علم الخلاص

59- هل السيد المسيح دُعي إبن الله لأنه وُلِد من العذراء مريم؟



59- هل السيد المسيح دُعي إبن الله لأنه وُلِد من العذراء مريم؟

59- هل
السيد المسيح دُعي إبن الله لأنه وُلِد من العذراء مريم؟

ج:
السيد المسيح هو إبن الله المولود من الآب قبل كل الدهور وإلى ما لا نهاية وفي كل
لحظة مثل الولادة المستديمة للشعاع من الشمس، ولذلك دُعي بإبن الله قبل التجسد،
ولكن لما جاء ملء الزمان لخلاص الإنسان أرسل الله إبنه مولوداً من العذراء مريم.
إذاً السيد المسيح دُعي بإبن الله بسبب ولادته السرمدية من الله الآب، وليس بسبب
ولادته الزمنية من العذراء مريم، وبهذا نستطيع أن نقول أن للسيد المسيح ميلادان:

 

أ-
ميلاد أزلي: من الآب قبل كل الدهور كقول قانون الإيمان ” مولود من الآب قبل
كل الدهور. نور من نور. إله حق من إله حق”.

 

ب-
ميلاد زمني: من العذراء مريم في بيت لحم اليهودية منذ نحو ألفي عام، فبحسب الميلاد
الزمني هو إبن إبراهيم وإبن داود، وبحسب ميلاده الأزلي هو كائن قبل ابراهيم وقبل
الخليقة بأسرها، بل ودعاه داود رباً قائلاً ” قال الربُّ لربي اجلس عن يميني..
” (مز 12: 36).. بحسب ميلاده الزمني هو أصغر من يوحنا المعمدان بستة أشهر،
وبحسب ميلاده الأزلي قال عنه يوحنا ” هذا هو الذي قلت عنه أن الذي يأتي بعدي
صار قُدَّامي لأنه كان قبلي” (يو 1: 15).

 

وقال
القديس أثناسيوس ” نعترف بإبن الله المولود من الله الآب قبل الدهور، ولم
يفترق منه كل الدهور، ووُلِد بالجسد من مريم العذراء القديسة في آخر الزمان..
” (1) وقال أيضاً ” وعلى ذلك نؤمن به انه إبن الله الوحيد من بعد التجسد،
وهو إبن الإنسان اياه لا غير، مسيح واحد، رب واحد، يسوع ربنا مولود مولدين، مولد
من الآب قبل كل دهر فوق كل سبب وكلمة وفكر وزمان، ومولد من الأم في آخر الزمان من
أجل خلاصنا. مولود مثل مولدنا وفوق مولدنا، أما مثل مولدنا أنه كان إنسان ومن
امرأة وفي وقت المولد لتسعة أشهر. وأما فوق مولدنا انه ليس من زرع ولكن من الروح
القدس ومن مريم العذراء المقدَّسة فوق ناموس المولد لسلامة عذراوية أمه من بعد
مولده منها ” (2).

 

“ويجب
أيضاً أن نؤمن بإبن الله، ان له ميلادين، ميلاد من الله الآب قبل كل الدهور،
وميلاد آخر من مريم العذراء القديسة في آخر الأزمان ” (3).

 

وقال
القديس أغسطينوس ” ربنا يسوع، إبن الله، وإبن الإنسان له ميلادان: احدهما
إلهي والآخر بشري، وكل منهما معجزي. في ميلاده الأول وُلِد من الآب بغير أم، فخلق
جميع الأيام، وفي ميلاده الثاني وُلِد من أم بغير أب، فقدَّس هذا اليوم، وفي
الواقع لقد وُلِد المسيح من أب وأم، وبدون أب وبدون أم. بدون أم إلهة، وبدون أب
إنسان.. في ميلاده الإلهي كان غير مرئي، وفي ميلاده البشري كان مرئياً، وكلا
الميلادين يوحيان بالرهبة، وُلِد من أبيه كمبدأ للحياة، ووُلِد من امه كنهاية
للموت.. من يستطيع أن يُخبر كيف وُلِد النور من النور وكلا النورين واحد! ‍وكيف
وُلِد الله من الله وليست هناك زيادة لله في العدد؟‍‍‍! ” (4)‌‌‌.

 

وقال
نيافة الأنبا موسى الأسقف العام ” نعم فلكي يُولَد السيد المسيح، كان لابد أن
يُولَد من عذراء طهور وليس من زوجين، كي لا يصير له أب بشري وهو إبن الله ”
(1).

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى