علم الكتاب المقدس

القتال فى العهد القديم



القتال فى العهد القديم

القتال
فى العهد القديم

الحروب فى الشعوب القديمة

قبل ان نتكلم عن الحروب والقتال فى العهد القديم، دعونا نلقى نظرة
على حروب ما قبل الميلاد، ونظرا لأن معظم شعوب ما قبل الميلاد فنت خاصة فى القرن
الخامس عشر قبل الميلاد والذى يوافق خروج شعب اسرائيل من مصر وابتاداء الحروب،
فسنقوم بوضع مثالين على الحروب فى القرون الخمسة الاخيرة قبل الميلاد، لنرى طبيعة
الحرب فى هذا الزمن، وهل ما قام به اسرائيل كان تجنى او كان خروجا عن اّداب الحرب
التى ظهرت فى القرن العشرين ومُطالب من اسرائيل الذى عاش قبل الميلاد بخمسة عشر
قرنا الألتزام بها!

 

حروب صقلية

1-)
حرب صقلية الأولى

كان
هدف معظم المدن اليونانية في جنوب وشرق صقلية هدف قرطاج نفسه – حكم التجارة في
البحر الأبيض المتوسط. فكان الطرفان يطمعان في السيطرة على جزيرة صقلية بالكامل
التي تمثل المفتاح إلى غرب البحر المتوسط ولهذا أصبحوا أعداء دائمين. وكلاهما بدآ
استعمار جزيرة صقلية من زمان.في عام 480 ق.م قام جيلون طاغية مدينة سيراكوزا
اليونانية الذي كان يحاول أن يوحد المدن اليونانية في صقلية بتحريض ثيرون طاغية
مدينة أكراغاس ضد مدينة هيميرا اليونانية حيث طردوا حاكمها الموالي لقرطاجة المدعو
تريليوس.أستنجد تريليوس بقرطاجة التي قررت أن تحارب إغريق صقلية في عام 480 ق.م.
أرسلت قرطاج جيشا كبيرا مكون من 30.000 ألف جندي تحت قيادة حملقارت حيث تم إنزالهم
على الشاطىء قرب مدينة هيميرا. لكن الإغريق اليونانيون من الخيالة فاجأوا الجيش
القرطاجي من المشاة حيث أن القرطاجيون لم ينشأوا الخنادق والتحصينات العسكرية.
فحاول حملقارت أن يفر بجيشه ناحية سفن الأسطول ولكن اليونانيون تبعوه وقتلوا الكثير من جيشه وقام أسطول سيراكوزا بالقضاء على ما تبقى
من القرطاجيين وسفنهم.
انتحر حملقارت وتغيرت حكومة قرطاج من أرستقراطية
إلى جمهورية ولم تعلن قرطاج الحرب في صقلية لمدة السبعين عاما اللاحقة.

 

2-)
حرب صقلية الثانية

في
عام 409 ق. م هددت مدينة سيلينوس اليونانية مدينة سيجستا الإيليمية التي أستنجدت
بقرطاجة فذهب حنبعل ماجو حفيد حملقارت ليحارب ضد مدن صقلية اليونانية وفتح مدن سيلينوس وهيميرا وذبح 3,000 آلاف من الإغريق كقربان
على جده المنتحر حملقارت
.و في عام 406ق.م خرجت حملة قرطاجية جديدة على
صقلية بقيادة القائدين حنبعل ماجو وهيميلكو بن حانون ولكن حنبعل ماجو مات فقام
هيميلكو بتدمير العديد من المدن اليونانية المهمة مثل أكراغاس، جيلا وكامارينا على
السواحل الجنوبية عندها أصبحت صقلية اليونانية كلها مهددة بالخطر.كان رد فعل
اليونانيون يتزعمه ديونيسيوس الأول طاغية سيراكوزا الذي أنهى حالة السلم مع قرطاجة
في عام 406 ق. م، فتحرك ضد القرطاجيين فأحرز إنتصارات عديدة ولكنه خسر لاحقا
أمامهم فعقد الصلح مع قرطاجة في عام 405 ق.م الذي
يقتضي بالتنازل عن كل أملاكه
ويعود إلى سيراكوزا ويكف عن التدخل في
شؤون المدن الأخرى.ولكن بعد سبع سنوات عاد ديونيسيوس مرة ثانية ليتحدى قرطاجة ففي
عام 398 ق.م قام ديونيسيوس الأول بمهاجمة مدينتي موتيا وسيجستا حليفتي قرطاجة. وفي
العام التالي أشتبك مع الأسطول القرطاجي في سلسلة من المعارك التي أنهاها حيملكو
بعد عامين من المعارك المستمرة بهزيمة ديونيسيوس الأول في معركة كاتانا البحرية
وحصاره لمدينة سيراكوزا.ولكن الطاعون تفشى بين القرطاجيين فأنسحب حيملكو قبل سقوط
سيراكوزا. ولكنه عاود الهجوم بعد ثلاثة سنوات فتخلى ديونيسيوس عن خططه مع الأغريق
اليونانيين وأعترف بتواجد قرطاجة في صقلية في معاهدة كالتي عقدها عام 405 ق.م.و
مرة ثالثة أيضا يعاود ديونيسيوس الأول الحرب وينقض المعاهدة مع قرطاجة بتشجيع من
الإغريق عام 382 ق.م حيث شن سلسلة من المعارك ضد القرطاجيين أنتهت بموته عام 367 ق.م.
فمدت قرطاجة نفوذها إلى حميع الأراضي في غرب الجزيرة حتى نهر هاليكوس

 

3-) حرب صقلية الثالثة

في
عام 315 ق.م. أخذ اغاثوقليس اليوناني (طاغية سيراكوزا) مدينة مسينا الإغريقية
وكانت قرطاجة قد جعلته حاكما لسيراكوزا ثم رفض اتفاق

السلام
بينه وبين قرطاجة وهجم على الجزء القرطاجي لصقلية، وأيضا مدينة اكراغاس. فأرسلت
قرطاج حملقار حفيد حنى الطيار ليحاربهم، وكان نجاح عظيم، ففي عام 310 ق.م. كان
يحكم تقريبا كل الجزيرة وكان جيشه حول سيراكوزا نفسها.لكن اغاثوقليس ذهب سرا عام
310 ق.م مع جيش يتكون من 14.000 جندي على متن 60 سفينة ليهاجم قرطاج نفسها، وعندما
رسا على البر الافريقي أحرق سفنه وأتجه بعزم نحو قرطاجة، فكانت تلك صدمة قوية
للقرطاجيين حيث سقطت حصونهم بسهولة لأنهم كانوا غير مستعدين للقتال. فلم تصادف
اليونانيين سوى الحقول الخصبة وبساتين الكروم وخربوا في طريقهم مدن ميغالوبوليس
وتونس وبدأوا التعسكر حول قرطاجة نفسها. أرسلت قرطاجة جيشا لمقابلة أغاثوقليس
ولكنه أوقع به هزيمة ساحقة مما جعل الموقف شاذا حيث كل من الطرفين يحاصر مدينة
الآخر. وبينما كان حملقارت يحاصر سيراكوزا إستطاع أغاثوقليس أن يمد منطقة سيطرته
شرق قرطاجة. وتحالف مع أوفلاس حاكم قورينائية (برقة) الذي يتبع البطالمة في مصر
فأمده هذا الأخير ب 10,000 جندي من الأثينيين وتوجه إلى أغاثوقليس الذي قتله
وأستولى على جيشه. في ذلك الوقت تعرضت قرطاجة لأزمة سياسية داخلية حيث أوشك
بوملقارت على أن يصل إلى السلطة المطلقة لكنه قتل فأستغل أغاثوقليس الفرصة واستولى
على مدن أوتيكا وهيبوأكرا (بنزرت)، فبدأ في إنشاء أسطول وأبحر بجيش صغير إلى صقلية
ليفك الحصار القرطاجي عنها.

إلا
ان القرطاجيين استغلوا فرصة غيابه وهاجموا قواته اليونانية في أفريقيا وهزموها
وتمكنوا من إعادة حلفائهم السابقين إلى جانبهم. فعاد أغاثوقليس مسرعا إلى أفريقيا
بعد فوات الأوان ففشل ففر إلى صقلية وتوصلت قواته إلى الإتفاق مع قرطاجة وعقد
معاهدة مع القرطاجيين عام 305 ق.م. أدت إلى نهاية
الحرب بينهما حيث أحتفظت قرطاجة بأملاكها في الشمال الأفريقي وتأخذ جزء من صقلية
حتى نهر هاليقوس (ثلث الجزيرة تقريبا) بينما يأخذ أغاثوقليس تعويضا رمزيا.

 

حروب بونيقية

1-)
حرب بونيقية الاولى

لما
مات الطاغية اليوناني اغاثوقليس عام 288 ق م، كان الأجراء الإيطاليون في جيشه قد
فقدوا خدمتهم، فغضبوا وحكموا مدينة مسينا اليونانية في صقلية وسموا أنفسهم
“ماميرتين” يعني “تابعي اله الحرب” وأخذوا يحاربون على كل مدن
صقلية. فبعدما أصبح هييرون الثاني طاغية

سيراقوسة
في عام 265 ق م هجم عليهم، فأرسل الماميرتين سفير إلى روما ليطلب عونهم، وسفير ثان
إلى قرطاجة. وأجابت قرطاجة وبعثت

جيش
إلى مدينة مسينا اليونانية ومجلس أعيان روما لم تزل تتناق. لكن بعد قليل اتفق
القرطاجيون مع سيراقوسة، فطلب الماميرتين عون روما

ليخرجوا
جيش قرطاجة. قبل الرومان الطلب المامرتيني لأن روما لم تقبل أن تكون دولة قوية مثل
قرطاجة في مسينا لأنها قريبة جدا إلى جنوب

إيطاليا
(اليونان الكبرى التي أصبحت تحت السيطرة الرومانية)، فقرروا أن يبعثوا بجيش لتأييد
الماميرتين، وبدأت الحرب البونيقية الأولى.الجيش الروماني الأول لم يربح، لكن في
عام 263 ق م، بعثت روما جيشا ثان يقدر ب 40،000 ألف مقاتل، لترهيب وتخويف هييرون
الثاني

طاغية
سيراقوسة، الذي سرعان ما نقض تحالفه مع قرطاجة وتحالف مع الرومان وعقد معهم معاهدة
عدم إعتداء لمدة 15 سنة.أخذ الرومان يعدون لمهاجمة قرطاجة نفسها إنطلاقا من جزيرة
صقلية حيث ثبتوا أقدامهم. فتمكنوا من إعداد أسطول كبير تألف من 250 سفينة حربية،
فضلا عن 80 سفينة نقل. ولما علمت قرطاجة أخذت هي الأخرى بالإستعداد وإن كان
أسطولها الباقي أقل من الروماني بقليل.في سنة 256 ق.م بعد أبحر الرومان نحو قرطاجة
فالتقوا بالأسطول القرطاجي عند رأس أقنوموس جنوب صقلية حيث أشتبكا وانتهت المعركة
بهزيمة القرطاجيين، تابع بعدها الاسطول الروماني ابحاره بقيادة القنصل مرقس
اتيليوس رجولوس ونزل على الشاطىء الأفريقي حيث أنزل عدة هزائم متتابعة بالقرطاجيين
مكنته من التوغل بعيدا عن الشاطىء لقضاء فصل الشتاء في مكان قريب من قرطاجة مما
جعل الأخيرة تطلب الصلح منه. عرض القنصل الروماني مرقس شروطا قاسية على قرطاجة
فرفضتها ثم أخذت تستعد للقتال في نهاية الشتاء باستقدام فرقة من المرتزقة المشهود
لهم في القتال والتدريب وعلى رأسهم قائد إسبارطي محترف هو زانتيبوس الذي عمل على
فوره على تدريب الجيش القرطاجي وفقا لأفضل الأساليب القتالية الإغريقية.وفي ربيع
عام 255 ق.م بعد ان أنهى الجيش القرطاجي تدريباته، أشتبك مع الجيش الروماني الذي
هزم وأسر قائده القنصل مرقس. ولكن الأسطول القرطاجي تصدى للأسطول الروماني الذي
كان قادما بتعزيزات لمرقس قد مني بخسارة فادحة شلت قدرة قرطاجة البحرية لمدة ال5
أعوام التالية. وكان الأسطول الروماني وصل بعد أنتهاء المعركة البرية فأنقذ فلول
جيشه تجاه شاطىء صقلية الجنوبي ولكن تحطمت أكثر من 250 سفينة– من بينها 100 سفينة
قرطاجية كان الرومان قد اغتنموها فلم يتبق من الأسطول الروماني الناجي سوى أكثر من
100 سفينة فقط. أعاد الرومان بسرعة كبيرة بناء أسطولهم الذي دمرت معظمه الأنواء
وركزوا هجومهم على القواعد القرطاجية في غرب صقلية. فسقطت مدينة بانورموس
(باليرمو) في أيدي الرومان عام 254 ق.م لتتوقف الحرب بين الطرفين لمدة سنتين فقد
أشتعلت الحرب بين قرطاجة ونوميديا في شمال أفريقيا عام 253 ق.م.عام 250 ق.م حاولت
قرطاجة استعادة بانورموس ولكنها منيت بالفشل مما شجع الرومان في العام التالي على
مهاجمة مدينة ليلوبايوم ومحاصرتها برا وبحرا. إلا أن القرطاجيين تمكنوا من هزيمة
الرومان برا وبحرا هذه المرة وأستعادوا سيادتهم البحرية مؤقتا.ووصل إلى صقلية في
عام 247 ق.م القائد القرطاجي حملقارت برقا الذي اسندت إليه القيادة القوات
القرطاجية في صقلية يعاونه القائدان أذربعل وقرتالو الذان كانا يقومان بتخريب
سواحل إيطاليا. كما كان حملقارت يشن حرب عصابات أقضت مضاجع الرومان وأوقعتهم في
مأزق مالي بسبب الخسائر وإزدياد النفقات وأستولى حملقارت على موقعين منيغين هما
جبل هرقيتي قرب بانورموس وجبل إيريكس قرب دربانا وأإتخذ منهما قاعدتين لشن الغارات
على القوات الرومانية.كاد القرطاجيون أن يححقوا نصرا حاسما في صقلية لولا قرارها
المبهم في إستدعاء أسطولها من صقلية لتجمع قواتها للتحكم في مناطق شمال أفريقيا
الداخلية جنوب غرب قرطاجة بسبب الحرب مع نوميديا.أستغل الرومان الفرصة فأعادوا
بناء أسطولهم حيث أنزلوا 200 سفينة إلى البحر بقيادة القنصل النوميدي ماسينيسا
وأرسلو جيش ليهجم على

افريقيا
نفسها، فبعد قليل نجت روما وأخذت اسبانلوتاتيوس كاتولوس ليضيق الحصار حول مدينتي
دربانا وليلوبايوم القلعتين القرطاجيتين. عجزت قرطاجة عن اعداد اسطول لإنقاذ هاتين
القلعتين. ولم تسطع سوى إرسال حملة بحرية هزمها الرومان قرب دربانا في ربيع 241 ق.م
أضطر القرطاجيون إلى قبول الصلح مع الرومان في
معاهدة(قاتولوس) والذي تتضمن تخلي قرطاجة النهائي عن جزيرة صقلية، تتعهد قرطاجة
بدفع

غرامة مالية قدرها 320 وزنة تسددها سنوبا على شكل أقساط لمدة 20 عاما
وأن تسلم قرطاجة كل الرهائن الرومان بدون أية فدية.

 

2-)
حرب بونيقية الثالثة

كانت
روما تبحث عن الذرائع لتشن الحرب على قرطاجة من جديد لكن الجماعة الحاكمة قي
قرطاحة بعد الحرب البونيقية الثانية (218-202

ق.م)
كن همها الحفاظ على الوئام والسلام مع روما والإهتمام بإنعاش التجارة في قرطاجة
وزراعتها. ولم يمض كثير من الوقت حتى غدت

قرطاجة
ثاني أكبر مركز تجاري في غرب البحر المتوسط. كما اصبحت أرضها تغل حاصلات وفيرة.
مما جعلها تعرض على روما أن تدفع

الأقساط
اتلباقية جميعها دفعة واحدة، وأن تتبرع لروما وفي العام نفسه وفي عدة مناسبات
تالية بكميات كبيرة من القمح دون مقابل.نظرت روما إلى نجاح ونهوض قرطاجة من عثرتها
بعدم الرضى والقلق الشديد الذي مرجعه الغيرة والحسد من ناحية والخوف من أن تعيد

قرطاحو
بناء قوتها مما حذا بالسناتو الروماني إلى إنتظار الفرصة المناسبة لتدمير قرطاجة.
كان ماسينيسا ملك نوميديا يطمع في أن يسيطر

على
أراضي قرطاجية كثيرة لذلك كان دائما يزرع الخوف عند الرومان ضد قرطاجة. فكان يعتدي
مرات كثيرة على ألأراضي القرطاجية فتشتكي

قرطاجة
الأمر للرومان ولكنهم يقفون مع حليفهم الملك ماسنيسا.و حدث أن طلب ماسينيسا من
قرطاجة السماح له بدخول طرابلس بحجة ملاحقة ثائر فر إلى برقة وعندما رفضت هذا
الطلب هاجم إقليم طرابلس وأحتل سهل الجفارة لكنه عجز عن الإستيلاء على مدن طرابلس
الثلاث.أرسلت روما سفارة إلى قرطاجة بشأن الموضوع بقيادة كاتو الكبير فعاد إلى
روما محرضا على شن الحرب على الفرطاجيين بحجة تكديسهم للأخشاب في الميتاء لبناء
أسطولهم وأن الجيش الذي حاربوا به ماسينيسا هو نواة جيش الإنتقام من روما.أرسلت
روما بعثة أخرى إلى قرطاجة وفي هذه المرة طلبت البعثة الرومانية من قرطاجة تسليم
مدن طرابلس الثلاث لماسينيسا مما أثار القرطاجيين وأشعل نار الغضب فيهم لدرجة أن
البعثة فرت من قرطاجة خوفا على حياتها.و أستمر كاتو في تحريضه ضد قرطاجة حيث كان
يقول في مجلس السناتو (يجب أن تدمر قرطاجة، يجب أن تدمر قرطاجة). وأنحاز الرومان
لماسينيسا الذي تشجع بالخوض في شؤون قرطاجة الداخلية فما بين عامي 151-150 ق.م
ظهرت الخلافات السياسية داخل قرطاجة فطرد الحزب الموالي لماسينيسا من المدينة فطلب
هذا الأخير بأعادة مواليه إليها الأمر الذي رفضته قرطاجة فقامت الحرب بينهما
وأنتهت بإنتصار ماسينيسا.قامت قرطاجة بعد ذلك بإعدام القادة العسكريين وأرسلت شكوى
إلى روما من تصرفات ماسينيسا لكن الرومان أستغلوا الفرصة.في عام 149 ق.م أستسلمت
أوتيكا للرومان فأعلنوا الحرب على قرطاجة. في ذلك الوقت توجهة بعثة قرطاجية إلى
روما تطلب الإستسلام دون شرط أو قيد فقال لها السناتو بأنه سيسمح ببقاء حرية
القرطاجيين وقوانينهم وإقليمهم وممتلكاتهم العامة والخاصة شرط أن يسلموا ثلاثمئة
من أبرز رجالهم كرهينة وأن يطيعوا الأوامر التي يصدرها القنصلان الرومانيان
المتوجهان إلى أوتيكا. فوافق القرطاجيون على كل ذلك. وعند وصول القنصلين إلى
أفريقيا كشفا هدف السناتو الحقيقي بأن طلبوا من القرطاجيين أن يخلوا مدينتهم وأن
يبتعدوا عن الشاطىء ل16 ميلا وكان ذلك الشرط المفاجىء المخادع بقصد تدمير اقتصاد
قرطاجة.لكن القرطاجيين لم يتخلوا عن مدينتهم وبدأوا
بالتحصن فيها إلى أن سقطت وأحرقت نهائيا ودمرت بعد حصار ثلاثة أعوام متتالية
(149-146 ق.م).

 

بين اسرائيل وهذه الشعوب

رأينا فى هذا المثال لهذه الحروب المدنية كيف كانت تنتهى وكيف كانت
تدور، فليس اسرائيل هو الوحيد الذى كان لا يعرف اّداب الحرب بل على العكس فأن
افعال اسرائيل فى الحروب التى خاضها لم تكن بهذه الفظاعة التى لا تُذكر بجوار
فظاعة الشعوب السبعة التى حاربها اسرائيل.

 

ففى حرب صقلية الأولى نرى انهم قتلوا الكثير من الجيش وقام أسطول
سيراكوزا بالقضاء على ما تبقى من القرطاجيين وسفنهم. وفى حرب صقلية الثانية تم فتح
مدن سيلينوس وهيميرا وذبح 3,000 آلاف من الإغريق كقربان على المنتحر حملقارت، وفى
حرب صقلية الثالثة استولت قرطاجنة على جزأ من جزيرة صقلية، هذا هو الصلح بينهما،
اى ان الصلح هو الاستيلاء على جزأ من صقلية!!!

 

و فى حرب بونيقية الأولى تم فرض غرامة مالية تُقدر بنحو 320 وزنة،
تقوم قرطاجنة بدفعهم على عشرون عاما وترك جزيرة صقلية. وفى حرب بونيقية الثالثة تم
حصار قرطاجنة الى ان سقطت وحُرقت ودُمرت عن بكرة ابيها تماما!

 

ان اسرائيل الذى حارب أشر شعوب العالم فى ذلك الوقت وهم: الحثيين
والاموريين والكنعانيين والفرزّيين والحوّيين واليبوسيين،
لم يكن معهم بهذا الشكل فى الحروب، كما سنرى!

 

و ماذا لو ذهبنا الى الاسكندر الذى سحق جيس الفرس المكون من 40000 فى
حربه معهم عام 334 وابادهم عن بكرة أبيهم!، او نيرون الذى أحرق مدينة كاملة فقط من
أجل ان يجد مبرر لأبادة المسيحيين لنرى منطق الحرب لديهم، وقارناه بما قام به
اسرائيل!

و لن نتطرق الى الاسلام الاّن فليس هذا مجاله!

 

حروب اسرائيل

كان
الكنعانيون سكان فلسطين اناس اشرار وكانوا يعبدون آلهة كثيرة ومن بينها ايل وبعل
وعشيرة وعشتاروث وعنات وغيرها ومن عاداتهم الشريرة ذبح الاطفال والزنى فى
معابدهمولقد تأنى الله عليهم كثيراً ولم يعاقبهم وانتظر ان يتوبوا لاكثر من 430
سنة مدة اقامة بنى اسرائيل فى ارض مصر ” اما اقامة بني اسرائيل التي اقاموها
في مصر فكانت اربع مئة وثلاثين سنة” (خر 12: 40) وقد قال الله لابراهيم ذنب
الاموريين ليس الى الان كاملا. (تك 15: 16)وانتظر الرب ان يتوبوا كل مدة وجود بنى
اسرائيل فى مصر فلم يتوبوا واكتمل ذنبهم امام الله فحق عليهم العقاب بالهلاك واعطى
ارضهم لبنى اسرائيل (تث 7).

 

ويعلن
الكتاب ان هذه الحروب عقاب من الله للاشرار وتطهير للارض من نجاساتهم.

1-
متى اتى بك الرب الهك الى الارض التي انت داخل اليها لتمتلكها وطرد شعوبا كثيرة من
امامك الحثيين والجرجاشيين والاموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين
سبع شعوب اكثر واعظم منك.

2-
ودفعهم الرب الهك امامك وضربتهم فانك تحرمهم لا تقطع لهم عهدا ولا تشفق عليهم.

3-
ولا تصاهرهم بنتك لا تعطي لابنه وبنته لا تاخذ لابنك.

4-
لانه يرد ابنك من ورائي فيعبد الهة اخرى فيحمى غضب الرب عليكم ويهلككم سريعا.

5-
ولكن هكذا تفعلون بهم تهدمون مذابحهم وتكسرون انصابهم وتقطعون سواريهم وتحرقون
تماثيلهم بالنار.

6-
لانك انت شعب مقدس للرب الهك اياك قد اختار الرب الهك لتكون له شعبا اخص من جميع
الشعوب الذين على وجه الارض.

16-
وتاكل كل الشعوب الذين الرب الهك يدفع اليك لا تشفق عيناك عليهم ولا تعبد الهتهم
لان ذلك شرك لك.

17-
ان قلت في قلبك هؤلاء الشعوب اكثر مني كيف اقدر ان اطردهم.

18-
فلا تخف منهم اذكر ما فعله الرب الهك بفرعون وبجميع المصريين.

19-
التجارب العظيمة التي ابصرتها عيناك والايات والعجائب واليد الشديدة والذراع
الرفيعة التي بها اخرجك الرب الهك هكذا يفعل الرب الهك بجميع الشعوب التي انت خائف
من وجهها.

20-
والزنابير ايضا يرسلها الرب الهك عليهم حتى يفنى الباقون والمختفون من امامك.

21-
لا ترهب وجوههم لان الرب الهك في وسطك اله عظيم ومخوف.

22-
ولكن الرب الهك يطرد هؤلاء الشعوب من امامك قليلا قليلا لا تستطيع ان تفنيهم سريعا
لئلا تكثر عليك وحوش البرية.

23-
ويدفعهم الرب الهك امامك ويوقع بهم اضطرابا عظيما حتى يفنوا.

24-
ويدفع ملوكهم الى يدك فتمحو اسمهم من تحت السماء لا يقف انسان في وجهك حتى تفنيهم.

25-
وتماثيل الهتهم تحرقون بالنار لا تشته فضة ولا ذهبا مما عليها لتاخذ لك لئلا ُتصاد
به لانه رجس عند الرب الهك.

26-
ولا تدخل رجسا الى بيتك لئلا تكون محرما مثله تستقبحه وتكرهه لانه محرم

 

وقد
عاقب الله من قَبل العالم الخاطئ اجمعه ايام نوح واغرقه بالطوفان وعاقب اهل سادوم
وعمورة الاشرار بالاحراق بالنار وهاتان القصتان مذكورتان ايضا فى القرآن كعقاب من
الله للانسان، اذن هذه الحروب كانت عقاب من الله بالموت بالسيف.

 

ولما
استحسن الملك شاول بعض الغنائم من الغنم والبقر بعد ان هزم عماليق ولم يقتل ملكها
بخلاف وصية الله له بتحريم عماليق وابادتهم غضب الله عليه ورفضه من الملك وارسل له
النبى صموئيل قائلاً:

 

17-
فقال صموئيل اليس اذ كنت صغيرا في عينيك صرت راس اسباط اسرائيل ومسحك الرب ملكا
على اسرائيل.

18-
وارسلك الرب في طريق وقال اذهب وحرم الخطاة عماليق وحاربهم حتى يفنوا.

19-
فلماذا لم تسمع لصوت الرب بل ثرت على الغنيمة وعملت الشر في عيني الرب.

20-
فقال شاول لصموئيل اني قد سمعت لصوت الرب وذهبت في الطريق التي ارسلني فيها الرب
واتيت باجاج ملك عماليق وحرمت عماليق.

21-
فاخذ الشعب من الغنيمة غنما وبقرا اوائل الحرام لاجل الذبح للرب الهك في الجلجال.

22-
فقال صموئيل هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب هوذا الاستماع
افضل من الذبيحة والاصغاء افضل من شحم الكباش.

23-
لان التمرد كخطية العرافة والعناد كالوثن والترافيم لانك رفضت كلام الرب رفضك من
الملك.(1 صم 15)

 

هذا
هو حق الله فى العقاب والقتل ويقول قداسة البابا شنوده فى ذلك:

 

حق
الله فى القتلان وصية لا تقتل لا تعنى ان الله قد حرم القتل عموما ان الله الذى
اعطى وصية لا تقتل امر بإبادة الشعوب الوثنية لئلا تؤثر على الدين وكان يصرح
بالقتل فى تلك الحروب على شرط ان تكون بامر منه فاذا دخلوا فى حرب بمشيئتهم الخاصة
دون امر من الله ودون توجيه منه فان تلك الحروب لا تكون حسب مشيئة الله والحكمة من
ذلك ان الله هو صاحب الارواح جميعا ومن حقه ان ينهى حياة الناس فى اى وقت يشاء
وباى طريقة يشاء فاذا شاء ان تنتهى حياتهم بموت طبيعى او بمرض او بنار من السماء
او بطوفان او بان يقتلوا بايدى اعدائهم فهو حر ينهى حياة الناس كيفما يشاء
بالطريقة التى يريدها هو وجعل الله القتل عقوبة واجبة التنفيذ على من يقترف بعض
الذنوب.

 

القتل عقوبة كسر الوصايا

مثال
ذلك كسر وصية لا تزن فأن الشريعة كانت تأمر بأن يقتل الزانى والزانية (لا 20: 10
16) وعن مثل هذه الوصية تكلم الكتبة والفريسيون مع السيد المسيح عن المراة الزانية
قائلين له موسى فى الناموس اوصانا ان مثل هذه ترجم (يو 8: 5) وكسر وصية لا تقتل
كانت عقوبته القتل ايضاً سواء كان قتلاً بغدر (خر 21: 29) او كان ضربا افضى الى
الموت (خر21: 12) او كان قتلاً غير مباشر: كأن يترك إنسان ثوره النطاح طليقا فيقتل
انساناً فالثور يرج وصاحبه ايضاً يقتل (خر 21: 29) ومن يكسر وصية اكرم اباك وامك
كانت عقوبته القتل ايضاً

وهكذا
قالت الشريعة من ضرب أباه أو امه يقتل قتلاً.. ومن شتم أباه او أمه يقتل قتلاً (خر
21: 15، 17) وكسر وصية حفظ السبت كانت عقوبته القتل ايضاً وفى ذلك تقول الشريعة كل
من صنع عملاً فى يوم السبت يقتل قتلاً (خر 31: 15) وكان كل من جدف على اسم الرب
فأنه يقتل يقتله كل الجماعة رجماً الغيب كالوطنى عندما يجدف على الاسم يقتل (لا 24:
16) وقد حكم على نابوت اليزعيلى بالموت نتيجة لهذه التهمة التى اتهم بها ظلماً (1
مل 21: 13) وبهذه التهمة حكم قيافا على السيد المسيح ظلماً بالموت وشق ثيابه
قائلاً قد جدف ما حاجتنا بعد الى شهود (مت 26: 65)ومن احكام القتل كان يحكم على من
يسرق إنسانا ويبيعه (خر 21: 16).

 

وبالمثل
الوثنية كان عقابها القتل فكان يأمر الله بقتل الوثنيين وابادتهم وكان يأمر بقتل
من يذبح لالهة غير الرب وحده (خر 22: 20) وقتل ايليا النبى جميع انبياء البعل (1
مل 18: 40) وكان كل من يزيغ انسان عن عبادة الله كان يقتل (تث 13: 5، 9، 15) حتى
ان كانت مدينة كانت تقتل بأثرها وفى ذلك يقول الكتاب فضربا تضرب سكان تلك المدينة
بحد السيف وتحرمها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف. تجمع كل امتعتها الى وسط
ساحتها وتحرق بالنار المدينة وكل امتعتها كاملة للرب الهك فتكون تلا الى الابد لا
تبنى بعد. (تث 13: 15، 16) وكما كانت تباد الوثنية فى القديم كان يباد ايضا
ناشروها ومشعوذوها كالسحرة والعرافين.

 

ومن
امثلة ذلك يقول الرب لا تدع ساحرة تعيش (خر 22: 18) ويقول ايضا اذا كان فى رجل او
امراة جان او تابعة فأنه يقتل بالحجارة ويرجمونه دمه عليه (لا 20: 27) كان قتل
اؤلئك الخطاة جميعا ليس شرا على الاطلاق ولا يدخل فى نطاق الوصية السادسة لا تقتل
بل ان مخالفة الاوامر فى ابادة هؤلاء الاشرار هى الخطيئة التى تغضب الله ونقول هذا
بالنسبة الى العهد القديم حينما كانت الوثنية والشر خطرا يهدد الايمان بالفناء،
اما فى المسيحية فلم يعد احد من كل هؤلاء يقتل او يرجم ماعدا القاتل الذى ما يزال
قول السيد المسيح من اخذ بالسيف فبالسيف يهلك (مت 26: 52).

 

اذن
الحروب التى خاضها بنى اسرائيل فى العهد القديم لم تكن حروب من اجل نشر الدين ولم
تكن من اجل التوسع والاحتلال ولم تكن من اجل السبايا والغنائم ولكن تطبيق لعدل
الله بمعاقبة الوثنية وتطهير الارض منها.

 

الحرب
للرب (1صم 17: 47)

كان
الحروب فى العهد القديم اساسها قول الوحى الحرب للرب فانها كانت وسيلة استخدمها
الله لعقاب الاشرار والخطاة والوثنيين وقلنا فى السابق يعلن الكتاب ان هذه الحروب
تطهير للارض من نجاسات الاشرار وكانت الحروب عقاب من الله بالموت بالسيف ولان
الحرب للرب يقول الكتاب قدسوا حرباً قدسوا عليها حربا قوموا فنصعد في الظهيرة ويل
لنا لان النهار مال لان ظلال المساء امتدت (ار 6: 4) نادوا بهذا بين الامم قدسوا
حربا انهضوا الابطال ليتقدم ويصعد كل رجال الحرب (يؤ 3: 9) اى القيام بالطقوس
والشعائر الدينية تمهيداً لدخول ويحدثنا إشعياء عن حشد الرب لجيوشه وكيف أنه
يستدعي للحرب مقدسيه (إش 13: 3) فقد كان المحاربون يُقدِّسون بالتقدمات والذبائح
التي ترفع قبل بدء الحرب.

ولان
الحرب للرب وكانوا يعتقدون أن تابوت العهد رمزاً لوجود يهوه في وسطهم، لذلك كانوا
يحملونه معهم في الحروب. لناخذ لانفسنا من شيلوه تابوت عهد الرب فيدخل في وسطنا
ويخلصنا من يد اعدائنا. (1 صم 4: 3). ولان الحرب للرب فكان بنو اسرائيل يقدمون
ذبائح قبل قيام الحرب أو الاتحام بالأعداء وقال بنو اسرائيل لصموئيل لا تكف عن
الصراخ من اجلنا الى الرب الهنا فيخلصنا من يد الفلسطينيين. فاخذ صموئيل حملا
رضيعا واصعده محرقة بتمامه للرب وصرخ صموئيل الى الرب من اجل اسرائيل فاستجاب له
الرب. وبينما كان صموئيل يصعد المحرقة تقدم الفلسطينيون لمحاربة اسرائيل فارعد الرب
بصوت عظيم في ذلك اليوم على الفلسطينيين وازعجهم فانكسروا امام اسرائيل.(1 صم 7: 8
10، 13: 9).

 

ولان
الحرب للرب كان يجب الرجوع إلى الله قبل أي معركة فسال داود من الرب قائلا ااذهب
واضرب هؤلاء الفلسطينيين فقال الرب لداود اذهب واضرب الفلسطينيين وخلص قعيلة (1 صم
23: 2) فسال داود من الرب قائلا اذا لحقت هؤلاء الغزاة فهل ادركهم فقال له الحقهم
فانك تدرك وتنقذ.(1 صم 30: 8). ولان الحرب للرب كانوا يسألون الأنبياء لمعرفة رأى
الرب قبل الدخول في حرب فقال يهوشافاط اما يوجد هنا بعد نبي للرب فنسال منه فقال
ملك اسرائيل ليهوشافاط انه يوجد بعد رجل واحد لسؤال الرب به ولكني ابغضه لانه لا
يتنبا علي خيرا بل شرا وهو ميخا بن يملة فقال يهوشافاط لا يقل الملك هكذا. فدعا
ملك اسرائيل خصيا وقال اسرع الي بميخا بن يملة. (1مل 22: 7 9)، فقال يهوشافاط اليس
هنا نبي للرب فنسال الرب به فاجاب واحد من عبيد ملك اسرائيل وقال هنا اليشع بن
شافاط الذي كان يصب ماء على يدي ايليا.(2 مل 3: 11).

 

ولان
الحرب للرب أقام يهوشافاط مغنيين للرب يرافقون الجيش إلى المعركة اقام مغنين للرب
ومسبحين في زينة مقدسة عند خروجهم امام المتجردين وقائلين احمدوا الرب لان الى
الابد رحمته. ولما ابتداوا في الغناء والتسبيح جعل الرب اكمنة على بني عمون ومواب
وجبل ساعير الاتين على يهوذا فانكسروا. (2 اخ 20: 21، 22) وهكذا فعل يهوذا المكابي
وصلى للرب مرات عديدة (1 مكابيين 3: 50، 4: 30، 5: 33).ولان الحرب للرب فهناك
محظورات ونواهي مرتبطة بها، ثم يخاطب العرفاء الشعب قائلين من هو الرجل الذي بنى
بيتا جديدا ولم يدشنه ليذهب ويرجع الى بيته لئلا يموت في الحرب فيدشنه رجل اخر.
ومن هو الرجل الذي غرس كرما ولم يبتكره ليذهب ويرجع الى بيته لئلا يموت في الحرب
فيبتكره رجل اخر. ومن هو الرجل الذي خطب امراة ولم ياخذها ليذهب ويرجع الى بيته
لئلا يموت في الحرب فياخذها رجل اخر. ثم يعود العرافاء يخاطبون الشعب ويقولون من
هو الرجل الخائف والضعيف القلب ليذهب ويرجع الى بيته لئلا تذوب قلوب اخوته مثل
قلبه. (تث 20: 5 8) اذا خرجت في جيش على اعدائك فاحترز من كل شيء رديء. ان كان فيك
رجل غير طاهر من عارض الليل يخرج الى خارج المحلة لا يدخل الى داخل المحلة. (تث 23:
10) فقال اوريا لداود ان التابوت واسرائيل ويهوذا ساكنون في الخيام وسيدي يواب
وعبيد سيدي نازلون على وجه الصحراء وانا اتي الى بيتي لاكل واشرب واضطجع مع امراتي
وحياتك وحياة نفسك لا افعل هذا الامر. (2 صم 11: 11).

 

ولان
الحرب للرب فأن غنائم الحرب تكون له ويكون التصرف فى الغنائم يتم بحالتين:

 

1
– غنائم تكون جميعها للرب فأما ان تحرم او ان تقدس للربمثل الغنائم التى حصل عليها
بنو اسرائيل عند محاربة اريحا

و
اما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب الهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما.بل
تحرمها تحريما الحثيين والاموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين كما
امرك الرب الهك. لكي لا يعلموكم ان تعملوا حسب جميع ارجاسهم التي عملوا لالهتهم
فتخطئوا الى الرب الهكم. (تث 20: 15 – 18)، وهو ما حدث فى أريحا (يش6: 17) حيث
أخذوا الفضة والذهب وآنية النحاس وجعلوها في خزانة بيت الرب (يش 6: 24). وعندما
عصاه عخان بن كرمي، كان عقابه الموت رجماً (يش7: 21-26) وعصاه أيضا شاول الملك فى
حربه مع عماليق

حتى
قال له صموئيل النبى: لماذا لم تسمع لصوت الرب، بل ثرت على الغنيمة وعملت الشر فى
عيني الرب (1 صم 15: 19). وقد قدس داود ورؤساء الآباء والشعب كل ما أخذوه من
الحروب ومن الغنائم، قدسوه لتشييد بيت الرب (1 أخ 26: 26، 27 انظر أيضا 1 أخ 29: 2).ومثل
الغنائم التى خصصها داود لبناء هيكل الله وقد قدس داود ورؤساء الآباء والشعب كل ما
أخذوه من الحروب ومن الغنائم، قدسوه لتشييد بيت الرب

(1
أخ 26: 26، 27 انظر أيضا 1 أخ 29: 2).

 

2
– هناك غنائم تكون للشعب ولله جزء منها كزكاة فأمر الرب أن تنصف الغنيمة بين الذين
باشروا القتال الخارجين إلى الحرب وبين كل الجماعة وأن ترفع منها زكاة للرب وتُعطى
لألعازر الكاهن رفيعة للرب (عد 31: 25 -30 انظر أيضاً تث 2: 35، 1 صم 30: 21-25).

 

تشريع القتال

النص
الكتابى محل الشبهة هو الاصحاح العشرون من سفر التثنية، ويقول:

10
حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها الى الصلح.

11
فان اجابتك الى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك.

12
وان لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها.

13
واذا دفعها الرب الهك الى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف.

14
واما النساء والاطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك وتأكل
غنيمة اعدائك التي اعطاك الرب الهك.

15
هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الامم هنا.

16
واما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب الهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما

 

هكذا
ينقلون عن جهل دون حتى ان يقرأوا ويعرفوا من هى تلك المدن التى يحاربها
الاسرائيليين فيستدعوها للصلح اولا، ثم من هم هؤلاءالشعوب التى لا يستبقى منها
اسرائيل نسمة واحدة!

 

و
لكن قبل ان نتكلم عن تشريع القتال دعونا نتكلم قليلا عن مبدأ العين بالعين، هذا
المبدأ القانوني يدخلنا في جو المجتمع القبلي: توازن بين قيمة المذنب وقيمة
الضحيّة نتيجة توازن بين العائلات: لا زيادة ولا نقصان، سنّ بسن وعين بعين. هذه
الشريعة تتعدّى الطريقة التعسفية في أخذ ثارات ما كانت لتعرف حدودًا (تك 4: 15-
24)، وترفع أنظارنا إلى عدالة سوف يتعدّاها يسوع ليصل بنا إلى شريعة ترفض مقاومة
الشر وتدفعنا إلى الصلاة عمن يضطهدنا (مت 38: 5).وإذا كانت التوراة قد قبلت
بشريعةِ المِثْل، فلأنّها الطريقة الفضلى لتحقيق مجتمع مثالي فيه يتغلّب النظام
والسلام على مصلحة الأفراد. وهذا النظام الاجتماعي على نقصه وضعفه يكفل له الرب
قيمتَه الدينية، وقد استوحى منه الكاتب الاشتراعي ليشرع في أمور عديدة.يجد مثالُ
الحرب المقدّسة كما يصوّره سفر التثنية تعبيرًا له في القانون الاشتراعي الذي
يعارض فكرة الجيش المحترف، ويسعى إلى تسليم مهمة الدفاع عن البلاد إلى يد الشعب.
والشرائي التي تنبع من هذا القانون ليست بجديدة، بل هي قديمة لأنّها إعادة لشرائع
سابقة. أمّا الجديد في هذه الشرائع فالروح الخاصة بلاهوت سفر التثنية.

 

و
دعونا نقرأ من أول الاصحاح لنفهم مقصد الكتاب:

 

1
اذا خرجت للحرب على عدوك ورأيت خيلا ومراكب قوما اكثر منك فلا تخف منهم لان معك
الرب الهك الذي اصعدك من ارض مصر.

 

لاحظ
هنا ان محور الحديث عن حرب على وشك ان تبدأ فمحور النص يتكلم عن سلوك بنى اسرائيل
فى هذه الحرب وليس ان يقوم شعب اسرائيل بغزو هذه ابلاد واحتلالها!

 

2
وعندما تقربون من الحرب يتقدم الكاهن ويخاطب الشعب

3
ويقول لهم اسمع يا اسرائيل.انتم قربتم اليوم من الحرب على اعدائكم.لا تضعف قلوبكم.لا
تخافوا ولا ترتعدوا ولا ترهبوا وجوههم.

4
لان الرب الهكم سائر معكم لكي يحارب عنكم اعداءكم ليخلصكم.

 

نلاحظ
هنا ان الشعب اقترب من الحرب ويستعد لها، وهنا يكلم الرب موسى بما يفعله فى هذه
المرحلة.

 

الشعب
الآن يستعد لدخول الأرض وسيواجه حروباً شديدة لكن العجيب أن موسى القائد لا يعطيهم
خططاً حربية ولكن يدعو الكهنة أن يطمئنوا الشعب أن الله يحارب عنهم (مز 7: 20) فلا
يجب أن يخافوا. إن سر الشجاعة هنا هو الثقة فى الله. وفى حروبنا الروحية. بتقدمنا
رئيس كهنتنا الرب يسوع ويعطينا ثقة وأمان وسلام. الذى أصعدك من أرض مصر = ما يزيد
ثقتنا فى الله أن نذكر أعماله السابقة معنا. وكان الكاهن أيضاً يذكر الشعب
بالشريعة حتى يتوب كل مقاتل وكان يقدم ذبائح محرقات وسلامة ويباركهم ويصلى من
أجلهم.

 

ثم
فى الاعداد 5 – 8 يتكلم العرفاء من الشعب الى جموع الشعب ليبينوا لهم من الذى يرجع
الى بيته ومن الذى يدخل الى الحرب معهم، فيقول الكتاب:

 

5
ثم يخاطب العرفاء الشعب قائلين من هو الرجل الذي بنى بيتا جديدا ولم يدشنه.ليذهب
ويرجع الى بيته لئلا يموت في الحرب فيدشنه رجل آخر.

6
ومن هو الرجل الذي غرس كرما ولم يبتكره.ليذهب ويرجع الى بيته لئلا يموت في الحرب
فيبتكره رجل آخر.

7
ومن هو الرجل الذي خطب امرأة ولم يأخذها.ليذهب ويرجع الى بيته لئلا يموت في الحرب
فياخذها رجل آخر.

8
ثم يعود العرفاء يخاطبون الشعب ويقولون من هو الرجل الخائف والضعيف القلب.ليذهب
ويرجع الى بيته لئلا تذوب قلوب اخوته مثل قلبه.

 

فمن
بنى بيتا ولم يدشنه لا يذهب للحرب، ومن غرس كرما ولم يبتكره لا يذهب للحرب، والرجل
الذى خطب امرأة ولم يأخذها الى بيته (يتزوجها) لا يذهب للحرب، وفى النهاية يقول
العرفاء من الشعب ان الرجل الخائف والضعيف القلب لا يذهب للحرب.

 

هكذا
كانت المرحلة قبل الاخيرة من الحرب، ومن بعدها المرحلة الاخيرة والتى يخبرنا
الكتاب بها فى العدد التاسع فيقول “وعند فراغ العرفاء من مخاطبة الشعب يقيمون
رؤساء جنود على راس الشعب” وهذه هى المرحلة الاخيرة ومن بعدها الحرب مباشرة،
فيضع العرفاء من الشعب رؤساء جنود الجيش على رأس الشعب امامهم وتبدأ المعركة.

 

10
حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها الى الصلح.

11
فان اجابتك الى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك.

 

بعد
ان يبدأ تحرك الجيش نحو المدينة التى ستتم معها الحرب يستدعها للصلح اولا وفى هذا
نرى صلاح النفس التى تعبد الله بحق، فلم يدخل الشعب فى الحرب مباشرة بل عرض الصلح
اولا. فأن استجابت هذه المدينة للصلح فشعب هذه المدينة يكونون عبيدا لشعب اسرائيل
كما هو كان معتاداً ان يحدث فى الحروب فى هذه القرون السحيقة، ويكون مُسخر لهم فى
أعمالهم الزراعية والعمرانية. وهنا تأمل روحى فالمسيحى عليه أن يستعبد العالم لا
أن يستعبده العالم بمعنى أن يتعايش مع العالم ولا يسمح لمبادىء العالم أن تسوده بل
عليه بقدوته ومحبته وصلاته أن يؤثر فى العالم فيكون نوراً للعالم.

 

12
وان لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها.

13
واذا دفعها الرب الهك الى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف.

 

و
هنا يجب ان نفهم فى ضوء مراعاة الزمن البعيد ان هذه حربا مدنية، حربا بين بلدين
وليست حربا مقدسة، فاذا هذه المدينة رفضت السلام واّثرت دخول الحرب، فيقوم الشعب
بمحاصرة هذه المدينة. فاذا سقطت المدينة فى يد بنى اسرائيل فجميع الذكور يُضربون
بحد السيف لسبب بسيط جدا وهو قتل الذكور لخطورتهم وإستعدادهم للحرب وقد سبق
وأعلنوا الحرب ضد شعب الله. ويجب ان نضع نصب اعيننا ان هذا هو ماكان يحدث طبيعيا
فى هذه الايام فليس هذا سلوكا شاذا لبنى اسرائيل ولاحظ فى ضوء ان هذا هو منطق
الحرب العادية ان الشعب لا يقتل الاطفال والنساء وكانت الغنائم مكافأة لهم.
وروحياً فكل حرب نغلب فيها لنا عليها مكافأة.

 

هذا
ما كان يحدث فى الحرب على المدن البعيدة التى ليست من ارض كنعان اما الشعوب
المحيطة بشعب اسرائيل وهم: الحثيين والاموريين والكنعانيين والفرزّيين والحوّيين
واليبوسيين، فهؤلاء لهم تشريع خاص بهم.

 

16
واما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب الهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما

17
بل تحرّمها تحريما الحثيين والاموريين والكنعانيين والفرزّيين والحوّيين
واليبوسيين كما امرك الرب الهك

 

الأعداد
من 10-15 تنطبق على المدن البعيدة وليست على مدن الشعوب الكنعانية فهذه أمرهم الرب
بتحريمها لذلك قال ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا = أى ليست مدنا كنعانية فهذه لا
تفاوض معها ولا دعوة للصلح. فأهل كنعان أولاً قد صدر ضدهم الحكم بالهلاك لشرورهم
وثانياً لشرورهم ووثنيتهم لو تبقى منهم أحد لأفسد الشعب وعلمهم الوثنية. أما المدن
البعيدة فتأثيرها ضعيف عليهم من الناحية الروحية.

إذاً
المدن الداخلية داخل كنعان تشير للخطايا والشهوات الداخلية المفسدة هذه يجب
إهلاكها أما المدن البعيدة فتشير للعالم كله الذى يجب أن نتعايش معه لكن لا نستعبد
له.

 

هذه
الشعوب شعوب وثنية لا تعبد يهوه الاله الحقيقى وكثيرا ما اذاغوا شعب اسرائيل عن
عبادة الله الحى ونرى هذا يتكرر كثيرا فى عصر القضاة، فيبتعد الشعب عن عبادة الرب
ويذهب يعبد ألهة هذه الشعوب الوثنية، لذلك اصدر الرب هذا التشريع للحفاظ على شعبه
نقيا بعيدا عن كل شر فلا يؤثر فيه هذه الشعوب. فهذه الايات تشير لقطع الشر من القلب
وإبادة كل عوامل الخطية بكل صورها!

 

يجب
ان نعرف شيئا هاما فى هذا التشريع ان كل دم يُسفك هو ليس دما بريئا لا يستحق القتل،
بل ان كل دم يُسفك هو يستحق القتل وهذا يظهر واضحا من قول الكتاب فى الاصحاح
التالى فيقول الكتاب:

 

1
اذا وجد قتيل في الارض التي يعطيك الرب الهك لتمتلكها واقعا في الحقل لا يعلم من
قتله

2
يخرج شيوخك وقضاتك ويقيسون الى المدن التي حول القتيل.

3
فالمدينة القربى من القتيل ياخذ شيوخ تلك المدينة عجلة من البقر لم يحرث عليها لم
تجرّ بالنير

4
وينحدر شيوخ تلك المدينة بالعجلة الى واد دائم السيلان لم يحرث فيه ولم يزرع
ويكسرون عنق العجلة في الوادي.

5
ثم يتقدم الكهنة بنو لاوي.لانه اياهم اختار الرب الهك ليخدموه ويباركوا باسم الرب
وحسب قولهم تكون كل خصومة وكل ضربة.

6
ويغسل جميع شيوخ تلك المدينة القريبين من القتيل ايديهم على العجلة المكسورة العنق
في الوادي

7
ويصرّحون ويقولون ايدينا لم تسفك هذا الدم واعيننا لم تبصر.

8
اغفر لشعبك اسرائيل الذي فديت يا رب ولا تجعل دم بري في وسط شعبك اسرائيل.فيغفر
لهم الدم.

9
فتنزع الدم البري من وسطك اذا عملت الصالح في عيني الرب

 

فكل
هذه الخطوات تؤكد لنا ان شعب اسرائيل لا يمكن ان يسفك دما بريئا ابدا، مهما حدث!

 

كذلك
سبايا النساء التى يأخذهم بنى اسرائيل يقول عنهم الكتاب فى الاصحاح الحادى عشر:

 

10
اذا خرجت لمحاربة اعدائك ودفعهم الرب الهك الى يدك وسبيت منهم سبيا

11
ورأيت في السبي امرأة جميلة الصورة والتصقت بها واتخذتها لك زوجة

12
فحين تدخلها الى بيتك تحلق راسها وتقلم اظفارها

13
وتنزع ثياب سبيها عنها وتقعد في بيتك وتبكي اباها وامها شهرا من الزمان ثم بعد ذلك
تدخل عليها وتتزوج بها فتكون لك زوجة.

14
وان لم تسرّ بها فاطلقها لنفسها.لا تبعها بيعا بفضة ولا تسترقها من اجل انك قد
اذللتها

 

نجد
هنا إهتمام الله بمعاملة السبايا معاملة إنسانية، وهذا بخصوص الشعوب غير المحرمة.
لقساوة قلوبهم سمح الله بهذا فأن يتزوجوا خير من أن يزنوا مع السبايا فيجلبوا
عليهم السخط الإلهى. ولكن عليه أن يراعى إنسانيتها ويعاملها كزوجة، اباها وامها
شهرا من الزمان ثم بعد ذلك تدخل عليها وتتزوج بها فتكون لك زوجة.

 

حلق
الرأس وتقليم الأظافر كانا من مظاهر الحزن والحداد فيعطيها فرصة أن تحزن على
أبويها وأسرتها. ونزع ثياب السبى حتى تصبح كإمرأة مكرمة. وتظل فى فترة حزن شهر من
الزمان ثم يتزوجها. وفى خلال هذا الشهر تتعرف على شريعة الله وعادات وتقاليد الشعب
وهى فترة خطبة تتعرف على هذا الزوج الذى سترتبط به وحتى لا يتزوجها الرجل فجأة كما
لو كانت شهوة حيوانية وإزالة معالم جمالها (شعر وأظافر) هو لتهذيب شهوته ناحيتها.
ولكن إذا أراد أن يتركها لا يبيعها كأمة بل يطلقها حرة. لأنك أذللتها اى أفقدتها عذريتها.
فلا يوجد شىء اسمه ملك يمين فى المسيحية ولا يوجد شىء اسمه معاشرة نساء دون زواج
فى المسيحية، بل ان سبايا الحروب يكرمهم الشعب، واذا تعلق احدهم بواحدة يتزوجها
وان لم تُرد يطلقها وهى حرة!

 

كان
سفر التثنية قد حرّم على بني إسرائيل الزّواج بنساء كنعانيّات (7: 3؛ 20: 16)،
ولكنّه سمح لهم بالزواج بسبايا شعوب أخرى. ولكنّ المشترع سيدرك فيما بعد الخطر
الذي تشكّله مثل هذه الزواجات، فيمنع كلّ زواج بامرأة أجنبية (عز 9- 10 ؛ نح 10: 30؛
13: 23).

أمّا
معاملة النساء السبايا فتكون معاملة إنسانية مشوبة بالرحمة. وهذه المعاملة تبدو في
حالتين. الأولى: يترك المقاتل سبيّته تبكي أباها وأمّها قبل أن يتزوّج بها، وهكذا
يشاركها في حزنها على والديها. الثانية: إذا تزوج القاتل بسبيّة، لا تعود له عبدة
يستطيع بيعها، بل زوجة كسائر زوجاته، فلا يستطيع أن يتخلّى عنها إلا بالطلاق.كلّ
هذا يفهمنا أنّ مكانة المرأة تحفظ بالزواج، وأنّها بالزواج ترتفع إلى مستوى مكانة
زوجها، مهما كان أصلها وضيعاً أو حقيراً.

 

و
نلاحظ ان هذه التشريعات كانت ممتدة لشعب اسرائيل فنرى اثارها فى عدة اماكان منها:

 

1-)
عندما سقطت مدينة أريحا، فان مدينة وغنيمتها قد ” حرمت للرب ” (يش 6: 17
و18) وذلك تمشيا مع ما جاء في سفر التثنية (13: 15 18) وكذلك يشوع (10: 40، 11: 12
و15) مع التثنية (7: 2، 20: 16 و17). وعندما أخطأ عخان بن كرمي، رجم هو وأهل بيته
واحرقوا بالنار (يش 7: 25 انظر تث 13: 10، 17: 5).

 

2-)
وعندما سقطت ” عاي “، اخذ الإسرائيليون لأنفسهم ” البهائم وغنم تلك
المدينة ” (يش 8: 27) وذلك حسبما جاء في سفر التثنية (20: 14).

 

3-)
وحدث أيضاً انه ” عند غروب الشمس أمر يشوع فانزلوا جثته (ملك عاي) عن الخشبة
” التي علق عليها (يش 8: 29) تنفيذا لما جاء في سفر التثنية(21: 23). انظر
أيضاً ما جاء في سفر يشوع (10: 26 و27).

 

4-)
وما حدث في الحروب، حدث أيضاً في طقوس العبادة، فمثلا ” بنى يشوع مذبحا للرب
اله إسرائيل في جبل عيبال ” (يش 8: 30 و31) تماما “كما أمر موسى عند
الرب ” (تث 27: 4 6). كما كتب عليه ” نسخة توراة موسى ” (يش 8: 32)
كأمر موسى أيضاً (تث 27: 3 و8).

 

5-)
” وجميع إسرائيل وشيوخهم والعرفاء وقضاتهم وقفوا جانب التابوت من هنا ومن
هناك مقابل الكهنة.. نصفهم إلى جهة جبل جرزيم ونصفهم إلى جهة جبل عيبال ” كما
أمر موسى عبد الرب (يش 8: 33 مع تث 11: 29، 27: 12 و13). ” وبعد ذلك قرا (يشوع
قدام جماعة إسرائيل) جميع كلام التوراة البركة واللعنة حسب ما كتب في سفر التوراة
” (يش 8: 34 و35) وهذا يطابق تماما ما جاء في سفر التثنية (31: 11 و12).

 

هذه
هى الصورة عن القتال عند شعب عاش منذ اّلاف السنين وسط شعوب همجية لا يوجد قانون
يحكمها، لا يوجد حقوق للأنسان، لم يكن فى ذلك الوقت شىء اسمه حقوق اسرى الحروب!

 

اقتلوا للهلاك

حز
9: 6 الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك.ولا تقربوا من انسان
عليه السمة وابتدئوا من مقدسي.فابتدأوا بالرجال الشيوخ الذين امام البيت.

 

للأسف
أن ما يفعله البعض أنه ينقل هذا الإدعاء دون حتى أن يكلف نفسه عناء قراءة كامل
النص من سفر حزقيال وما يشير أليه وللأسف يهلل من وراءه البعض دون أن يعرفوا ما
يشير أليه النص وما معناه.

 

عندما
نقتبس عبارة من الكتاب المقدس يجب أن ندرسها في إطار النص التي جاءت فيه وفيه إطار
الإصحاح الخاص بها والأعظم من ذلك دراستها في سياق الكتاب ككل.

 

أولا
سفر حزقيال بمنتهى البساطة موجه لليهود وليس للشعوب الوثنية والويلات المذكورة فيه
عبارة عن (رؤيا) أظهرها الله لحزقيال النبي لما سوف يسمح الله بحدوثه للشعب
اليهودي بسبب الرجاسات وعبادة الأوثان التي انتشرت في وسطهم في تلك الفترة بعد أن
تأثروا بتلك العبادات من بعض الأمم المحيطة بهم لذلك نجد العبارة التالية في الآية
التي أقتبسها:

 

و
قال له الرب اعبر في وسط المدينة في وسط أورشليم وسم سمة على جباه الرجال الذين
يئنون ويتنهدون على كل الرجاسات المصنوعة في وسطها

أي
أن تلك الرجاسات التي كرهها الرب كانت في أورشليم عاصمة اليهود الروحية ومقر
الهيكل.

 

عموما
للتوضيح نرجع لسفر حزقيال الأصحاح الثامن ونراجع الآتي:

حزقيال
8: 1وَكَانَ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ فِي الشَّهْرِ السَّادِسِ فِي الْخَامِسِ
مِنَ الشَّهْرِ, وَأَنَا جَالِسٌ فِي بَيْتِي وَمَشَايِخُ يَهُوذَا جَالِسُونَ
أَمَامِي, أَنَّ يَدَ السَّيِّدِ الرَّبِّ وَقَعَتْ عَلَيَّ هُنَاكَ. 2فَنَظَرْتُ
وَإِذَا شَبَهٌ كَمَنْظَرِ نَارٍ, مِنْ مَنْظَرِ حَقَوَيْهِ إِلَى تَحْتُ نَارٌ,
وَمِنْ حَقَوَيْهِ إِلَى فَوْقُ كَمَنْظَرِ لَمَعَانٍ كَشَبَهِ النُّحَاسِ
اللاَّمِعِ. 3وَمَدَّ شَبَهَ يَدٍ وَأَخَذَنِي بِنَاصِيَةِ رَأْسِي, وَرَفَعَنِي
رُوحٌ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ, وَأَتَى بِي فِي رُؤَى اللَّهِ إِلَى
أُورُشَلِيمَ إِلَى مَدْخَلِ الْبَابِ الدَّاخِلِيِّ الْمُتَّجِهِ نَحْوَ
الشِّمَالِ حَيْثُ مَجْلِسُ تِمْثَالِ الْغَيْرَةِ, الْمُهَيِّجِ الْغَيْرَةِ.
4وَإِذَا مَجْدُ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ هُنَاكَ مِثْلُ الرُّؤْيَا الَّتِي
رَأَيْتُهَا فِي الْبُقْعَةِ. 5ثُمَّ قَالَ لِي: يَا ابْنَ آدَمَ, ارْفَعْ
عَيْنَيْكَ نَحْوَ طَرِيقِ الشِّمَالِ». فَرَفَعْتُ عَيْنَيَّ نَحْوَ طَرِيقِ
الشِّمَالِ وَإِذَا مِنْ شِمَالِيِّ بَابِ الْمَذْبَحِ تِمْثَالُ الْغَيْرَةِ
هَذَا فِي الْمَدْخَلِ. 6وَقَالَ لِي: يَا ابْنَ آدَمَ, هَلْ رَأَيْتَ مَا هُمْ
عَامِلُونَ؟ الرَّجَاسَاتِ الْعَظِيمَةَ الَّتِي بَيْتُ إِسْرَائِيلَ عَامِلُهَا
هُنَا لإِبْعَادِي عَنْ مَقْدِسِي. وَبَعْدُ تَعُودُ تَنْظُرُ رَجَاسَاتٍ
أَعْظَمَ». 7ثُمَّ جَاءَ بِي إِلَى بَابِ الدَّارِ فَنَظَرْتُ وَإِذَا ثَقْبٌ فِي
الْحَائِطِ. 8ثُمَّ قَالَ لِي: يَا ابْنَ آدَمَ, انْقُبْ فِي الْحَائِطِ».
فَنَقَبْتُ فِي الْحَائِطِ, فَإِذَا بَابٌ. 9وَقَالَ لِي: ادْخُلْ وَانْظُرِ
الرَّجَاسَاتِ الشِّرِّيرَةَ الَّتِي هُمْ عَامِلُوهَا هُنَا». 10فَدَخَلْتُ
وَنَظَرْتُ وَإِذَا كُلُّ شَكْلِ دَبَّابَاتٍ وَحَيَوَانٍ نَجِسٍ, وَكُلُّ
أَصْنَامِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ, مَرْسُومَةٌ عَلَى الْحَائِطِ عَلَى دَائِرِهِ.
11وَوَاقِفٌ قُدَّامَهَا سَبْعُونَ رَجُلاً مِنْ شُيُوخِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ,
وَيَازَنْيَا بْنُ شَافَانَ قَائِمٌ فِي وَسَطِهِمْ, وَكُلُّ وَاحِدٍ مِجْمَرَتُهُ
فِي يَدِهِ وَعِطْرُ عَنَانِ الْبَخُورِ صَاعِدٌ. 12ثُمَّ قَالَ لِي: أَرَأَيْتَ
يَا ابْنَ آدَمَ مَا تَفْعَلُهُ شُيُوخُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ فِي الظَّلاَمِ,
كُلُّ وَاحِدٍ فِي مَخَادِعِ تَصَاوِيرِهِ لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ: الرَّبُّ لاَ
يَرَانَا! الرَّبُّ قَدْ تَرَكَ الأَرْضَ.

 

فكما
نرى يشرح النبي حزقيال كيف أن الله أخذه في رؤيا روحية ووضح له ما يحدث من شيوخ
إسرائيل في أورشليم من رجاسات أغضبت الله عليهم بشدة، ثم أراه الله بعد هذا
بالتفصيل ما يحدث في أورشليم من عبادة للأوثان وخطايا وكيف أنصرف شعب أورشليم عن
طريق الله.

بعد
هذا أوضح الرب لحزقيال النبي أن هناك البعض من شعب أورشليم ترفض هذا الابتعاد عن
طريق الله.

 

ثم
نجد بعد ذلك في نهاية الإصحاح الثامن الآيات التالية:

 

حزقيال
8: 17وَقَالَ لِي: أَرَأَيْتَ يَا ابْنَ آدَمَ؟ أَقَلِيلٌ لِبَيْتِ يَهُوذَا
عَمَلُ الرَّجَاسَاتِ الَّتِي عَمِلُوهَا هُنَا؟ لأَنَّهُمْ قَدْ مَلأُوا الأَرْضَ
ظُلْماً وَيَعُودُونَ لإِغَاظَتِي, وَهَا هُمْ يُقَرِّبُونَ الْغُصْنَ إِلَى
أَنْفِهِمْ. 18فَأَنَا أَيْضاً أُعَامِلُ بِالْغَضَبِ. لاَ تُشْفِقُ عَيْنِي وَلاَ
أَعْفُو. وَإِنْ صَرَخُوا فِي أُذُنَيَّ بِصَوْتٍ عَالٍ لاَ أَسْمَعُهُمْ.

 

و
أوضح الله لحزقيال كيف انه سيترك أورشليم تسقط في يد أعداءها الذين سيفتكون بها
وبرجالها ونساءها وأطفالها وسيحمي الله فقط الذين لم ينساقوا وراء هذه العبادات
الوثنية وذلك بأن يضع سمة على جباههم فقد كانت عبادة تموز عبادة كلدانية، يقدمون
فيها ذبائح بشرية، وتمارس فى هذه الاحتفالات العلاقات الجنسية كجزء من العبادة
وكانوا يقيمون هذه الإحتفالات لتموز مرتين، الأولى فى زمن إشتداد الحر وفيها يبكون
موت تموز (وشهور الحر هى يوليو وأغسطس، وطالما هم يبكون هنا، فهم فى حوالى شهر
أغسطس = الشهر السادس بحسب التوقيت اليهودى (8: 1). ثم يقيمون حفلات الفرح بعودة
تموز فى شهور الربيع. وهنا كان النساء اليهوديات يشتركن فى هذه العبادة بالبكاء
على تموز عوضاً عن البكاء على خطاياهن. وما يأتى هو أسوأ الكل. فهناك 25 رجلاً
وغالباً كانوا من الكهنة، كانوا واقفين بين الرواق والمذبح حيث تؤدى أقدس الشعائر
الدينية، وكانوا يعبدون الشمس ناظرين للشرق، أى أعطوا ظهورهم للهيكل، لأن الهيكل
اليهودى كان متجهاً للغرب لا للشرق، وهذا يتطابق مع قول الله “هذا الشعب
أعطانى القفا لا الوجه أر 2: 27” ويالغباء الإنسان الذى يترك الله أبى
الأنوار يع 1: 17 ويعبد نور الشمس. وهؤلاء يقول عنهم الله أنهم كمن يضع غصناً فى
الأنف = وهذه يبدو أنها عادة وثنية، فبعد أن يحضروا الزهور للآلهة يضعون الغصن فى
أنوفهم. ووضع الغصن فى الأنف يثير جداً ويدعو للغيظ، وكأنهم حينما يفعلون هذا فهم
لا يغيظوا إلا أنفسهم، فالغصن فى أنفهم هم، والمعنى أن ما يفعلوه سيجلب عليهم
ضربات تغيظهم وتؤدبهم. ومرعب جداً أن نسمع هذه العبارة = وإن صرخوا فى أذنى بصوت
عال لا أسمعهم = هذه تشبه أعطيتها زماناً لكى تتوب.. رؤ 2: 21. فكان الله يحدد
زماناً يقبل فيه التوبة وبعد ذلك لابد وستأتى الضربات. هكذا قيل عن عيسو أنه طلب
التوبة بدموع ولكنه رُفِض عب 12: 17

 

حزقيال
9: 1وَصَرَخَ فِي سَمْعِي بِصَوْتٍ عَالٍ: قَرِّبْ وُكَلاَءَ الْمَدِينَةِ, كُلَّ
وَاحِدٍ وَعُدَّتَهُ الْمُهْلِكَةَ بِيَدِهِ». 2وَإِذَا بِسِتَّةِ رِجَالٍ
مُقْبِلِينَ مِنْ طَرِيقِ الْبَابِ الأَعْلَى الَّذِي هُوَ مِنْ جِهَةِ
الشِّمَالِ, وَكُلُّ وَاحِدٍ عُدَّتُهُ السَّاحِقَةُ بِيَدِهِ, وَفِي وَسَطِهِمْ
رَجُلٌ لاَبِسٌ الْكَتَّانَ, وَعَلَى جَانِبِهِ دَوَاةُ كَاتِبٍ. فَدَخَلُوا
وَوَقَفُوا جَانِبَ مَذْبَحِ النُّحَاسِ. 3وَمَجْدُ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ صَعِدَ
عَنِ الْكَرُوبِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ إِلَى عَتَبَةِ الْبَيْتِ. فَدَعَا
الرَّبُّ الرَّجُلَ اللاَّبِسَ الْكَتَّانِ الَّذِي دَوَاةُ الْكَاتِبِ عَلَى
جَانِبِهِ, 4وَقَالَ لَهُ: اعْبُرْ فِي وَسَطِ الْمَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ, وَسِمْ
سِمَةً عَلَى جِبَاهِ الرِّجَالِ الَّذِينَ يَئِنُّونَ وَيَتَنَهَّدُونَ عَلَى
كُلِّ الرَّجَاسَاتِ الْمَصْنُوعَةِ فِي وَسَطِهَا». 5وَقَالَ لأُولَئِكَ فِي
سَمْعِي: اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ
أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ
وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ
السِّمَةُ, وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَابْتَدَأُوا بِالرِّجَالِ الشُّيُوخِ
الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: نَجِّسُوا الْبَيْتَ, وَامْلأُوا
الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ. 8وَكَانَ
بَيْنَمَا هُمْ يَقْتُلُونَ وَأُبْقِيتُ أَنَا, أَنِّي خَرَرْتُ عَلَى وَجْهِي
وَصَرَخْتُ: اآهِ يَا سَيِّدُ الرَّبُّ! هَلْ أَنْتَ مُهْلِكٌ بَقِيَّةَ
إِسْرَائِيلَ كُلَّهَا بِصَبِّ رِجْزِكَ عَلَى أُورُشَلِيمَ؟» 9فَقَالَ لِي: إِنَّ
إِثْمَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا عَظِيمٌ جِدّاً جِدّاً, وَقَدِ امْتَلأَتِ
الأَرْضُ دِمَاءً, وَامْتَلأَتِ الْمَدِينَةُ جَنَفاً. لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ: الرَّبُّ
قَدْ تَرَكَ الأَرْضَ, وَالرَّبُّ لاَ يَرَى. 10وَأَنَا أَيْضاً عَيْنِي لاَ
تُشْفِقُ وَلاَ أَعْفُو. أَجْلِبُ طَرِيقَهُمْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ».

 

فكما
نرى من الأصحاح 9 أذا قرأناه بفهم وليس كما يفعل من ينقلون بدون وعي آيات مبتورة
ناقصة نرى أن الذي دونه النبي حزقيال عبارة عن (رؤيا) لما سوف يحدث لبعض شيوخ
أورشليم وشعبها الذي فسد وضل وراء الأوثان التي هي مكرهة للرب وكيف ان الله سيترك
أورشليم تسقط في يد اعداءها بسبب الرجاسات والقتل التي ارتكبها اليهود وشيوخهم في
تلك المدينة وأنه سيحمي فقط الذين رفضوا تلك الأعمال.

 

الذى
يصرخ عادة ما يكون ثائراً. والله هنا ثائر على كل هذه الشرور. ومن لا يسمع صوت
الله اللطيف سيسمع صوت صراخ غضبه وتهديداته. بصوت عال = حتى يتأثر النبى ويبلغ
الرسالة بأمانة. وكلاء المدينة = هؤلاء هم الملائكة الذين كانوا موكلين على إفتقاد
وحماية المدينة، وتغيرت مهمتهم الآن بسبب الخطية، فلقد أعطوا مهمة تدمير المدينة.
وكان عددهم ستة، فأبواب أورشليم كانت ستة وقادة جيوش البابليين كانوا ستة. إذاً
كانوا لكل منهم عدته الساحقة فى يده = والعدة الساحقة هنا كانت قائد من القادة لكل
ملاك. ويبدو أن الملائكة كانوا يقودون القادة للتدمير. وهم أتوا من الشمال = حيث
كان تمثال الغيرة موجوداً. وهم دخلوا ووقفوا بجانب مذبح النحاس = هنا النحاس كما
قلنا يشير للدينونة (صفحة 13). فعملهم الأن تدمير الشعب الذى أهان مذبح الله. وكان
وسطهم رجل لابس كتان = الكتان هو ما يلبسه الكهنة علامة البر والقداسة. ودواة
الكاتب على جانبه = هذا المنظر هو منظر المحامين القدماء. فمن هو هذا الشخص البار
الذى يدافع عن البشر؟ ليس هو إلا السيد المسيح الشفيع لدى الآب. وهو هنا قد جاء
لينقذ خاصته من سيف العدالة الإلهية. ولاحظ أن الله إستدعى الملائكة ولكنه لم
يستدعى هذا الشخص. ولكننا نسمع وقال له الرب = هذه تساوى قال الرب لربى مز 110: 1.
وكان طلب الرب من هذا الشفيع أن يضع سمة على جباه الذين يئنون على الرجاسات = وهذا
هو نفس ما حدث فى رؤ 7: 1 – 3. والعجيب أن كلمة سمة فى اللغة الأصلية تعنى علامة
لها شكل صليب. فى هذا إشارة لإنقاذ المسيح للأبرار بدم صليبه، وهذا ما تم فى أن
خروف الفصح أنقذ من الموت من صبغ أبوابه به. لقد عبر ملاك الموت عن البيوت التى
صبغت أبوابها بدم خروف الفصح وهنا فالملائكة المهلكون سيعبروا دون أن يهلكوا مَن
عليه السمة التى وضعها الرب. دواة كاتب = المحامى يحتاج لدواة ليكتب بها أوراق
دفاعه عن المتهم، أما ربنا يسوع فدواته هى دماء جراحه التى يضع بها سمة على جباه
عبيده المؤمنين، وهذه العلامة هى بشكل غير مرئى لنا الآن، لكنها مرئية أمام
الملائكة المهلكين. ونفهم أن الروح القدس الذى ختمنا به أف 1: 13 هو من إستحقاقات
دم المسيح. فمن هو ممتلئ من الروح القدس كالعذارى الحكيمات سيكون هنا ظاهراً أمام
الملائكة، فالروح القدس هو نار لا نراها نحن، بل يراها الملائكة، وهم سيعبروا دون
أن يهلكوا من لا يطفئ الروح الذى فيه، أى حافظ على السمة التى أخذها 1تس 5: 19
والروح القدس قيل عنه أنه كاتب مزمور 45: 1. ويكون الرجل الذى دواة الكاتب على
جانبه، هو المسيح الذى إذ طعن فى جانبه خرج دم وماء. الدم الذى يقدس، والماء رمز
للروح القدس الذى سنختم به فى سر الميرون.. لكن على كل مؤمن أن يضرم هذه الموهبة
حتى لا تنطفئ 2تى 1: 6 وإذا إنطفأت تضيع السمة، ويكون مع العذارى الجاهلات. والرب
لم يستدع هذا الشخص اللابس الكتان، بل فى قوله قَرِب وكلاء المدينة = هو قول الآب
للإبن أن يغير خطة العمل لهؤلاء الملائكة(أليست يده تحت أجنحتهم 1: 8) أى هو الذى
يحملهم ويحركهم وهو رأسهم لذلك نراه الأن فى وسطهم = فى وسطهم رجل لابس كتان.
ولاحظ أن الله دائماً ينقذ خاصته كما أنقذ لوط وإبنتيه، ونوح وعائلته. وطالما
فهمنا أن السمه هى الإمتلاء من الروح القدس (المسيح على جانبه دواة كاتب أى يرسل
الروح القدس للمؤمنين) فمن يمتلئ أى تكون له هذه السمة لن ينجو فقط من الضربات، بل
تكون له تعزية وسلام وسط الضيقات. ولكن هذه السمة لمن يتنهد على الشرور أى يكرهها
وليس فقط لا يفعلها. ولكن لاحظ قبل هذه الضربات أن مجد إله إسرائيل ينتقل من على
تابوت العهد بين الكاروبين إلى عتبة البيت. وحينما يغادر مجد الله مكاناً يصير هذا
المكان عرضة لكل الضربات. ولاحظ أيضاً طريقة مغادرة مجد الله للمكان فى 9: 3 ثم 10:
18، 19 ثم 11: 22، 23 فالله يغادر المكان الذى أحبه متمهلاً كأنه كاره لهذا، أو
كأنه ينتظر أن يدعوه أحد ليبقى فيبقى. وهكذا يعمل الله مع الناس فهو يغادرهم خطوة
خطوة.

 

و
تأكيدا لتلك الرؤيا وجه الرب تحذيره لخمسة وعشرون شيخا من قيادات شعب أسرائيل
الذين ضلوا الشعب واعملوا القتل في معارضيهم كما نرى ذلك في رؤيا أخرى في أصحاح 11
من نفس السفر.

 

حزقيال
11: 1ثُمَّ رَفَعَنِي رُوحٌ وَأَتَى بِي إِلَى بَابِ بَيْتِ الرَّبِّ الشَّرْقِيِّ
الْمُتَّجِهِ نَحْوَ الشَّرْقِ, وَإِذَا عِنْدَ مَدْخَلِ الْبَابِ خَمْسَةٌ
وَعِشْرُونَ رَجُلاً, وَرَأَيْتُ بَيْنَهُمْ يَازَنْيَا بْنَ عَزُورَ, وَفَلَطْيَا
بْنَ بَنَايَا رَئِيسَيِ الشَّعْبِ. 2فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ آدَمَ, هَؤُلاَءِ
هُمُ الرِّجَالُ الْمُفَكِّرُونَ بِالإِثْمِ, الْمُشِيرُونَ مَشُورَةً رَدِيئَةً
فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ. 3اَلْقَائِلُونَ: مَا هُوَ قَرِيبٌ بِنَاءُ الْبُيُوتِ!
هِيَ الْقِدْرُ وَنَحْنُ اللَّحْمُ! 4لأَجْلِ ذَلِكَ تَنَبَّأْ عَلَيْهِمْ.
تَنَبَّأْ يَا ابْنَ آدَمَ. 5وَحَلَّ عَلَيَّ رُوحُ الرَّبِّ وَقَالَ لِي: قُلْ
هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هَكَذَا قُلْتُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ, وَمَا
يَخْطُرُ بِبَالِكُمْ قَدْ عَلِمْتُهُ. 6قَدْ كَثَّرْتُمْ قَتْلاَكُمْ فِي هَذِهِ
الْمَدِينَةِ وَمَلأْتُمْ أَزِقَّتَهَا بِالْقَتْلَى. 7لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ
السَّيِّدُ الرَّبُّ: قَتْلاَكُمُ الَّذِينَ طَرَحْتُمُوهُمْ فِي وَسَطِهَا هُمُ
اللَّحْمُ وَهِيَ الْقِدْرُ. وَإِيَّاكُمْ أُخْرِجُ مِنْ وَسَطِهَا. 8قَدْ
فَزِعْتُمْ مِنَ السَّيْفِ, فَالسَّيْفُ أَجْلِبُهُ عَلَيْكُمْ يَقُولُ السَّيِّدُ
الرَّبُّ. 9وَأُخْرِجُكُمْ مِنْ وَسَطِهَا وَأُسَلِّمُكُمْ إِلَى أَيْدِي
الْغُرَبَاءِ, وَأُجْرِي فِيكُمْ أَحْكَاماً. 10بِالسَّيْفِ تَسْقُطُونَ. فِي
تُخُمِ إِسْرَائِيلَ أَقْضِي عَلَيْكُمْ فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.
11هَذِهِ لاَ تَكُونُ لَكُمْ قِدْراً وَلاَ أَنْتُمْ تَكُونُونَ اللَّحْمَ فِي
وَسَطِهَا. فِي تُخُمِ إِسْرَائِيلَ أَقْضِي عَلَيْكُمْ 12فَتَعْلَمُونَ أَنِّي
أَنَا الرَّبُّ الَّذِي لَمْ تَسْلُكُوا فِي فَرَائِضِهِ وَلَمْ تَعْمَلُوا
بِأَحْكَامِهِ, بَلْ عَمِلْتُمْ حَسَبَ أَحْكَامِ الأُمَمِ الَّذِينَ حَوْلَكُمْ.

 

هذا
الإصحاح ينهى الرؤيا التى رآها النبى إبتداء من الإصحاح الثامن، وفيه رسالتين
الأولى رسالة غضب ضد الباقين فى أورشليم وفى وقاحة إفترضوا أنهم لن يسقطوا.
والثانية رسالة تعزية لهؤلاء الذين حملوا إلى السبى مع وعود رحمة. والأولى تحمل
قضاء الله المنتظر وهو يخالف حالة الأمان الزائف الذى يشعرون به، والثانية تحمل
وعود بالرحمة عكس حالتهم الراهنة فى بؤسهم.

 

كم
كان النبى خاضعاً لعمل الروح، لذلك كان يرى كل ما يريده الروح أن يراه. ال25 رجلاً
= هؤلاء كانوا غير ال25 الآخرين (8: 16) فهؤلاء ال25 كانوا رؤساء الشعب فمدينة
أورشليم كانت مقسمة إلى 24 حى لكل حى رئيس، ولهم جميعاً رئيس (الإجمالى 25 رجلاً)
أما أولئك ال 25 فى (8: 16) فكانوا كهنة. وهؤلاء الرؤساء مدانين بالفساد والظلم،
ويقسون الشعب فى خطاياهم، ويعطون الشعب مشورة شريرة، أن يتغاضى عن إنذارات
الأنبياء ويتمردوا على ملك بابل عكس ما كان يطلب منهم أرمياء النبى. وقد تعرف
النبى على إثنين منهم بالإسم، ربما لشهرتهم وأنه كان يعرفهم من قبل. وكانوا يقولون
ما هو قريب بناء البيوت = هى كلمة سخرية من نبوات أرمياء ونبوات حزقيال بخراب
المدينة، ومعنى قولهم أن المدينة لن تخرب قريباً، وبالتالى لن نعيد بناء بيوتنا
قريباً، وهذا أمان زائف فيه إستهتار وإستغلال لطول أناة الله. هى القدر ونحن اللحم
= سبق أرمياء وتنبأ بأن أورشليم كالقدر أر 1: 13 وسوف تخرب، وتهكم الشعب عليه،
وصنع من نبوتة نكتة يرددونها قائلين نعم أورشليم هى القدر، ولكننا نحن فى داخلها
مثل اللحم داخل قدر محيط به نار، وبداخله ماء مغلى، فمن يستطع أن يمد يده، ومن يمد
يده داخل القدر ستحترق يداه، أى نحن فى أمان كالقدر المحاطة بالنار والقدر هنا
تشير لأسوار أورشليم التى تحميهم، كما أن القدر تحمى اللحم. قد كثرتم قتلاكم =
مشورة رؤسائكم وأنبيائكم الكذبة الذين أعطوهم أماناً زائفاً كانت هى السبب فى
زيادة عدد القتلى، فهؤلاء الرؤساء إشاروا عليهم بعدم التسليم لملك بابل بحسب مشورة
أرمياء الذى طلب التسليم له. قتلاكم.. هم اللحم وهى القدر = الله يستعمل المثل
الذى يرددونه فى سخرية بأن أورشليم هى القدر التى تحمى اللحم فى داخلها. والله
يقول نعم وسيكون هكذا، فالقتلى سيكونون كذبائح يوضع لحمها داخل القدر. أما الأحياء
أخرجكم من وسطها = من لم يكون كلحم وسط القدر، أى يموت داخل أورشليم، سيخرجه الله
من وسطها ولن تحميه أسوار أورشليم، بل يخرجه للقتل خارجها بالسيف = فالسيف أجلبه
عليكم. ولاحظ أنهم لما أخرجوا الله من بيته، سيخرجهم هو من بيوتهم. وفى تخم
إسرائيل أقضى عليكم = البابليين ساقوا رؤسائهم إلى ربلة على الحدود حيث ملكهم
نبوخذ نصر وهناك ذبحوهم (راجع إتمام هذا فى 2مل 25: 18 – 21.

ولاحظ
القوة المصاحبة للنبوة أن فلطيا مات = وهناك إحتمالين:

1-)
أن يكون فلطيا مات فوراً، ثم وصلت النبوة لأورشليم، ويكون هذا إنذار بأن بقية
النبوة ستتم. وموت فلطيا يكون علامة على صدق النبوة.

2-)
أن موت فلطيا تم بعد وصول النبوة لأورشليم ليكون هذا إنذاراً لهم.

ونلاحظ
أن الله يسمح بأحكام صعبة كموت فلطيا حتى يرتدع الباقين، كما حدث مع حنانيا وسفيرة.
وأنظر لمحبة النبى الذى لم يهتم أن نبوته لها هذه القوة، بل بكى متشفعاً فى شعبه.

 

من
جهة أخرى نقول:

 

رأى
النبى سابقاً شر أورشليم والآن يرى الهلاك المعد. هنا نرى دور الملائكة فى تنفيذ
الدينونة. فالنبى رأى ستة ملائكة بيدهم ألاتهم المهلكة ورأى الرب يغادر مكانه إلى
عتبة البيت. ورأى شخص أُمِر أو أُرسِلَ ليضع سمة على جباه الأتقياء لتحفظهم من
الضربات. فضربات الله محسوبة وهى ليست عشوائية، وليست على الكل.

 

الضربات
كانت على الشيوخ أولاً أى الكهنة = إبتدئوا من مقدسى (قارن مع 1بط 4: 17، 18) فمن
يعرف أكثر يطالب بأكثر. والأمر هنا أن تكون الضربات بلا شفقة. ولكن الذين كان لهم
السمة لا يمسوا. وهذا ما تم مع أرمياء النبى مثلاً، فلقد أكرمه ملك بابل جداً.
وملك بابل كما عرفنا هو العدة المهلكة ولكنها ليست موجهة لخاصة الله من الشعب.
والضربات بدأت بالكهنة فهم المسئولين عن إفساد الشعب. وبدأت بالهيكل الذى دنسوه،
فهذه الضربات إذن هى للتطهير. وهنا وقف النبى فى موقف الشفيع لقلبه الحانى على
شعبه. ومن رحمة الله أنه يقبل مناقشة عبيده له. ولكن الأرض كانت قد إمتلأت جنفاً =
أى إنحراف وفساد وخطية، ولم يعد هناك من يستحق الرحمة، فهناك شروط لقبول الشفاعة
(كشفاعة النبى هنا)، ولكن هذه الشروط لم تكن متوفرة فى هذا الشعب الفاسد. ولاحظ أن
الملائكة المخربين لم يقدموا تقريراً عن عملهم لله، فهى أخبار سيئة، وليست سارة
لهم ولا لله نفسه ولا للنبى. وهى لم تحدث بعد. أما المسيح فبشر الآب وسمع النبى
البشارة أنه وضع ختمه على من يستحق.

بقية
إسرائيل = المقصود أورشليم ويهوذا، فالمملكة الشمالية (إسرائيل) كانت قد أنتهت من
عشرات السنين فى سبى أشور سنة 722 ق م وأصبح إسم إسرائيل يطلق على يهوذا

 

الحرب المقدسة على المديانيين

عدد
31: 17

فالآن
اقتلوا كل ذكر من الاطفال.وكل امرأة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها.

 

و
قبل ان نتكلم حول تفسير هذا النص يجب ان نفهم سياق النص اولا ومن هم الذين
سيُقتلوا من قبل بنى اسرائيل لنرى هل صحيح ما تجناه هؤلاء الجهال على كتاب الله
المقدس ام لا!

 

كانت
هذه الحرب المذكورة فى هذا الاصحاح حربا ضد المديانيين وفى العدد الثانى والثالث
من الاصحاح يقول “انتقم نقمة لبني اسرائيل من المديانيين ثم تضمّ الى قومك،
فكلم موسى الشعب قائلا.جرّدوا منكم رجالا للجند فيكونوا على مديان ليجعلوا نقمة
الرب على مديان”. فالمفهوم من هنا هو ان هذه الحرب هى نقمة للرب وليس اعتداء
على حق الأخر. ونجد هذا واضحا فى الاصحاح 25، فيقول:

 

17
ضايقوا المديانيين واضربوهم

18
لانهم ضايقوكم بمكايدهم التي كادوكم بها في امر فغور وامر كزبي اختهم بنت رئيس
لمديان التي قتلت يوم الوبإ بسبب فغور.

 

المديانيين
هم نسل إبراهيم من خطورة وهم كانوا قبائل متعددة فمنهم جزء عاش جنوب كنعان وهؤلاء
كان منهم يثرون حمى موسى وهؤلاء طلبوا على عبادتهم للرب ولكن كان هناك جزء عاش شرق
كنعان وإنحدر هؤلاء للوثنية فكانوا أعداء لله وهم غالباً أصحاب التحالف النجس مع
الموآبيين ضد الشعب الذين تحالفوا وتآمروا لتنفيذ مشورة بلعام. وفى هذه الحرب ضرب
الشعب جزء من هذه القبائل فالمديانيين ظهروا بعد ذلك وضايقوا الشعب. لذلك كلمة
ملوك مديان هنا تعنى رؤساء مديان كما جاء فى (يش 21: 13)

وهذه
الحرب ضد مديان لم تكن فى مخطط الحروب التى سيدخلها الشعب لإمتلاك الأرض بل هى حرب
أمر بها الرب فى (17: 25) نتيجة الخطية. وهكذا فنحن ندخل معارك لا لزوم لها بسبب
الشهوات. ولأن هذه الحرب هى حرب روحية فلم يُذكر أن يشوع قائد الشعب فيها لكن ذكر
أن الذى قاد هذه الحرب هو فينحاس. ومادام القائد كاهناً فهدف الحرب هو إزالة العار
الذى نشأ عن الخطية، هذا على الرغم من أن يشوع الذى سيخلف موسى ربما كان قائداً
لهذه الحرب إلا أن ذكر فينحاس وعدم ذكر يشوع يعطى فكرة عن أن هذه الحرب هى ضد
الخطية. كما أننا لا نسمع عن أسلحة سيوف ورماح.. الخ بل أن الأسلحة المستخدمة هى
أمتعة القدس على الرغم أنه لا حرب بدون سيوف لكن عدم ذكرها أيضاً يعطى هذا المفهوم
أنها حرب روحية. وفينحاس هو الذى غار غيرة الرب. إذاً هى حرب للرب أيضاً وهى قائد
هذه الحرب الحقيقى لأننا نجد أن فينحاس أخذ معه الأوريم ليعرف مشورة الرب. ولأن
الرب هو قائد هذه الحرب فلم يقتل منهم أحد الذين أعطيتنى حفظتهم ولم يهلك منهم أحد
إلا إبن الهلاك (يو12: 17). والمعركة لم تكن معركة بسيطة فالعذارى المسببات كن 32.000

 

ونلاحظ
أن هذه الحرب لم تكن تقليدية فموسى لم يرسل للمديانيين عارضاً عليهم أى عرض سلام
ورفضه المديانيين. فالمديانيين هنا أشرار نعلن الحرب ضدهم ولا سلام مع الشرير
(راجع تث 10: 20). فالبشر لا تفاوض معهُ بل علينا أن نعلن الحرب ضده فهو لن يرحمنا.

ولاحظ
ان الله قال لموسى نقمة إسرائيل وموسى قال نقمة الرب (آيات 3،2) إذاً هى نقمة واحدة
بسبب وحدة اله مع شعبه.

إذاً
هى حرب تقديس غايتها إبادة العثرة التى حطمت الشعب. لم يكن هدف الحرب هجومياً ولا
سلب غنائم لكن قتل الذين إنصاغوا لكلمات بلعام. وهذا إشارة إلى ضرورة بتر العثرة
فى حياة المؤمنين.

 


المديانيون (رج 10: 29- 36) هم شعب قبلي أقام شمالي خليج العقبة وذكرته التوراة
مرارًا. لم يكن بنو إسرائيل على علاقة طيّبة بهم، وإن تزوّج موسى بامرأة منهم (خر
16: 2-21).


“ترسلون ألفًا”. نحن نعرف أنّ القبائل تختلف عدة وعددًا، فكيف ترسل كلّ
قبيلة ألفًا؟ نحسّ أنّنا أمام خبر يريد به الكاتب أن يدلّ على مساواة القبائل في
القيام بالأعمال الحربية.


أرسلهم ومعهم فنحاس. هذه الحرب حرب مقدّسة، ولهذا لا يقود بنو إسرائيل لا موسى ولا
يشوع، بل فنحاسُ رئيس الكهنة. فنحاس (7: 25) اسم مصري معناه العبد (الفاء هي
للتعريف كالهاء في العبرانية، وأل في العربية).


ملوك مديان الخمسة. نقرأ هذه الأسماء في يش 13: 21- 22، ونفهم أنّهم حلفاء سيحون.
نعرف منهم صورًا وقد قال عنه سفر العدد (25: 15) إنّه رئيس عشيرة من عشائر مديان.
لقد دأب التقليد الكتابي على المبالغة في تصوير قوّة الأعداء ليدلّ على قدرة الله
وشعبه للتغلّب عليهم.

وقتل
بلعام بن بعور. إنّ قرب قصّة بلعام من حادثة بعل فغور جعلت الكاتب يستنتج أنّ
بلعام مسؤول عن خيانة بني إسرائيل لربّهم وأنّه يستحقّ القتل. هذا هو أساس سمعة
بلعام الفاسدة كما نقرأها في سفر يهوذا (آ 11).


غضب موسى، لأنّ المحاربين جاؤوا معهم بالنساء والأطفال، فأصرّ عليهم أن يفعلوا بهم
كما فعلوا بالمحاربين. هكذا سيفعل شاول مع بني عماليق.


كلّ من قتل نفسًا، كلّ من لمس قتيلاً. لقد أمر موسى كلّ من تنجّس أن يبقى خارج
المحلّة سبعة أيّام. يتطهّر هو وتتطّهر معه الأسلاب والمغانم.

 

كان
المفروض أن يقتلوا النساء اللواتى كن سبباً فى سقوطهم وكان المسموح لليهود أن يكون
لهم جوارى وكان يمكن لهم أن يتزوجوا منهم.

 

حرق
المدن والحصون حتى لا يعودوا يسكنون فيها بعد ذلك. والمعنى الروحى هو تنظيف القلب
تماماً من الشر حتى لا نعود إليه.

 

حسب
الناموس فالزانية والزانى كلاهما يقتلان وقد قتل الله الزناة من رجال إسرائيل
بالوبأ، وكان يجب قتل الزانيات اللواتى كن سبب عثرة للشعب، لهذا فقد أمر موسى بقتل
كل إمرأة قدمت جسدها للشر للشعب وأعثرته.

 

الذكور
يقتلون لأنه حين يكبر سيحارب الشعب. ويكون أن قتل الذكور والزانيات وحرق المدن لهُ
نفس المعنى قتل كل ما يمكن أن يكون سبباً فى الحرب ضد الإنسان أى رفضه. وايضا
نلاحظ ان الكتاب يأمر بقتل ابناء الزانيات فقط لأنهم ثمرة الخطية، ونلاحظ ذلك فى
العدد 18 اذ يقول: ” لكن جميع الاطفال من النساء اللواتي لم يعرفن مضاجعة ذكر
ابقوهنّ لكم حيّات”

 

كل
هذه الأشياء يجب تطهيرها فهى إستعملت بواسطة الوثنيين أو هى.. مع موتى من قتلى
الحرب. نجد هنا صورة رمزية رائعة لجيش الله الروحى الذى غلب الخطية منطلقاً إلى
السماء (رمزها المحلة وفيها موسى الذى أتوا لهُ بالغنائم) ليستريحوا مع عريسهم
يحملون معهم غنائمهم من ذهب (حياة سماوية) وفضة (كرازة بكلمة الله) وثياب (أجسادنا
التى تقدست فى دم المسيح). والعجيب أن الشريعة حسبت هؤلاء المجاهدين الذين صارعوا
مع الخطية و.. أنهم فى حالة نجاسة، ويلزمهم أن.. ثيابهم فى اليوم السابع ليدخلوا
المحلة. كأن الرب أراد أن يؤكد أن كل المجاهدين مهما بلغت قامتهم الروحية يتعرضون للضعف
وهم محتاجون إلى التستر فى دم المسيح المطهر من كل خطية إنهم وإن حسبوا أبطالاً
لكن دخولهم المحلة (السماء) لن يكون قانونياً إلا خلال المسيح الذى يطهر.

 

هذا
النص الذي يوضح أمر الله للشعب اليهودي بقتال المديانيين دون ان يقرأ ما قبلها أو
كامل الأصحاح ليعرف ما حدث فيه، أذا رجعنا لسفر العدد الأصحاح 22 نجد الآتي:

 

العدد
22: 1وَارْتَحَل بَنُو إِسْرَائِيل وَنَزَلُوا فِي عَرَبَاتِ مُوآبَ مِنْ عَبْرِ
أُرْدُنِّ أَرِيحَا. 2وَلمَّا رَأَى بَالاقُ بْنُ صِفُّورَ جَمِيعَ مَا فَعَل
إِسْرَائِيلُ بِالأَمُورِيِّينَ 3فَزَِعَ مُوآبُ مِنَ الشَّعْبِ جِدّاً لأَنَّهُ
كَثِيرٌ وَضَجَِرَ مُوآبُ مِنْ قِبَل بَنِي إِسْرَائِيل. 4فَقَال مُوآبُ لِشُيُوخِ
مِدْيَانَ: «الآنَ يَلحَسُ الجُمْهُورُ كُل مَا حَوْلنَا كَمَا يَلحَسُ الثَّوْرُ
خُضْرَةَ الحَقْلِ». وَكَانَ بَالاقُ بْنُ صِفُّورَ مَلِكاً لِمُوآبَ فِي ذَلِكَ
الزَّمَانِ. 5فَأَرْسَل رُسُلاً إِلى بَلعَامَ بْنِ بَعُورَ إِلى فَتُورَ التِي
عَلى النَّهْرِ فِي أَرْضِ بَنِي شَعْبِهِ لِيَدْعُوَهُ قَائِلاً: «هُوَذَا شَعْبٌ
قَدْ خَرَجَ مِنْ مِصْرَ. هُوَذَا قَدْ غَشَّى وَجْهَ الأَرْضِ وَهُوَ مُقِيمٌ مُقَابَِلِي.
6فَالآنَ تَعَال وَالعَنْ لِي هَذَا الشَّعْبَ لأَنَّهُ أَعْظَمُ مِنِّي. لعَلهُ
يُمْكِنُنَا أَنْ نَكْسِرَهُ فَأَطْرُدَهُ مِنَ الأَرْضِ. لأَنِّي عَرَفْتُ أَنَّ
الذِي تُبَارِكُهُ مُبَارَكٌ وَالذِي تَلعَنُهُ مَلعُونٌ». 7فَانْطَلقَ شُيُوخُ
مُوآبَ وَشُيُوخُ مِدْيَانَ وَحُلوَانُ العِرَافَةِ فِي أَيْدِيهِمْ وَأَتُوا إِلى
بَلعَامَ وَكَلمُوهُ بِكَلامِ بَالاقَ. 8فَقَال لهُمْ: «بِيتُوا هُنَا الليْلةَ
فَأَرُدَّ عَليْكُمْ جَوَاباً كَمَا يُكَلِّمُنِي الرَّبُّ». فَمَكَثَ رُؤَسَاءُ
مُوآبَ عِنْدَ بَلعَامَ

 

غضب
بالاق ملك موآب من الشعب اليهودي بعد ان أوقع تأديب الرب على الأموريين فقرر أن
يكيد المكيدة للشعب اليهودي كي يتسنى له طرده وأغضاب الرب عليه فأرسل شيوخ مديان
وشيوخ موآب والعرافة الى بلعام الشيخ ليلعن الشعب وكما سنرى في الأصحاحات التالية
ظهر الله لبلعام وطلب منه عدم الرجوع مع شيوخ مديان وموآب فأرسل بالاق له مرة
ثانية فأمره الله بأن يذهب معهم ولكن لا يفعل شئ الا الذي يقوله له الله.

 

ذهب
بلعام مع شيوخ مديان الى بالاق وبدلا من أن يلعن الشعب العبراني كما طلب منه بالاق
بارك الشعب كما أمره الله وقال بلعام لبالاق أنه لا يستطيع أن يتصرف من نفسه وانما
وفقا لما امره به الله.

بعد
هذا رأي المديانيين ان الوسيلة الوحيدة لأغضاب الله على الشعب العبراني هو أن
يجروه الى الزنا والى العبادات الوثنية فيحمى غضب الرب عليهم وهو ما حدث فعلا
ونراه في الآتي:

 

العدد
25: 1وَأَقَامَ إِسْرَائِيلُ فِي شِطِّيمَ وَابْتَدَأَ الشَّعْبُ يَزْنُونَ مَعَ
بَنَاتِ مُوآبَ. 2فَدَعَوْنَ الشَّعْبَ إِلى ذَبَائِحِ آلِهَتِهِنَّ فَأَكَل
الشَّعْبُ وَسَجَدُوا لِآلِهَتِهِنَّ. 3وَتَعَلقَ إِسْرَائِيلُ بِبَعْلِ فَغُورَ.
فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلى إِسْرَائِيل.

 

و
نتيجة لهذه الأفعال والزنا الذي انتشر أنتشر الوباء في الشعب العبراني ومات منهم
العديدين نتيجة لتلك المكيدة من المديانيين وطلب الله من النبي موسى توقيع عقوبة
الأعدام على الرؤساء الذين عبدوا بعل فغور ونتيجة لذلك توقف الوباء الذي حصد أرواح
أربعة وعشرين ألفا.

 

العدد
25: 9وَكَانَ الذِينَ مَاتُوا بِالوَبَإِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلفاً.

 

و
لهذا طلب الرب من موسى أن ينتقم من المديانيين لأن عين بعين وسن بسن في القتل ولأن
سافك دم الأنسان بيد الأنسان يسفك دمه كما تقول الشريعة ولأن المديانيين تسببوا في
زناهم وعبادتهم لبعل فغور بضلال الشعب العبراني وأنتشار الوباء فيه مما تسبب في
وفاة الآلاف السابق ذكرها.

 

لهذا
نجد الآتي في الأصحاح 25

 

العدد
25: 1 6ثُمَّ قَال الرَّبُّ لِمُوسَى: 17«ضَايِقُوا المِدْيَانِيِّينَ
وَاضْرِبُوهُمْ 18لأَنَّهُمْ ضَايَقُوكُمْ بِمَكَايِدِهِمِ التِي كَادُوكُمْ بِهَا
فِي أَمْرِ فَغُورَ وَأَمْرِ كُزْبِي أُخْتِهِمْ بِنْتِ رَئِيسٍ لِمِدْيَانَ التِي
قُتِلتْ يَوْمَ الوَبَإِ بِسَبَبِ فَغُورَ».

 

 

لقد
وقع الله العقوبة على المديانيين كنتيجة للمكيدة والضلال التي فعلوها بعبادة بعل
فغور وتسببهم نتيجة لذلك بالوباء.

و
مع هذا طلب الله الأبقاء على أطفال المديانيين وكان عددهم في حدود 32 ألف من ما هم
دون الخمسة عشر عاما فكبروا وتربوا بين الشعب العبراني فقد طلب الله الأبقاء على
العذارى والأطفال وبأخذ أن متوسط سن الزواج في القديم كان أربعة عشر عاما أذا
فيكون العذارى المقصود بهم من هم أقل من تلك السن أي مادون الخامسة عشر.

لأن
الله يعلم جيدا أن هؤلاء الأطفال سيشبون بطريقة لا تغضبه أذا أبتعدوا عن رجاسات
أهلهم.

 

السامرة والسبى الاشورى

هو
13: 16 تجازى السامرة لانها قد تمردت على الهها.بالسيف يسقطون.تحطم اطفالهم
والحوامل تشقّ

 

الحقيقة
يستخدم البعض تلك الآيات من سفر هوشع ولا يعرف لا معناها ولا ماتشير أليه

الله
دائما في العهد الكتاب المقدس يعبر عن العلاقة بينه وبين شعبه بعلاقة الرجل
وامرأته وعندما يضل الشعب وراء الآلهة الوثنية الأخرى كان يقول الكتاب المقدس
دائما هذا التعبير زنى الشعب وراء آلهة غريبة والنص الذي يعرضه البعض يشير الى
عقاب السامرة التي كانت في مملكة يهوذا وأبناؤها وأطفالها المشار أليها هنا هم
نتائج خطاياهم وعباداتهم ولا يفهم منها المعنى الحرفي للكلام كما يظن البعض

المعنى
المقصود من وراء الآية ليس المعنى الحرفي وأنما المقصود به نهاية العبادة الوثنية
التي أنتشرت في السامرة وأولادها التي هي الخطية فالكتاب يقول:

 

يعقوب
1: 15 ثم الشهوة اذا حبلت تلد خطية والخطية اذا كملت تنتج موتا

 

سفر
هوشع يتكلم كله بهذه اللغة الرمزية السابق شرحها ونجده في الآتي:

 

هوشع
2: 1 «قُولُوا لإِخْوَتِكُمْ «عَمِّي» وَلأَخَوَاتِكُمْ «رُحَامَةَ». 2حَاكِمُوا
أُمَّكُمْ حَاكِمُوا لأَنَّهَا لَيْسَتِ امْرَأَتِي وَأَنَا لَسْتُ رَجُلَهَا
لِتَعْزِلَ زِنَاهَا عَنْ وَجْهِهَا وَفِسْقَهَا مِنْ بَيْنِ ثَدْيَيْهَا
3لِئَلاَّ أُجَرِّدَهَا عُرْيَانَةً وَأَوْقِفَهَا كَيَوْمِ وِلاَدَتِهَا
وَأَجْعَلَهَا كَقَفْرٍ وَأُصَيِّرَهَا كَأَرْضٍ يَابِسَةٍ وَأُمِيتَهَا
بِالْعَطَشِ. 4وَلاَ أَرْحَمُ أَوْلاَدَهَا لأَنَّهُمْ أَوْلاَدُ زِنًى. 5«لأَنَّ
أُمَّهُمْ قَدْ زَنَتِ. الَّتِي حَبِلَتْ بِهِمْ صَنَعَتْ خِزْياً. لأَنَّهَا
قَالَتْ: أَذْهَبُ وَرَاءَ مُحِبِّيَّ الَّذِينَ يُعْطُونَ خُبْزِي وَمَائِي
صُوفِي وَكَتَّانِي زَيْتِي وَأَشْرِبَتِي. 6لِذَلِكَ هَئَنَذَا أُسَيِّجُ
طَرِيقَكِ بِالشَّوْكِ وَأَبْنِي حَائِطَهَا حَتَّى لاَ تَجِدَ مَسَالِكَهَا.
7فَتَتْبَعُ مُحِبِّيهَا وَلاَ تُدْرِكُهُمْ وَتُفَتِّشُ عَلَيْهِمْ وَلاَ
تَجِدُهُمْ. فَتَقُولُ: أَذْهَبُ وَأَرْجِعُ إِلَى رَجُلِي الأَوَّّلِ لأَنَّهُ
حِينَئِذٍ كَانَ خَيْرٌ لِي مِنَ الآن.

 

الأم
هنا مقصود بها الشعب اليهودي الذي خان الرب.

 

9«هَلاَكُكَ
يَا إِسْرَائِيلُ أَنَّكَ عَلَيَّ عَلَى عَوْنِكَ. 10فَأَيْنَ هُوَ مَلِكُكَ
حَتَّى يُخَلِّصَكَ فِي جَمِيعِ مُدُنِكَ؟ وَقُضَاتُكَ حَيْثُ قُلْتَ: أَعْطِنِي
مَلِكاً وَرُؤَسَاءَ؟ 11أَنَا أَعْطَيْتُكَ مَلِكاً بِغَضَبِي وَأَخَذْتُهُ
بِسَخَطِي. 12«إِثْمُ أَفْرَايِمَ مَصْرُورٌ. خَطِيَّتُهُ مَكْنُوزَةٌ. 13مَخَاضُ
الْوَالِدَةِ يَأْتِي عَلَيْهِ. هُوَ ابْنٌ غَيْرُ حَكِيمٍ إِذْ لَمْ يَقِفْ فِي
الْوَقْتِ فِي مَوْلِدِ الْبَنِينَ.

 

في
هذا الإصحاح نرى أن الخطية سببت الموت والله يقدم نفسه كملك حقيقي قادر أن يقيمنا
من الموت. ومن أول الاصحاح والله يتكلم عن كرهه للخطية وانه لن يرضى بالخطية ابدا،
ففى العددين السابع والثامن نرى ان الله يقول: “فاكون لهم كاسد.ارصد على
الطريق كنمر. اصدمهم كدبة مثكل واشق شغاف قلبهم وآكلهم هناك كلبوة يمزقهم وحش
البرية”. الله القدوس يقف أمام الخطية في حزم وفي مرارة نفس فكم يشق على الله
أن يكون كأسد ضد أولاده وكنمر يرصد على الطريق ليفترسهم والمعنى أن الله سيعاقبهم
على كل خطية. ولأن الخطايا إزدادت جداً فهو أخذ يرصد عليهم كل خطية لهم وسيصدمهم
كدبة مثكل = وبذلك تزداد نكباتهم وحشية وقسوة وسيشعرهم الله بالغيظ الذي أغاظوه به
= أشق شغاف قلوبهم ولقد ارتفعت قلوبهم لكن الله سوف يتخذ معهم طريقة فعالة = أشق
شغاف قلوبهم. ولقد ارتفعت قلوبهم لكن الله سوف يتخذ طريقة فعالة ليذلها = يمزقهم
وحش البرية فمن يسئ إلى الله ويزداد في فجوره يتحول له الله من راعٍ محب لوحش
مفترس.

 

 في
بداية الإصحاح قال ” ولما أثم ببعل مات” هذه هي مشكلة الإنسان فبعد أن
خلقه الله على أكمل وجه اختار طريق الخطية والموت ” أنا أختطفت لي قضية
الموت” ولم يكن هناك ملك يخلصه كما قال في آية (10) من هذا المصير المظلم
المحتوم. ولكن المسيح الملك المرفوض من اليهود بفدائه على الصليب نزع عنّا سلطان
الموت. وهنا نجد الله يعطي للإنسان وعداً بهذا = من يد الهاوية أفديهم من الموت
أخلصهم = فالله لم يخلص شعبه من السبي فقط، بل هو يعد هنا بأن يخلص الإنسان عموماً
من الموت فهو بموته داس الموت وبقوة حياته الأبدية حين مات بالجسد ابتلع الموت فهو
بموته داس الموت وبقوة حياته الأبدية حين مات بالجسد ابتلع الموت وبعد أن كان
الموت مخيفاً مرعباً صار مجرد انتقال في انتظار أمجاد الحياة الأبدية، ولذلك يتهلل
النبي ومن ورائه بولس الرسول مردداً أين أوباؤك يا موت أين شوكتك يا هاوية (1كو55:
15) وهذه الآية مترجمة في ترجمات أخرى “وأكون هلاكك أيها الموت أو أكون وباؤك
أيها الموت وأكون خرابك أيتها الهاوية” بمعنى أن صليب المسيح كان كالوباء
المدمَّر للموت وللهاوية وحين يرى المؤمن هذا يسخر من الموت قائلاً أين شوكتك =
شوكة =
STING هي حُمة العقرب أو لسعة العقرب المميتة التي تضع السم في جسم من
تلسعه. صار الموت كعقرب ولكن بدون حُمة. وعمل الله هذا ثابت ومقرر وبدون ندامة ولا
تغيير في وعده = تختفي الندامة عن عيني = أي لا أتراجع فيما وعدت به. وآية (15)
كلمة أفرايم تعني مثمر= وأن كان مثمراً بين أخوته. وافرايم هي إشارة لإسرائيل.
ولكن بسبب أنهم رفضوا المسيح الحقيقي وقبلوا ضد المسيح ستأتي ريح شرقية عليه. وهي
ريح مضرة قوية جداً تتلف وتخرب جميع أملاكهم. وهذا تحقق في السبي الآشوري لمملكة
العشرة أسباط أي إسرائيل. وهذا السبي أتي عليهم من الشرق، وهذا الهجوم حطَّم
إسرائيل تماماً، كما هو موصوف هنا والسبب في (16) لأن السامرة تمردت على إلههاً ولكن
هذا الوعيد سيتكرر ثانية في نهاية الأيام ويخرب مجدهم كله الذي فرحوا به لقبولهم
ضد المسيح.

 

ان
هذه الايات تتكلم بوجهين الوجه الاول وهو ما حدث للسامرة فعلا حين تمردت على ألهها
فى الماضى فسقطت فى يد اعدائها فى وقت السبى الاشورى لمملكة اسرائيل. وسيتكرر مرة
أخرى فى اخر الايام لمن لم يؤمن منهم بالمسيح، وفى هذا السبى الاشورى لمملكة
اسرائيل نقرأ ما يصفه لنا الخورى بولس فغالى عن حالة اسرائيل فيه:

 

الوضع الاقتصادى

كان
السفَر متعباً. مسيرة على الأقدام أو في عربات. 1200 او1300 كلم تفصل أورشليم عن
بابل. طعام غير كافٍ. جوع وعطش، معاملة قاسية من قبل الجنود. وحين وصل المنفيون،
أقاموا أولاً في مخيّمات مع حرّاس يناصبونهم العداء. هذا ما يشير اليه مز 137: على
أنهار بابل هناك جلسنا، فبكينا.. هناك طلب منا الذين سبونا أن ننشد لهم، والذين
عذّبونا أن نفرّحهم. قالوا: “أنشدوا لنا أناشيد صهيون” (آ 1- 3).

 

الوضع الدينى

كيف
كانت الحياة الدينية في هذه الجماعة؟ لم يعد هناك من هيكل، اذن لا تقدّم ذبائح.
ولكن كانت اجتماعات صلاة. اخذ المؤمنون منذ ذلك الوقت يقرأون معاً أسفار الشريعة
ويفسّرونها في ما سيسمّى فيما بعد “المجامع”. وفي ذلك الوقت بدأ اليهود
يعطون أهمية جوهرية لاثنتين من ممارساتهم الدينية: السبت والختان

 

كان
هذا الوضع الذي صوّرناه سيدوم طويلاً لو لم يتبلبل التوازن السياسي في الشرق
الأوسط بأحداث غير متوقّعة جاءت من هضاب ايران فى صعود كورش

 

(العهد
القديم مع الاباء والانبياء, القسم الثالث من المنفى الى المسيح,الفصل26 الاطار
التاريخى: الخورى بولس فغالى)

 

بعد
هذا العرض اعتقد من الواضح الان انه لم يقل مفسر بأن شق بطون الحوامل هو عقاب فعلى
وانما عقاب أدبى فى زمن المنفى فلا يقصد الكتاب حرفية تنفيذ العقاب كما هو بل انه
بشكل عام سقوط اسرائيل والتعرض للقسوة الاقتصادية والدينية بالاضافة الى معاملتهم
كأسرى خارج بلادهم بالاضافة الى الأسى الشديد لبعدهم عن بلادهم. فليس معنى شق بطون
الحوامل هو ان هذا حدث بالفعل فى السبى الاشورى او ان هذا سيحدث فى الايام الاخيرة.
بل كما رأينا المغزى من هذه الايات الذى تحقق واوردناه فى سرد الخورى بولس الفغالى
لأحوالهم فى السبى الاشورى.

 

ليس
ألهنا هو أله الحرب والعنف والاجرام هذا بل ألهنا هو أله الرحمة والمحبة والتسامح
والعفو

 

خر
20: 6 اصنع احسانا الى الوف من محبيّ وحافظي وصاياي.

 

تث1:
31 في البرية حيث رأيت كيف حملك الرب الهك كما يحمل الانسان ابنه في كل الطريق
التي سلكتموها

 

تث5:
24 هذا اليوم قد رأينا ان الله يكلم الانسان ويحيا

 

تث
7: 8 من محبة الرب اياكم وحفظه القسم الذي اقسم لآبائكم اخرجكم

 

تث
7: 13 ويحبك ويباركك ويكثرك ويبارك ثمرة بطنك وثمرة ارضك

 

تث
8: 5 فاعلم في قلبك انه كما يؤدب الانسان ابنه قد ادبك الرب الهك.

 

تث
10: 15 ولكن الرب انما التصق بآبائك ليحبهم

 

تث
10: 18 الصانع (اى الله) حق اليتيم والارملة والمحب الغريب ليعطيه طعاما ولباسا.

 

اي
7: 17 ما هو الانسان حتى تعتبره وحتى تضع عليه قلبك

 

اي
16: 21 لكي يحاكم الانسان عند الله كابن آدم لدى صاحبه.

 

اي
34: 21 لان عينيه على طرق الانسان وهو يرى كل خطواته.

 

مز
37: 23 من قبل الرب تتثبت خطوات الانسان وفي طريقه يسرّ.

 

مز
63: 3 لان رحمتك افضل من الحياة.شفتاي تسبحانك.

 

مز
103: 13 كما يترأف الاب على البنين يترأف الرب على خائفيه.

 

مز
104: 14 المنبت (اى الله) عشبا للبهائم وخضرة لخدمة الانسان لاخراج خبز من الارض

 

مز
107: 8 فليحمدوا الرب على رحمته وعجائبه لبني آدم

 

مز
119: 165 سلامة جزيلة لمحبي شريعتك وليس لهم معثرة.

 

مز
145: 20 يحفظ الرب كل محبيه ويهلك جميع الاشرار.

 

ام
3: 1 يا ابني لا تنس شريعتي بل ليحفظ قلبك وصاياي.

 

ام
20: 27 نفس الانسان سراج الرب

 

ام
23: 26 يا ابني اعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي.

 

مرا
3: 22 انه من احسانات الرب اننا لم نفن.لان مراحمه لا تزول.

 

هو
1: 10 عوضا عن ان يقال لهم لستم شعبي يقال لهم ابناء الله الحي.

 

مل
1: 2 احببتكم قال الرب

 

هو
11: 4 كنت اجذبهم بحبال البشر بربط المحبة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى