علم الكتاب المقدس

الفصل السادس



الفصل السادس

الفصل السادس

جوهر التسليم
الرسولى

“الأخبار
السارة”

 

أعلن
السيد المسيح مرات كثيرة أثناء خدمته وكرازته قبل الصلب والقيامة عن حتمية تقديم
ذاته وسفك دمه فدية وكفارة عن حياة البشرية، وأنه كان يجب أن يتألم ويصلب ويموت
بالجسد ويقوم من الموت فى اليوم الثالث نيابة عن الخطاة الذين يتوبون ويرجعون إلى
الله، وأن يغفر الخطايا بدمه الزكى الثمين:

“إبن
الإنسان لم يأت ليُخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين(1)“،
“هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل
تكون له الحياة الأبدية(2)“،

“من
ذلك الوقت ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه أنه ينبغى أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيراً
من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويُقتل وفى اليوم الثالث يقوم(3)“،
“فيحكمون عليه بالموت ويسلمونه إلى الأمم لكى يهزءوا به ويجلدوه ويصلبوه وفى
اليوم الثالث يقوم(4)“،

“كان
ينبغى أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده(5)“،

ويقول
الوحى بلسان بولس الرسول “لأن المسيح إذ كنا بعد ضعفاء مات فى الوقت المعين
لأجل الفجار
الله بين
محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا(6)“.

سفك
المسيح دمه وبذل نفسه بسبب خطايا البشرية التى ضلت طريقها وابتعدت عن الله وخالفت
ناموسه ووصاياه فجاء هو إلى العالم متجسداً فى صورة عبد آخذاً شكل الناس وصار
بشراً وتحمل الآلام والموت كإنسان نيابة عن هذه البشرية الخاطئة ليعيدها ثانية إلى
الله الآب ويزيل الحاجز الذى يفصل بين الله وبين الإنسان(7)،
ليصالحها معه بدمه ويبررها بقيامته، كما يقول الكتاب أنه “أسلم لأجل خطايانا
وأقيم لأجل تبريرنا(8)“، ويعطى بالقيامة
برهان الحياة والخلود “وهو مات لأجل الجميع كى يعيش الأحياء فيما بعد لا
لأنفسهم بل لأجل الذى مات من أجلهم وقام
إذاً إن
كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة
الله الذى صالحنا
لنفسه بيسوع المسيح وأعطانا خدمة المصالحة. أى أن الله كان فى المسيح مصالحاً
العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم(9)“،
“لكى يذوق (المسيح) بنعمة الله الموت لأجل كل واحد(10)“،

“عالمين
أنكم أُفتديتم
بدم كريم
كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح
أنتم الذين تؤمنون
بالله الذى أقامه من الأموات وأعطاه مجداً حتى إن إيمانكم ورجاءكم هما فى الله(11)“،

“الآن
قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين. فإنه إذ الموت بإنسان
بإنسان أيضا قيامة الأموات. لأنه كما فى أدم يموت الجميع هكذا فى
المسيح سيحيا الجميع(12)” لأن “مخلصنا
يسوع المسيح
أبطل الموت
وأنار الحياة والخلود(13)“،

“إن
كنا نؤمن أن يسوع مات وقام فكذلك الراقدين بيسوع سيحضرهم الله معه(14)“، “لأنه لهذا مات المسيح وقام وعاش
ليسود على الأحياء والأموات(15)“.

وبعد
قيامته من الأموات ظل يظهر لتلاميذه مدة أربعين يوماً ثم صعد إلى السماء وجلس عن
يمين العظمة فى الأعالى وأرسل الروح القدس كما وعد ليقود الكنيسة فى كرازتها
وبشارتها بالأخبار السارة، ولأنه حى فى السماء، الحى إلى الأبد، فهو يشفع دائماً
فى المؤمنين، فهو الوسيط الوحيد بين الله والناس لكونه الإله المتجسد، والذى بذل
ذاته فدية وكفارة عن حياة العالم، والشفيع الوحيد الذى يشفع فى البشرية بحق دمه
المسفوك، كإنسان، نيابة عنها: “لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله
والناس الإنسان يسوع المسيح الذى بذل نفسه فدية لأجل الجميع(16)“،

“وإن
أخطأ أحد فلنا شفيع عن الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا
فقط بل كل العالم أيضاً(17)“،

“فمن
ثم يقدر أن يخلص أيضا إلى التمام الذين يتقدمون إلى الله إذ هو حى كل حين يشفع
فيهم(18)“.

وقد
وعد السيد أنه سيأتى ثانية فى مجد فى نهاية الأيام ليدين الأحياء والأموات ويجازى
كل واحد بحسب ما يكون عمله:

وحينئذ
تظهر علامة ابن الإنسان فى السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن
الإنسان آتياً على سحاب السماء بقوة ومجد كثير. فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت
فيجمعون مختاريه من الأربع رياح من أقصاء السموات إلى أقصائها(19)“،

“ومتى
جاء ابن الإنسان فى مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسى مجده.
ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم عن بعض كما يميز الراعى الخراف عن الجداء(20)“،

“فإن
ابن الإنسان سوف يأتى فى مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازى كل واحد حسب عمله(21)“.

هذه
المواضيع التى وضعها وأعلن عنها السيد المسيح وعلمها لتلاميذه ورسله ونفذ الجزء
الأول منها؛ صلبه وقيامته وصعوده وإرساله الروح القدس، أمامهم وكانوا شهوداً
عياناً لها، وابتدأ عمله كالوسيط الوحيد والشفيع الوحيد، كانت هى محور وأساس وجوهر
وبؤرة كرازتهم للبشرية، بشارتهم بالإنجيل، الأخبار السارة، وذلك منذ اللحظة الأولى
لحلول الروح القدس وانسكابه عليهم وانطلاق الشرارة الأولى للكرازة المسيحية. وقد
مارس الرسل والمؤمنون الأولون هذه الأمور علمياً فى العبادة اليتورجية، التى بدأت
بعد أول خطاب كرازى للقديس بطرس فور انسكاب الروح القدس، وذلك فى المعمودية وتقديس
يوم الأحد والتناول من جسد الرب ودمه، القداس(22)،
الذى يصرخ فيه الكاهن قاله الوحى على لسان بولس الرسول:

“فأنكم
كلما أكلتم من هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجيئ(23)“، ويرد عليه الشعب “أمين أمين أمين
بموتك يا رب نبشر وبقيامتك المقدسة وصعودك إلى السموات نعترف(22)“.

وعندما
دونت أسفار العهد الجديد، كانت هذه المواضيع هى المحور والجوهر والبؤرة فقد شكلت
حوالى 32% من الإنجيل للقديس متى وثلث الإنجيل للقديس مرقس وحوالى 20% من الإنجيل
للقديس لوقا وحوالى 50% من الإنجيل للقديس يوحنا وكذلك رسالته الأولى، كما كانت
أيضا محور وجوهر وبؤرة كرازة القديس بطرس سواء المدونة فى سفر أعمال الرسل أو
المدونة فى رسالتيه اللتين كتبهما قيل انتقاله من هذا العالم حوالى سنة 67م وكذلك
كرازة القديس بولس المدونة فى سفر أعمال الرسل أو المدونة فى رسائله الأربع عشر
التى كتبها فيما بين سنة 52 و 64م، وكانت جوهر سفر الرؤيا الذى يدور فى معظمه حول
الرب القائم من الأموات، الرب الممجد والقائد والراعى لكنيسته والشفيع الحى إلى
أبد الآبدين.

 

1- كرازة بطرس الرسول “الإنجيل بحسب ما كرز به القديس
بطرس”:

الإنجيل
كما كرز به القديس بطرس الرسول ودون فى أسفار أعمال الرسل وفى رسالتيه الأولى
والثانية والمكتوبتين قبل سنة 64م يتضمن موجز شامل وكامل لكل ما عمله وعلمه السيد
المسيح خاصة قصة آلامه وصلبه وقيامته وصعوده والتى تتماثل بدرجة شديدة مع ما جاء
فى الأناجيل الأربعة وبصفة خاصة من الإنجيل للقديس مرقس الذى يرعى معظم العلماء
أنه أقدم الأناجيل التى دونت والتى يتصف بالإيجاز والقوة أيضا إلى جانب خشونة
اللغة وقدمها. ويذكر القديس بطرس فيما دون كرازته:

تجسد
المسيح من نسل داود “فإذا كان (داود) نبياً وعلم أن الله حلف لهُ بقسم أنهُ
من ثمرة صلبه يقيم المسيح بالجسد ليجلس على كرسيه(24)“.

موجز
لأعمال المسيح والقوات التى صنعها فى الجليل واليهودية وأورشليم “يسوع
الناصرى رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده فى
وسطكم كما أنتم تعلمون(25)” “انتم تعلمون
الأمر الذى صار فى كل اليهودية مبادئاً من الجليل بعد المعمودية التى كرز بها
يوحنا (المعمدان). يسوع الذى من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذى
جال يصنع خيراً ويشفى جميع المتسلط عليهم إبليس لأن الله كلن معه. ونحن شهود بكل
ما فعل فى كورة اليهودية وفى أورشليم(26)“.

حلول
الروح القدس عليه “بعد المعمودية التى كرز بها يوحنا
مسحه الله
بالروح القدس والقوة(27)“.

تجلى
الرب وإظهار مجده على جبل التجلى “لأننا لم نتبع خرافات مصنعة إذ عرفنا كم
بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه بل قد كنا معاينين عظمته. لأنه أخذ من الله الآب
كرامة ومجداً إذ أقبل عليه صوت كهذا من المجد الأسمى هذا هو أبني الحبيب الذى أنا
سررت به. ونحن سمعنا هذا الصوت مقبلاً من السماء إذ كنا معه فى الجبل المقدس(28)“.

القبض
عليه ومحاكمته أمام مجمع اليهود (السنهدرين) وأمام بيلاطس الذى كان يميل لإطلاقه
ولكن رؤساء اليهود فضلوا عليه باراباس “الذى أسلمتموه أنتم وأنكرتموه أمام
وجه بيلاطس وهو حاكم بإطلاقه. ولكنكم أنتم أنكرتم القدوس البار وطلبتم أن يوهب رجل
قاتل (باراباس)(29)“.

صلبه
وقتله بتعليقه على خشبة الصليب بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق “هذا
أخذتموه مسلماً بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق وبأيدى آثمة صلبتموه وقتلتموه(30)“، “ورئيس الحياة قتلتموه”(31)، يسوع المسيح الناصرى الذى صلبتموه أنتم”(32)، “الذى أنتم قتلتموه معلقين إياه على خشبة
(33)، “الذى أيضاً قتلوه
معلقين إياه على خشبة”(34).

قيامته
من الموت “الذى أقامه الله ناقضاً أوجاع الموت إذ لم يكن ممكناً أن يمسك منه
فيسوع هذا
أقامه الله ونحن جميعاً شهود لذلك”(35)،
“الذى أقامه الله من الأموات ونحن شهود لذلك”(36)،
“الذى أقامه الله من الأموات”(37)،
وظهوره مرات كثيرة بعد قيامته وببراهين قاطعة “هذا أقامه الله فى اليوم
الثالث وأعطى أن يصير ظاهراً ليس لجميع الشعب بل لشهود اله فأنتخبهم. لنا نحن
الذين أكلنا وشربنا معه بعد قيامته من الأموات. وأوصانا أن نكرز ونشهد بأن هذا هو
المعين من الله دياناً للأحياء والأموات”(38).

صعوده
إلى السموات وجلوسه عن يمين الآب وإرساله للروح القدس الذى انسكب على الرسل يوم
الخمسين، وشهادة الروح القدس له بواسطة ومن خلال الرسل “وإذ أرتفع بيمين الله
وأخذ موعد الروح القدس من الآب سكب هذا الذى أنتم الآن تبصرونه وتمونه. لأن داود
لم يصعد إلى السموات وهو نفسه يقول: قال الرب لربى أجلس عن يمينى حتى أضع أعداءك موطناً
لقدميك فليعلم يقيناً جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذى صلبتموه أنتم
رباً ومسيحاً”(39)، “هذا رفعه الله
بيمينه رئيساً ومخلصاً ليعطى إسرائيل التوبة وغفران الخطايا. ونحن شهود له بهذه
الأمور والروح القدس أيضاً الذى أعطاه الله للذين يطيعونه”(40).

خضوع
الأجناد السمائية له “الذى هو فى يمين الله إذ قد مضى إلى السماء وملائكة
وسلاطين وقوات مخضعة له”(41).

موته
بالجسد نيابة عن الخطاة وفداءه لنا بدمه الذكى الثمين ومصالحته للبشرية مع الله
فولدنا ثانية بقيامته “فسيروا زمان غربتكم بخوف عالمين أنكم افتديتم لا
بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التى تقلدتموها من الأباء بل بدم كريم
كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح معروفاً سابقاً قبل تأسيس العالم ولكن قد
أظهر فى الأزمنة الأخيرة من أجلكم أنتم الذين تؤمنون بالله الذى أقامه من الأموات
وأعطاه مجدداً”(42)، “لأنكم لهذا دعيتم
فإن المسيح أيضاً تألم لأجلنا تاركاً لنا مثالاً لكى تتبعوا خطواته. الذى لم يفعل
خطية ولا وجد فى فمه مكر الذى إذا شتم لم يكن يشتم عوضاً وإذا تألم لم يكن يهدد بل
كان يسلم لمن يقضى بعدلٍ. الذى حمل هو نفسه خطايانا فى جسده على الخشبة لكى نموت
الخطايا فنحيا للبر. الذى بجلدته شفيتم. لأنكم كنتم كخراف ضالة لكنكم رجعتم الآن
إلى راعى نفوسكم وأسقفها”(43)،

“فإن
المسيح أيضاً تألم مرة واحدة من أجل الخطايا البار من أجل الآثمة لكى يقربنا إلى
الله مماتاً فى الجسد ولكى مُحنى فى الروح”(44).

لا
خلاص إلا بالمسيح وحده “وليس بأحد غيره الخلاص. لأنه ليس أسم آخر تحت السماء
قد أعطى بين الناس به ينبغى أن نخلص”(45)،
“توبوا وليعتمد كل واحدٍ منكم على أسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا
عطية الروح القدس”(46).

شهادة
جميع الأنبياء له “له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال بأسمه غفران
الخطايا”(47)، ونبؤاتهم عن آلامه وصلبه
وقيامته “وأما الله فما سبق وأنبأ به بأفواه جميع أنبيائه أن يتألم المسيح قد
تممه هكذا. فتوبوا وأرجعوا لتمحى خطاياكم لكى تأتى أوقات الفرج من وجه الرب. ويرسل
المسيح المبشر به لكم قبلُ”(48)،
“نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس. الخلاص الذى فتّش وبحث عن أنبياء. الذين
تنبأوا عن النعمة التى لأجلكم باحثين أى وقت أو ما الوقت الذى أن يدل عليه روح
المسيح الذى فيهم إذ سبق فشهد بالآلام التى للمسيح والأمجاد التى بعدها”(49)، “لأن داود يقول فيه (المسيح)
لأنك لم
تترك نفسى فى الهاوية ولا تدع قدوسك يرى فساداً
فإذا كان
نبياً
سبق فرأى
وتكلم عن قيامة المسيح أنه لم تترك نفسه فى الهاوية ولا رأى جسده فساداً”(50).

مجيئه
الثانى فى نهاية الأيام وانقضاء الأيام وانقضاء هذا الدهر ونهاية هذا العالم
الحاضر، حيث سيأتى فى مجده ومجد أبيه ليدين الأحياء والأموات ويعطى المؤمنين إكليل
المجد. “كما اشتركتم فى آلام المسيح أفرحوا لكى تفرحوا فى إستعلان مجده أيضاً
مبتهجين”(51).

“ولكن
سيأتى كلص فى الليل يوم الرب الذى فيه تزول السموات بضجيج وتنحل العناصر محترقة
وتحترق الأرض والمصنوعات التى فيها. فبما أن هذه كلها تنحل أىّ أناس يجب أن تكونوا
أنتم فى سيرة مقدسة وتقوى منتظرين وطالبين سرعة مجىء يوم الرب الذى به تنحل
السموات ملتهبة والعناصر محترقة تذوب. ولكننا بحسب وعده ننتظر سموات جديدة وأرضاً
جديد يسكن فيها البر”(52) “ومتى ظهر رئيس
الرعاة تنالون إكليل المجد الذى لا يبلى”(53).

 

2- كرازة بولس الرسول “الإنجيل بحسب ما كرز به القديس
بولس”:

تسلم
القديس بولس الأخبار السارة، التسليم الرسولى، الكرازة من الرب القاصم من الأموات
مباشرة “لأننى تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضاً”(54)،
“وأعرفكم أيها الأخوة الإنجيل الذى بشرت به أنه ليس بحسب إنسان لأنى لم أقبله
من عند إنسانٍ ولا علمته. بل بإعلان يسوع المسيح”(55)،
ومع ذلك فقد تقابل مع رسل المسيح، شهود العيان، ومكث عند بطرس الرسول فى أورشليم
“خمسة عشرة يوماً”(56)،
كما تقابل مع “يعقوب أخى الرب”(57)
ثم ذهب إلى الرسل ثانيه بإعلان سماوى ليعرض عليهم الأخبار السارة التى ينادى بها،
الإنجيل الذى يكرز به “ثم بعد أربع عشر سنة صعدت أيضاً إلى أورشليم مع برنابا
أخذاً معى تيطس أيضاً. وإنما صعدت بموجب إعلان وعرضت عليهم الإنجيل الذى أكرز به
بين الأمم
. فإذا علم
بالنعمة المعطاة لى يعقوب وصفاً (بطرس) ويوحنا المعتبرون أنهم أعمدةُ أعطونى يمين
الشركة لنكون نحن لأمم أما هم فللختان”(58)،
ومن ثم فقد كانت كرازته هى نفس كرازة الرسل وكان تعليمه هو نفس تعليم الرسل وكان
إنجيله الرسل، إنجيل المسيح، الأخبار السارة. وكان هو أيضاً مثل الرسل شاهد عيان
للمسيح المقام من الأموات والصاعد إلى السماء، فقد أختاره المسيح “لأن هذا لى
إناء مختار ليحمل إسمى أمام أمم وملوك وبنى إسرائيل”(59).

وكان
القديس بولس يكرز ويسلم التسليم الرسولى شفاهه “لأننى تسلمت من الرب ما
سلمتكم “(60)،
“وتحفظون التعاليم كما سلمتها إليكم”(61)،
كنا نكرز لكم بإنجيل الله ونحن عاملون ليلاً ونهاراً”(62)،
ثم يكمل عمله هذا بإرسال الرسائل لكي يثبت المؤمنين وليجاوب على ما يطرأ من قضايا
وأسئلة وليشرح لهم ما أصبحوا فى حاجة إليه من معرفة إيمانية نتيجة لتقدمهم فى
الإيمان أو ليصحح بعض المفاهيم والأمور التى قد يساء فهمها، وغير ذلك من الأمور،
وكان جوهر تعليمه سواء الشفوى أو المكتوب واحداً “فأثبتوا إذاً أيها الأخوة
وتمسكوا بالتعاليم التى تعلمتموها سواء كان بالكلام أم برسالتنا”(63). وقد حوت كرازته بالإنجيل والمدون بعضها فى سفر
الأعمال وبعضها فى رسائله كثيراً مما يختص بشخص الرب القائم من الأموات خاصة آلامه
وصلبه وقيامته وصعوده وجلوسه عن يمين العظمة فى السماء وشفاعته الدائمة ومجيئه
الثانى فى اليوم الأخير، وان كان قد ركز بصفة خاصة على الخلاص والفداء الذى تم بدم
المسيح وعمله الكفارى على الصليب. وقد تلخصت كرازته هذه فيما دون فى سفر الأعمال
وفى الإصحاح الخامس عشر من رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس:

 

أ عظته الكرازية فى مجمع إنطاكية بيسيدية:

والمدونة
فى سفر أعمال الرسل: “أيها الرجال الأخوة بنى جنس إبراهيم والذين بينكم يتقون
الله إليكم أُرسلت كلمة هذا الخلاص. لأن الساكنين فى أورشليم ورؤساءهم لم يعرفوا
هذا وأقوال الآباء التى تقرأ كل سبت تمموها إذ حكموا عليه. ومع أنهم لم يجدوا عله
واحدة للموت طلبوا من بيلاطس أن يقتل. ولما تمموا كل ما كُتب عنهُ أنزلوه عن
الخشبة ووضعوه فى قبر. ولكن الله أقامه من الأموات. وظهر أياماً كثيرة للذين حضروا
معه من الجليل إلى أورشليم الذين هم شهوده عند الشعب. ونحن نبشركم بالموعد الذى
صار لآبائنا أن الله أكمل هذا لنا نحن أولادهم إذ أقام يسوع كما هو مكتوب أيضاً فى
المزمور الثانى أنت أبنى أنا اليوم ولدتك. أنه أقامه من الأموات غير عتيد أن يعود
أيضاً إلى فسادٍ فهكذا قال أنى سأعطيكم مراحم داود الصادقة. ولذلك قال أيضاً فى
مزمور آخر لن تدع قدوسك يرى فساداً. لأن داود بعدما خدم جيلهُ بمشورة الله رقد
وأنضم إلى آبائه ورأى فساد. وأما الذى أقامه الله فلم يرى فساداً. فليكن معلوماً
عندكم أيها الرجال الأخوة أنه بهذا ينادى لكم بغفران الخطايا. بهذا يتبرر كل من
يؤمن من كل. ما لم تقدروا أن تتبرروا منه بناموس موسى”(64).

 

ب عظته الكرازية أمام الملك أغريباس:

المدونة
فى سفر أعمال الرسل ونقتبس منها قوله بالروح “وأنا لا أقول شيئاً غير ما تكلم
الأنبياء وموسى أنه عتيد أن يكون إن يؤلم المسيح يكن هو أول قيامة الأموات مزمعاً
أن ينادى بنور للشعب وللأمم(65)“.

 

ج-التسليم الرسولى الذى سلمه لأهل كورنثوس:

“واعرفكم
أيها الإخوة بالإنجيل الذى بشركم به وقبلتموه وتقومون فيه وبه أيضا تخلصون إن كنتم
تذكرون أى كلام بشرتكم بع إلا إذا كنتم قد آمنتم عبثاً. فأننى سلمت إليكم فى الأول
ما قبلته أيضا أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب. وأنه دُفن وأنه قام فى
اليوم الثالث حسب الكتب. وأنه ظهر لصفا (بطرس) ثم للأثنى عشر. وبعد ذلك ظهر دفعة
واحدة لأكثر من خمس مئة أخ أكثرهم باق إلى الآن وإن كان بعضهم قد رقدوا. وبعد ذلك
ظهر ليعقوب ثم للرسل أجمعين. وآخر الكل كأنه للسقط ظهر لى أن(66)“.

هذه
العظات أو الخطابات الثلاثة تلخص لنا محور وجوهر وبؤرة كرازته التى هى محور وجوهر
وبؤرة كرازة الرسل جميعاً سواء المدونة فى الأناجيل الأربعة أو فى بقية العهد
الجديد، وتبين لنا وحدة الكرازة والإعلان، وحدة الإنجيل.

وفيما
يلى نذكر الخطوط العامة لما دون فى رسائله الأربع عشر عن شخص السيد المسيح، ابن
الله، سواء ما كان منها قبل التجسد وأثناء التجسد أو بعد الصعود أو فى مجيئه
الثانى فى اليوم الأخير:

 

1- تجسد ابن الله الأزلى وغاية تجسده:

“الذى
لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا. الذى هو صورة الله بكر “رئيس
Arshi” كل خليقة. فأنه فيه خُلق الكل ما فى السموات وما على الأرض
ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشاً أم سيادات أم رياسات أم سلاطين. الكل به ولد قد
خلق. الذى هو قبل كل شئ وفيه يقوم الكل وهو رأس الجسد الكنيسة. الذى هو البداءة
بكر من الأموات لكى يكون هو متقدماً فى كل شئ. لأنه فيه سر أن يحل كل الملء. وأن
يصالح به الكل لنفسه عاملاً الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما على الأرض أم ما
فى السموات(67)“.

“الذى
إذ كان فى صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة
عبد صائراً فى شبه الناس. وإذ وجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت
الصليب. لذلك رفعه الله أيضا وأعطاه أسماً فوق كل إسم. لكى تجثوا باسم يسوع كل
ركبة ممن فى السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان أن يسوع هو رب
لمجد الله الآب(68)“.

 

2- اتخاذه جسداً وولادته من العذراء:

“ولكن
لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة مولوداً تحت الناموس ليفتدى
الذين تحت الناموس لننال التبنى(69)“،

“الله
أرسل ابنه فى شبه جسد الخطية(70)“،

“فإذ
قد تشارك الأولاد فى اللحم والدم أشترك هو أيضا كذلك فيهما لكى يبيد بالموت ذاك
الذى له سلطان الموت أى إبليس(71)“،

“لذلك
عند دخوله إلى العالم يقول ذبيحة وقربانً لم ترد ولكن هيأت جسداً(72)“،

“عظيم
هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد(73)“،

“ربنا
يسوع المسيح أنه من أجلكم أفتقر وهو غنى لكى تستغنوا أنتم بفقره(74)“.

 

3- تجسده من نسل إبراهيم ومن بنى إسرائيل وسبط يهوذا وبيت داود:

“وأما
المواعيد فقيلت فى إبراهيم وفى نسله
الذى هو المسيح(75)“،

“ومنهم
(بنى إسرائيل) المسيح حسب الجسد..(76)“،

“فأنه
واضح أن ربنا قد طلع من سبط يهوذا..(77)“،

“الذى
صار من نسل داود من جهة الجسد..(78)“.

 

4- تجربته كإنسان:

“لأنه
فيما هو قد تألم مجرباً يقدر أن يعين المجرمين”،

“مجرب
فى كل شئ مثلنا بلا خطية(80)“.

 

5- صراخه بالدموع فى صلاته:

“الذى
فى أيام جسده إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت
وسمع له من أجل تقواه مع كونه أبناً تعلم الطاعة مما تألم به وإذ كمل صار لجميع
الذين يطيعونه سبب خلاص أبدى(81)“.

 

6- تقديم ذاته بإرادته:

“لأنه
كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى
من السموات الذى ليس له اضطرار كل يوم مثل رؤساء الكهنة أن يقدم ذبائح أولاً عن
خطايا نفسه ثم عن خطايا الشعب لأنه فعل هذا مرة واحدة إذ قدم نفسه(82)“.

 

7- آلامه وصلبه وموته نيابة عن الخطاة:

“اليهود
الذين قتلوا الرب يسوع المسيح(83)“،

“نحن
نكرز بالمسيح مصلوباً لليهود عثرة ولليونانيين جهالة(84)“،

“لأنى
لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً(85)“،

“أما
من جهتى فحاشا لى أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذى به قد صلب العالم لى
وأنا للعالم(86)“،

“إذ
كنتم أمواتاً فى الخطايا وغلف جسدكم أحياكم معه مسامحاً لكم بجميع الخطايا. إذ محا
الصك الذى علينا فى الفرائص الذى كان ضداً لنا وقد رفعه من الوسط مسمراً إياه
بالصليب(87)“،

“الذى
لم يشفق على أبنه بل بذله لأجلنا أجمعين
المسيح هو
الذى مات بل بالحرى قام أيضا الذى هو أيضا عن يمين الله الذى أيضا يشفع فينا(88)“،

“وهو
مات لأجل الجميع كى يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل لأجل الذى مات من أجلهم
وقام(89)“،

“واسلكوا
فى المحبة كما أحبنا المسيح أيضا وأسلم نفسه لأجلنا قرباناً وذبيحة لله رائحة طيبة(90)“.

 

8- قيامته وصعوده إلى السموات وجلوسه عن يمين الآب:

“الآن
قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين(91)“،

“فإن
كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله(92)“،

“من
هو الذى يدين. المسيح هو الذى مات بل بالحرى قام أيضا الذى هو عن يمين الله الذى
يشفع فينا(93)“،

“إذ
صعد إلى العلاء سبى سبياً وأعطى الناس عطايا. وأما أنه صعد فما هو إلا أنه نزل
أيضا أولاً إلى أقسام الأرض السفلى. الذى نزل هو الذى صعد أيضا فوق جميع السموات
لكى يملأ الكل(94)“،

“الذى
عمله فى المسي إذ أقامه من الأموات وأجلسه عن يمينه فى السماويات فوق كل رياسة
وسلطان وقوة وسيادة وكل أسم يسمى”، “بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا
جلس فى يمين العظمة فى الأعالى(95)“،

“قد
جلس فى يمين عرش العظمة فى السموات(96)“،

“يسوع
الذى من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزى فجلس فى يمين عرش
الله(97)“.

 

9- مجيئه الثانى فى مجد:

“..
عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكته وقوته فى لهيب نقمة للذين لا يعرفون
الله والذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح الذين سيعاقبون بهلاك أبدى من وجه
الرب ومن مجد قوته متى جاء ليتمجد فى قديسيه ويتعجب منه فى جميع المؤمنين(98)“،

“ثم
نسألكم أيها الأخوة من جهة مجئ ربنا يسوع المسيح واجتماعنا إليه أن لا تتزعزعوا
سريعاً عن ذهنكم ولا ترتاعوا لا بروح ولا بكلمة ولا برسالة كاهنا منا أى أن يوم
المسيح قد حضر. لايخدعنكم أحد على طريقة ما. لأنه لا يأتى إن لم يأت الارتداد
أولاً ويستعلن إنسان الخطية ابن الهلاك المقاوم والمرتفع على كل ما يدعى إلهاً أو
معبوداً حتى أنه يجلس فى هيكل الله كإله مظهراً نفسه أنه إله. أما تذكرون أنى وأنا
بعد عندكم كنت أقول لكم هذا. والآن تعلمون ما يحجز حتى يستعلن فى وقته. لأن سر
الآثم الآن يعمل فقط إلى أن يرفع من الوسط الذى يحجز الآن. وحينئذ سيستعلن الأثيم
الذى الرب يبيده بنفخة من فمه ويبطله بظهور مجيئه. الذى مجيئه بعمل الشيطان بكل
قوة وبآيات وعجائب كاذبة(99)“،

“لكى
يثبت قلوبكم بلا لوم فى القداسة أمام الله أبينا فى مجئ ربنا يسوع المسيح مع جميع
قديسيه(100)“،

“ثم
لا أؤيد أن تجهلوا أيها الأخوة من جهة الراقدين لكى لا تحزنوا كالباقين الذين لا
رجاء لهم. لأنه إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الله
أيضا معه. فأننا نقول لكم هذا بكلمة الرب أننا نحن الأحياء الباقين إلى مجئ الرب
لا نسبق الراقدين. لأن الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس الملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء
والأموات فى المسيح سيقومون أولاً. ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعاً معهم فى
السحب لملاقاة الرب فى الهواء. وهكذا نكون كل حين مع الرب(101)“،

“فإن
سيرتنا نحن هى فى السماوات التى منها أيضا ننتظر مخلصاً هو الرب يسوع المسيح الذى
سيغير شكل تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته أن يخضع لنفسه كل شئ(102)“.

 

10- كونه ديان الأحياء والأموات:

“لأننا
جميعاً سوف نقف أمام كرسى المسيح(103)“،

“لأنه
لابد أننا جميعاً نظهر أمام كرسى المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع
خيراً كان أم شراً(104)“،

“الرب
يسوع العتيد أن يدين الأحياء والأموات عن ظهوره وملكوته(105)“.

وهكذا
يتضح لنا أن جوهر وحور وبؤرة التسليم الرسولى، الكرازة بالمسيح، الإنجيل، الأخبار
السارة، واحد عند جميع الرسل لأن جميعهم شهود عيان لكل ما عمله وعلمه السيد
المسيح، أو تسلموا ذلك بكل دقة وأمانة فى الروح القدس عن شهود العيان، وكان الروح
القدس يتكلم فيهم وبهم ويعمل من خلالهم ويقودهم ويرشدهم ويذكرهم ويعلمهم.

 

(1)
متى 28: 20

(2)
متى 21: 16

(3)
متى 21: 16

(4)
متى 9: 20

(5)
لو 26: 24

(6)
لو 6: 5،8

(7)
يقول أشعياء النبى بالروح “آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم وخطاياكم سترت
وجهه عنكم حتى لا يسمع”، إش 2: 29

(8)
رو 25: 4

(9)
2كو 15: 5-19

(10)
عب 9: 2

(11)
1بط 18: 1-21

(12)
1كو 20: 15-22

(13)
2تى 10: 1

(14)
14: 4

(15)
رو 9: 14

(16)
1تى 5: 2،6

(17)
1يو 1: 2،2

(18)
عب 25: 7

(19)
متى 30: 24،31

(20)
متى 31: 25،32

(21)
متى 27: 16

(22)
أنظر أول قداسين دونا فى القرن الأول وهما قداس القديس يعقوب وقداس القديس مرقس
Ant. N. F. Vol. 8

(23)
1كو 26: 11

 

(24)
أع 30: 2

(25)
أع 22: 2

(26)
أع 37: 10-39

(27)
أع 37: 10،38

(28)
2بط 16: 1-18

(29)
أع 13: 3؛ لو 18: 23

(30)
أع 23: 2

(31)
أع 15: 3.

(32)
أع 10: 4.

(33)
أع 30: 5.

(34)
أع 39: 10.

(35)
أع 24: 2،32.

(36)
أع 15: 3.

(37)
أع 10: 4.

(38)
أع 40: 10_42.

(39)
أع 33: 2_36.

(40)
أع 31: 5،32.

(41)!بط
18: 3.

(42)
1بط 17: 1_21.

(43)
1بط 21: 2_25.

(44)
1بط 18: 3.

(45)
أع 12: 4.

(46)
أع 38: 2.

(47)
أع 43: 10.

(48)
أع 19: 3،20.

(49)
1بط 9: 1_11.

(50)
أع 25: 2_31.

(51)
1بط 13: 4.

(52)
2بط 1: 3_13.

(53)
1بط 3: 5.

(54)
1كو 23: 11.

(55)
غل 11: 1.

(56)
غل 18: 1.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(58)
غل 1: 2،2،9،10.

(59)
أع 43: 10.

(60)
1 كو 23: 11.

(61)
1 كو 2: 11.

(62)
1 تس 9: 2.

(63)
2 تس 15: 2.

(64)
أع 26: 13 – 39.

(65)
أع 22: 26،23

(66)
1كو 1: 1-8

(67)
كو 13: 1-20

(68)
فى 6: 2-11

(69)
غل 4: 4،5

(70)
رو 3: 8

(71)
عب 14: 2

(72)
عب 5: 10

(73)
1تى 16: 3

(74)
2كو 9: 8

(75)
غل 14: 3-16

(76)
رو 5: 9

(77)
عب 14: 7

(78)
رو 3: 1

(80)
عب 15: 4

(81)
عب 7: 5،8

(82)
عب 26: 7،27

(83)
1تس 14: 2،15

(84)
1كو 23: 1

(85)
1كو 8: 2

(86)
غل 14: 6

(87)
كو 13: 2،14

(88)
رو 32: 8،34

(89)
2كو 15: 5

(90)
أف 2: 5

(91)
1كو 20: 15

(92)
كو 1: 3

(93)
رو 34: 8

(94)
أف 8: 4-10

(95)
عب 3: 1

(96)
عب 1: 8

(97)
عب 2: 12

(98)
2تس 7: 1-10

(99)
2تس 1: 2-9

(100)
1 تس 13: 3

(101)
1تس 13: 4-17

(102)
فى 20: 3،21

(103)
رو 10: 14

(104)
2كو 10: 5

(105)
2تى 1: 4

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى