علم الكتاب المقدس

أيام الخليقة الستة



أيام الخليقة الستة

أيام
الخليقة الستة

محاولات
التوفيق في شرح أيام الخليقة الستة في الكتاب المقدس

لقد
حاول الكثير من العلماء والمفكرين من المسيحيين على مدى التاريخ التوفيق بين
الرأيين (بين ما يقوله الكتاب المقدس أن عملية الخلق تمت في سنة أيام، وبين ما
يقوله العلم أنها أخذت ملايين السنين)، ومن هذه المحاولات:

 

الرأي
الأول:

وقد
تبناه العلامة بيتر ستونر
Peter
Stoner
في كتابه “العلم
يتكلم”
Science Speaks. ويذكر هذا الرأي أن الخلق قد تم في فترات قصيرة هي أيام الخلق
الستة، وفصل الله بين فترات الخلق القصيرة بفواصل زمنية طويلة تمثل ملايين السنين.
أي أنه بين يوم خلق وآخر يتوقف الله عن عملية الخلق! ويذكر الكاتب أن عملية الخلق
تحدث فجأة وبسرعة، وهذا ما يوضحه التغير الفجائي بين طبقات الأرض المختلفة وما
تحتويه من حفريات..

 

وللرد
على هذا الرأي نقول:

1-
أن عدد الأحقاب الجيولوجية التي ينبغي أن تفصل أيام الخلق لا تتناسب إطلاقاً مع
أيام الخلق نفسها.

2-
يلاحَظ وجود أيام خلق تحوي كائنات حية تنتشر حفرياتها على مدى زمني أكثر من حقبة
جيولوجية، كاليوم الخامس الذي خلقت فيه كائنات ظهرت وانتشرت تدريجياً في كل حقبتي
الحياة القديمة والمتوسطة.

3-
وأيضاً توجد أحقاب ارتبطت زمنياً بظواهر طبيعية أو حركات أرضية أو وجود كائنات
تحدث عنها الكتاب المقدس في أكثر من يوم. ومثال ذلك فترة ما قبل الكمبري الذي يحوي
ما تحويه الأيام الأربعة الأولى.

 

الرأي
الثاني:

وهو
ما ذكره وليم كيلي في كتابه “في البدء والأرض الآدمية”، وهذا الرأي
يتركز في وجود مجموعتين من الخليقة: الأولى منها ما ذكرها العلم تفصيلاً في
الاحقاب الجيولوجيه، وهذه الحياة اندثرت بكاملها. والثانية التي ذكت تفصيلاً في
الكتاب المقدس كخليقة جديدة بعد فناء الخليقة الأولى! ويذكر أن الأولى وجدت على
مدى أحقاب زمنية والثانية فقط في أيام! ويدعي أن قول الكتاب “وكانت الأرض
خربة وخالية” (تك2: 1) أن هذه الآية تتحدث عن دمار الخليقة الأولى المذكورة
في آية “في البدء خلق الله السموات والأرض” (تك1: 1)!

 

وللرد
على هذا نقول:

1-
إن كان الله قد خلق الخليقة الأولى في فترات طويلة ذُكرت علمياً تحت عبارة
“أحقاب زمنية” في فترة تصل إلى مئات الملايين من السنين. فلماذا إذن
غيَّر أسلوبه في عملية الخلق وخلق الخليقه الثانية في ستة أيام فقط؟ هل تطور الله
في أسلوبه وقدراته على الخلق؟! حاشا لله. وأيضاً لماذا تم إفناء الخليقة الأولى؟!

2-
هل خلقها ثم أفناها كما يقولون كنوع من الإعداد والتهيئة لخلق الإنسان؟! هذا كلام
غير منطقي وغير مسبب.. فماذا ستضر مثلاً بعض الكائنات الدقيقة من إفنائها؟!

3-
بالنظر إلى الآية التي يستند إليها في فناء الخليقة الأولى “وكانت الأرض خربة
وخالية”، نلاحظ عدة ملاحظات منها:

 


إنه يقول “وكانت الارض خربه”، ولم يقل “وصارت الأرض خربة”، أي
أن ذلك إقراراً لحالة وليس توضيحاً لتغيير حدث.


عبارة “خربة وخالية” تتوافق علمياً مع طبيعة الأرض عند بداية تكوينها
قبل وجود أي خليقة عليها حيث كانت جسماً منصهراً من شدة الحرارة، ولا توجد فيها أي
نوع من الحياة..

 


وعبارة “وعلى وجه الغمر ظلمة” بسبب الأبخرة الكثيفة التي خرجت منها
نتيجة لحرارتها المرتفعة، والتي كانت تحيط بها لإرتفاعات شاهقة تمنع دخول الضوء
إليها..

 

5-
ويلاحظ أن كثيراً من كائنات الخليقة التي يُفترض حسب النظرية أنها انقرضت (كائنات
الأحقاب) لازالت موجودة حالياً، بل والمتتبع لتطورها الوظيفي يجد أن الموجودة منها
حالياً هو امتداد طبيعي متدرج من التي وجدت منذ زمن طويل، ولازالت محفوظة في باطن
الأرض كحفريات.. حيث أدعوا أنها فنيت!

 

 الرأي
الثالث:

وهو
يفترض أن أيام الخليقة التي ذكرها الكتاب المقدس لم تكن مدتها 24 ساعة، ولكنها
كانت طويلة.. فكان زمن اليوم يشمل مئات آلاف السنين أو ملايين السنين. بمعنى أكثر
وضوحاً أن ليل ذلك اليوم لا يستمر لساعات بل لملايين السنين، وبالتالي نهاره بنفس
الصورة. ولمزيد من التوفيق ذكروا أن الأيام الأربعة الأولى (يوم الخليقة الأول،
يوم الخليقة الثاني، يوم الخليقة الثالث، يوم الخليقة الرابع) للخليقة تمثل فترة
ما قبل الكمبري، وجعلوا اليوم الخامس للخليقة يشمل حقبتي الحياة القديمة والوسطى
وقسموا حقبة الحياة الحديثة إلى نصفين، الأول منها يتمشى مع اليوم السادس ونصفها
الثاني يتوافق مع اليوم السابع.

 

وللرد
على هذا الافتراض نقول:

1-
أنه إذا فرضنا أن يوم الخليقة يتناسب مع حقبة زمنية، أي أن طول اليوم عبارة عن
بضعه ملايين من السنوات، فإن هذا يعني أن ليل ذلك اليوم يشمل بضعة ملايين من
السنوات، وناهره يمر خلال عدة ملايين أخرى. فماذا عن النبات أو الحيوان الذي وإن
زاد عمره فلن يزيد على بضعة مئات من السنوات، هل يعيش طول عمره في ليل مظلم؟! وكيف
يعيش الحيوان مع استنفاذ الأكسجين لطول الليل (بضعة ملايين من السنوات)، حيث أن
الاكسجين
Oxygen لا يتم إنتاجه بواسطة النبات إلا في الضوء فقط. وفي الجانب الآخر
كيف تعيش الحيوانات والنباتات طوال عمرها حيث الشمس الحارقة دون راحة؟!

 

2-
إن هذا الأفتراض لا يمكن أن يقوم علمياً لأن مدة اليوم ثابتة علميا منذ أن وجدت
الأرض. حيث أنها تكمل دروتها حول نفسها أمام مصدر الضوء –الشمس مثلاً- في 24 ساعة،
وهذا الأمر لم يختلف منذ البداية.

 

 الرأي
الرابع:

وهو
يمكن في اعتبار جعل كلمة “يوم” في الكتاب المقدس رمزية تشير إلى مدة
زمنية، بغض النظر عن الفترة الزمنية التي تشير إليها.. فقد تشير إلى حقبة زمنية أو
أقل.. أي أنها لا تعني يوماً من 24 ساعة. فاليوم وإن كان قصيراً بالنسبة لنا، هكذا
الحقبة عند الله، وكما لليوم مساء وصباح أي بداية ونهاية، هكذا الأحقاب مهما طال
زمنها فلها بداية ونهاية. أي أن اليوم هنا لا يأتي بالمعنى الحرفي ولكن بالمعنى
الرمزي.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى