علم المسيح

معجزات المسيح



معجزات المسيح

معجزات
المسيح

معجزات
السيد المسيح هي برهان قاطع على ألوهيته. إن تعريف المعجزة حسب مفهوم الوحي الإلهي
هو عمل أو حدث علني أُجري بقوة اللّه المُباشرة، بقصد إثبات صحة رسالة الرسول. لكن
المعجزات التي قام بها السيد المسيح تختلف من حيث طبيعتها ومداها وأسلوبها عن المعجزات
التي جرت على أيدي الأنبياء والرسل. وأساس الاختلاف هذا هو أنه بخلاف الوضع مع
الأنبياء والرسل، فإن المسيح حقق ما حققه من أعمال معجزية بقوته هو، لا بواسطة قوة
خارجة عنه. عندما تحققت المعجزات على أيدي الرسل والأنبياء أصرّوا دائماً على أن
ما عملوه لا يرجع إلى قوتهم الشخصية. مثلاً عندما انشطرت مياه البحر الأحمر وعبر
بنو إسرائيل على اليابسة في قلب المياه، لم يتردد كليم اللّه موسى في أن ينسب
العمل للّه (خروج 14: 13). وهذا أيضاً ينطبق على أيام العهد الجديد. فعندما شفى
الرسولان بطرس ويوحنا الرجل الأعرج الواقف على بوابة الهيكل كان ردُّهما على تعجّب
الجموع التي شاهدت المعجزة هكذا: «مَا بَالُكُمْ تَتَعَجَّبُونَ مِنْ هٰذَا،
وَلِمَاذَا تَشْخَصُونَ إِلَيْنَا كَأَنَّنَا بِقُوَّتِنَا أَوْ تَقْوَانَا قَدْ
جَعَلْنَا هٰذَا يَمْشِي؟» (أعمال الرسل 3: 12). وعندما شفى بولس مريضاً في
مقاطعة لسترة، وشرع الناس بتقديم ذبائحهم له ولزميله برنابا، سارع برفض ذلك،
وبإعطاء المجد للّه قائلاً: «نَحْنُ أَيْضاً بَشَرٌ تَحْتَ آلامٍ مِثْلُكُمْ»
(أعمال الرسل 14: 15). لكن عندما شفى المسيح المرضى وأخرج الأرواح النجسة أو أقام
الموتى أو أوقف هيجان البحر، فإنه قام بكل ذلك بقوته غير المحدودة. وقد كشف عن تلك
الحقيقة بدون تردد قائلاً: «… اَلأَعْمَالُ ٱلَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا
بِٱسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي…» (يوحنا 10: 25)، «إِنْ كُنْتُ لَسْتُ
أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فَلا تُؤْمِنُوا بِي. وَلٰكِنْ إِنْ كُنْتُ
أَعْمَلُ، فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِٱلأَعْمَالِ، لِكَيْ
تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ ٱلآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ» (يوحنا 10: 37،
38). لقد جاء تلميذا يوحنا المعمدان ليسألا المسيح إن كان هو المسيّا المنتظر أم
لا، فأجابهما المسيح: «… ٱذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا
تَسْمَعَانِ وَتَنْظُرَانِ: اَلْعُمْيُ يُبْصِرُونَ، وَٱلْعُرْجُ يَمْشُونَ،
وَٱلْبُرْصُ يُطَهَّرُونَ، وَٱلصُّمُّ يَسْمَعُونَ،
وَٱلْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَٱلْمَسَاكِينُ يُبَشَّرُونَ…» (متى 11:
4

و
5).
اللّه هو الذي أقرّ ونظّم قوانين الطبيعة، وهو وحده يقدر أن يغيّرها أو يعطلها كما
يشاء. لقد أبرز المسيح قوته وعظمته وجلاله في كل مرة أجرى فيها معجزة، مقدِّماً
بذلك برهاناً ساطعاً على ألوهيته.

 

إن
عدد المعجزات التي قام بها المسيح كان كبيراً جداً، وقد سجّل الإنجيل حوالي أربعين
منها، كانت بمثابة أمثلة لإبراز قوة المسيح الشفائية، ومقدرته على إقامة الموتى
والتسلُّط على قوى الطبيعة. وهناك إشارات في الإنجيل إلى أن الكثير من معجزات
المسيح لم تُسجّل (راجع متى 4: 23، 24 ويوحنا 20: 30).

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى