علم المسيح

الأسانيد الكتابية لعقيدة الصلب



الأسانيد الكتابية لعقيدة الصلب

الأسانيد الكتابية لعقيدة
الصلب

سؤال: من المؤكد ان هناك أسانيد كتابية لعقيده الصلب فهل من
الممكن نلقي الضوء عليها بايجاز؟

جوابنا: هناك اسانيد كتابيه ومنطقيّة تدعونا للإيمان بحقيقة الصلب والتّشبُّث بها.
يتحتَّم علينا أن نعتمد نصوص كتابنا المقدس كمرجع أوّلي ولا سيما أن القرائن
التاريخية والحفريات تدعم وثائق الأسفار.

أولاً: إن عقيدة الكفارة عن الخطايا لم تكن
عقيدة مستحدثة

مقالات ذات صلة

بل
نراها جزءاً لا يتجزأ في جوهر كل الممارسات الدينية حتى في ممارسات الأديان
الوثنية. والحقيقة الثابتة أن هذه الممارسات كانت في أساسها ممارسات سليمة سنَّ
الله قانونها الأول بعد سقوط آدم وحواء في خطيئة العصيان. فبالرغم من عصيان آدم
وعدم اعترافه بخطيئته? أخذ الله حيواناً وسلخ جلده وصنع لهما ثوبين ليستر عورتيهما
(سفر التكوين 3: 21).

الدارس
للفظة “كفارة” أو تكفير يكتشف أن معناها القاموسي هو الستر أو التغطية. وهكذا
يلاحظ أن عملية التكفير هي عملية شرّعها الله منذ عهد آدم.

وظلت
هذه الشعائر قائمة في ممارسة التعبد? فهذا قايين وهابيل يقدمان قرابين لله? فيتقبل
الله قربان هابيل المؤسسٌ على الدم? ويرفض قربان قايين لأنه اعتمد فيه على أعمال
يديه.

وكذلك
كانت قرابين نوح? وإبراهيم? وإسحق ويعقوب قرابين دموية. ثم أصبحت هذه القرابين في
عهد موسى? شريعة مكتوبة.

وكلها
كما أثبت الدارسون كانت رموزاً للذبيحة الكبرى? أي صلب المسيح.

وقد
أخذت الأمم الوثنية هذه الشعائر عن رجال الله المؤمنين وانتحلتها لآلهتها الوثنية?
فشوَّهت معالمها وإن ظلت القرابين في جوهرها رمزاً للتكفير.

 

ثانياً: إن
العهد القديم يكتظ بالنبوءات عن موت المسيح وقيامته.

ويكفي
أن نلقي نظرة على سفر إشعياء? الأصحاح 53: 1-12

ثالثاً: إن
المسيح نفسه قد تحدث عن موته وقيامته

الأناجيل
مليئه بالآيات الواضحه التي نطق هو نفسه بها والتي تشير إلى صلبه وآلامه.

في
هذه الحال إما أن يكون المسيح كاذباً عندما تحدث عن موته أو أن يكون مجنوناً اختلط
عليه الأمر? أو صادقاً لا ينطق بغير الحق.

لم
يوجد أحد قط
? حتى من بين
أعدائه? من اتهم المسيح بالكذب. وبالطبع لا يجرؤ أي انسان أن يتهم المسيح بالكذب
أو الجنون. بقي أن نقول إن المسيح كان صادقاً في كل ما بشر به وأخبر عن نفسه.

ولا
مجال أن ندعي أن ما ورد من أخبار الإنجيل عن موت المسيح هو من انتحال التلاميذ أو
سواهم من آباء الكنيسة الأولى ولا سيما أن أتباع المسيح هؤلاء مشهود لهم بالصدق
والأمانة. وأكثر من ذلك نجد القديس يوحنا الحبيب الذي لازم السيد المسيح منذ صباه
يقول في حديثه عن المسيح:

“اَلَّذِي
كَانَ مِنَ الْبَدْءِ? الَّذِي سَمِعْنَاهُ? الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا?
الَّذِي شَاهَدْنَاهُ? وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا? مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ.
فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ? وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ
بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا”
(يوحنا الاولى 1: 1-2).

وقد
ردد بقية التلاميذ مثل هذه الشهادة ولا سيما القديس بطرس? وهم جميعاً شهود عيان
صادقون.

ولكن
أعظم شهادة يمكن أن نقتبسها في سياق هذه الدراسة هي شهادة السيد المسيح لنفسه. فقد
تناول السيد المسيح نبوّات العهد القديم وطبقها على نفسه? وعمد إلى تفسيرها
تفسيراً لا يترك شائبة ريب في عقول مستمعيه? فنجد عبارات: “ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ…
” وهي مقتبسات مأخوذة كلها من العهد القديم? فجاء ذكرها في العهد الجديد? تطبيقاً
عملياً للنبوءة الواردة في العهد القديم. وعلى سبيل المثال (راجع يوحنا 19: 24).
وها هو المسيح يخاطب تلاميذه قائلاً لهم:

“هذَا
هُوَ الْكَلامُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ? أَنَّهُ لا
بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى
وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ. حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا
الْكُتُبَ. وَقَالَ لَهُمْ: هكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ? وَهكَذَا كَانَ يَنْبَغِي
أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ
الثَّالِثِ” (لوقا 24: 44-46).

اقوال
السيد المسيح عن صلبه

سؤال: هل ممكن
تستعرض معنا بعض اقوال المسيح عن صلبه والامه؟

التعليق: في مناسبات عديدة،صرّح
المسيح لتلاميذه بأنّ عمله الخلاصي يستلزم موته على الصليب. وأبرز تصريح جاء في
خطابه الوداعيّ، الذي ألقاه على مسامعهم في الليلة التي أُسلِم فيها، والذي يعدّ
بحقّ روعة الإنجيل. فيما يلي بعض إعلاناته الخاصّة بموته على الصليب لفداء الجنس
البشريّ:


مِنْ ذ لِكَ الوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلَامِيذِهِ أَنَّهُ
يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيراً مِنَ
الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الكَهَنَةِ وَالكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي اليَوْمِ
الثَّالِثِ يَقُومَ ” (متّى 16: 21).


فِيمَا هُمْ يَتَرَدَّدُونَ فِي الجَلِيلِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: ا بْنُ
الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ فَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي
اليَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ ” (متّى 17: 22 و23).


وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هذِهِ الأَقْوَالَ كُلَّهَا قَالَ لِتَلَامِيذِهِ: تَعْلَمُونَ
أَنَّهُ بَعْدَ يَوْمَيْنِ يَكُونُ الفِصْحُ، وَا بْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ
لِيُصْلَبَ ” (متّى 26: 1 و2).


وَابْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَنَّ ا بْنَ الإِنْسَانِ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ
كَثِيراً، وَيُرْفَضَ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الكَهَنَةِ وَالكَتَبَةِ،
وَيُقْتَلَ، وَبَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ يَقُومُ ” (مرقس 8: 31).


كَانَ يُعَلِّمُ تَلَامِيذَهُ وَيَقُولُ لَهُمْ إِنَّ ا بْنَ الإِنْسَانِ
يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ فَيَقْتُلُونَهُ، وَبَعْدَ أَنْ يُقْتَلَ
يَقُومُ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ ” (مرقس 9: 31).


هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَا بْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى
رُؤَسَاءِ الكَهَنَةِ وَالكَتَبَةِ، فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالمَوْتِ،
وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى الأُمَمِ، فَيَهْزَأُونَ بِهِ وَيَجْلِدُونَهُ وَيَتْفُلُونَ
عَلَيْهِ وَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي اليَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ ” (مرقس 10: 33-34).


يَنْبَغِي أَنَّ ا بْنَ الإِنْسَانِ يَتَأَلَّمُ كَثِيراً، وَيُرْفَضُ مِنَ
الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الكَهَنَةِ وَالكَتَبَةِ، وَيُقْتَلُ، وَفِي اليَوْمِ
الثَّالِثِ يَقُومُ ” (لوقا 9: 22).


وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الحَيَّةَ فِي البَرِّيَّةِ ه كَذَا يَنْبَغِي أَنْ
يُرْفَعَ ا بْنُ الإِنْسَانِ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ
تَكُونُ لَهُ الحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ ” (يوحنّا 3: 14-15).

إن
هذه الأيات تشتمل علي حقيقه خطيره لا بد من الإشارة إليه وهي أن السيد المسيح في
اقتباسه نبوّات العهد القديم? وقوله “إنه ينبغي أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في
ناموس موسى والأنبياء والمزامير” قد أكد أن العهد القديم بكامله (باستثناء الأسفار
التاريخية) قد أنبأ بمجيئه وصلبه والأمه وقيامته.

شهادة
الرسل
لصلب السيد المسيح

سؤال: هل شهد الرسل لصلب السيد المسيح؟

التعليق: كلّ مَن يقرأ سفر أعمال الرسل ورسائلهم، يلاحظ أنّ التعاليم التي نشروها
وبشّروا بها في كلّ العالَم قامت على المناداة بالمسيح مصلوباً من أجل خطايا
العالَم. فيما يلي مقتطفات من أقوال الرسل التي بعد أن نادوا بها، كتبوها مسوقين
بالروح القدس، لأجل تعليمنا.

قال
القديس بطرس الرسول لليهود: ” يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ,, هذَا أَخَذْتُمُوهُ
مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ اللّهِ المَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْدِي
أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ ” (أعمال 2: 22-23).

وقال
القديس بولس ” لكِنَّنَا نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةٍ بَيْنَ الكَامِلِينَ، وَل
كِنْ بِحِكْمَةٍ لَيْسَتْ مِنْ هذَا الدَّهْرِ، وَلَا مِنْ عُظَمَاءِ هذَا
الدَّهْرِ، الذِينَ يُبْطَلُونَ. بَلْ نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ اللّهِ فِي سِرٍّ: الحِكْمَةِ
المَكْتُومَةِ، التِي سَبَقَ اللّهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ الدُّهُورِ لِمَجْدِنَا،
التِي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِنْ عُظَمَاءِ هذَا الدَّهْرِ لِأَنْ لَوْ
عَرَفُوا لمَا صَلَبُوا رَبَّ المَجْدِ ” (كورنثوس الأولى 2: 6-8).

وقال
القديس يوحنّا الرسول ” وَلكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي
النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ المَسِيحِ
ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ ” (يوحنّا الأولى 1: 7).

و
للمزيد نقرأ اقرأ أيضاً أعمال 2: 36، رومية 6: 5-6، كورنثوس الأولى 1: 17-18، 1: 22-24،
2: 1-2، كورنثوس الثانية 13: 3-4، غلاطية 3: 13، فيلبّي 2: 5-8، عبرانيّين 12: 2.

العجائب
التي رافقت موت المسيح

 يخبرنا القديس متّى
البشير أنّه حين سلم يسوع المسيح الروح

أظلمت
الشمس وانشقّ حجاب الهيكل إلى اثنين، من فوق إلى أسفل.

والأرض
تزلزلت، والقبور تفتّحت (متّى 27: 50-54).

لقد
حدثت ظاهرة في الطبيعة، أثارت عناصرها. ونجم عن فعلها تأثير في النفس البشريّة،
حتّى أنّ قائد المئة الرومانيّ الوثنيّ المكلّف بتنفيذ حكم الإعدام في المسيح ومَن
معه، اندهشوا وآمنوا بالمصلوب. وقالوا: حقّاً كان هذا ابن الله لأنّ هذه الظاهرة
الفريدة لم تحدث من قبل ولا من بعد عند موت إنسان.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى