علم المسيح

من الذي اشتري الحقل بالثلاثين من الفضة، رؤساء الكهنة أم يهوذا؟



من الذي اشتري الحقل بالثلاثين من الفضة، رؤساء الكهنة أم يهوذا؟

من الذي اشتري الحقل بالثلاثين من
الفضة، رؤساء الكهنة أم يهوذا؟

قال
المعترض: يؤخذ من إنجيل متى 27: 3 أن رؤساء الكهنة اشتروا الحقل بالثلاثين من
الفضة التي ردَّها يهوذا،

ويُعلم
من أعمال الرسل 1: 18 أن يهوذا كان اشترى الحقل بها، فإنه قيل: وهذا معلوم في جميع
سكان أورشليم،

وللرد
نقول بنعمة الله: نص أعمال 1: 18 فإن هذا اقتنى حقلاً من أجرة الظلم، وإذ سقط على
وجهه انشق من الوسط، فانسكبت أحشاؤه كلها، وصار ذلك معلوماً عند جميع سكان أورشليم،
فنسب إليه الاقتناء لأنه كان السبب فيه, وكثيراً ما يُنسب إلى الإنسان الفعل لأنه
السبب فيه، فنُسب إلى الملك بناء القصر مع أنه ليس هو الباني حقيقة، ولكنه يأمر
به,

مقالات ذات صلة

من الذي
أدان السيد المسيح، رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب أم بيلاطس؟

قال
المعترض: ورد في إنجيل متى 27: 3 أنه حُكم على المسيح وأنه دين، وهو غلط، لأن
رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب دفعوه إلى بيلاطس البنطي،

وللرد
نقول بنعمة الله: مَن طالع متى 27: 67 يرى أن الكهنة والشيوخ والرؤساء والمجمع
أتوا بشهادات زور عليه، حتى مزّق رئيس الكهنة ثيابه، لأنه ادّعى على المسيح أنه
مجدف, وبصقوا في وجهه ولكموه ولطموه، وحكموا عليه بالموت, فهم الذين حكموا عليه حتى
تعذّر على الوالي إطلاق سبيله بعد ذلك، مع أنه كان يميل إلى إطلاقه، فوافقهم حسماً
للدسائس والفتن، وطمعاً في محبتهم له,

كيف مات
يهوذا؟هل خنق نفسه أم سقط علي وجهه وانشق من الوسط؟

قال
المعترض: ورد في إنجيل متى 27: 5 أن يهوذا الاسخريوطي مضى وخنق نفسه ولكن ورد في
أعمال 1: 18 وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط، فانسكبت أحشاؤه كلها،

 

وللرد
نقول بنعمة الله: ذكر متى مجرد خبر انتحاره، فقال إنه شنق نفسه، واقتصر على ذلك
لأن غايته هي مجرّد إفادة المطالع خبراً من الأخبار, أما في أعمال الرسل فالمقام
كان مقام تنفير من ذلك العمل الوخيم، فأوضح أنه مات أشنع ميتة وأفظعها, فإذا طالع
الإنسان حال المنتحرين، ونظر ما يؤول إليه الخائن المنتحر، عَدَل عن الانتحار ولم
يَرْض لنفسه انشقاق البطن وخروج أمعائه منها,

ذكر
متى مجرد انتحار يهوذا وشنق نفسه، وذكر أعمال الرسل الأمر بتفصيل، فإنه علق نفسه
وشنقها على طرف هوة في وادي هنوم، فانقطع الحبل به فسقط,

كل هذه
المعجزات ولم يؤمن اليهود والرومان!!

قال
المعترض: ورد في متى 27: 51-53 وإذا حجاب الهيكل قد انشقّ إلى اثنين من فوق إلى
أسفل، والأرض تزلزلت، والصخور تشققت، والقبور تفتحت، وقام كثير من أجساد القديسين
الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته، ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين,
فلو حدثت هذه فعلاً لآمن كثيرٌ من الرومان واليهود،

وللرد
نقول بنعمة الله: لو كان عمل المعجزات والآيات كافياً وحده في هداية الأنفس إلى
الحق، لاهتدى فرعون وقومه إلى الحق وآمنوا بالإله الحي بسبب معجزات النبي موسى,
ومع أن بني إسرائيل رأوا قوة الله القاهرة، إلا أنهم تركوه واتخذوا العجل إلهاً
لهم, ومع أن المسيح كان يفتح أعين العميان ويشفي الأكمه ويقيم الموتى، إلا أن
اليهود رفضوه وصلبوه,

ولا
يخفى أن إقامة الموتى وتفتيح أعين العميان وشفاء المرضى بمجرد كلمة واحدة، وتسكين
العواصف وغيرها من الآيات البينات، هي أعظم من انشقاق حجاب الهيكل وتشقيق الصخور
وقيام الموتى من القبور, فالمعجزات ليست هي الواسطة الوحيدة في هداية الأنفس، بل
الهدى هو هدى الله,

و
في قصه الغني ولعازر طلب الغني من ابينا ابراهيم ان يرسل لعازر الذي كان انتقل من
هذه الحياه الي اخوته لكي يؤمنوا ولكي لا يأتوا الي موضع العذاب، فقال له ابراهيم
” عندهم موسي والأنبياء ليسمعوا منهم أي عندهم الكتاب المقدس، فقال لا يا ابي
ابراهيم، بل اذا مضي اليهم واحد من الأموات يتوبون. فقال له: ان كانوا لا يسمعون
من موسي والأنبياء ولا ان قام واحد من الأموات يصدقون. (لوقا 16: 27 31).

ثلاثة
أيام وثلاث ليالٍ. كيف؟

قال
المعترض: يوجد تناقض بين قول المسيح في متى 12: 4 إنه يمكث في القبر ثلاثة أيام
وثلاث ليالٍ، وبين الحساب المعمول بين موته وقيامته على أساس الاعتقاد أنه صُلب
بعد ظهر يوم الجمعة وأُقيم صباح الأحد, فإذا حسبنا مدة بقاء جسد المسيح في القبر
على هذا الأساس، نحكم بوجوده في القبر ساعات قليلة من ظهر الجمعة، ثم السبت التالي
بليلته، ثم جزءاً من يوم الأحد وهو الكائن بين غروب الشمس يوم السبت وبدء يوم
القيامة, وعلى هذا يكون جسد المسيح قد بقي في القبر جزءاً من يوم الجمعة، وكل يوم
السبت، وجزءاً من يوم الأحد،

وللرد
نقول بنعمة الله: نلفت النظر لثلاث حقائق:

(1)
كان اليهود كسائر الشرقيين يعتبرون بدء اليوم من غروب الشمس,

(2)
وكانت عادتهم أن يطلقوا الكل على الجزء، فيُطلق اليوم على جزئه,

(3)
ومعنى اليوم عندهم هو المساء والصباح، أو الليل والنهار, فمقدار الزمان المعبَّر
عنه هنا بثلاثة أيام وثلاث ليال (الذي كان في الحقيقة يوماً كاملاً، وجزءاً من
يومين آخرين، وليلتين كاملتين) سُمِّي في أستير 4: 16 بثلاثة أيام وثلاث ليالٍ, لا
تأكلوا ولا تشربوا ثلاثة أيام ليلاً ونهاراً

ثم
ورد في 5: 1 وفي اليوم الثالث وقفت أستير في دار بيت الملك الداخلية وحصل الفرج في
هذا اليوم, ومع ذلك فقيل عن هذه المدة ثلاثة أيام,

وورد
في 1صموئيل 30: 2 لأنه لم يأكل خبزاً ولا شرب ماء في ثلاثة أيام وثلاث ليال،
والحقيقة هي أن المدة لم تكن ثلاثة أيام بل أقل من ذلك، فإنه في اليوم الثالث أكل,

وكذلك
ورد في 2أخبار 10: 5 ارجعوا إليّ بعد ثلاثة أيام ثم أورد في آية 12 فجاء الشعب إلى
يربعام في اليوم الثالث فلم تمض ثلاثة أيام كاملة بل مضى جزء منها، وفهم السامعون
قصده,

وورد
في تكوين 42: 17 و18 إطلاق ثلاثة أيام على جزءٍ صغيرٍ منها، لأن يوسف كلّم إخوته
في أواخر اليوم الأول، واعتُبر يوماً كاملاً، ثم مضى يوم واحد وكلمهم في اليوم
الذي بعده، فاعتبروا ذلك ثلاثة أيام,

وإذا
توفي إنسان قبل غروب الشمس بنصف ساعة حُسب له هذا اليوم كاملاً، مع أنه يكون قد
مضى النهار بتمامه ولم يبق منه سوى نصف ساعة فقط, وهناك تفسير أخر سنورده فيما بعد.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى