علم الكتاب المقدس

أيام الخليقة الستة



أيام الخليقة الستة

أيام
الخليقة الستة

اليوم
الأول -3: النور والحرارة

*
النور دعامة الحياة:

“وقال
الله ليكن نور فكان نور” (تك3: 1). ولإكمال ترتيبات الله للخلق كان لابد له
قبل أن يخلق الكائنات الحية أن يهيئ لها ما يعطيها الحياة؛ إذ أنه لابد من النور
قبل الحياة من أجل إستمرارية الحياه. فكان لابد للضوء الذي يمثل مصدراً للطاقة
المتنوعة..

 

أولا:
الطاقة الحرارية:

*
تلك الطاقة التي تبخر المياه وتحركها من موضع لآخر، من موضع مُغطى بالمياه
(كالبحار) لتنتقل على هيئة سحب إلى مواضع بلا ماء فتُمطِرها بمائها.

 

*
تلك الطاقة التي تبعث الدفء الضروري للحفاظ على الحياة.

 

*
تلك الطاقه المبخرة لمياه النتح من على سطح النباتات، فتتحرك العصارة الحاملة
للحياة من التربة إلى الجذور فالساق ثم الأوراق فالثمار، لتحل محل المياه التي
تبخرت، تاركة العصارة المركزة، لتستفيد منها كل أجزاء النبات، بل وتتبخر المياه
على سطح النبات ملطفة له حافظة حياته من الجفاف.

 

ثانياً:
الطاقة الضوئية:

التي
تعمل وحدها على استمراية الحياة من خلال تأثيرها الفعال في عملية التمثيل الضوئي
(الكلوروفيللي)
Chlorophyll في النبات، والتي بها يتكون الأكسوجين الذي نستنشقه، فلو لم يكن
الضوء لإنتهى الاكسجين في الجو متحولاً إلى المركبات الكربونية المختلفة وبخار
الماء، وبالتالي لانتهت الحياة التي تعتمد أساساً على الإكسجين.

 

ولكن
العجيب أن نرى الفلاسفة ينادون، والعلماء ويعلمون أن مصدر الضوء هو الشمس.. ولكن،
كيف يتحدث موسي النبى عن الضوء في اليوم الأول؟! في حين أنه لم يخطئ، ولم يتأثر
بعلوم عصره أو علوم المصريين؟!

 

 وبعد
مرور قرون عديدة يتقدم العلم، ويتأكد صدق كلام موسي النبى، فيتأكد لما وجود الوحى
الالهى وراء ما كتبه.. بالدراسة المتأنية نرى أن نور اليوم الاول يرجع إلى نور
الشمس التي لم تكن قد اكتمل نموها، ولم تكن قد وصلت إلى كمال قوتها الخالية، حيث
كانت سديماً مبعثراً ضعيف الضوء. بالإضافة للضوء القادم من النجوم والسدم الأخرى
المنتشرة في الفضاء.

 

والنور
في أليوم الآول كان باهتاً ضعيفاً، إلا أنه كان كافياً لحياة الكائنات الأولية
التي خلقها الله بعدئذ، وكان كافياً لتجديد القليل من الأكسجين الذي تستنفذه تلك
الكائنات في التنفس.

 

حقاً
لو كان موسى من نفسه يكتب محكماً عقله معتمداً على علمه، متعلماً من فلاسفة عصره،
لأخطأ الترتيب، وكان قد تحدث عن نجم الشمس قبل حديثه عن ضوء اليوم الإول.

 

وفي
قول موسى النبي: “وقال الله ليكن نور”، لم يقل خلق الله أو عمل الله، بل
“ليكن نور”، فلم يكن كلام الله متعلقاً بمصدر النور، بل بما يحجب النور
الموجود بالفعل على الأرض، وكأنه يصدر أمراً بأن تبرد الأرض ليتكثف البخار فيدخل
النور إلى الأرض.

 

*
الليل والنهار:

وفصل
الله بين النور والظلمة، ودعا الله النور نهاراً والظلمة دعاها ليلاً”.

هنا
يتحدث الكتاب المقدس عن تعاقب النور والظلمة – النهار والليل، ولكن كيف يحدث هذا
والشمس لم توجد بعد؟! فهل أخطأ موسى؟! بالطبع لا.. فالعلم يوضح صحة كلام موسى
النبي، عندما كشف أن تعاقب النور والظلمة مرتبط بأمرين:

 

الأمر
الأول: دروان الأرض حول نفسها. وهذه الظاهرة وجدت مع وجود الارض من البداية.

 

الأمر
الثاني: مركز الجاذبية الذي تدور حوله الأرض والذي تدور أمامه حول نفسها. وحيث أن
هذا المركز لم يتغير ككيان، وإن كان قد تغير كهيئة وكشكل، فهو يتغير كلياً، ولكن
تغير جزئياً، بوصوله إلى الشكل والحجم والقوة التي وصل إليها في اليوم الرابع
كشمس.

 

من
هذا نرى أن تعاقب الليل والنهار كان طبيعياً منذ اليوم الأول، وكل ما تغير فقط هو
قوة الإضاءة أثناء النهار، لتغير مصدر الضوء وقدرته وقوته.

 

*
ختام اليوم الأول: “وكان مساء وكان صباح يوماً واحداً”.

ويختتم
موسى النبي حديثه عن اليوم الأول بتلك العبارة البسيطة القوية، التي تتوافق أيضاً
مع العلم تماماً.

 

فتحدث
أولاً عن المساء، لأن الظلمة كانت أولاً بسبب الأبخرة التي كانت تعلو الأرض، وتحجب
عنها الضوء الخارجي، وبانقشاعها كان للنور أن يدخل إلى الأرض.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى