علم المسيح

الفصل الحادي عشر



الفصل الحادي عشر

الفصل الحادي عشر

الباراقليط

هل هو الروح
القدس أم إنسان نبي؟

 

تصوّر البعض أنَّ لفظ ”
باراقليط ” الوارد في الإنجيل ‏للقديس يوحنا والأوصاف التي أطلقها الرب يسوع
المسيح عليه لا تنطبق على الروح القدس، روح الله، إنما تنطبق على إنسان، نبي، يأتي
بعده، بعد المسيح، أي تنطبق علي إنسان وليس علي إله!! وبالتالى تعلن عن مجىء نبى
وليس عن مجىء أقنوم أو صفة ذاتية من صفات الله.

 

وتصوّروا، أو هكذا أرادوا أنْ
يتصوّروا، أو يُصوّروا لأنفسهم ولغيرهم، أنَّ الباراقليط مشتق لغويًا من ‏الحمد
ويعني ” الحماد “، المحمود أو الممدوح أو الممجد، ويُشير إلى نبي يشتق
اسمه من الحمد، وأنَّ ما أطلقه المسيح من صفات على الباراقليط هي صفات هذا النبي
وتشير إلى أعماله وشريعته وما شهد به المسيح عنه!!.

 

وفيما يلي أهم الأقوال التي يقولونها
والحجج التي يتحججون ويتعللون بها
(1):

1- قالوا إنَّ اليهود والمسيحيين
اعتادوا في الماضي والحاضر أن يترجموا الأسماء (في الغالب؟؟)، وأن المسيح كان
يتكلم باللغة العبرية أو الآرامية وليس اليونانية، وهذا يعني أنّض ‏الإنجيل
الرابع، الإنجيل بحسب القديس يوحنا، ترجم اسم من بشّر به المسيح إلى اليونانية،
كالعادة؟؟؟، ثم عرّب مترجمو الترجمة العربية اللفظ اليوناني بفاواقليط!!

ونقول لهم أن القديس يوحنا الرسول
وتلميذ المسيح كان يكتب بوحي الروح القدس وكان معصومًا من الخطأ، لحظة الوحي
الإلهي، وكل كلمة كان يدونها كانت هي كلمة الله المكتوبة ‏بالروح القدس، ولا يمكن
أن يخطئ فيها مطلقًا. كما أنَّ العلماء الذين ترجموا الكلمة ترجموها حسب تاريخها
السابق للإنجيل بحسب القديس يوحنا وحسب ما وردت في الكتاب المقدس بصفة عامة، وحسب
ما فهمه آباء الكنيسة في القرون الأربعة الأولي (أنظر الفصل التالي).

 

2- وقد وجد هؤلاء فيما كتبه أحد
القسوس الذين كانوا يبشرون في الهند سنة 1268ه في رسالة صغيرة في ‏اللغة الأردية
(لسان اردو) والتي طبعت في كلكتا في الهند، والتي أراد أن ينبّه فيها على أنَّ سبب
وقوع الخطأ والخلط في محاولة شرح كلمة باراقليط هو وجود كلمة يونانية مشابهة لكلمة
باراقليط‏ باراكليتوس ” هي بيريقليط ” بيريكليتوس “، وتعني ”
المشهور أو الممدوح أو الممجد أو المحمود “، مما جعلهم يتمسكون بأقوالهم
بشدة، وقالوا أن التفاوت في‏ اللفظين يسير جدًا، وأنَّ الحروف اليونانية كانت
متشابهة فتبدل لفظ بيريكليتوس إلى باراكليتوس في بعض ‏النسخ من الكاتب قريب
القياس، ثم رجّح أهل التثليث المنكرون هذه النسخة على النسخ الأخرى!!

ونكرر لمثل هؤلاء ونقول لهم أنَّه لا
توجد مخطوطة واحدة في أي مكان من الأماكن ولا في أي زمن من الأزمنة وُجد فيها غير
كلمة (
Parakletos)، بل ونتحدى أن يُظهر أحد عكس ذلك!!

 

وقال آخر ” في إنجيل يوحنا
الحالي 14/16و5ا/26و16/7 نجد كلمة (المعزي)‏‏
ترجمة
لكلمة (
Paraklētos) ويعتقد علماؤنا أن الكلمة (Parakletos) قراءة محرّفة لكلمة (Periklytos)، فعلي أي أساس بني هؤلاء العلماء
اعتقادهم؟!!! ثم يُضيف ” إنَّ كلمات المسيح الأصلية نبوّة بالاسم عن آخر
سيأتي بعده “!!!

وذلك دون أنّ يُراعي القرينة وسياق
الكلام والنصّ الموجود فيه الكلمة وأن اللغة اليونانية ليس بها تشكيل (فتحة وكسرة
وضمّة وسكون… إلخ. ونضيف معلومة للقارئ العزيز أنَّ التشكيل في اللغة العربية
وللقرآن الكريم تم عمله في حوالي عام 150 ه علي يد أبو الأسود الدؤلي)، مثل اللغة
العربية، وإنما التشكيل فيها يأتي كجزء من كتابة الكلمة نفسها.

ومن ثم فإنَّ تغيير كلمة (ΠαράκλητοςParaklētos) لتصبح (ΠερίκλυτοςPeriklytos)، يعني تغيير ثلاثة حروف موجودة في أصل الكلمة
(
e, i, u /, υ
ε لتصبح a,a,e,ά, η
α
)، ولا يُوجد
أي دليل أو برهان علي حدوث تغيير في القراءة الأصلية، فلدينا عدد ضخم من المخطوطات
الخاصّة بالإنجيل بحسب القديس يوحنا والتي يرجع أقدمها إلي سنة 200م، وهي معروضة
في المتاحف وعلي شبكة الإنترنت ومتاحة للجميع للإطلاع عليها وجميع المخطوطات لا
يوجد بها سوي كلمة (
ΠαράκλητοςParaklētos).

 

وهذا يبيّن لنا كيف يُلقون بالأقوال
بلا سند أو دليل أو منطق، ويفترضون وجود ما ليس له وجود!!

 

وقال أحد الكتاب المعاصرين ”
أنَّ كلمة باراقليط –
paraklete مأخوذة من الثناء والحمد وتعني الممدوح أو
المحمود، وأنَّها تُترجم في اللغة اليونانية دائمًا بكلمة بيريكليتوس
Periklytos، وإنجيل يوحنا حاليًا في الآيات: 14/16و5ا/26و16/7 يستخدم كلمة Comforter (معزي) من النسخة الإنجليزية كترجمة للكلمة اليونانية باراكليتوس
(
ΠαράκλητοςParaklētos) والتي تعني شفيع أو مدافع، وهو الشخص الذي يدعي لمساعدة آخر أو
صديق رحيم أكثر مما تعني معزي، ثمّ يزعم قائلاً: ” والأساتذة المتخصصون في
اللاهوت يقولون إنَّ باراكليتوس هي تحريف في القراءة للكتابة الأصلية
بيريكليتوس”!!

 

ونقول له مَنْ هؤلاء ”
المتخصّصون في اللاهوت ” الذين تزعم أنَّهم قالوا ذلك؟!!

 

ويزيد من مزاعمه ويقول ” وفي
القول الأصلي ليسوع المسيح فيه تنبؤ لنبي يُشتق اسمه من الحمد ” ويزعم قائلاً
” وحتى لو قرأنا باراكليتوس فإنها تدلّ ‏على النبيّ الكريم الذي كان رحيمًا
بكلّ الخلائق”!! ثم يلجأ إلى الترجمة الإنجليزية ويُعدّد ضمير الغائب المذكّر
ظنًا منه أنَّ ذلك يُؤكّد مزاعمه فيقول؛ ” ومن فضلك، عَدِّد ضمائر ” هو
he’s‏ المستخدمة لوصف الباراكليت:

“Hombeit
when he the spirit of truth is come, he will guide you into all truth for he
shall not speak of himself, but whatsoever he shall hear that shall he speak
and he will show you things to come”

 

ستجدهم سبعة ضمائر مذكرة في جملة
واحدة. لا توجد آية أخرى في ال 61‏ سفرًا في إنجيل البروتستانت أو ال 73سفرًا
لإنجيل الكاثوليك بها سبعة ضمائر مذكرة وسوف توافقني أنَّ ‏كل هذه الضمائر
المُذكّرة من آية واحدة لا يمكن أن تدل
على Ghost (شبح أو طيف أو روح) سواء كان مقدسًا أم لا “!!‏

 وهكذا يزعم بلا دليل وبدون أي فهم
أو معرفة بالكتاب المقدّس والعقيدة المسيحية أنَّ الروح القدس مجرّد قوّة وليس
أقنوم الحياة في الذات الإلهيّة وأنّه يُخاطب بكل ضمائر العقل، فهو يُخاطب بضمير
المخاطب والمُتكلّم والغائب في أحوال كثيرة كما سنري لاحقًا
.

 

ثم يزعم هذا الكاتب أنَّه عندما
نوقشت هذه النقطة الخاصة بالسبعة ضمائر المذكورة في آية واحدة من الإنجيل في
مناظرة في الهند مع المبشّرين المسيحيّين غُيّرَت النسخة الأرديّة من الإنجيل وهو
خداع معتاد من المبشّرين خاصّة في اللغات الإقليمية!! ثم يُضيف زعمًا آخر قائلاً؛
” آخر حيلة عثرتُ عليها في الإنجيل باللغة الإفريقيّة في هذه الآية موضع
البحث فقد غيّروا كلمة معزّي (مساعد
Comforter) إلي كلمة وسيط (Mediator) وأقحموا فيها جملة الروح القدس وهي التي لم يجرأ أي دارس إنجيلي
في إقحامها إلي النسخ الإنجليزية المتعددة ولا حتي جماعة شهود يهوه!

وهكذا يصنع المسيحيّون بكلمات الله”!!

 

والسؤال هنا هو: من أين جاء بالزعم
أنَّ جملة ” الروح القدس ” مُقحمة سواء في الأصل اليوناني أو في أي
ترجمة علي الإطلاق؟!! ‏

 

ثمّ يًضيف؛ إذا رجعنا إلي الكلمة
(الروح القدس) في الأصل اليوناني ” بنيوما
Pneuma ” ومعناها النفس أو الروح أو الغاز أو الهواء ولا توجد كلمة
واحدة منفصلة للتعبير عن الروح في الكُتب المقدّسة اليونانيّة، وبالنسبة لمحرّري
نسخة الملك جيمس والتي تُسَمّي أيضًا النسخة المرجع ونسخة الرومان الكاثوليك أعطوا
أفضلية لكلمة
Ghost بمعني الطيف أو الشبح بدلاً من كلمة Spirit بمعني الروح عندما يترجمون كلمة Pneuma اليونانية “!! ثم يزيد في إدعاءاته قائلاً ” ويمكن أنْ
نلاحظ أنَّ أي دارس إنجيلي من أي مستوي لم يحاول أنْ يوازن أو يقارن في المعني بين
كمة باراكليتوس في النسخ الأصلية اليونانية وبين‏
الروح
القدسي
Holy Ghost ونستطيع الآن أن نقول بكل ثقة وبدون تردد أنَّه
إذا كان المعزي أو المساعد هو الروح القدسي أو االإلهي، إذًا فإنَّ الروح القدسي
أو الإلهي هو النبي القدسي أو الإلهي ونحن…. ‏نقرّ ونؤمن بأن أي نبن مرسل من قبل
الله عز وجل هو نبلي قدسي وبدون أي خطيئة”!!

 

وهو هنا يخترع ترجمة من وحي خياله
ليؤيذد بها مزاعمه، ويُفسّر كلمة الله علي هواه بعيدًا عن قرينتها وسياق الكلام
التي وردت به!! ونسأله هنا أيضًا؟ من قال أنَّ الأنبياء قد تسموا بالأرواح
القدسيّة؟!!

 

ويزعم آخر قائلاً: “يعتقد بعض
العلماء أنَّ ما قاله عيسي بلغته الآرامية، أقرب إلي الكلمة اليونانيّة
Periklytos “!! والتي يقول أنَّها تُقابل في العربية اسم مشتق من
الحمد!!
ونقول له مَنْ هم هؤلاء العلماء المزعومون، ومن أين جاءوا بهذا
الزعم؟!!
ثم يضيف زاعمًا ” وقد ثبت أنَّ ثمة حالات كثيرة مماثلة في العهد
الجديد، حلّت فيها كلمة محل أخري، أضف علي ذلك أنَّ هناك احتمالاً آخر، وهو
أنَّ الكلمة كانت
Periklytos، ثم أغفل الكتبة إحداهما لتشابههما الشديد مع الأخري وقربها
المكاني منها، وإذا صحّ هذا الغرض، فسيكون معني النصّ اليوناني ” فيعطيكم
معزيًا آخر “!!‏

 

ونقول له أيضًا؟ ما هي الكلمات التي
حلّت مكان كلمات أخرى في العهد الجديد، هل يمكن أنْ يدلّنا عليها؟!! ونقول له كذلك
هل يمكن أنْ تُبني العقائد التي يؤمن بها الناس والتي تحكم مصيرهم الأبدي على مجرد
الاحتمال أو الظن؟!!‏

 

ثم يضيف الاسم المشتق من الحمد بدلاً
من ” فيعطيكم معزيًا آخر “، ويكمّل زعمه قائلاً ” وقد ظهرت مثل تلك
الأخطاء في وجود مسافات بين الحروف في النص اليوناني، وذلك قد ينتج عنه أن تغفل
عين الكاتب كلمة تشبه أخري أو تقاربها في المكان، أمّا بالنسبة لكلمة ” روح
” التي وردت في هذا الموضوع أنَّ النبي القادم سيكون من جنس البشر، ففي
أناجيل العهد الجديد أطلقت هذه الكلمة أيضًا علي من يتلقي الوحي الإلهي، وعلي من
يمتلك القدرة على الاتصال الروحي وبناء على ذلك ” روح الحق ” هو ذلك
الشخص الذى لديه قوى ‏اتصال روحية، أى ذلك الشخص الذي يتلقي الوحي الإلهي، والذى
يتميّز بأنَّه مكرّس للحق كلية في حياته وسلوكه وشخصيته، وأنَّ عيسي عليه
السلام قد ذكر أنَّ النبي سوف يكشف عن أمور يجهلها عيسي نفسه، ولو كان عيسي قد جاء
” بجميع الحق ” لما كانت هناك حاجة لأنْ يأتي نبي من بعده يحلّ للناس
” جميع الحق ” أنّّ ” المعزّي ” سيكون مثل عيسي، بشرًا نبيًا،
وليس روحًا”
!!!!

 

من أين جاء بهذه الأقوال التي لم
يذكر ولا يُمْكن أنْ يذكر دليلاً واحدًا عليها؟!!! ومن قال له أنَّ المسيح قال
أنَّ هناك ما يجهله هو؟ في حين أنَّ الكتب الدينية تقول أنَّه يعلم كلّ شيء؟!! وما
هو الحق الذي لم يأت به المسيح وكان العالم في حاجة إليه، ومن أسمائه أنَّه الحق،
كيف يكون هو الحق ولم يأتِ للناس بجميع الحق؟!! وإذا كان المسيح، في اعتقاد هذا
الكاتب هو كلمة الله وروح منه وأنَّه كان يخلق بإذن الله ويعلم الغيب بأذن الله
ويُحيي الموتي ويشفي المرضى بأذن الله وأنَّ الله جعل الذين إتبعوه فوق الذين
كفروا إلى يوم القيامة، فهل يمكن أن يُقال أنَّه يجهل بعض الأمور؟!!‏

 

ويزعم هذا الكاتب قائلاً؛ ”
يقدّم لنا النصّ اليوناني الإجابة الواضحة علي ذلك السؤال لأنَّه يستخدم كلمة
allon وهي مفعول به مذكّر من كلمة allos التي معناها ” آخر من نفس النوع ” أما الكلمة التي
معناها ” آخر من نفس مغاير ” فهي
hetenos وهي غير مستخدمة في النصّ اليوناني، وهذا يحسم المسألة، فسيكون
” المعزّي ” إذن ” آخر من نفس النوع “، أي مثل عيسي وموسي
الذي قال ” مثلي ” أي بشر وليس روح”!!

 

هكذا يتحدث دون أي معرفة بالكتاب
المقدس!! فكما وصف الرب يسوع المسيح الروح القدس بالمعزي الآخر وصف الله الآب
أيضًا بالآخر، الذي يشهد له، أي المسيح، فقال ” الَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ
آخَرُ
allos وَأَنَا
أَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي هِيَ حَقٌّ
” (يوحنا5/32).

 

 ‏3- وإتّخذ بعض هؤلاء من إدعاء ” ماني المبتدع – الهرطوقي
” وتخيلهم أنه كان مسيحيًا، من وجهة نظرهم، في القرن الثاني الميلادي، أنَّه
الباراقليط الذي وعد بمجيئه، حجّة على صحّة مزاعمهم من أنَّ الباراقليط هو إنسان
وليس روح!!

 

قال أحدهم ” ومما يدل على أنَّ لفظ
بيرقليط: يعنى نبيًا آتيًا من بعد عيسى عليه السلام – أنَّ مونتانوس إدّعى
النبوّة في القرن الثاني للميلاد، وزعم أنه البيرقليط‏ الذي وعد بمجيئه عيسى،
وكذلك ماني الفارسي في القرن الثالث. وهذا يدل علي أنَّ هذه اللفظة تعنى
شخصًا بشريًا، وإلا ما جرؤ هذان على هذا القول. ويقول الأنبا أثناسيوس ”
إنَّ لفظ باراقليط إذا حرّف نطقه قليلاً يصير بيريكليت ومعناه الحمد أو الشكر وهو
قريب من لفظ ” أحمد”.‏

 

فهل يريد مثل هذا الكاتب أن يؤمن
بكلام محرّف؟!! وهل يقبل أن يحرّف اللفظ ليتّفق مع فكره؟!!
كما أن ماني كان يخلط بين المسيحية والوثنية وكان يؤمن بوجود
إلهيين، إله النور وإله الظلمة (أنظر الفصل التالي)!! فهل يمكن أن نتخذ من أفكاره
دليلاً على عقيدة صحيحة؟!!

 

4- وكما زعم هؤلاء، بناء على ما
جاء في كتب الأحاديث والسيرة والتفسير غير المسيحية
، أنَّ أحبار اليهود ورهبان
النصارى كانوا في نهاية القرن الخامس الميلادي وبداية السادس ينتظرون ” نبيًا
آتيًا “، ومن ثم راحوا يبحثون في آيات الكتاب المقدس بعهديه، القديم والجديد،
لإيجاد ما يثبت هذه الأقاويل، وهنا زعموا أنَّ اللفظ الذي استخدمه المسيح هو لفظ
عبري وقالوا أنَّه مفقود!! وقالوا أنَّ الباراقليط هو ترجمة له ويشير إلى ذلك
النبي الموعود!!

 

5- ثم عادوا وناقضوا كل ما سبق أن
قالوه وقالوا أن اللفظ الأصلي هو ” باراقليط ” وأنَّه لا ينفي الاستدلال
أيضًا على أن المقصود به هو النبي الموعود، لأنَّ معناه المعزي والمعين والشفيع،
وهذه المعاني كلها تنطبق عليه!!
وهكذا يقولون القول ونقيضه
ليحاولوا إيجاد ما يزعمون أنَّه دليل علي صحّة ما يدّعون!!

6- وزعم بعض منهم أن التلاميذ كانوا
قد قبلوا الروح القدس واستفاضوا به من قبل لأنه نزل على قلب كل واحد منهم وحل
فيهم، ومن ثمّ فالباراقليط الذي وعد به المسيح هو النبي الموعود!!
ونقول لهم أنَّ الروح القدس لم يحل علي التلاميذ إلا بعد هذا
الوعد الذي وعدهم به وليس قبله.

 

7- وقال بعض آخر” أنَّ الروح
القدس متّحد بالآب وفي ذاته، حسب أقوال علماء اللاهوت المسيحيين، فكيف يرسله
المسيح؟ ومن ثم فالمرسل هو نبي مثل المسيح وليس روح الله “!!
ونقول
‏لهم أيضًا أنَّ الله غير محدود لا في المكان و لا في الزمان، فهو موجود في كل
مكان وزمان، وعملية إرسال الروح القدس أو الابن لا تعني الانفصال عن الآب، إنما
تعني عمل الروح القدس أو الابن في البشرية، فهذا شئ يختصّ بالله غير المحدود بذاته
أو بكلمته أو بروحه.

 

8- وزعم د. موريس بوكاي الذي اقتبس
كل الآيات المتصلة بموضوع الباراقليط، وقدم ستة انثقادات على صدق هذا النصّ
الإنجيلي، وقال زاعمًا إن بعض الحقائق قد غابث من الإنجيل!! وإن بعض الكلمات قد
أضيفت!!! وإن الكلمات اليونانية استُخدمت بطريقة خاطئة!! وإن معظم الترجمات للنصّ
الأصلي خاطئة!!! وهذه الانتقادات الخطيرة التي قدّمها د. بوكاي بمهارة لكي تبدو
وكأنها مستندة إلى دراساث علمية ‏صحيحة لا ثستند على أى أساس علمي أو غير علمي
بالمرة ولكن على مجرذد التخمين والظن والافتراض!!

 

وهناك الكثير من الأقوال التي سنعلق
عليها في حينها، ومبدئيًا نقول أننا نحترم عقائد الجميع ولا نتدخل فيها ولا نتكلم
عنها، ولكننا نوضّح حقيقة عقائدنا ونشرح المعنى الحقيقي لآيات الكتاب المقدس الذي
يحاول البعض تفسيرها بصورة لا تتفق لا مع حقيقة ‏الإيمان المسيحى ولامع جوهر
ومضمون الكتاب المقدس نفسه.‏

 

(1) أنظر كتاب ” محمد في الكتاب
المقدس” عبد الأحد داود، و” بيريكليت اسم نبي الإسلام في إنجيل ‏عيسى
عليه السلام” لأحمد حجازى السقا، ” إظهار الحق ” لرحمة الله
الهندى، و ” هيمنة القرآن المجيد على ما ‏جاء في العهد القديم والجديد ”
للدكتورة مها محمد فريد، و ” الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ” لابن
تيمية ج‏‏3، و ” الكنز المرصود في قواعد التلمود ” تقديم د. أحمد حجازى
السقا، و ” الأجوبة الفاخره عن الأسئلة الفاجره ‏في الرد على اليهود والنصاري
” للإمام شهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي، دراسة وتحقيق مجدي محمد الشهاوي،
‏و ” تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب ” للقس إنسلم ثورميدا، تقدمم
وتحقيق وتعليق دكتور محمود على ‏حماية، و ” أشهد للمسيح والمسيح يشهد
معي..!” أحمد أبو الخير، و ” حقيقة النصرانية من الكتب المقدسة ”
على ‏الجوهري، و ” محمد نبي الإسلام في التوراة والإنجيل والقرآن ”
المسثشار محمد عزت الطهطاوي. وذلك الى جانب كتابات الشيخ أحمد ديدات وسليمان شاهد
مفسر واللواء أحمد عبد الوهاب والشيخ جعفر ‏السبحانى. ومئات من الملفات التي وضعت
على شبكة الإنترنت على مواقع مثل ” ابن مربم ” للمسيحيين فقط، ‏المسيحية
في الميزان، الحوار الإسلامي المسيحي، الأجوبة الجلية في الرد على المسيحية،
ومواقع كل من: جمال ‏بدوي، وقيس علي، وصابر علي، وسيف الله وغيرهم.‏

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى