لأطعمنا
طعاما، وإنا
صمنا وجعنا،
فادع الله أن
ينزل علينا
مائدة من
السماء،
فأقبلت
الملائكة
بمائدة
يحملونها،
عليها سبعة
أرغفة، وسبعة
أحوات، حتى
وضعوها بين
أيديهم، فأكل
منها آخر
الناس، كما
أكل أولهم”.
وفي رواية
ثانية يقول ”
عن ابن عباس
قال: أنزل على
المائدة كل شيء
إلا الخبز
واللحم”.

 ونقل
ابن كثير
الرواية
التالية إلى
جانب الرواية
السابقة فقال
فأقبلت
الملائكة
تطير بمائدة
من السماء عليها
سبعة أحوات،
وسبعة أرغفة،
حتى وضعتها
بين أيديهم،
فأكل منها آخر
الناس، كما
أكل منها أولهم.

 ومن
الواضح من كل
هذه الروايات
المذكورة
أعلاه وغيرها
أن قصة
المائدة
قريبة جداً من
معجزة أشباع
الجموع بسبعة
خبزات وبعض
السمك
المذكورة
أعلاه. كما
يبدو أن الذين
رووا الروايات
السابقة
تأثروا أيضا
بمعجزة نزول
المن والسلوى
على بني
إسرائيل.
عموما يقول
ابن كثير ”
هذه
قصة المائدة
وإليها تنسب
السورة، فيقال:
سورة
المائدة، وهي
مما امتنّ
الله به على
عبده ورسوله
عيسى لما أجاب
دعاءه
بنزولها، فأنزل
الله آية
باهرة وحجة
قاطعة، وقد
ذكر بعض
الأئمة أن
قصتها ليست
مذكورة في الإنجيل،
ولا يعرفها
النصارى إلا
من المسلمين
“.

 ولكن
ما يعنينا هنا
هو أن الله،
بحسب نص الآيات
القرآنية،
وليس
الروايات، قد
ميز المسيح وجمع
فيه وله من
المعجزات
والعجائب
والآيات ما لم
يعطه لأي نبي
آخر، مما يؤكد
لنا أن المسيح
متميز على
الجميع.
والسؤال هنا
هو لماذا أجتمع
كل ذلك في
المسيح؟
والإجابة هي
لأنه مسيح الله
وكلمته وروح
منه الوجيه في
الدنيا والشفيع
في الآخرة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى