علم الكتاب المقدس

الكلمة المكتوبة والكلمة الحية



الكلمة المكتوبة والكلمة الحية

الكلمة
المكتوبة والكلمة الحية

لأن
كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذى حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح
والمفاصل والمخاخ (عبرانيين 4: 12) 

ختمنا
حديثنا في الفصل السابق بالمشابهة بين كتاب الله ومسيح الله. لعل أوضح تلك
المشابهات هو أن كليهما يسمى كلمة الله*. فالكتاب المقدس هو الكلمة المكتوبة،
والمسيح هو الكلمة المتجسد. وسنخصص هذا الفصل للحديث عن هذا الموضوع المنعش

هناك
مشابهة قوية بين إيماننا بالوحي، وإيماننا بالتجسد. الطبيعتان (الطبيعة الإلهية
والإنسانية) ظاهرتان في الواحد، والصوتان (صوت الله وصوت الإنسان) يُسمعان في
الآخر.

سَلْ
أي مؤمن حقيقي؛ من هو المسيح؟ والإجابة على ذلك واضحة من قول الرسول بولس «
وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد » (1تي3: 16). لما سألت المطوبة
مريم سؤال الدهشة: كيف أحبل وألد ابناً وأنا عذراء؟ أجابها الملاك « الروح القدس
يحل عليك، وقوة العلي تظللك، فلذلك القدوس المولود منك يدعى ابن الله » (لو1: 35).
وكما أتى الروح القدس إلى بطن المطوبة العذراء مريم، وأنتج فيها هذا الشئ القدوس
المولود منها، هكذا أيضاً أتى الروح القدس إلى عقل بل وكيان موسى وداود وإشعياء
وباقي كتبة الوحي؛ لقد ظللتهم قوة العلي، ولذلك فإن الشيء المقدس الذي أنتجوه من
عقولهم وكتبوه بأقلامهم ودونوه بلغتهم؛ يدعى كلمة الله.

بالنسبة
للمسيح كان هناك إناء بشري هو العذراء مريم؛ تكوّن ناسوت المسيح في بطنها، لكن
الروح القدس حل عليها وقوة العلي ظللتها، فنتج المسيح الخالي من الخطية. وبالنسبة
للكتاب المقدس هناك أواني بشرية، لكن الروح القدس هيمن تماماً عليهم (2بط1: 21)،
فنتج الكتاب المقدس الخالي من الخطأ.

بناء
على ما سبق يمكن القول: كما أن شخص المسيح له طبيعتان؛ الطبيعة الناسوتية،
والطبيعة اللاهوتية؛ عنصر بشرى استمده من المطوبة مريم، وعنصر إلهي بالروح القدس،
هكذا أيضاً الكتاب المقدس يتكون من عنصر بشري مستمد من كتبة الوحي؛ علمهم
واختباراتهم ولغتهم.. إلخ وعنصر إلهي من الروح القدس، ونتيجة لذلك فإنه كما كان
المسيح كلمة الله المتجسد خالياً من الخطية، هكذا كلمة الله الموحى بها خالية من الخطأ.
إن بشرية الرب يسوع المسيح هي مثل بشريتنا تماماً في كل شئ ماخلا الخطية، وبشرية
الكتاب هى مثل كل الكتب ما خلا الخطأ.

 

العنصران: الإلهي والبشرى

لا
مجال للقول إذاً أنه إن كان المسيح هو الله فكيف يكون إنساناً، أو إن كان هو
إنساناً فكيف يكون الله. وبالمثل لا مجال للقول إذا كان الكتاب المقدس هو كلمة
الله فكيف يكون قد كتبه إنسان، ولا إن كان قد كتبه البشر فكيف يكون كلام الله.
وإنجيل لوقا الأصحاح الأول يحدثنا عن العنصرين في المسيح (ع35،42)، كما حدثنا أيضا
في فاتحته عن العنصرين في الوحي. ونحن كما نؤمن بالحقيقة الأولى، نؤمن أيضاً
بالحقيقة الثانية. وسوف نعود في الفصل التالي إلى هذه النقطة الهامة

التشابه بين الكلمة المكتوبة والكلمة المتجسد

1-
السرمدية: فالمسيح أزلي (يو1: 1)، والكلمة المكتوبة تعلن لنا أشياء سبق الله
فعينها قبل الدهور لمجدنا (1كو2: 7-10). والمسيح أبدي (رو9: 5) وكذلك أيضاً الكلمة
المكتوبة (مز119: 89، 1بط1: 25).

2-
التكوين: لقد تكون المسيح بالروح القدس « هيأت لى جسداً » (عب10: 5، انظر أيضاً
لو1: 35)، ونفس الأمر يقال عن الكلمة المكتوبة، فلقد « تكلم أناس الله القديسون
مسوقين من الروح القدس » (2بط1: 21).

3-
البشرية: فالله الساكن فى نور لا يدنى منه، أصبح قريباً من الإنسان فى شخص المسيح،
ووصل إلى أبسط البشر إذ أخذ صورة عبد صائراً فى شبه الناس ووضع نفسه، وهكذا أيضاً
أفكار الله التي لا تُفحَص كُتبت في لغة بشرية يستطيع أبسط البشر أن يقرأها
ويفهمها (يو5: 39).

4-
النمو: بدأ المسيح جسداً صغيراً ثم أخذ ينمو شيئاً فشيئاً (لو2: 40)، وهكذا أيضاً
الكتاب؛ بدأ صغيراً ثم أخذ ينمو.

5-
الاتساع: قبل الصليب كان المسيح محدوداً بالجسد، داخل حدود اليهودية، لكن بعد
الموت والقيامة ملأ الكل، وأومن به فى العالم (أف4: 10، 1تى 3: 16). وكذلك أيضاً
الكتاب، فكان أولاً كتاباً يهودياً، وبعد حلول الروح القدس انتشر فى كل العالم،
وتُرجم إلى كل اللغات.

6-
العصمة: فالمسيح عندما تجسد أشبهنا فى كل شئ ما عدا الخطية، والكتاب المقدس هو
كتاب مثل باقى الكتب ما خلا الخطأ.

7-
العنصران: يحتوى شخص المسيح على العنصر الإلهي والعنصر البشرى، فهو إله كامل وهو
إنسان كامل، إنه إنسان لكنه كلى العلم وكلى القدرة، وهكذا الكتاب أيضاً كامل يرد
النفس (مز19: 8) وكلمة الله حية وفعالة (عب4: 12).

8-
السلطان: المسيح كان يتكلم بسلطان وليس كالكتبة (مر1: 22، مت7: 29) ولم يتكلم قط
إنسان هكذا مثله (يو7: 46) وهكذا الكتاب المقدس له سلطانه على القلوب والضمائر
(2مل22: 11).

9-
التحدي: لا تقدر أن تقف من المسيح موقف الحياد؛ كثيرون يرفضون المسيح، لأن أعمالهم
شريرة (يو3: 19) كما أن الكثيرين يقدرونه فوق كل شخص آخر ويؤمنون به بكل قلوبهم.
وهكذا الكتاب المقدس، يرفضه الكثيرون لأن أعمالهم شريرة، ويقدره الآخرون فوق أى
كتاب آخر، ويعظمونه كعظمة اسم الله ذاته (مز138: 2)

10-
النصرة: اضطُهد المسيح حتى الموت لكنه غلب الموت وقام من القبر. والكتاب المقدس
حاولوا إبادته بكل الوسائل؛ ظنوا أنهم مشوا في جنازته، لكنه لازال كتاباً حياً
ويهب الحياة.

11-
الإعلان: المسيح يعلن نفسه لمن يؤمن به (يو9: 35-38) والكتاب المقدس لن يفهمه سوى
من يؤمن به (1كو1: 18، 2: 14، 2كو3: 14-16، 4: 3،4).

12-
التأثير: المسيح يخرج من فمه سيف ماض ذو حدين (رؤ1: 16، 2: 12، 16، 19: 15)، وكذلك
يُشبّه أيضا الكتاب المقدس بالسيف (عب4: 12، أف6: 17).

13-
التطهير والاغتسال: كلاهما يطهر الحياة (تى2: 14، يو13: 8، 1بط1: 22، أف5: 26)

14-
كلاهما يقدس: المسيح هو الذي قدّسنا (عب2: 11، 13: 12)، وكذلك الكلمة المكتوبة
(يو17: 17).

15-
كلاهما الحق: فلقد قال المسيح عن نفسه « أنا هو الطريق والحق والحياة » (يو14: 6)
وهكذا كلمة الله هي الحق (يو17: 17، مز119: 142).

16-
كلاهما الحياة: فلقد قال المسيح « أنا هو.. الحياة » (يو11: 25، 14: 6)، وهكذا
أيضا الكلمة المكتوبة (1بط1: 23، يو6: 63، 68).

17-
الخبز للجائع: المسيح قال عن نفسه « أنا هو خبز الحياة » (يو6: 35،48)، والكتاب
المقدس هو أيضا خبز (مت4: 4).

18-
النور للأعمى: قال المسيح « أنا هو نور العالم » (يو8: 12)، والكلمة المكتوبة هي
أيضا نور (مز119: 105).

19-
كلاهما يخلص ويدين: فالمسيح يخلص الخاطئ التائب وهو الديان للرافضين (أع4: 12، 10:
42)، والكتاب أيضا يخلص (2تى3: 15، 1كو15: 2) ويدين (يو12: 48).

20-
كلاهما يشهد للآخر: فالمسيح شهد باستمرار للكلمة المكتوبة؛ لوحيها وسلطانها،
والكلمة تشهد باستمرار للمسيح، فهو موضوعها (1بط1: 10-12، لو24: 27، 44).

إن
الذين يعتبرون المسيح هو المخلص الوحيد هم أنفسهم الذين يعتبرون الكتاب المقدس هو
المرجع النهائى والفريد، وكذلك الذين لم يكتفوا بالمسيح فى أمر خلاصهم، فإنهم أيضا
لم يكتفوا بالكتاب كمرجعهم النهائى. أما نحن فإننا بسرور نقبل الأول كأساس الخلاص
الكامل، والثاني كمصدر التعليم النهائي. فالمسيح بالنسبة لنا هو المخلص وليس سواه
(أع4: 12)، وكتابه مرجعنا للتعليم وليس غيره.

ليس
معنى ذلك أننا نجعل الكتاب المقدس هدفاً لسجودنا، أو موضوع عبادتنا، كلا فليس إلى
جوار المسيح مخلص أو رب. إن الكتاب المقدس هو فقط الوسيلة الإلهية التي سُرَّ الله
أن يستخدمها لكيما يعلن لنا عن شخصه ويقودنا بهذا الأسلوب إليه. ومع أننا نحترم
كلمة الله وننحني باحترام أمام كلامه، لكننا لا نعبد سوى الله الآب والابن والروح
القدس.

سلطان الكتاب المقدس، وقوة تأثيره

أشرنا
فيما سبق إلى المشابهة بين الكلمة الحي المتجسد؛ ربنا يسوع المسيح في تأثيره
العجيب، وبين تأثير الكلمة المكتوبة بالوحي. والواقع إن الكتاب المقدس كأنه يشير
إلى الأعمال العظيمة التي عملها فى الإنسانية مما نسمعه وننظره ويقول نفس ما قاله
المسيح مرة لرسل يوحنا المعمدان « اذهبا وأخبرا.. بما تسمعان وتنظران؛ العمى
يبصرون، والعرج يمشون، والبرص يطهرون، والصم يسمعون، والموتى يقومون، والمساكين
يبشرون. وطوبى لمن لا يعثر فيَّ » (مت 11: 4-6).

بل
ويستطيع المؤمن أن يشير إلى كتاب الكتب هذا قائلاً ما قالته السامرية عن المسيح:
هلموا انظروا (كتاباً) قال لى كل ما (نويت)، أليس هذا كتاب الله؟!

يقول
الرسول « لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق
النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته » (عب4: 12).

حقيقة
لا تقبل الجدل أنه لا يوجد فى كل العالم كتاب مثل الكتاب المقدس له من الأعداء ومن
المحبين العدد الذي لا يُحصى من الملايين!! لماذا يعادونه ويكرهونه؟! لأنه الحق –
لو لم يكن قد وصل إلى ضمائرهم وبكتّهم ما كانت لهم حاجة إلى إجهاد أنفسهم في
مقاومته، فكما قال رجل الله داربى “الناس لا يسلحون أنفسهم ضد القش بل ضد
السيف الماضي الذي يرتعبون من مضاء حديه”.

وإلى
أي حد يحبونه؟ إلى الحد الذي جعل الآلاف من المؤمنين تضحي بكل شيء حتى الحياة من
أجله. إن من يقرأ التاريخ يقف بإعجاب خشوعي أمام العديد من الرجال والنساء على مر
الأجيال والقرون، الذين جُلِدوا أو نُشِروا أو أُحرِقوا أو ماتوا بالجوع أو الصلب
لسبب إيمانهم بأن الكتاب المقدس هو كتاب الله.

منذ
أعوام، عندما كانت الشيوعية لا زالت تسيطر على دول الاتحاد السوفيتي، أُلقى القبض
على شابة مسيحية فى روسيا اسمها عايدة بتهمة مجاهرتها وكرازتها بالمسيح، وقضت في
أحد معسكرات الاعتقال 4 سنوات. وعندما سُئلت بعد ذلك عن أصعب ما كان في السجن،
فإنها لم تتحدث عن الطعام،ولا البرد، ولا الوحدة. لكنها قالت “هو أن تعيش
بدون الكتاب المقدس5”

لماذا
أحب كل هؤلاء الكتاب المقدس إلى هذا الحد؟ السبب لأنه كتاب غير عادى. إنه كتاب
الله، رسالة السماء. وكما تعلو السموات عن الأرض هكذا يعلو هو عن سائر الكتب!

مرة
وقف أحد المبشرين يعظ، فقاطعه فيلسوف كان حاضراً الاجتماع بالقول إنك تعظ من
الكتاب المقدس معتبراً إياه كلمة الله. فمن قال لك إنه كذلك؟ رد المبشر عليه بهدوء
طالباً منه إن كان بوسعه أن يحضر إلى الاجتماع في اليوم التالي ومعه شخص واحد كان
معروفاً فى المدينة بفساده وشره، ولما قرأ فلسفاته أو أية فلسفة أخرى تغيرت حياته
إلى حياة جديدة فاضلة؛ وفى المقابل لذلك فإنه (أى المبشر) مستعد أن يحضر معه عشرات
ممن كانوا أشراراً وسكيرين وتعساء جداً لكن الكتاب المقدس بدّل حياتهم إلى حياة
التقوى والسعادة.

أليست
هذه حقيقة واقعة؟ أليس لكلمة الله تأثير عجيب في النفوس؟! ومرة ثانية نتساءل لماذا
يكره الناس الكتاب المقدس؟

حدث
مرة أن سافر رجل من أمريكا مع ابن أخيه فى رحلة تجارية، وكان معهما مبلغ كبير من
المال. وكان عليهما أن يجتازا منطقة نائية غير مأهولة بالسكان فى وسط غابات
أمريكا. وإذ أرخى الليل سدوله على المسافرين أخذا يبحثان عن أقرب مأوى يأويان
إليه. فرأيا من بعيد كوخاً، اتجها إليه وقرعا بابه. ولما فتح لهما رجل قروي عجوز،
هو صاحب الكوخ، سألا إن كانا بوسعهما أن يبيتا ليلتهما عنده. فرحب بهما، وقادهما
إلى غرفة بسيطة كان عليهما أن يفترشا أرضها ليبيتا هناك. قرر الرجل أن يتناوب هو
وابن أخيه السهر لحراسة الثروة التي معهما. لكن – وفى أثناء نوبة نوم الرجل – لاحظ
أن ابن أخيه يستعد أيضاً للنوم. فذكره بما اتفقا عليه من ضرورة سهر أحدهما لحراسة
المال. فقال له الشاب: لا حاجة لنا إلى ذلك، فإننا هنا في أمان نحن وأموالنا، فلقد
رأيت صاحب البيت يقرأ في الكتاب المقدس مع أفراد أسرته، ثم يصلي طالباً البركة
والراحة لهم ولضيوفهم!!!

وكم
من شعوب بدائية وهمجية حولتها كلمة الله إلى شعوب راقية! يُذكَر أن رجلاً كان
قبلاً من آكلي لحوم البشر، كان جالساً يقرأ في كتابه المقدس بخشوع، فمر عليه أحد
الأوربيين الملحدين، وسأله عن الكتاب الذي يقرأه. فأجاب الرجل البربري: أنا أقرأ
كتاب الله. فردّ عليه المتمدن قائلاً: هذه سخافات تغلبنا عليها قبلكم، ولابد أنكم
يوماً تعرفون الحق مثلنا. فأجابه الرجل البربري: لولا هذه السخافات في نظرك لكنت
اليوم طعامي في غذائي، لكن ما تسميه أنت سخافات كان له الفضل في تغيير حياتي! نعم
كم غيرت كلمة الله من حياة الكثيرين. واليوم حدث العكس بالأسف، فما التشويش الحاصل
فى العالم إلا نتيجة انصراف تلك الشعوب وتحولها بعيداً عن الكتاب المقدس.

ونحن
نقول ما قاله المسيح مرة « من ثمارهم تعرفونهم؛ هل يجتنون من الشوك عنباً أو من
الحسك تيناً؟ » (مت7: 16). ألم يتغير الشاب الماجن أغسطينوس إلى أشهر قديسي
المسيحية بفضل هذا الكتاب؟ إن آية واحدة هي تلك الواردة في رومية 13: 11 كانت
كافية لإحداث تغيير كامل في حياة أغسطينوس! ونحن نعرف أن المياه لا تعلو فوق
مصدرها. لو لم يكن هذا الكتاب سماوياً لما أمكنه أن يغير حياة الملايين إلى حياة
القداسة والتقوى!

قال
خادم الرب توري أنه عندما يتقابل مع أفاضل الناس الذين لهم علاقة حية مع الله ومع
الكتاب المقدس فإنه يقول لهم عادة أشكر الله لأجل إيمانكم بالكتاب المقدس لأن هذا
يقوى إيماني أيضاً. كما أنه عندما يتقابل مع الذين لا يؤمنون بالكتاب المقدس
ويلاحظ فساد سلوكهم وشر أفعالهم فإنه يقول فى نفسه: إنى أشكر الله أيضاً، فهؤلاء
الناس هم أيضاً يزيدون إيماني فى الكتاب المقدس!

وكلمة
الله ليس فقط تغير الحياة بل تملؤها بالسعادة. تحدث “سبرجن” عن سيدة
عجوز كانت تجلس لتبيع الفاكهة، وكانت تصرف وقت فراغها فى قراءة الكتاب المقدس،
عندما سألها أحد الزبائن “ماذا تقرأين؟” فقالت “أقرأ كلمة
الله” -أجابها: “كلمة الله! ومن أدراك إذا كانت هذه كلمة الله؟”
ارتبكت المرأة فى البداية، لكنها سألته “أفي إمكانك أن تبرهن لي أن الشمس
ساطعة؟” فقال “ما أيسر ما تطلبين. فإن برهاني على ذلك هو ما تشعرني به
من دفئها وما أراه من نورها” فأجابت المرأة وقد شاع الفرح في قسمات وجهها
“والكتاب المقدس هو كلمة الله لأنه يبعث فيَّ الدفء والنور”!!

قال
عنه رجل الله داربي6 “فرحى، وتعزيتي، وطعامي، وقوتي لنحو ثلاثين سنة كان هو
الكتاب المقدس الذي قبلته بلا أدنى ريب ككلمة الله”.

مرة
أرسل واحد من الملحدين إلى مؤمن شاب مجموعة من الكتب التي تنكر وجود الله، ونصحه
أن يقرأ في هذه الكتب الأدبية، لا في ذلك الكتاب البالي المسمى بالكتاب المقدس.
فرد عليه المسيحي قائلاً: عزيزي، إذا عرفت أي كلام أفضل من موعظة الجبل، أو من مثل
الابن الضال، أو إذا كان لديك أية موضوعات تعزي النفس وتطمئنها أفضل من مزمور 23،
أو وقع تحت سمعك أو بصرك أية كتابات تلقي الضوء على المستقبل، وتكشف لنا قلباً
أكثر لطف وصلاح من قلب الآب أفضل مما يفعله العهد الجديد، فإني أرجوك أن ترسلها
إليَّ7!

وبعد،
فإننا بصدد الحديث عن هذا الكتاب العظيم، نذكر تلك الحادثة للشاعر والقصصي
الإنجليزي الشهير “والتر سكوت” الذي عاش من عام 1771 إلى 1832 وكانت
مكتبته العامرة تحتوى على نحو 20 ألف كتاب. قال وهو على فراش الموت لصديقه لوكهارت
أن يقرأ له في الكتاب. ولما نظر ذاك إلى المكتبة الضخمة وما فيها من كتب عديدة
سأله “أي كتاب تقصد؟” أجابه السير والتر “لا يوجد إلا كتاب واحد
يجب أن ندعوه الكتاب، وهو الكتاب المقدس8”.

صدقت
يا والتر. إن الكتاب المقدس هو كتاب الكتب لأنه هو كلمة الله. ومع بطرس يقول كل
مؤمن للرب يسوع:

« يا رب إلى من نذهب؟ كلام الحياة الأبدية عندك!!» (يو
6: 68)

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى