علم المسيح

م_المسيح_المسيح_الأعظم_فى_جميع_الكتب_04[1].html



الفصل
الرابع

ولادة
المسيح من أم
عذراء

هي أعظم
نساء
العالمين على
الإطلاق

 

وُلد
المسيح من أم
عذراء وُصفت
في جميع الكتب
التي كتبت
عنها بأنها
الإنسانة
الوحيدة، بل المخلوقة
الوحيدة،
التي فاقت
الملائكة والبشر!

 

1 –
الأم العذراء:

 وُلد
جميع
الأنبياء من
آباء وأمهات
عاديين، مثل
سائر البشر،
وقد تفاوتوا في
البر
والقداسة
ولكنهم كانوا
في النهاية مجرد
بشر، وقد
ولدوا بحسب
ناموس
الخليقة،
بالزواج،
والعلاقات
الزوجية
وبحسب ناموس،
قانون،
الوراثة الذي
وضعه الله، مع
ملاحظة طهارة الزواج
والعلاقات
الزوجية كقول
الكتاب ” ليكن
الزواج مكرما
عند كل واحد
والمضجع غير
نجس ” (عب4: 13)، وحتى
الآباء
والأنبياء
الذين ولدوا
بمعجزات مثل
أسحق ويوحنا
المعمدان (تك19:
17؛لو13: 1)، فقد وُلدوا
أيضا مثل سائر
البشر،
بالزواج
وبحسب ناموس
الوراثة. ولكن
الرب يسوع
المسيح فقد
وُلد بعيدا عن
ناموس
الوراثة والزواج
والعلاقات
الزوجية. فقد
وُلد من أم
ولكن بدون أب
بشري، وُلد
بقوة الله
وحلول الروح
القدس مباشرة.

 وقد
قصد الكتاب
المقدس ب ” العذراء
“، العذراء
إلى الأبد!
فكل فتاة
عذراء قبل الزواج
تدعى ب ” عذراء
” لأنها عادة
ما تكون عذراء
إلى حين، أما
القديسة مريم
فقد دعيت
بالعذراء،
فهي الوحيدة
العذراء قبل
الحبل
بالمسيح
وأثناء الحبل
به وبعد
ولادته! لأن مولودها
هو عمانوئيل،
الله معنا.
لذا فقد وُصف حبلها
بأنه آيه؛
ولكن يعطيكم
السيد نفسه آية
.
ها
العذراء
تحبل

وتلد ابنا
وتدعو اسمه
عمانوئيل ”
(اش14: 7)، ” هوذا
العذراء
تحبل

وتلد ابنا
ويدعون اسمه
عمانوئيل
الذي تفسيره
الله معنا

(مت23: 1).

 

2 –
الممتلئة
نعمة:

 كما
وصفها الكتاب
بالمنعم
عليها،
الممتلئة
نعمة،
والمتميزة عن
سائر النساء
ببركة لم تنلها
ولن تنالها
واحدة منهن ”
فدخل إليها
الملاك وقال سلام
لك أيتها
المنعم عليها.
الرب معك
مباركة أنت في
النساء
.
فلما رأته
اضطربت من
كلامه وفكرت
ما عسى أن تكون
هذه التحية.
فقال لها
الملاك لا
تخافي يا مريم
لأنك قد وجدت
نعمة عند الله

” (لو28: 130). وعندما
ذهبت لزيارة
اليصابات،
صرخت اليصابات
عند رؤيتها
وقالت بالروح
القدس الذي حل
عليها في تلك
اللحظة ” مباركة
أنت في النساء
ومباركة هي
ثمرة بطنك فمن
أين لي هذا أن
تأتي أم ربي
إليّ
“(لو42: 1، 43).

 والسؤال
هنا هل نالت
أي أم من
أمهات جميع
الأنبياء
وتميزت بما
تميزت به
ونالته
العذراء؟! والإجابة:
كلا! والسؤال
الطبيعي هنا
هو؛ لماذا
وُصفت
العذراء
القديسة مريم
بهذه الأوصاف
التي وضعتها
فوق مستوى جميع
النساء، بل
وفوق مستوى
جميع البشر
بما فيهم
الأنبياء، في
الوجود كله؟!
والإجابة
المنطقية هي:
لأن الذي حبلت
به وولدته هو
فوق مستوى جميع
البشر! هذه
الإجابة
المنطقية
أجابتها اليصابات
في بساطة،
بالروح القدس
عندما وصفت العذراء
ب ” أم ربي “؛ ”
من أين لي هذا
أن تأتي أم
ربي
إليّ
؟ “!!

 تميز
المسيح عن
سائر
الأنبياء
بأنه قد وُلد من
أم عذراء بدون
أب، وُلد بدون
زرع بشر، حبلت
به العذراء
على عكس ناموس
الطبيعة
وقانون الوراثة
اللذين
وضعهما الله
للحبل
والولادة، حبلت
به بالروح
القدس. وقد
وُلد جميع
الأنبياء،
دون استثناء،
ولادة
طبيعية، بحسب
ناموس
الطبيعة
وقانون الوراثة
من آباء
وأمهات. قال
الملاك
للعذراء
عندما بشرها
بالحبل
بالمسيح ” ها أنت
ستحبلين
وتلدين ابنا
وتسمينه يسوع.
هذا يكون
عظيما وابن
العلي يدعى

ويعطيه الرب
الإله كرسي
داود أبيه.
ويملك
على بيت يعقوب
إلى الأبد ولا
يكون لملكه
نهاية ” (لو31: 133).

 

ذهلت
العذراء عند
سماعها هذا
الكلام وقالت
للملاك
متسائلة ” كيف
يكون هذا وأنا
لست اعرف
رجلا؟
“. فهي
لم تتصور قط
أنها يمكن أن
تحبل بدون زواج،
وسؤالها هذا
يدل ويؤكد أن
الزواج لم يكن
في نيتها مطلقاًَ!!
ولكن اشعياء
النبي كان قد
سبق وتنبأ قبل
ذلك بحوالي 7..
سنة بهذا
الحبل الآية ” يعطيكم
السيد نفسه آية
. ها العذراء
تحبل

وتلد ابنا
وتدعو اسمه
عمانوئيل ”
(اش14: 7).
إذا كيف
حبلت
العذراء؟
ولماذا كان
عليها أن تحبل
وتلد بدون زرع
بشر وبعيدا عن
ناموس الحبل والولادة
الذي وضعه
الله؟ وقد
جاءت الإجابة
على فم الملاك
” فأجاب
الملاك وقال
لها. الروح
القدس يحل
عليك وقوة
العلي تظللك
فلذلك أيضا القدوس
المولود منك
يدعى ابن الله

” (لو35: 1). إذا
فالمولود هو:

(أ)
المولود بقوة
الله التي
ظللت العذراء
وحلول الروح
القدس عليها ”
تجسد من الروح
القدس ومن
مريم العذراء
تأنس “، أي أن
الأب الحقيقي
له هو الله!
ومن ثم يدعى بالحقيقة
ابن الله،
سواء قبل
التجسد أو بعد
التجسد، فهو
المولود من
الأب قبل كل
الدهور بلاهوته،
والمولود من
العذراء
القديسة مريم
بالروح القدس
عند تجسده!
لذا يدعى
بالحقيقة ” ابن
الله
“، ” ابن
العلي
“.

(ب)
وهو القدوس،
كما قال
الملاك ” القدوس
المولود منك

“، والقدوس
لقب من ألقاب
الله! فهل حبل
بأحد ما، سواء
من الأنبياء
أو غيرهم،
بهذه الطريقة؟!
وهل دعي أحد
منهم بالقدوس
وابن العلي
وابن الله؟!!
والإجابة؛
كلا! فلماذا
وُلد المسيح
بهذه الطريقة
ولماذا لقب
بهذه الألقاب
الخاصة بالله؟!!

 

3 –
اختيارها
وتفضيلها على
نساء
العالمين:

قال
الكتاب
المقدس وقال
القرآن أن
العذراء القديسة
مريم أم
المسيح
كانت
مختارة،
مصطفاة، على
نساء
العالمين، في
هذا العالم
والعالم
الآخر! فقد
وصفها اشعياء
النبي في العهد
القديم
بالعذراء
التي ستكون
ولادتها ووليدها
آية ”
ولكن
يعطيكم السيد
نفسه آية. ها
العذراء تحبل
وتلد
ابنا
وتدعو اسمه
عمانوئيل
” (اش7: 14)،
وفسر العهد
الجديد لقب
وليدها
عمانوئيل
ب
الله
معنا
هوذا
العذراء تحبل
وتلد ابنا
ويدعون اسمه عمانوئيل
الذي تفسيره الله
معنا
” (مت1: 23).
وقال القرآن
أنها كانت
نذيرة لله من
قبل الحبل بها
في بطن أمها
وكانت مميزة
على سائر
البشر من آدم
وحتى يوم
الدين. بل و
لم
يذكر القرآن
اسم أم أي نبي
بل ولا اسم أي
امرأة أو أنثى
أخرى سوى
العذراء
القديسة
مريم، أم
المسيح!! وقد
تكرر ذكر
اسمها 34 مرة،
منها 11 مرة
لوحدها (مريم
ويا مريم)
والباقي
مقترنا
بالمسيح ابن
مريم، كما
أنها الوحيدة
في النساء
التي لها سورة
باسمها في
القرآن.

قال
الأستاذ
محمود شلبي ” مريم؟!!
.. الوحيدة .. من
النساء قاطبة
.. التي ذُكرت ..
باسمها .. في
كتاب الله
العظيم .. ليس
مرة .. ولا عدة
مرات .. ولكن
أربعاً
وثلاثين مرة ..
بذكر اسمها ..
أو تزيد …
فلماذا تنفرد
مريم بذكر
اسمها صريحاً
.. في كتاب الله ..
أكثر من
ثلاثين مرّة!!!

 لماذا
هذا الشرف .. من
دون النساء
جميعاً؟!!

 لأنها
انفردت من
بينهن جميعاً
بحمل اشق تجربة
.. تمر .. على عذراء!!!”(1).

 والقرآن
وضعها في
مكانة سامية
تسمو على الملائكة
والبشر،
فوصفها بأفضل
نساء الدنيا
والآخرة،
المفضلة على
نساء
العالمين ” وَإِذْ
قَالَتِ
الْمَلائِكَةُ
يَا مَرْيَمُ
إِنَّ
اللَّهَ
اصْطَفَاكِ
وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ
عَلَى
نِسَاءِ
الْعَالَمِينَ

” (آل عمران: 42).

 قال
الطبري،
وكذلك
القرطبي ”
ومعنى
قوله: ” ٱصْطَفَٰكِ
” اختارك
واجتباك
لطاعته، وما
خصك به من
كرامته.
وقوله: ” وَطَهَّرَكِ
” يعني: طهر
دينك من الريب
والأدناس
التي في أديان
نساء بني آدم.
وَٱصْطَفَٰكِ
عَلَىٰ نِسَاء
ٱلْعَٰلَمِينَ
” يعني: اختارك
على نساء
العالمين في زمَانك
بطاعتك إياه،
ففضلك عليهم
“.

 وقال
الزمخشري ” ٱصْطَفَٰكِ
أولاً حين
تقبلك من أمك
ورباك واختصك
بالكرامة
السنية
وَطَهَّرَكِ
” مما يستقذر
من الأفعال

ومما قرفك به
اليهود ” وَٱصْطَفَٰكِ
” آخراً ” عَلَىٰ
نِسَاء ٱلْعَٰلَمِينَ
” بأن وهب لك
عيسى من غير
أب؛ ولم يكن ذلك
لأحد من
النساء
“.

 وقال
الطبرسي ”
(يا مريم
إن الله
اصطفاك) أي:
اختارك وألطف
لك، حتى تفرغت
لعبادته،
واتباع
مرضاته. وقيل:
معناه اصطفاك
لولادة
المسيح
، عن
الزجاج
(وطهرك) بالإيمان
عن الكفر،
وبالطاعة عن
المعصية
، عن
الحسن وسعيد
بن جبير. وقيل:
طهرك من
الأدناس
والأقذار
التي تعرض
للنساء من الحيض
والنفاس،

حتى صرت صالحة
لخدمة
المسجد، عن
الزجاج. وقيل: طهرك
من الأخلاق
الذميمة،
والطبائع
الردية
(واصطفاك
على نساء
العالمين) أي:
على نساء عالمي
زمانك”.

 وقال
الرازي ”
اعلم أن
المذكور في
هذه الآية
أولاً: هو الاصطفاء،
وثانياً: التطهير،
وثالثاً: الاصطفاء
على نساء
العالمين
،
ولا يجوز أن
يكون
الاصطفاء
أولاً من
الاصطفاء
الثاني، لما
أن التصريح
بالتكرير غير
لائق، فلا بد
من صرف الاصطفاء
الأول إلى ما
اتفق لها من
الأمور الحسنة
في أول عمرها،
والاصطفاء
الثاني إلى ما
اتفق لها في
آخر عمرها.

 النوع
الأول من
الاصطفاء: فهو
أمور أحدها: أنه
تعالى قبل
تحريرها مع
أنها كانت
أنثى ولم
يحصل مثل هذا
المعنى
لغيرها من
الإناث
.

 وثانيها:
قال الحسن: إن
أمها لما
وضعتها ما
غذتها طرفة
عين، بل ألقتها
إلى زكريا،
وكان رزقها
يأتيها من
الجنة.

 وثالثها: أنه
تعالى فرغها
لعبادته،
وخصها في هذا
المعنى
بأنواع اللطف
والهداية
والعصمة.

ورابعها: أنه
كفاها أمر
معيشتها،
فكان يأتيها
رزقها من عند
الله تعالى
على ما قال
الله تعالى: ”
أَنَّىٰ لَكِ
هَٰذَا
قَالَتْ هُوَ
مِنْ عِندِ ٱللَّهِ
“.

وخامسها: أنه
تعالى أسمعها
كلام
الملائكة
شفاها
،
ولم
يتفق ذلك
لأنثى غيرها،
فهذا هو
المراد من
الاصطفاء
الأول.

وأما
التطهير ففيه
وجوه أحدها: أنه
تعالى طهرها
عن الكفر
والمعصية

وثانيها: أنه
تعالى طهرها
عن مسيس
الرجال.

وثالثها: طهرها
عن الحيض،
قالوا: كانت
مريم لا تحيض.

ورابعها: وطهرها من
الأفعال
الذميمة،
والعادات
القبيحة.

وخامسها:
وطهر
ها عن مقالة
اليهود
وتهمتهم
وكذبهم.

وأما
الاصطفاء
الثاني: فالمراد
أنه تعالى وهب
لها عيسى عليه
السلام من غير
أب، وأنطق
عيسى حال
انفصاله منها
حتى شهد بما
يدل على براءتها
عن التهمة،
وجعلها
وابنها آية
للعالمين،
فهذا هو
المراد من هذه
الألفاظ
الثلاثة
“.

 وقال
البيضاوي ”
كلموها
شفاهاً كرامة
لها، ومن أنكر
الكرامة زعم
أن ذلك كانت
معجزة لزكريا
أو إرهاصاً
لنبوة عيسى
عليه الصلاة
والسلام … والاصطفاء
الأول تقبلها
من أمها ولم
يقبل قبلها
أنثى
وتفريغها
للعبادة
وإغناؤها برزق
الجنة عن
الكسب
وتطهيرها عما
يستقذر من النساء.
والثاني
هدايتها
وإرسال
الملائكة إليها،
وتخصيصها
بالكرامات
السنية
كالولد من غير
أب وتبرئتها
مما قذفتها به
اليهود
بإنطاق الطفل
وجعلها
وابنها آية
للعالمين
“.

وقال
ابن كثير ”
أن الله
قد اصطفاها،
أي: اختارها؛
لكثرة عبادتها
وزهادتها
وشرفها
وطهارتها من
الأكدار والوساوس،
واصطفاها
ثانياً مرة
بعد مرة
لجلالتها على
نساء
العالمين
“.

وقال
ابن كثير في
تفسيره لسورة
يوسف أن الشيخ
أبو الحسن
الأشعري قد
نقل عن أهل
السنة والجماعة(2):
” أنه ليس في
النساء نبية
إنما فيهن
صديقات كما
قال تعالي
مخبراً عن أشرفهن
مريم بنت
عمران
“.

وقال
الأستاذ أحمد
بهجت ” أن الله
يختارها ويطهرها
ويختارها ويجعلها
على رأس نساء
الوجود … هذا
الوجود، والوجود
الذي لم يخلق
بعد … وهي أعظم
فتاة في
الدنيا وبعد
قيامة
الأموات وخلق
الآخرة
(3).

كما
قال عنها
أيضاً ” الأميرة
التي توجها
الله على نساء
العالمين
(4).

 وقال
الأستاذ أحمد
شلبي ” أن مريم
لم تصطف مرة
واحدة ولكن
ثلاث مرات!!!

إحداهن
.. ” وَآلَ
عِمْرَانَ
عَلَى
الْعَالَمِينَ

“!!!

والثانية
.. ” .. يا مريم .. أن
الله
اصْطَفَاكِ
وَطَهَّرَكِ

.. “!!

والثالثة
.. ” وَاصْطَفَاكِ
عَلَى
نِسَاءِ
الْعَالَمِينَ

“!!!

ثلاث
مرات .. اصطفاء ..
من اصطفاء .. من
اصطفاء .. لماذا!؟!!

لآن
ما سوف ما
يُلقى عليها ..
لا تحتمله
نساء
العالمين ..

فتحتم
أن تكون أعلى ..
لأنها ستحمل ..
ما لم يحملن!!!


وكلمته ..
ألقاها .. إلى
مريم
.. “!!!(5)

وقال
الأستاذ عزت
السعدني ” السيدة
مريم أظهر
نساء الخلق
أجمعين
(6).

وقال
الأستاذ حسن
دوح ” مريم
سيدة نساء
العالم … سيدة
نساء الدنيا
والآخرة “(7).

وقالت
د. عائشة عبد
الرحمن (بنت
الشاطيء) ” إن
مريم أفضل من
جميع النساء
من حواء إلى
آخر امرأة
تقوم عليها
الساعة وأن
الله تعالى
خصها بما لم
يُوتِْه امرأة
غيرها قط
(8).

كما
قالت عنها
أيضاً ” عندما
أتكلم عن
السيدة مريم
أم المسيح
عليهما
السلام،

أجد
حرجاً بالغاً
لما أتهيب من
شخصية أم ليست
كمثلها أخرى
من الأمهات
بمن فيهن
أمهات الأنبياء
عليهم السلام

(9).

وقال
د. عطية عامر
في كتابه
قراءة جديدة
للقرآن، تحت
عنوان المرأة
المثالية: ”
فمن هي تلك المرأة
التي ذكر
القرآن أن
الله اصطفاها
مرتين في آية
واحدة؟ أسمها
” مريم ابنة
عمران”. ذكرها
الله في قرآنه
بالاسم مرات
ومرات، وفصل
قصة حياتها
مرة بعد مرة،
وخصص سورة
كاملة تحمل
اسمها. وهو
فضل لم تحظى
به امرأة في
القرآن، وشرف
كبير لمريم تلك
التي نعدها
صورة صادقة
للمرأة
المثالية في كل
زمان ومكان
(10).

 

4
– النذيرة لله
من قبل أن
تولد:

 ”
إِذْ قَالَتِ
امْرَأَتُ
عِمْرَانَ
رَبِّ إِنِّي
نَذَرْتُ
لَكَ مَا فِي
بَطْنِي مُحَرَّراً
فَتَقَبَّلْ
مِنِّي
إِنَّكَ أَنْتَ
السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ ”
(آل عمران: 35).

 قال
الزمخشري ”
روي أنها
كانت عاقرا لم
تلد إلى أن
عجزت، فبينما
هي في ظل شجرة
بصرت بطائر
يطعم فرخاً له
فتحرّكت
نفسها للولد
وتمنته،
فقالت: اللهم
إن لك عليّ
نذراً شكراً
إن رزقتني
ولداً أن
أتصدق به على
بيت المقدس
فيكون من
سدنته وخدمه،
فحملت بمريم
وهلك عمران وهي
حامل ”
مُحَرَّرًا ”
معتقاً لخدمة
بيت المقدس لا
يدَ لي عليه
ولا أستخدمه
ولا أشغله بشيء،
وكان هذا
النوع من
النذر
مشروعاً
عندهم. وروي:
أنهم كانوا
ينذرون هذا
النذر، فإذا
بلغ الغلام
خير بين أن
يفعل وبين أن
لا يفعل. وعن الشعبي

مُحَرَّرًا “:
مخلصاً
للعبادة،

وما كان
التحرير إلا
للغلمان،
وإنما بنت الأمر
على التقدير،
أو طلبت أن
ترزق ذكراً ”
فَلَمَّا
وَضَعَتْهَا
” الضمير ل (ما
في بطني)، وإنما
أنث على
المعنى لأن ما
في بطنها كان
أنثى في علم
الله، أو على
تأويل الحبلة
أو النفس أو
النسمة “(11).

 

5 –
حفظها وأبنها
من مس الشيطان
وطهارتهما من
الذنوب:

 كانت
العذراء
القديسة مريم
هي الوحيدة
بين رجال
ونساء
العالمين،
بمن فيهم
الأنبياء،
المطهرة
والطاهرة، بحسب
هذا المفهوم،
من الذنوب حتى
من قبل أن
تولد، وأن
الشيطان لم
يمسها منذ
لحظة ولادتها
من بطن أمها
إلى لحظة
وفاتها، كانت
معصومة من مس
الشيطان،
خاصة في فترة
حملها
بالمسيح
وولادته!!ّ

قال
الرازي ” ثم
حكى الله
تعالى عنها
كلاماً ثالثاً
وهو قولها ”
وِإِنّى
أُعِيذُهَا
بِكَ وَذُرّيَّتَهَا
مِنَ ٱلشَّيْطَٰنِ
ٱلرَّجِيمِ ”
وذلك لأنه لما
فاتها ما كانت
تريد من أن
يكون رجلاً
خادماً
للمسجد تضرعت
إلى الله
تعالى في أن
يحفظها من
الشيطان
الرجيم، وأن
يجعلها من
الصالحات
القانتات،
وتفسير الشيطان
الرجيم قد
تقدم في أول
الكتاب. ولما
حكى الله
تعالى عن حنة
هذه الكلمات
قال: ” فَتَقَبَّلَهَا
رَبُّهَا
بِقَبُولٍ ” …
ذكر المفسرون
في تفسير ذلك
القبول الحسن
وجوهاً: الوجه
الأول: أنه
تعالى عصمها
وعصم ولدها
عيسى عليه
السلام من مس
الشيطان
روى
أبو هريرة أن
النبي صلى
الله عليه
وسلم قال ” ما
من مولود يولد
إلا والشيطان
يمسه حين يولد
فيستهل
صارخاً من مس
الشيطان إلا
مريم وابنها

ثم قال أبو
هريرة: اقرؤا
إن شئتم ”
وَإِنِّي أُعِيذُهَا
بِكَ
وَذُرِّيَّتَهَا
مِنَ الشَّيْطَانِ
الرَّجِيمِ”.

 وروى
الأمام
الطبري في
تفسيره عدة
روايات تؤكد
نفس المعنى
ونفس الحديث
:

تعني
بقولها: ”
وِإِنّى
أُعِيذُهَا
بِكَ وَذُرّيَّتَهَا
” وإني أجعل
معاذها ومعاذ
ذرّيتها من
الشيطان
الرجيم بك … عن
أبي هريرة،
قال: قال رسول
الله (ص) ” مَا
مِنْ نَفْسِ
مَوْلُودٍ
يُولَدُ
إِلاَّ
وَالشَّيْطَانُ
يَنَالُ
مِنْهُ
تِلْكَ
الطَّعْنَةَ،
وَبِهَا
يَسْتَهِلُّ
الصَّبِيُّ؛
إِلاَّ مَا
كَانَ مِنْ
مَرْيَمَ
ابْنَةِ
عِمْرَانَ
فَإِنَّها
لَمَّا
وَضَعَتْها
قَالَتْ: ”
رَبّ إِنّى
أُعِيذُهَا
وَذُرّيَّتَهَا
مِنَ ٱلشَّيْطَٰنِ
ٱلرَّجِيمِ ”
فَضُرِبَ
دُونَها
حِجابٌ،
فَطَعَنَ فِيهِ

” … ” ما مِنْ
بَنِي آدَمَ
مَوْلُودٌ
يُولَدُ إِلاَّ
قَدْ مَسَّهُ
الشَّيْطَانُ
حِينَ يُولَدُ،
فَيَسْتَهِلّ
صَارِخاً
بِمَسِّهِ إيَّاهُ؛
غَيْرَ
مَرْيَمَ
وَابْنِها

كُلُّ
مَوْلُودٍ
يُولَدُ مِنْ
بَنِي آدَمَ يَمَسُّهُ
الشَّيْطَانُ
بأُصْبُعِهِ،
إِلاَّ مَرْيَمَ
وَابْنَهَا

… ” ما مِنْ
مَوْلُودٍ
يُولَدُ
إِلاَّ
وَقَدْ عَصَرَهُ
الشَّيْطَانُ
عَصْرَةً
أَوْ عَصْرَتَيْنِ؛
إِلاَّ
عِيسَى ابْنَ
مَرْيَمَ وَمَرْيَمَ

” … عن ابن
عباس، قال: ما
ولد مولود إلا
وقد استهلّ،
غير المسيح
ابن مريم لم
يسلط عليه
الشيطان ولم
يَنْهَزْه
“.

 وعن
وهب بن منبه
يقول: لما ولد
عيسى، أتت
الشياطين
إبليس،
فقالوا: أصبحت
الأصنام قد
نكست رؤوسها،
فقال: هذا في
حادث حدث!
وقال: مكانكم!
فطار حتى جاء
خافقي الأرض،
فلم يجد
شيئاً، ثم جاء
البحار فلم
يجد شيئاً، ثم
طار أيضاً
فوجد عيسى قد
ولد عند مذود
حمار، وإذا
الملائكة قد
حفت حوله
؛
فرجع إليهم
فقال: إن
نبياً قد ولد
البارحة ما
حملت أنثى قط
ولا وضعت إلا
أنا بحضرتها
إلا هذه!
فأْيِسُوا أن
تعبد الأصنام
بعد هذه الليلة،
ولكن ائتوا
بني آدم من
قبل الخفة
والعجلة.

وأيضاً
كُلُّ
بَنِي آدَمَ
طَعَنَ
الشَّيْطَانُ
فِي جَنْبِهِ
إِلاَّ
عِيسَى ابْنَ
مَرْيَمَ
وَأُمَّهُ،
جُعِلَ
بَيْنَهُما
وَبَيْنَهُ
حجابٌ،
فأصَابَتِ
الطَّعْنَةُ
الحِجابَ
وَلَمْ
يَنْفُذْ
إِلَيْهِمَا
شَيْءً وذكر
لنا أنهما
كانا لا
يصيبان
الذنوب كما
يصيبها سائر بني
آدم. وذكر لنا
أن عيسى كان
يمشي على
البحر كما
يمشي على البرّ
مما أعطاه
الله تعالى من
اليقين والإخلاص
.

 

 وأيضاً
كُلُّ
آدَمِيٍّ
طَعَنَ
الشَّيْطَانُ
فِي جَنْبِهِ
غَيْرَ
عِيسَى
وأُمِّهِ،
كانا لا يُصِيبانِ
الذُّنُوبَ
كَما
يُصَيبُها
بَنُو آدَمَ

” قال: وقال
عيسى (ص) فيما يثني
على ربه: ” وأعاذني
وأمي من
الشيطان
الرجيم فلم
يكن له علينا
سبيل
“.

 وهذه
الأحاديث
وهذه
الروايات
تكررت عند معظم
المفسرين كما
وردت في كتب
الصحاح خاصة
كتاب الصحيح
البخاري الذي
يعتبره علماء
المسلمين
الكتاب
الثاني بعد
القرآن.

 

6-
تقبلها الله
بقبول حسن
ورباها في
الهيكل واشرف
على تربيتها
بملائكته وأطعمها
من طعام أهل
الجنة:

 يقول
القرآن
والحديث أن
العذراء
القديسة مريم
نشأت نشأة
متميزة على
سائر البشر في
العالمين،
فيقال أنها
تربت في
الهيكل بمجرد
بلوغها سن
الثالثة،
وعاشت في
الهيكل حتى
خطبت ليوسف
النجار، أي
عاشت كل
حياتها منذ
الطفولة
منقطعة
للعبادة ولا
تعرف شيئاً
غير العبادة.
وأن الله
تقبلها
قبولاً حسناً
وأنبتها
نباتاً
حسناً، أي
تربت ونمت ونشأت
تحت رعاية
الله
المباشرة،
وأن الله كان يعتني
بها وقد حفظها
من مس الشيطان
كما بينا أعلاه.
وأنها
الإنسانة
الوحيدة في
العالمين التي
أطعمها الله
من طعام
الجنة، فيقال
أن الملائكة
كانوا
يكلمونها
ويأتون لها
بطعام من السماء
(الجنة)(12).

 قال
الرازي ” أن
الله تعالى
تقبلها بقبول
حسن، ما روي
أن حنة حين
ولدت مريم
لفتها في خرقة
وحملتها إلى
المسجد
ووضعتها عند
الأحبار
أبناء هارون،
وهم في بيت
المقدس كالحجبة
في الكعبة،
وقالت: خذوا
هذه النذيرة،
فتنافسوا
فيها لأنها
كانت بنت
إمامهم، وكان
بنو ماثان
رؤوس بني
إسرائيل
وأحبارهم
وملوكهم فقال
لهم زكريا:
أنا أحق بها
عندي خالتها فقالوا
لا حتى نقترع
عليها،
فانطلقوا
وكانوا سبعة
وعشرين إلى
نهر فألقوا
فيه أقلامهم
التي كانوا
يكتبون الوحي
بها على أن كل
من ارتفع قلمه
فهو الراجح،
ثم ألقوا
أقلامهم ثلاث
مرات، ففي كل
مرة كان يرتفع
قلم زكريا فوق
الماء وترسب
أقلامهم
فأخذها زكريا
(13).

 وقال
الطبري ” يعني
بذلك جل
ثناؤه: تقبل
مريم من أمها
حنة بتحريرها
إياها
للكنيسة
وخدمتها،
وخدمة ربها بقبول
حسن، والقبول:
مصدر من قبلها
ربها … وأما
قوله: ”
وَأَنبَتَهَا
نَبَاتًا
حَسَنًا ” فإن
معناه: وأنبتها
ربها في غذائه
ورزقه نباتاً
حسناً حتى تمت
فكملت امرأة
بالغة تامة

قال الله عزّ
وجلّ: ”
فَتَقَبَّلَهَا
رَبُّهَا
بِقَبُولٍ
حَسَنٍ ” قال:
تقبل من أمها
ما أرادت بها
للكنيسة
وآجرها فيها ”
وَأَنبَتَهَا
“، قال: نبتت
في غذاء الله
“.

 ويكمل
الطبري فيقول
” عن قتادة في
قوله: ” كُلَّمَا
دَخَلَ
عَلَيْهَا
زَكَرِيَّا
الْمِحْرَابَ
وَجَدَ
عِنْدَهَا
رِزْقاً ” قال:
كنا نحدّث أنها
كانت تؤتى
بفاكهة
الشتاء في
الصيف، وفاكهة
الصيف في
الشتاء
“.

 وقال ابن
كثير ”
وَأَنبَتَهَا
نَبَاتًا حَسَنًا
“، أي: جعلها
شكلاً
مليحاً،
ومنظراً بهيجاً،
ويسر لها
أسباب
القبول،
وقرنها
بالصالحين من
عباده؛ تتعلم
منهم العلم
والخير
والدين … ثم
أخبر تعالى عن
سيادتها
وجلالتها في
محل عبادتها،
فقال ”
كُلَّمَا
دَخَلَ
عَلَيْهَا
زَكَرِيَّا ٱلْمِحْرَابَ
وَجَدَ
عِندَهَا
رِزْقًا”. قال
مجاهد … وجد
عندها فاكهة
الصيف في
الشتاء،
وفاكهة الشتاء
في الصيف
“.

 وقال
الطبرسي “عن
ابن عباس ”
وَأَنْبَتَهَا
نَبَاتاً
حَسَناً ” أي: جعل
نشوءها نشوءا
حسنا. وقيل:
سوى خلقها،
فكانت تنبت في
يوم ما ينبت
غيرها في عام
،
عن ابن عباس.
وقيل: أنبتها
في رزقها
وغذائها حتى
نمت امرأة
بالغة تامة
،
عن ابن جريج.
وقال ابن
عباس: لما
بلغت تسع سنين،
صامت النهار
وقامت الليل،
وتبتلت حتى
غلبت الأحبار
… ” كُلَّمَا
دَخَلَ
عَلَيْهَا
زَكَرِيَّا
الْمِحْرَابَ
وَجَدَ
عِنْدَهَا
رِزْقاً
قَالَ يَا
مَرْيَمُ
أَنَّى لَكِ
هَذَا
قَالَتْ هُوَ
مِنْ عِنْدِ
اللَّهِ
إِنَّ
اللَّهَ
يَرْزُقُ
مَنْ يَشَاءُ
بِغَيْرِ
حِسَابٍ ” يعني
وجد زكريا
عندها فاكهة
في غير حينها،
فاكهة الصيف
في الشتاء وفاكهة
الشتاء في
الصيف،
غضا
طريا، عن ابن
عباس وقتادة
ومجاهد
والسدي. وقيل: إنها
لم ترضع قط،
وإنما كان
يأتيها رزقها
من الجنة عن
الحسن
. ”
قَالَ يَا
مَرْيَمُ
أَنَّى لَكِ
هَذَا ” يعني:
قال لها
زكريا: كيف
لك؟ ومن أين
لك هذا؟
كالمتعجب منه
” قَالَتْ
هُوَ مِنْ
عِنْدِ
اللَّهِ ” أي:
من الجنة”.

 وقال
الأستاذ
محمود شلبي ”
فتقبلها ربها
بقبول حسن .. أي
بأحسن قبول .. وأي
قبول هو أحسن
من اختيارها
أن تكون هي
وأبنها .. آية
للعالمين؟!

وأنبتها
نبات حسن .. أي
أحسن إنبات ..
طفولتها في رعاية
أمها الصالحة
.. في الناصرة ..
وسنوات من
بعدها .. في
الهيكل .. في
كفالة زكريا!!!

فلما
أسلمتها أمها
.. إلى الهيكل ..
وأخذها زكريا
في كفالته ..
عكفت في
محرابها .. أي
معبدها .. المخصص
لها .. تتعبد ..
وتتأمل ..
وتركع وتسجد ..
ومن حولها في
كل مكان ..
الترانيم
والصلوات!!!

… كل مرة ..
يدخل عليها
(زكريا)
محرابها
..ليتفقد شئونها
.. يفاجأ
بعجائب لا
تخطر على
باله!!! .. فاكهة ..
ليست كفاكهة
الدنيا ..
رزقاً؟!! .. لا
يخطر على قلب
بشر ..
(14).

 

7 –
وأن الله
جعلها مع
أبنها آية
للعالمين:

 يقول
القرآن ” وَالَّتِي
أَحْصَنَتْ
فَرْجَهَا
فَنَفَخْنَا
فِيهَا مِنْ
رُوحِنَا
وَجَعَلْنَاهَا
وَابْنَهَا
آيَةً
لِلْعَالَمِينَ

” (الأنبياء: 91)
. فقد
كانت آية في
ميلادها
ونشأتها
واختيار الله
واصطفائه لها
وأطعمها من
الجنة.

 قال
الرازي ” أما
مريم فآياتها
كثيرة: أحدها: ظهور
الحبل فيها لا
من ذكر فصار
ذلك آية ومعجزة
خارجة عن
العادة
.
وثانيها: أن
رزقها كان
يأتيها به
الملائكة من
الجنة وهو
قوله تعالى: ”
أَنَّىٰ لَكِ
هَٰذَا
قَالَتْ هُوَ
مِنْ عِندِ ٱللَّهِ”.
وثالثها
ورابعها: قال
الحسن إنها لم
تلتقم ثدياً
يوماً قط وتكلمت
هي أيضاً في
صباها”.

 قال
الأمام محمد
أبو زهرة ” هذه
الأحوال التي
اكتنفت الحمل
بالبتول مريم،
وولادتها
وتربيتها،
ويلاحظ
القارئ،
أن
العبادة
والنسك
أظلاها، وهي
جنين في بطن أمها
إلى أن بلغت
مبلغ النساء
واصطفاها
الله لأمر جلل
خطير
(15).

 وهنا
تبرز عدة
أسئلة هي:
لماذا اصطفى
الله العذراء
وطهرها من دون
نساء
العالمين؟
ولماذا جعلها
آية
للعالمين؟
ولماذا عصمها
من الزلل والخطيئة؟

 وللإجابة
على هذه
الأسئلة يقول
الأمام أبو زهرة
” ولقد كانت
تلك التنشئة
الطاهرة التي
تكونت في ظلها
بريئة من دنس
الرزيلة – لا
يجد لها
الشيطان سبيلا
أو منفذا ينفذ
إلى النفس
منها –
تمهيداً لأمر
جليل قد
اصطفاها الله
تعالى له دون
العالمين … وقد
كان ذلك
الاصطفاء هو
اختيار الله
لها لأن تكون
أماً لمن يولد
من غير نطفة
آدمية
“.

 وهنا
يبرز سؤال آخر
وهو: إذا كانت رسالة
العذراء هي أن
تكون أماً
للمسيح، فمن يكون
إذاً المسيح؟
وهل حدث ذلك
مع بقية أمهات
الأنبياء؟

 ويجيبنا
الأستاذ أحمد
بهجت فيقول

أن الله
يختارها
ويطهرها
ويختارها ويجعلها
على رأس نساء
الوجود … هذا
الوجود، والوجود
الذي لم يخلق
بعد …

وهي
أعظم فتاة في
الدنيا وبعد
قيامة
الأموات وخلق
الآخرة
(16).

 أما
السؤال الأول
فلا نجد له
إجابة إلا في
الكتاب
المقدس الذي
يقول ” ولكن
لما جاء ملء
الزمان أرسل
الله ابنه
مولودا من
امرأة مولودا
تحت الناموس
ليفتدي الذين
تحت الناموس
لننال التبني

(غل4: 4و5).

وإجابة
السؤال
الثاني نجدها
في الكتاب
المقدس
أيضاً، وهي:
لأن المسيح هو
كلمة الله ”
في
البدء كان
الكلمة
والكلمة كان
عند الله وكان
الكلمة الله.
هذا
كان في البدء
عند الله. كل
شيء به كان
وبغيره لم يكن
شيء مما كان.
فيه كانت
الحياة
والحياة كانت
نور الناس …
والكلمة صار
جسدا وحلّ
بيننا ورأينا
مجده مجدا كما
لوحيد من الآب
مملوءا نعمة
وحقا

(يو1: 1-3 و14)، وحكمة
الله وقوة
الله ”
فبالمسيح
قوة الله
وحكمة الله
” (2كو1: 24)، ” المذّخر
فيه جميع كنوز
الحكمة
والعلم
” (كو2: 3)، “
بالمسيح يسوع
الذي صار لنا
حكمة من الله

” (1كو1: 30)،
وصورة الله “

الذي إذ كان
في صورة الله
لم يحسب خلسة
أن يكون معادلا
للّه

(في2: 6)، ”
الذي
هو صورة الله
غير المنظور

” (كو1: 15)،
بهاء مجده
ورسم جوهرة ”
الذي
وهو بهاء
مجده ورسم
جوهره
وحامل
كل الأشياء
بكلمة قدرته
” (عب1: 2)،
الذي من ذات
الله وفي ذات
الله والواحد
معه في الجوهر
أنا والآب
واحد
” (يو10: 30)، ” الله
لم يره أحد قط
الابن الوحيد
الذي في حضن الآب
هو خبر
” (يو1: 18)!!!

 

8
– ما بين آدم
والمسيح:

يزعم البعض
ويقولون أن
الله خلق آدم
بدون أب ولا
أم، وأنه خلق
حواء من أب
ولكن بدون أم،
وهكذا وُلد
المسيح من أم
بلا أب مثلما
ولدت حواء من
أب بلا أم،
بل
ويقول بعضهم
أن آدم أعظم
من المسيح
!!!

 كما
يقول البعض
أيضاً هل تكون
معجزة ولادة المسيح
من أم بلا أب
أعظم من خلق
الكون بما فيه
من مجرات
ونجوم
وكواكب؟!!

ونقول
لهم جميعاً أن
الله خلق
الكون كله بما
فيه من
مخلوقات ووضع
له نواميس
ثابتة لا يتعداها،
وهو ما يعرف
بقوانين
الطبيعة أو
ناموس
الطبيعة،
يقول الكتاب
عن الإنسان: “

فخلق الله
الإنسان على
صورته. على
صورة الله خلقه.
ذكرا وأنثى
خلقهم.
وباركهم الله
وقال لهم أثمروا
واكثروا
وأملأوا
الأرض
” (تك1:
27و28).

وعن خلقة
الحيوان
والطير
والأسماك
والنباتات
يقول

وقال الله
لتنبت الأرض
عشبا وبقلا
يبزر بزرا
وشجرا ذا ثمر
يعمل ثمرا
كجنسه
بزره فيه على
الأرض. وكان
كذلك. فأخرجت
الأرض عشبا
وبقلا يبزر
بزرا كجنسه
وشجرا يعمل
ثمرا بزره فيه
كجنسه
فخلق الله
التنانين
العظام وكل
ذوات الأنفس
الحية
الدبّابة
التي فاضت بها
المياه كأجناسها
وكل طائر ذي
جناح كجنسه
… وقال الله
لتخرج الأرض
ذوات انفس حية
كجنسها.
بهائم
ودبابات
ووحوش ارض كأجناسها.
وكان كذلك.
فعمل الله
وحوش الأرض كأجناسها
والبهائم كأجناسها
وجميع دبابات
الأرض كأجناسها
” (تك1: 11و12و21و24و25).

 وفي
تسبحته
العظيمة يقول
داود النبي
بالروح القدس

سبحيه يا
أيتها الشمس
والقمر سبحيه
يا جميع كواكب
النور. سبحيه
يا سماء
السموات ويا
أيتها المياه
التي فوق
السموات.
لتسبح اسم
الرب لأنه
أمر فخلقت.
وثبتها إلى
الدهر الأبد.
وضع لها حدا
فلن تتعداه

(مز148).

ومن
ثم فمعجزة
ولادة المسيح
من أم بلا أب
هي أعجب
وأعظم! لماذا؟

 

أولاً:
لأن
آدم
كان
هو الإنسان
الأول الذي
خلقه الله
مباشرة
ولم
يُولد من أب
أو أم
لأنه لم يكن
هناك قبله رجل
أو امرأة ليولد
منهما، فقد
كان هو
الإنسان
الأول، ومن ثم
فقد خلقه الله
من التراب
مباشرة بدون
أب أو أم.
وما كان
من الممكن أن
يولد آدم من
أب وأم!! لأن ذلك
يتطلب أن يكون
هناك أب مخلوق
وأم مخلوقه بنفس
الطريقة التي
خلق بها آدم
وحواء أو بأي
طريقة أخرى
يراها الله،
فيكون هذا
الأب الأول هو
آدم، أو
الإنسان
الأول، وهذه
الأم الأولى
هي حواء لأنها
أم كل إنسان
حي!!
كما خُلقت
حواء من ضلع
أخذه الله من
أضلاع آدم،
دون أن يكون
لها أب أو أم،
ولم يكن آدم
أباً لها لأنه
لم يتزوج
بامرأة أخرى
لينجبها، ولا
حتى حبل بها
وولدها!! فكيف
يكون أبوها
وهي مخلوقة مثله
من الله
مباشرة وأن
كانت منه؟! ”
فأوقع الرب الإله
سباتا على آدم
فنام
فأخذ واحدة
من أضلاعه
وملأ مكانها
لحما. وبنى الرب
الإله الضلع
التي أخذها من
آدم امرأة وأحضرها
إلى آدم
. فقال آدم
هذه الآن عظم
من عظامي ولحم
من لحمي. هذه
تدعى امرأة
لأنها من امر
ءٍ أخذت ” (تك2: 21-23).

ويقول
العلامة
الفخر الرازي
بلسان أئمة
المفسرين في
تفسير قوله ” وَلَقَدْ
خَلَقْنَا
الْأِنْسَانَ
مِنْ صَلْصَالٍ
مِنْ حَمَأٍ
مَسْنُونٍ

(الحجر: 26): “

ثبت بالدلائل
القاطعة أنه
يمتنع القول
بوجود حوادث
لا أول لها،
وإذا ثبت هذا
ظهر وجوب انتهاء
الحوادث إلى
حادث أول هو
أول الحوادث، وإذا
كان كذلك فلا
بد من انتهاء
الناس إلى
إنسان هو أول الناس،
وإذا كان كذلك
فذلك الإنسان
الأول غير
مخلوق مع
الأبوين
فيكون
مخلوقاً لا
محالة بقدرة
الله تعالى.
فقوله:
وَلَقَدْ
خَلَقْنَا ٱلإِنْسَٰنَ
إشارة إلى
ذلك الإنسان
الأول،
والمفسرون أجمعوا
على أن المراد
منه
هو آدم عليه
السلام،
ونقل في كتب الشيعة عن محمد بن
علي الباقر
عليه السلام
أنه
قال:
قد انقضى قبل
آدم الذي هو
أبونا ألف ألف
آدم أو أكثر
وأقول: هذا لا
يقدح في
حدوث
العالم بل
لأمر كيف كان،
فلا بد من
الانتهاء إلى
إنسان أول هو
أول الناس
وأما أن ذلك
الإنسان هو أبونا
آدم،
فلا
طريق إلى
إثباته إلا من
جهة
السمع“.

كانت
الضرورة
وحدها هي التي
جعلت آدم
وحواء يوجدان
بهذه الطريقة
التي وجدا
بها، أي بواسطة
عمل الله
مباشرة
وبعيداً عن
ناموس
الوراثة والولادة
التي تتطلب
وجود أب وأم.
وبعد خلق آدم
وحواء بهذه
الكيفية لم
يعد هناك حاجة
لولادة أحد من
غير أم أو أب
فقد وضع الله
ناموس
الوراثة
والولادة عن
طريق الذكر
والأنثى. ومن
هنا فلا يوجد
أي وجه
للمقارنة بين
آدم أو حواء
والمسيح، فقد
ولد المسيح
بطريقة
إعجازية
خارقة لناموس
الوراثة
والولادة،
وقد أنفرد
وتميز بهذه
الولادة،
التي لم تحدث
ولن تحدث لأحد
على الإطلاق،
وحده!! لماذا؟
لأنه القدوس
ابن الله
العلي، الذي
يفوق
الملائكة
والبشر،
الأعظم.

ثانياً: أما
المسيح فقد
كانت ولادته
من أم بلا أب
خارقة لكل
نواميس
الطبيعة
والكون
والولادة. لم
يكن هناك حاجة
لخرق نواميس
الطبيعة
والكون لو كان
المسيح مجرد
إنسان مثل
سائر البشر أو
مجرد نبي مثل
سائر الأنبياء!!
وقد ولد جميع
الأنبياء في
كل العصور من
أباء وأمهات
وبولادة
عادية مثل
سائر البشر
وأدوا
رسالتهم كما
أراد لها
الله!! ولكن
لأن المسيح
فوق الجميع
وفوق الطبيعة
ونواميسها
فقد ولد هكذا.
كان المسيح
كلمة الله
التي ألقي إلى
مريم وروح
منه. وسوف
نبين في الفصل
التالي رأي
الذين قالوا
أنه الروح،
روح الله،
الذي ظهر
لمريم ثم حل
فيها، رأته
قبل أن يحل
فيها ويتمثل
بشراً، أو أنه
روح من روح،
بينما آدم خلق
من طين من حمأ
مسنون و ”
سَوَّاهُ
وَنَفَخَ فِيهِ
مِنْ رُوحِهِ
” (السجدة: 9)،
إلا أن نفخه
الله في آدم
هي المعطية
الحياة أما المسيح
فبالرغم أنه
من روح الله ” من
روحنا

(الأنبياء 91
والتحريم 12)،
إلا أنه هو
ذاته ” وَكَلِمَتُهُ
أَلْقَاهَا
إِلَى
مَرْيَمَ وَرُوحٌ
مِنْهُ
” ومن
ثم كان المسيح
يلقب دائما
بروح الله ويخاطب
ب ” يا روح
الله
” وفي حديث
نبوي جاء في
جامع الترمزي
وكذلك في
مشكاة المصابيح
وكتاب ظلال
الجنة يصف
المسيح بقوله
وعيسى روح
الله وكلمته
،
وجاء في
السيرة
النبوية أنه
عندما سأل
النجاشي ملك
الحبشة ” ماذا
يقول صاحبكم
في ابن مريم؟
قال يقول فيه
الله هو روح
الله وكلمته
أخرجه من
العذراء التي
لم يقربها بشر
“.
كما تقول
الأحاديث
الخاصة
بنزوله آخر
الزمان أنه
ينادى بلقب ” روح
الله
“.

 ويقول
الكتاب
المقدس في
الفرق بين آدم
والمسيح ”
هكذا مكتوب
أيضا. صار آدم
الإنسان
الأول (آدم)
نفسا حية وآدم
الآخير
(المسيح) روحا
محييا

الإنسان
الأول من
الأرض ترابي. الإنسان
الثاني الرب
من السماء

(1كو15: 45-47)، وقال
الرب يسوع
المسيح نفسه
موضحاً الفرق
بينه وبين
الجميع ” انتم
من اسفل. أما
أنا فمن فوق.
انتم من هذا
العالم. أما
أنا فلست من
هذا العالم

(يو8: 23-24)، وقال
عنه يوحنا
المعمدان ” الذي
يأتي من فوق
هو فوق الجميع.والذي
من الأرض هو
ارضي ومن
الأرض يتكلم. الذي
يأتي من
السماء هو فوق
الجميع
” (يو3:
31).

 

(1) محمود شلبي ”
حياة المسيح ”
دار الجيل
بيروت، ص 19.

(2)
يقول الشيخ
القرضاوي: أه
ل
السنة
والجماعة هم
جمهرة الأمة
من الصحابة
والتابعين
أئمة الدين
المشاهير
(كتاب ”
الشفاعة ” مكتبة
نهضة مصر
بالفجالة) ص 12.

(4)
الأهرام،
رمضان 1980م (في
مقالة
بعنوان “طين
عيسى”.

(11) وجاء في كتب
الأساطير
المسيحية
المسماة بالأبوكريفيا،
أي
الخفية،والمزيفة،
وخاصة كتب
يعقوب
التمهيدي أو
الأولي ”
ونزلت(حنة أم
مريم وهي
حزينة لأنها
عاقر)، نحو
الساعة
التاسعة، إلى
الحديقة
لتتنزَّه،
وإذ رأت شجرة
الغار، جلست
تحتها،
ووجَّهت
صلواتها إلى
الربّ، قائلة:
“يا إله
آبائي،
باركني واستجبْ
صلاتي، كما
باركت أحشاء
سارة ورزقتها
إسحق أبناً”.
ورأت على شجرة
الغار، وهى
ترفع عينَيها
إلى السماء،
عشَّ دوري،
فصاحت بألم:
“وا أسفي!
بماذا يمكنني
أن أقارن؟
لمَنْ أدين
بالحياة
لأكون ملعونة
هكذا في حضور
أبناء إسرائيل؟
انهم يسخرون
منى
ويحقَّرونني
وقد طردوني من
هيكل الربّ.
وا أسفي! ماذا
أُشبه؟ أيمكنني
أن أُقارن
بطيور
السماء؟ لكن
الطيور ولَود
أمامك، يا
ربّ. أيمكنني
أن أُقارَن
بحيوانات
الأرض؟ لكنها
وَلود.لا، لا
يمكنني أن
أُقارن
بالبحر، لأنه
مسكون
بأسماك، ولا
بالأرض، لأنها
تعطى ثماراً
في أوانها،
وتبارك
الربّ”. وإذا
بملاك الربّ
طار نحوها
وقال لها: “يا
حنة، أن الله
سمع صلاتك؛
سوف تحبلين
وتلدين، ويكون
نسلك مشهوراً
في العالم
بأسره.” فقالت
حنة: “ليحي
الربّ، إلهي؛
سواء كان
صبيّا أم
بنتاً ما
ألدُه فسوف
أُقدمه
للربّ، وسوف
يكرَّس حياته
للخدمة
الإلهية”.

(12) جاء في
الإنجيل
الأبوكريفي
المسمى
بإنجيل يعقوب
التمهيدي ف 8 ”
وكانت مريم في
هيكل الرب كأنما
كانت يمامة
تقطن هناك وتتناول
طعامها من يدي
ملاك
“. وجاء
في ف15 ” وتلقت
طعام من يد
ملاك
“. وجاء
في كتاب يسمى
بمتى المنحول
يوميا
يتحدث ملاك
الله لها،
يومياً تتسلم
طعام
اً من يدي الرب“. ويقول كتاب
ميلاد مريم ف 9
فالعذراء
التي كانت
معتادة على
الوجوه الملائكية
“.

(13) جاء في كتاب
إنجيل مولد
مريم وميلاد
المخلَّص
المنحول ف 6 ”
كانت مريم
موضع إعجاب
للشعب كلّه،
فحين كانت في
الثالثة من
عمرها، كانت
تمشي بوقار، وتكرَّس
نفسها لتس
بحة الربّ
بغيرة وهمة
إلى حد أن
الجميع كانوا
مصعوقين
إعجاباً
ودهشةً: فلم
تكن تبدو
طفلةً، بل
تظهر كبيرة
ومُشبَعة
أعواماً، من
فرط تفرُّغها
للصلاة
بعناية ومثابرة.
وكان وجهها
يسطع كالثلج،
بحيث يكاد لا يمكن
تأمل وجهها …
وكانت قد فرضت
على نفسها نظاماً
هو الدأب على
التضرع منذ
الصباح حتى
الساعة
الثالثة
وتكريس نفسها
للعمل اليدوي
منذ الساعة
الثالثة حتى
التاسعة. ومنذ
الساعة التاسعة،
لم تتوقَّف عن
الصلاة إلى
أن يظهر ملاك
الربّ؛ إذاك
كانت تتلقى
طعامها من
يده،

لتتقدَّم في
صورة أفضل في
محبة الله.
ومن العذارى
الأُخريات
كلّهن الأكبر
سناً منها واللواتي
كانت تتهذَّب
وإياهن في
خدمة الله، لم
توجد مَنْ هي
أدقُّ في
السهر، أعلم
بحكمة شريعة
الله، أكثر
امتلاءً
تواضعاً،
أمهر في إنشاد
مزامير داود،
أكثر امتلاءً
محبةً لطيفةً،
أنقى عفَّةً،
أكمل في
كل فضيلة. لأنها
كانت وفيَّة،
مستقرة،
مثابرة، وكانت
تفي
ض
في كلّ يوم
مواهب من كلّ
نوع.

 لم
يسمعها أحد
قطً تقول
سوءاً، ولم
يرها أحد
قط تغضب، كلّ
أحاديثها
كانت مملوءة
لطافةً، وكانت
الحقيقة تظهر
من فمها. كانت
منشغلةً
دوماً
بالصلاة
وتأمُّل شريعة
الله، وكانت
تنشر
اهتمامها على
رفيقاتها،
متخوَّفة من
أن تخطئ
إحداهن
بالكلام، أو
ترفع صوتها
ضاحكةً، أو
تنتفخ
كبرياءَ، أو تكون
لها مسالك
سيئة حيال
أبيها وأُمها.
وكانت تحمد
الله بلا
انقطاع،
ولئلا
يتمكَّن مَنْ
يحيّو
نها
من أن يحرفوها
عن تسبيح
الله، كانت
تجبيهم: ”
الشكر لله! ”
ومنها جاءت
العادة التي
اتَّبعها
الناس
الوَرعون
بالإجابة على
مَنْ يحيّونهم:
” الشكر لله! ” كانت
تتناول كلّ
يوم الطعام
الذي كانت
تتلقاه من يد
الملاك،

وتوزع على
الفقراء
الغذاء الذي
كان يسملَّها
إياه كهنة
الهيكل. وكان
الملائكة
يُرَون غالباً
جداً يتحدثون
معها، وكانوا
يطيعونها
بأعظم احترام.
وإذا لمسها
شخص بعاهة ما،
كان يرتدُّ
متعافياً على
الفور.

وجاء
في ف 9 ” وحدث أن
مريم بلغت
الرابعة عشرة
من عمرها،
مما
جعل
الفريسيين
يقولون، حسب
العادة، أن ا
لمرأة لا تستطيع
البقاء
مصلَّيةً في
الهيكل.
وتقرَّر إرسال
بشير إلى
أسباط
إسرائيل
كلّها، لتجتمع
في اليوم
الثالث … وقال
رئيس الكهنة
في اليوم
التالي: “على
مَنْ لا زوجه
له يأتي
وليحملْ قلماً
في يده … وقد
دخل رئيس
الكهنة قدس
الأقداس.
وفيما كان
يصلي، ظهر له
الملاك، قائلاً:
“ها هو هذا
القلم الصغير
جداً الذي لم
تُعرْه أي
انتباه؛ حين
تأخذه وتعطيه
فيه العلامة
التي ذكرتها
لك.” وكان ذلك
القلم ليوسف،
وكان شيخاً
وذا مظهر
بائس، ولم
يُرد
المطالبة بقلمه،
خشية اضطراره
إلى أخذ مريم،
وفيما كان واقفاً
بتواضع خلف
كلّ الآخرين،
صاح به الكاهن
أَبياتار
بصوت عال:
“تعال،
وتسلَّم قلمك،
فأنت منتظَر.”
فدنا يوسف،
مرتعباً، لان
رئيس الكهنة
ناداه بصوت
عال جداً.
وعندما مدَّ يده
لتسلُّم
قلمه، خرجت من
طرف ذلك القلم
على الفور
حمامةٌ أبيض
من الثلج وذات
جمال خارق، طارت
طويلاً تحت
قباب الهيكل،
توجّهت نحو السماوات.

 إذ
اك هنّأ الشعب
كلّه الشيخ،
قائلاً: “لقد أصبحت
محظوظاً في
سنَّك
الطاعنة،
واختارك الله
وأشار إليك
لتُعهد مريم
إليك.” وقال له
الكهنة:
“تقبَّلْها،
فعليك ظهر
خيار الله”.

(14) محمود
شلبي ص 30 و 31.

(15) الأمام
محمد أبو زهرة
” محاضرات في
النصرانية ” ص
14.

(16) أحمد
بهجت، أنبياء
الله ص 312.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى