علم الكتاب المقدس

فشل نظرية داروين



فشل نظرية داروين

فشل
نظرية داروين

فى
الصفحات القليلة القادمة اعرض للبراهين التى ساقها داروين كأدلة على صحة افتراضه
او فلسفته.

اولاً:
فشل نظرية داروين في تفسير أصل الحياة:

يعرف
التطور بصورة عامة على أنه الارتقاء التدريجى لصور أعلى للحياة من صور ادنى (أوطا)
وتفرض هذه النظرية وجود شكل ابتدائى مكون من خلية حية واحدة من المرجح ان تكون قد
نشات بالصدفة نتيجة اتحاد مواد غير حيه ظهرت مصادفة. ومن هذه الخلية نشات بالتدريج
النباتات واللاقويات عديدة الخلية ثم الاسماك والحشرات والحيوانات البرمائية ثم
الزواحف ثم التطوير والثدييات واخيرا الإنسان.. والآن لنتأمل بصدق هذا الرأى هل
يمكن ان تحدث حياة من اتحاد مواد غير حية تم مصادفة؟ واضح ان هناك خللا خطيرا في
هذا الفرض، وهو الفرض الأول لهذه النطرية، لكى يتغلب داروين على هذا الخلل، افترض
بكل بساطة ان الحياة ظهرت لأنه ما هو المقصود بالظروف؟ وإذا كانت قد حدثت في
الماضى، فما الذى يمنع حدوثها الآن؟ وكمحاولة لخلق مادة حية من مواد غير حية، تم
إجراء ىلاف التجارب بواسطة علماء من شتى أنحاء العالم وفي جميع التخصصات، ولكن دون
جدوى او نجاح. بل لقد ثبت ان الخلية التى يطلق عليها خلية بسيطة ليست على الإطلاق،
إذ المعروف انها ميكانيزم
mechanism مدهش ومعقد للغاية، وتتكون من أجزاء عديدة كل منها له اهميته
ووظيفتة. والخلية لها القدرة على التكاثر، فعندما تنمو وتكبر بالقدر الكافى، فأنها
ببساطة تنقسم إلى جزئين كل منهما يحتوى على مكونات الخلية الأصلية، ومن ثم تتكون
خليتان من خلية واحدة كانت موجودة اصلا. ومن اصعب بل ومن المستحيل ان نتصور كيف
يمكن ان ينشا كائن كهذا تلقائيا من مواد غير عضوية بصرف النظر عن ما هى ”
الظروف او مدى بعد الزمن الذى حدثت فيه هذه الواقعة. وهذا القول يعادل تماما قولنا
بأن ناطحة سحاب تكونت تلقائيا من بعض قوالب الطوب والحديد. وحتى أذا تمكننا من
إرجاع بدء الحياة الى نشاة البروتوبلازم، وهو اهم مكونات الخلية الحية فلن يقلل
ذلك من الصعوبة بدرجة تذكر من 14 او اكثر من المركبات الكيمائية، ولم ينجح الكيمائيون
حتى الان في مجرد تخليق تلك المركبات التى تدخل في تكوين البورتوبلازم. ناهيك عن
عملية اتحادها الكامل، واخيرا نفح الحياة في هذا المركب. وعلى فرض اننا توصلنا الى
تحصير كل مكونات الخلية، فهل لو اضفناها الى بعضها تتكون منها خلية حية؟ ولا يرجع
فشل العلماء لنقص محاولاتهم، فقد أجروا الآلاف من التجارب لتخليق البروتوبلازم لكن
النتيجة جاءت فشلا تاما، وذلك بالرغم من المعلومات الغزيرة التى حققتها علوم
الكيمياء والبولوجيا، ومع ذلك فإن انصار نظرية التطور يدعون ان الصدفه العلمياء
نجحت في ذلك الأمر، الذى فشل فيه كل العلماء في وقت ما من الماضى السحيق ومن وجهة
نظر انصار هذه النظرية من الضرورى طبعا قبول نظرية النشوء التلقائى لانها الطريق
الوحيد لتفسير الحياة بعيدا عن الله. وهكذا يتضح ان نظرية التطور قد فشلت في تفسير
أصل الحياة.

 

ثانيا:
فشل فلسفة التطور في أيجاد الدليل الكافى على كيفية حدوث التطور:

لم
تفشل نظرية التطور في تفسير اصل الحياة فقط. بل لقد عجزت أيضا عن أيجاد الدليل
الكافى على كيفية حدوث التطور. وقد اقترحت تفسيرات عديدة عن طريق عدد كبير من
الباحثين والدارسين، ورغم ذلك فإن ميكانيكية عملية التطور لازالت غامضة كما كانت
منذ مئات السنين، بل ويقرر البيولوجيا المعاصرون جهلهم التام بهذا الجزء من
النظرية. أن النظرية داروين في جانبها الخاص بالانتقاء الطبيعى تفيد بأن العدد
اللانهائى من الأنواع والاختلافات التى نلحظها بين افراد الفصلية الواحدة، تجعل
بعضها اكثر ملاءمة للحياة في الصراع من اجل البقاء فتتمكن من البقاء، ومن ثم تنتقل
هذه الصفات الملائمة الى سلالتها في حين تأخذ السلالات الأخرى في الإنقراض. وتعتبر
عملية تكرار انتقال الصفات الملائمة هى المئولة عن التكوين التدريجى لكل صور
الحياة. وقد تبدو هذه الآراء معقولة، ولكن الدراسة التفصيلية المتانية، والمعروفة
بالصفات التكاثرية للنبات والحيوان، قد اوضحت ان الإنتقاء الطبيعى وحده لا يفسر
اصل النوع. فبادئ ذى بدء انه لا فسر اصل الأختلافات الموجوده بين أفراد الفصيلة
الواحدة. وباكتشاف قوانين مندل للوراثة، والتى لم تكن معروفة لداروين مؤسس نظرية
التطور، وضح أن جميع هذه الختلافات انما تتبع انظمة رياضية محددة ولكنها معقدة الى
درجة كبيرة. وقد بينا انه، باستثناء الظروف غير العادية والتى لا توجد في الطبيعة
فان جميع الأختلافات تقع في حدود معينة، وأن بعض الصفات الوراثية يمكن ان تظهر في
فرد دون ان تكون ظاهرة، على الأقل، فى أحد والديه. فقد تكون هذه الصفة في حالة
كمون
latent وغير ظاهرة في الآباء وربما في عدة اجيال سابقة، ولكنها رغم ذلك
موجوده.

 

ثالثا:
قوانين مندل في الوراثة تهدم نظرية التطور:

 أن
العدد غير المحى من التجارب التى قام بها مندل لإثبات قوانينة الوراثية قد ألقى
الكثير من الضوء على مكونات الخلية. فأصبح من المعروف أن جميع الخلايا ليست
متشابهة، ولكنها تختلف بشكل أساسى باختلاف الفصائل الكختلفة. وحتى فى نفس المخلوق
هناك تمايز واختلاف بين خلايا الأجزاء المختلفة من جسمه. وتحتوى كل خلية على عدد
من المكونات، أحدها وربما أهمها هو البروتوبلازم. ومن جهة نظر علم الوراثة. فإن
أهم جزء فى الخلية هو الكروموسات
chromosomes والتى من دراسة نشاط الخلية التكاثرى، تعتبر الحامل للصفات
الوراثية. وكل كروموسوم عبارة عن تركيب كالخيط، وهناك عدد محدد منها فى كل خلية من
خلايا مخلوق ما بصرف النظر عن نوع الخلية وموقعها فى جسم هذا المخلوق. ويعتمد عدد
الكروموسومات فى الخلية على النوع الذى تنتمى إليه هذه الخلية. فخلايا الإنسان
تحتوى مثلاً على 48كروموسوم، غير أن الخلايا التناسلية لكل نوع تحوى فقط نصف العدد
(24 كروموسوم) الذى يميز هذا النوع، وبذلك فعند اتحاد الخلايا الذكرية والأنثوية
تتكون خلية جديدة تحوى العدد الصحيح من الكروموسومات لهذا النوع وهو 24 وقد وجد
عملياً أن أى تغيير يحدث فى خلايا الجسم بتأثير الاستعمال أو بتأثير العوامل
المحيطة لن يكون له أى تأثير على الخلايا التناسيلية ومن ثم لن يؤثر وراثياً. لذلك
فالصفات المكتسبة ليست وراثية، بالإضافة إلى ذلك، فكل النظريات الوراثية الحديثة
تعتبر ضربة مميته لنظريتى داروين ولا مارك. لأن الفرص الضئيلة لتكوين فصائل جديدة
والتى يسببها الإنتفاء الطبيعى ما هى إلا عمليات التحام جديد لعوامل وراثية كانت
موجودة اصلاً فى الآباء. وأن الطفرة التى تظهر فجأة لم تكن سوى صفات مندلية معطلة،
والتى ظهرة فجأة عندما التقى الأبوان الصحيحان.

ثم
نأتى إلى موضوع الأعضاء الضامرة والتى يتردد ذكرها فى بعض الكتب التى يفترض
كاتبوها أن بعض الأعضاء فى الإنسان مثل الزائدة الدودية وبعض الغدد الصماء
والفقرات الملتحمة الموجودة فى نهاية العمود الفقرى وغيرها هى آثار لأعضاء نافعة
فى حيوانات أدنى تمثل مرحلة فى تطور الإنسان فى وقت ما، كان من المعتقد أن عدد مثل
هذه الأعضاء فى الإنسان 180 عضوا. إلا أنه بزيادة المعرفة بفوائد هذه الأعضاء
تضاءل هذا العدد بسرعة إلى حد اعتبار أنه لا توجد الان مثل هذه الأعضاء باعتراف
انصار نظرية التطور أنفسهم.

 أن
النمو المعجزى لأجنة كل المخلوقات الحية هو فى الواقع شهادة بوجود مخطط أعظم. فهو
لا يقوم دليلا على صدق نظرية التطور، بل أنه، على العكس، لا يعطى بأى حال من
الأحوال أى تأييد هذه النظرية ولا لأية نظريات مادية أخرى.

 

رابعاً:
مقاييس العصور الجيولوجية ضد نظرية التطور:

قد
تتردد أحياناً عبارة أن الحفائر الموجودة فى الصخور الرسوبية فى العالم تعطينا الدليل
على صدق نظرية التطور. وذلك لنه فى الطبقات السلفية لتلك الصخور الرسوبية توجد صور
بسيطة للحياة، وكلما اقتربنا من السطح ظهرت صورة لكائنات أرقى وأكثر تعقيداً. وقد
استخدم هذا التدرج، بما يتضمنه من زيادة فى الحجم وزيادة التعقيد، كقاعدة أساسية
للتعرف على الطبقات الجيولوجية وإيجاد العلاقة المتبادلة والربط بينهما، ويعتقد
علماء الجيولوجيا أن الوقت الذى ترسبت فيه هذه الطبقات يرجع إلى مئات الملايين من
السنين، مما يعتبر دليلا قوياً على حدوث التطور فى الماضى. ولو أننا لا نفهم حتى
الان كيفية حدوثه لأن هناك العديد من الصعوبات العلمية الدقيقة، سواء فيما يختص
بمقاييس الأزمنة الجيولوجية، أو بالنسبة للإستنتاجات التى تقوم على أساس تطورى.

وحتى
إذا افترضنا جدلا ان مقاييس العصور الجيولوجية هى مقاييس موثوق بها، فسوف نجد عدة
حقائق ثابتة ضد نظرية التطور ونورد باختصار بعض هذا الحقائق:

1
– ظل الكثير من الفضائل الحيوانية والنباتية كما هى دون أى ” تحور ”
خلال ملايين بل بلايين) السنين، بينما المفروض أنها تمثل العصور الجيولوجية. ومن
المؤكد أن هذا الحال كان يمكن أن ينطبق على الكثير غيرها لو لم يمارس علماء
الحفائر هوايتهم غير الأمنية في إطراء أسماء جديدة لجميع الفضائل الحفرية بصرف
النظر عن مدى التشابه بينها وبين الفصائل الموجودة حاليا. بل أن من بين المخلوقات
التى ظهرت كما هى دون تحور، الحيوانات وحيدة. بل أن من بين المخلوقات التى ظهرت
كما هى دون تحور، الحيوانات وحيدة الخلية والتى من المفروض، حسب نطرية التطور، ان
التطور بدأ بها وهو شئ يصعب فهمه إذا كانت عملية التطور تمثل قانونا عامل في
الطبيعة كما يزعمون.

2
– هناك عدد كبير من الفضائل الحديثة تعتبر بدائية، أقل تطورا، أذا ما قورنت بفصئل
حفرية أخرى، ومن بين هذه الفصائل كل الثدييات: الفيل، النمور، الذئاب، القرود،
الأسود، الخراتيت، افراس النهر، الدببة، حيوان القندس.. وغيرها ذلك أيضاً على
أعداد وفيرة من النباتات المختلفة والحرات والطيور والأسماك والحيوانات البرمانية
والزواحف.

3
– هناك عدد كبير من الفصائل والأنواع ليس لها سجل حفرى، أى ظهرت فجأة ولم يعثر لها
على صور بدائية أو متوسطة، فأين التطور هنا ولنستعرض الآن بعضا من أكثر الأدلة
الحفرية انتشارا عن فكرة التطور، حيث أن هذه الأدلة أو ” البراهين ” هى
عادة تلك التى تصادف هوى عند الطالب المتوسط. وموضوع الحصان هو بالطبع أهم الأمثلة
الجديرة باعتبارة، فتبعا لدعاوى أنصار نظرية التطور يعتبر أقوى إثبات لها، حسنا،
دعنا نر وتدقق في هذا المثال؟، بل وغيره من الأمثلة أيضاً:

أ
– أصل الحصان المشار إليه في كتب نظرية التطور المنتشرة، لا يثبت أى نوع من التطور
خارج حدود الفصائل المختلفة بل داخل حدود الفصلية الواحدة فقط، فأقدم عضو في هذه
العائلة وهو الإبوهيبس “
Eohippus “ لا يعدو أن يكون عضوا في عائلة حصان العصر الحديث “
Equus
“ كما أن جميع هذه
الحيوانات عاشت في عصور جيولوجية متأخرة ووجدت قرب السطح فس ترسيبات غير متصلة
ببعضها. ولم توجد الصور المختلفة فوق بعضها البعض، بل فى مواقع متباعدة، بل وفى
قارات المختلفة، فأين التطور؟

والآن
بعد أن استعرضنا كل هذه المدلولات، لعله من المفيد أن نقول بأن جميع هذه الأجيال
كانت موجودة في نفس الوقت، أى لا يوجد أى نوع من التطور، ربما كأشكال طفرية لنوع
الحصان الذى كان مخلوقا وموجودا في الأزمنة السابقة، أفنقرضت لسبب أو لآخر.

من
كل ذلك يتضح أن موضوع الحصان الذى يعتمد عليه انصار نظرية التطور كمثال قوى، ينقصه
الكثير حتى يكون مقنعا. وتنطبق نفس الإعتراضات على أسلاف الجمل والفيل والحيوانات
الأخرى والتى ينظر إليها في بعض الأحيان كأدلة غير أكيده.

ب
– تبقى بعد ذلك قضية الإنسان الحفرى والذى يصنفه أنصار نظرية التطور ضمن الفصيلة
التى انحدر منها الإنسان الحالى.

ولما
كان هذا الفرض يمثل صعوبة وعقبة أمام قصة الخليقة التى وردت في الكتاب المقدس
والتى نؤمن بها، لذلك يحظى هذا الموضوع باهتمام خاص. ويتضح لنا عند فحص هذه
الآثار، غير المتكاملة والمشكوك فيها، أنها مثال ضعيف جدا لنظرية انحدار الإنسان
من القرد أو حيوانات ما قبل القرد. فقد تم العثور على الآلاف من القرود الحفرية
تنتمى الى فصائل لازالت موجودة او منقرضة. كذلك تم العثور على العديد من الهياكل
الحفرية لإنسان العصر الحديث والتى تلتزم الكتب والمراجع في وقتنا الحاضر الصمت
حيالة بشكل يثير العجب. وكل ما وجد يمكن ان نتصور نسبته إلى فصيلة أدنى بالنسبة
للإنسان فهو عبارة عن قطع عظيمة قليلة. هذه الندرة في الأدلة تكفى وحدها لهدم
النظرية وتقضى تماما على أية فكرة تربط بين الإنسان والقرد.

ج
– لعل أسوأ هذه الآثار هو ” بيتيكا نترويس ايركتاس ” الذى عثر عليه فى
جاوة سنة 1891 – 1892، فقد تكون هذا الأثر من قطعة من قصعة جمجمة وقطعة من عظمة
فخذ أيسر وثلاثة ضروس، ولم توجد هذه الأجزاء مع بعضها بل في مساحة مقدارها 50
قدما، وعثر عليها على مدى عام كامل في قاع نهر قديم مختلطة ببقايا عظام حيوانات
منقرضة، ومع ذلك يعتبرها علماء علم التطور قرينة هائلة تؤكد صدق نظريتهم، فهل يعقل
أن تقوم نظرية أو حتى فلسفة على قرائن واهية هكذا؟ وهل يجوز بعد ذلك أن يتمادى
البعض حتى لينكر وجود الله بسبب هذه النظرية المدمرة؟ لقد عثر في السنوات الخيرة
على أثر في جاوة ظنة بعض العلماء لفترة طويلة من الزمن أنه لإنسان العصر الحديث،
ولكن بمزيد من الدراسة، إتضح أنه بقايا قرد لا تمت للقابا الأخرى بأية صلة. وهكذا
نجد كل يوم أن قرائن نظرية التطور تتحطم بتقديم الأبحاث العلمية.

د
– هناك مجموعة أخرى من الإكتشافات الحفرية توصل أليها العلم دارت
Dart وغيره منذ نحو ستين عامل في جنوب أفريقيا، وقد سميت هذه الصورة
” أوستر الوبيشن
Australobation وقد اعتقد في الصل أنه قرد شبيه بالإنسان، ولكن انسانا حقيقيا.
ويتفق الآن معظم العلماء على أن معظم قسماته كانت قسمات إنسان بما في ذلك اسنانه
واستقامته فيما عدا حجم المخ والذى يصل ألى نصف حجم مخ الإنسان الحالى وبالرغم من
هذا الإختلاف، فقد جمع العالم دارت العديد من الأدلة على أن ” الأوسترالوبيشن
أستخدم الأسلحة وربما النار أيضاً، وكان إنسانا بمعنى الكلمة ولو أنه بدائى جدا.
وكان افراد هذا النوع صغيرة الحجدم جدا يصل طولهم ألى 120 سم فقط، وبذلك يمكن
نسبتهم إلى الأقزام المعروفين للان بأن قدرتهم العقلية أقل بكثير من تلك التى
للإنسان المتوسط الذكاء.

ه
– ورغم أن هناك العديد من المسائل التى يمكن مناقشتها في هذا المجال، إلا أن تلك
التى عرضناها يمكن اعتبارها أقوى الأدلة على موضوع تطور الإنسان. وقد شهدت السنوات
الأخيرة عددا من الأخطاء، فمنها مثلا عظمة ركبة الفيل المكتشفة في جاوة سنة 1926
والتى ظنوا لبعض الوقت أنها جمجمة ” بيتيكا نترويس ايركتاس ” وكذلك
” الهيبروبيثكس ” التى عثر عليها في نبراسكا سنة 1922 والتى اعتمد عليها
بشدة كدليل قاطع على قدم افنسان. ومن ثم قدمها أصحاب نظرية التطور على أنها شهادة
مؤكدة لا يرقى أليها الشك في موضوع التطور أثناء ” محاكمة التطور ”
الشهيرة التى عقدت في مدينة تينيس سنة 1925. ثم بعد ذلك بعامين فقط، تم العثور على
الهيكل الكامل والذى ثبت أنه لخنزير منقرض.

و
– ربما كان اكتشاف هياكل حفرية لإنسان العصر الحديث في أماكن متفرقة من العالم
حدثا ذا دلالة قوية، إذ أن هذه الهياكل حملت من الأدلة على أنها في بعض الأحيان
أقدم من تلك التى اعتبرت أقل تطورا، ومن أشهرها يذكر أنسان جالى هيل وإنسان
جريمالدى وإنسان فوكسهول وغيرهم والتى لا يمكن تمييزها عمليا عن الإنسان الحالى،
والتى مع ذلك تقدم الدليل على أنها أزمنة جيولويجدة لا تقل عن تلك التى للأنواع
الكثر بدائية. فإذا بنا نفأجا أن البعض من أكبر علماء الحفريات الحاليين، يلجأون
ألى حيلة جديدة يحورون النظرية بها بحيث تفترض هذه النظرية الآن أن الإنسان الحالى
عاصر، بل عاش، مع انسان نياندراتال
Neandartal وغيره، وأن كلا منهما يمثل سلالة مختلفة نشأت من سلف لم يكتشف
بعد.

ففى
مقابل كل ذلك، لا يوجد دليل حقيقى واحد على النظرية المنطقية جدا بأن إنسان
نياندارتال وإنسان بكين (عاصمة الصين) وغيرهما إنما سلالات إنقرضت.

وهكذا
من كل ما تقدم نستطيع بكل ثقة أن نؤكد عدة حقائق:

1
– تؤكد كل الحقائق التى مرت بنا القاعدة التى أشير إليها عدة مرات ألا وهى أن
القانون العاغم في علوم البولوجيا ليس هو قانون التطور ألى أفضل ” الإرتقاء
” لأنه، كما رأينا، لا توجد أدلة على أن هناك عمليات تطور إلى أفضل.


إرتقاء “، بل بالأحرى هناك عمليات انحلال، وعلى أحسن الفروض، هناك نوع من
الإستقرار أو الثبات.

2
– يتضح لنا أيضا أن قانون الإنحلال هذا والذى يؤدى إلى زيادة فى النتروبيا، هو
قانون عام تخضع له العمليات الفيزيائية والكيماوية على وجه التأكيد أن وأيضا تخضع
له العلميات البيولوجية. وقد أقلقت هذه الحقيقة أيضاً أنصار التطور على درجة أنهم
حشدوا في السنوات الأخيرة بعض البحوث للتوفيق بين نظرية التطور والقانون الثانى في
علم الديناميكا الحرارية ولكن دون نجاح يذكر. وهل بعد كل هذا يوجد إنسان على وجه
البسيطة يتمسك بنظرية التطور وينكر وجود الله خالق الكل؟.. نعم يوجد!!.. ”
قال الجاهل في قلبه لا إله ” (مز14: 1).

المصادفة
والاجتهاد وما خفى فهو كثير ةالفكر بجهاد ولكن بجهاد ولكن يبقى العالم مليئا
بالأسرار.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى