علم الكتاب المقدس

الخاتمة



الخاتمة

الخاتمة

إن
هذا العرض السريع الذي عرضنا فيه الكتاب المقدس في مختلف مراحله وتياراته, لا يدعي
أنه عرض شامل كامل. ثم إن الطرق التي يمكن بها تقسيم مراحل الكتاب وتبويبها لا شك
تتنوع, فكل من يطالع الكتاب حقاً يستطيع أن يتبين فيه ويرتب تفصيل مراحله
وموضوعاته (بين كبيرة وصغيرة) بطريقته هو, التي قد تختلف في تفاصيلها (لا في
جوهرها) عن طريقة غيره.

ولكن
الأمر المهم والغاية التي رمينا إليها في هذه الصفحات هما بيان روحانية الكتاب
الحية والعميقة في وحدته المترابطة (العضوية) إذا جاز القول, والمراد من الله.
فإذا كنا قد نجحنا في ذلك إلى حد ما, أو على الأقل إذا كنا قد نجحنا في إيجاد
الرغبة عند القارئ في الدخول بنفسه إلى عالم الكتاب والتوغل فيه, وسبر غوره الذي
لا قرار له, بغية التعرف على كنوزه والتغذي منها حسب حاجة روحه, نكون قد تقاضينا
بدل أتعابنا أضعافاً, ونحن على كل حال شاكرين لله.

إن
الكتاب المقدس, إلى جانب الروحانية الليتورجية وروحانية الآباء اللتين يحييهما
الروح الواحد الذي يحيي روحانية الكتاب, كما رأينا في توطئة هذه الصفحات, إنما هو
ينبوع من ينابيع الروح لا يستغنى عنه في الحياة الروحية ولا يقوم مقامه شيء على
الأرض. هو كتاب الله يعطينا فيه كلمته وحياته وملكوته.

فالرب
نسأل أن لا نهمل عطية عظيمة كهذه, حتى يكون له السبح والملك والمجد إلى أبد
الآبدين آمين.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى