علم الخلاص

63- السيد المسيح هو الله، والله كامل في كل شئ، فكيف يقول عنه الإنجيل انه كان ينمو في القامة والحكمة والنعمة؟



63- السيد المسيح هو الله، والله كامل في كل شئ، فكيف يقول عنه الإنجيل انه<br /> كان ينمو في القامة والحكمة والنعمة؟

63-
السيد المسيح هو الله، والله كامل في كل شئ، فكيف يقول عنه الإنجيل انه كان ينمو
في القامة والحكمة والنعمة؟

ج:
بحسب الناسوت كان السيد المسيح ينمو في القامة والحكمة والنعمة، وبحسب اللاهوت هو
الكامل في كل شئ، فعندما نقرأ أن الرب يسوع كان ينمو في القامة والحكمة والنعمة أو
أنه جاع أو تعب أو بكى أو تألم أو مات.. إلخ فإن الإنجيل هنا يشير للناسوت، وعندما
نقرأ عن الرب يسوع انه الخالق وهو الحياة والقيامة وغافر الخطايا.. إلخ فإن
الإنجيل هنا يشير لللاهوت، وفي كلتا الحالتين لا ينفي الإنجيل الإتحاد بين
الطبيعتين، ولا يفصل بين اللاهوت والناسوت، وكل مايخص الناسوت أو اللاهوت فانه
ينسب لله المتأنس.

 

وكانت
الحكمة تظهر في شخص الرب يسوع بحسب سنه الجسدي، فيقول القديس أثناسيوس الرسولي
” إن ناسوت المسيح إزداد حكمة من الكلمة (اللاهوت) وقتاً بعد وقت، وقد كان له
جسد بشري، واختبر في حياته كل أحوال البشر، فكان طفلاً فصبياً فشاباً فرجلاً
” وكون ظهور الحكمة تدريجياً هذا يؤكد حقيقة الناسوت، وانه شابهنا في كل شئ
ماخلا الخطية وحدها، وكون ظهور الحكمة فهذا يظهر عظم اتضاعه وتنازله ومحبته
ومشاركته لنا في كل شئ.

 

وإن
كان الإنسان يحصل على الحكمة من الخارج بالتعلُّم والدرس والفحص والتأمل، لكن
بالنسبة للسيد المسيح فكانت الحكمة ذاتية نابعة من الداخل لأن فيه مذخَّر كل كنوز
الحكمة، ودائماً وأبداً ستظل حكمة الإنسان ناقصة تشوبها بعض الأخطاء ولكن حكمة
الرب يسوع فانها كاملة وخالية من كل نقص أو خطأ أو فساد أو شر، فيقول القديس كيرلس
الكبير ” على الرغم من انه قيل عن يسوع انه كان ينمو في القامة وفي الحكمة
وفي النعمة (لو 2: 52) فان هذا يخص التدبير (التجسد) لأن كلمة الله سمح لبشريته أن
تنمو حسب خواصها وحسب قوانينها وعاداتها، ولكنه أراد شيئاً فشيئاً أن يعطي مجد
ألوهيته إلى جسده كلما تقدم في العمر حتى لا يكون مرعباً للناس إذا بدر منه عدم
الاحتياج المطلق إلى أي شئ، ومع هذا تكلموا عنه {كيف عرف هذا الإنسان الكتب وهو لم
يتعلم} (يو 7: 15) فالنمو يحدث للجسد، كما ان التقدم في النعمة والحكمة تتلائم مع
مقاييس الطبيعة البشرية. وهنا يلزمنا أن نؤكد أن الله الكلمة المولود من الآب هو
نفسه كل الكمال لا ينقصه النمو أو الحكمة أو النعمة، بل إنه يُعطي للمخلوقات
الحكمة والنعمة وكل ما هو صالح ” (1).

 

“وهكذا
أيضاً مكتوب عنه { وكان الصبي ينمو ويتقوى مملوءاً من الحكمة والنعمة } (لو 2: 52)
هو كامل كإله، ومن ملئه نحن أخذنا لأنه يمنح العطايا الروحية للقديسين، فهو نفسه
الحكمة ومعطي النعمة. فكيف ينمو الصبي وكيف يمتلئ من الحكمة والنعمة؟ هذه هي
التعبيرات المختلفة التي تتحدث عن إله متأنس وتصفه بصفات إنسانية بسبب الإتحاد
الكامل. كما انه يوصف أيضاً فانه معطي النعمة والحكمة كإله ” (2).

 

وقال
أيضاً ” إذا كنت تعلم أن الكلمة قد صار جسداً بالتمام ووُلِد إنساناً، كما
يقول الكتاب المقدس، فلماذا لا تُنسَب إليه أنه يقبل أيضاً ما يناسب الإنسان، فيما
عدا الخطية؟ والواقع أنه حيث إن الجسد خاضع للتقدم فيمكن أن يقال انه (الكلمة)
يتقدم بما انه قد صار فيه (في الجسد) وقد اختص بنفسه أيضاً الآلام غير الأثيمة.
فالجسد في الحقيقة لم يكن جسداً لشخص آخر، لكنه جسد الكلمة ذاته، وكما نقول انه
(الكلمة) تألم بالجسد مع إن الجسد وحده هو الذي تألم ولو انه لم يتألم كإله، لكن
الجسد المتألم كان جسده خاصة، كذلك أيضاً يمكن أن يقال انه (الكلمة) يتقدم مع انه
لا يقبل لأي تقدم بصفته الله، لكن يقال انه يتقدم بسبب تقدم جسده فيه ” (1)

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى