علم الكتاب المقدس

الكتاب المقدس وابحاث الدم



الكتاب المقدس وابحاث الدم

الكتاب
المقدس وابحاث الدم

لم
تتضح الحقيقة الكبرى المذكورة فى سفر اللاويين، بل وفى أماكن أخرى من الكتاب
المقدس، والخاصة بالأهمية القصوى للدم فى مكيانيكية العمليات الحيوى، بدرجة كافية
إلا فى السنوات الخيرة. ” لأن نفس الجسد هى فى الدم فأنا أعطيكم إياه على المذبح
للتكفير عن نفوسكم لأن الدم يكفر عن النفس ” الدم (لايين 17: 11)، وفى سفر
التثنية: ” ولكن احترز أن لا تاكل الدم لأن الدم هو النفس فلا تأكل النفس مع
اللحم (تثنية 12: 23). وتعتمد استمرارية الحياة على استمرار إمداد خلايا الجسم
بالكسجين والماء والغداء وتتم هذه العملية الضروريه بطريقة عجيبةجدا عن طريق الدم
أثناء دورته المستمرة فى الجسم على امتداد مراحل عمر الإنسان المتتابعة، ولربما
كانت وظيفة الدمفى مقاومة الأجسام المسببة للأمراض وفى إصلاح وترميم الأنسجة
المتهتكة واحدا من أهم الإكتشافات فى علوم الطب الحديث، كما تعبر عملية نقل الدم
واحدة من أنجح طرق العلاج لمعظم الأمراض تقريبا تقريبا وتشهد ضمنا بأهمية الدم
للحياة والجسد وكانت كلمة الله عن هذه الحقيقة البيولوجية الكبيرة دقيقة عمليا
وذلك منذ الاف السنين قبل أن يكتشفها الإنسان ويحكم إتقانها.

لقد
جاء ذكرها اساسا لتعليمنا حقيقة روحية كبرى، ألا وهى ضرورة سفك الدم لمغفرة
الخطايا. فالدم، الذى هو مصدر الحياة، يصبح أيضا حاملا للإمراض والعدوى عندما يكون
لميكروبات تلك الأمراض الغلبة على مقاومة الجسم. وهناك تشابه بين الحياة المادية
والحياة الروحية، فالموت المادى يرمز إلى الموت الروحى، والمرض المادى يرمز إلى
المرض الروحى بالخطية فعندما تنتشر عدوى الخطية فى الروح، سوف تؤدى فى النهاية إلى
الموت الروحى. فإذا أردنا للحياة الروحية أن تتقدم وأن تصان، فلابد من إدخال حياة
جديدة من الخارج، حياة غير ملوثة بالخطية وحاوية على القوة اللازمة لمقاتلة الأثر
المدمر الذى تسببه الخطية فى النفس الآخذة فى الموت روحيا وبذلك تكون عملية نقل
الدم ضرورية. ولكن لابد وأن تكون من مصدر نقى وله الكفاءة اللازمة لخلاص النفس
المائتة روحيا، وقد تحقق هذا كله فى شخص الفادى الحبيب الذى سفك دمه عن خطايانا
لكى يمنحنا العتق والغفران هذه لمحة بسيطة لأعماق المعنى الروحى (ربما المادى
أيضا) فى عقيدة الكتاب المقدس والخاصة بالتضحية البديلة: ” بدون سفك دم لا
تحصل مغفرة (عبرانيين 9: 22). وكان الرمز للتضحية بالحيوان فى شريعة موسى، والتى
تصل إلى غايتها فى الموت إبن الله الكفارى عن خطايا العالم كله، ما جاء فى الإنجيل
المقدس: وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا
هذا هو جسدى و أخذ الكاس وشكر وأعطاهم قائلا إشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمى الذى
للعهد الجديد الذى الذى يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا” (متى 26: 26 –
28). وبفضل الموت الكفارى ليسوع المسيح، فإن كل من يتقبل حياته المنسكبة بالموت
على عود الصليب وقيامته من الاموات، يمنح الغفران والتطهير من كل خطاياه، اذ أنه
فى واقع الأمر يقبل المسيح ذاته، وكل ذلك إنما يرمز إليه بسفك الدم: ” من
يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فى وأنا فيه ” (يو 6: 56).

ولو
فتشنا الكتب كما أمرنا السيد المسيح، والتى تتصل بجمع فروع العلوم الفيزيائية
والبيولوجية والإجتماعية، والتى لايتسع المجال لسردها هنا (لكننا سوف نكتفى بنقطة
أخيرة فى دراستنا لهذا الموضوع) لما اتسعت كتب كثيرة لتفصيلاتها

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى