علم الكتاب المقدس

الكتاب المقدس وعلم الفلك



الكتاب المقدس وعلم الفلك

الكتاب
المقدس وعلم الفلك

ربما
كان من أهم الأدلة التى تستوقف الإنسان، فيما يختص بعمل الروح القدس فى الكتاب
المقدس، ذلك الكم الهائل من الحقائق العلمية التى بقيت فى الثلاث وسبعين سفرا التى
تضمها صفحاته لأكثر من خمسين قرنا من الزمان، ثم اكتشافها خلال القرون الأخيرة،
وبمعنى أدق خلال النصف الخير من هذا القرن. والى القارىْ بعض هذه الحقائق نذكرها
فى إيجاز شديد.

 

الكتاب
المقدس وعلم الفلك:

1-
عدد النجوم:

فى
مجال علم الفلك، شغل الآلاف من العلماء أنفسهم بحصر عدد النجوم والكواكب. وكان
الإعتقاد، قبل اختراع التلسكوب فى القرن السابع عشر، أن هذا العدد قد تحد عمليا،
فقد حدد بطليموس العظيم (فى المدينة الإسكندرية فى القرن الثالث ق. م.) هذا العدد
ب 1056، وبينما صنف العالم تيكو بوراهى 777 نجما، حدد العالم كبلر النجوم ب1005
ومنذ ذلك الحين أخذ هذا العدد فى الإزدياد بشكل واضح مما يجعلنا نعتقد الآن أن عدد
هذه النجوم إنما هو بغير حدود. ومن المعروف الان أن هناك أكثر من 100 بليون نجم فى
مجرتنا فقط مع احتمال وجود بلايين المجرا الاخرى الشبيهة بمجرتنا. ويتفق جميع
الفلكيين الان،بكل يقين على أنه ليس فى وسع الإنسان إحصاء جميع النجوم، وهذه الحقيقة
كان من الصعب أن يقر بها العلماء منذ عدة قرون مضت ولكن الكتاب المقدس يؤكد ذلك
مرارا وتكرارا. فعلى سبيل المثال ما جاء فى حديث الله إلى إبراهيم ” أنظر إلى
السماء وعد النجوم أن استطعت أن تعدها ” (تك 15: 5) مما نستنتج منه ان النجوم
غير قابلة للعد.

 

2-
الجاذبية الأرضية:

مثال
آخر قول الروح القدس على لسان أيوب ” ويعلق الأرض على لا شى (أيوب 26: 7 فمن
المدهش أن ذلك يتفق تماما مع أحدث ما اكتشفه العلماء فى القرن العشرين، حيث ان
القول بوجود المادة الفرضية للفراغ المسماة بالأثير (ويقصد بالمادة الفرضية للفراغ
المادة التى يفترض انها تمثل الفراغ الذى نطلق عليه كلمة الثير) هو مرفوض من
الفيزيائيين والفلكيين، كما أن قوة التجاذب بين الأرض والشمس لا تفسر شيئا، حيث
أنه لا يوجد يعلم ما هى الجاذبية وما هى أسبابها، فالجاذبية هى مجرد تعبير وضع
لشرح بعض الظاهر. حقا لا يمكن للعلم الحديث إضافة أو حذف حرف واحد من الآية: ويعلق
الأرض على لا شىء.

 

3–
كروية الأرض:

أكد
الكتاب المقدس هذه الحقيقة العلمية التى توصل العلم فى القرن الخامس عشر، وذلك
فيما جاء فى سفر أشعياء النبى: الجالس على كرة الأرض ” (أشعياء 40: 22) فإن
كلمة كرة هنا نجدها فى الأصل العبرى
Kging والتى تعنى بصورة أدق كروية ” أو دائرية ” والسؤال الذى
يفرض نفسه: من اين علم اشعياء ان الارض كروية؟ إننا نعلم أن العلماء إنما وصلوا
إلى هذه الحقيقة بعد إجراء الكثير منالتجارب والتمعن فيما اسفرت عنه من نتائج، ولم
يتعد هذا اربعمائة سنة فقط، بينما أشعياء سجل هذه الحقيقة منذ الفى وخمسمائة سنة
على الاقل.

4-
سفر المزامير وحركة الأجرام السماوية:

ما
اكثر ماذكرته المزامير عن حركة الأفلاك والنجوم التى تحدث بمجد الله وتخبر بعمل
بديه. ففى الإصحاح 19 يقول المزمور: ” من أقصى الموات خروجها ومدارها إلى
أقاصيها ولا شىء يختفى من حرها ” (مز 19: 6) لقد كان هذا المزمور منذ القدم
مرتعا للهجوم على الكتاب المقدس من قبل ناقديه إذ أنهم ادعوا ان كلمات المزمور
تعنى أن الشمس هى التى أن الأرض هى التى تدور حول الشمس دورة كل عام، كما تدور حول
نفسهاا مرة كل يوم؟، نستخدم ألفاظا وعبارات عن نفس النوع، وببساطة فمن وجهة نظرنا
فإن الشمس تشرق فى الصباح وتعبر السماء وتغرب فى السماء وتعتمد كل علوم الملاحة
والهندسة الفلكية على افتراض ان الارض هى مركز رصد الإجرام السمائية يمكن أن نشاهد
من على سطحها فى ممرات منتظمة، الشمس والقمر والأفلاك والنجوم. وهو افتراض له
اهيمته فى النواحى العلمية، إذ تأسيسا عليه، يتم تحديد مسارات الجرام وأماكنها كما
تتم الحسابات اللإزمة للتطبيقات المختلفة. أى ان كلمات المزمور صادقة. بل وفى
الآونة الخبرة قد ثبت عليما، بما لا يدعو مجالا للشك، وقد افرد جميع الفلكيين، أن
الشمس ومعها كل النظام الشمسى تتحرك فعلا خلال الفضاء بسرعة مهولة قدرها 720 ألف
ميل فى الساعة. هذا بالإضافة إلى أنه من المحتمل أيضا أن مجرتنا هى الأخرى تتحرك
حركة نسبية بالمقارنة بالمجرات الأخرى. فلو علمنا أن هذا المدار الهائل الذى تسير
بسرعة 720 الف ميل فى الساعة يتطلب أكثر من مليونى قرن من الزمان لكى تكمل
المجموعة دورة واحدة لاستطعنا، بذلك فقط، أن نفهم كلمة أقصى السماوات التى وردت فى
المزمور، وبذلك نقر أن كلمات المزمور كانت اكثر عمقا وأوفر دقة وصوابا من الناحية
العلمية. فمن ذا الذى يستطيع أن الروح القددس الذى أرشد اناس الله القديسين فى
كتابه (الكتاب القدس) يجهل علم الفلك؟ ولعل من دواعى فخرنا أن نخبرك أن الرياضى
والفلكى الأعظم الذى خلق السماوات وحدد لجميع النجوم والكواكب مساراتها والذى حسب
المزمور: يدعو كلها بأسماء ” (مز 147: 4) هو إلى يدعوك ويدعونى لحياة أبدية
فى المسيح يسوع.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى