سبى مملكة إسرائيل ويهوذا

سبى
مملكة إسرائيل ويهوذا

السبى
فى العصور القديمة كان يعنى امتلاك الدولة المنتصرة لكل أفراد الشعب المهزوم بعد
تجريدهم من ممتلكاتهم، فيصبح الشعب بجملته ضمن غنائم الحرب.

 

1- مراحل سبى آشور لمملكة إسرائيل

+
السبى الآشوري الأول لمملكة إسرائيل: قراءات: (2مل15: 17- 19، 27- 29)

1-
في النصف الأخير من القرن الثامن قبل الميلاد فرض الآشوريون سلطانهم على منطقة
الشرق الأوسط تدريجياً حيث دفع منحيم بن جادى ملك إسرائيل (752-742 ق.م.) الجزية
الى فول ملك أشور ” فجاء فول ملك أشور على الأرض فأعطى منحيم لفول ألف وزنه
من الفضة لتكون يداه معه ليثبت المملكة فى يده … فرجع ملك أشور ولم يقم هناك فى
الأرض [2مل15: 19-20], كان ذلك فى عهد عزريا بن أمصيا ملك يهوذا.

2-
فى أيام فقح بن رمليا ملك اسرائيل الذى ملك فى السنه 52 لعزريا بن أمصيا ملك يهوذا
جاء تغلث فلاسر ملك أشور وأخذ عيون وآبل بيت معكه ويانوح وقادش وحاصور وجلعاد
والجليل وكل أرض نفتالى وسباهم إلى أشور. [2مل 15: 29 ].

3-
ملك بعد عزريا ملك يهوذا أبنه يوثام 16سنه ثم ابنه احاز بن يوثام 16سنه. ولم يعمل
احاز ملك يهوذا المستقيم فى عيني الرب فصعد رصين ملك آرام + فقح بن رمليا ملك
إسرائيل الى أورشليم لمحاربة آحاز، فحاصروه ولم يقدروا أن يغلبوه. أرسل أحاز رسلاً
إلى تغلث فلاسر ملك أشور وارسل له الفضة والذهب لينجده، فسمع له ملك أشور وصعد
بحمله على نفقة مملكه يهوذا ضد آرام (دمشق) وإسرائيل قتل فيها رصين ملك آرام
واستولى على أرضه وأخذها وسباها إلى قير [ واجتاح إسرائيل خلال حملتين متواليتين
سنه 733 و732 ق.م ]. [2مل 16: 7-9 ]. [2 أى 28: 20 ].

 

+ السبى الأشورى الثانى لمملكة اسرائيل: قراءات: (2مل17: 1- 6، 24)

+
فتن هوشع بن أيله على فقح بن رمليا وضربه فقتله وملك عوضا عنه (731 – 722 ق.م.)
بعد أن تعهد بولائه لملك أشور,.. صعد شلمناصر الخامس ملك أشور على هوشع ملك
اسرائيل فصار له هوشع عبداً ودفع له الجزية [2مل 17: 3] [2مل 18: 9-12].

+
وجد ملك أشور فى هوشع خيانة لأنه أرسل إلى سوا ملك (فرعون) مصر طالباً حمايته, ولم
يؤد الجزية الى ملك أشور حسب كل سنه. فصعد ملك أشور على كل الأرض وحاصر السامرة 3
سنين من السنه السابعة الى السنه التاسعة لهوشع بن أيله.. مات شلمناصر ملك أشور فى
السنه الثالثة للحصار مقتولا على يد سرجون الثانى الذى اغتصب الملك, ولكنه تابع
حملات شلمناصر ففتح السامرة, وأسر هوشع ملك أسرائيل وأوثقه فى السجن ونهب المدينة
وسبى أهلها إلى أشور 772 ق.م. فأنتهت بذلك مملكة اسرائيل [2مل 17: 4-6].

+
آتى ملك أشور (سرجون الثانى) بقوم من بابل وكوث وعوا وحماه وسفروايم وأسكنهم فى
مدن السامره عوضاً عن بنى اسرائيل فأمتلكوا السامره وسكنوا فى مدنهم [2مل 17: 24].

+
حملات أشور على مملكة يهوذا قراءات: (2مل18: 13- 19، 19: 32- 37)

فى
السنه 14 للملك حزقيا ملك يهوذا، صعد سنحاريب ملك أشور على جميع مدن يهوذا الحصينه
وأخذها ووضع ملك أشور على حزقيا جزية باهظه [2مل 18: 13-14], ثم عاد وأرسل جيش
عظيم الى أورشليم ولكن ملاك الرب انقذ أورشليم وقتل من جيش ملك آشور 185 ألف فى
ليلة واحدة [2مل19: 35] [2أى32: 31] [أش37: 36]

 

2- مراحل سبى بابل لمملكة يهوذا

+
السبى الأول: (دا 1: 1-4): فى السنة الثالثة لحكم يهوياقيم ملك يهوذا (ملك 11سنة)
أى قبل تولى نبوخذ نصر حكمة الرسمى بسنه. سنة 606 ق.م.

(أر
25: 1) السنة الأولى لحكم نبوخذ نصر ملك بابل هى السنة الرابعة ليهوياقيم ملك
يهوذا سنة 605 ق.م.

+
السبى الثانى: (2مل 24: 12): فى عهد يهوياكين ملك يهوذا (ملك 3 شهور) أى فى السنة
الثامنة لحكم نبوخذ نصر ملك بابل سنة 597 ق.م.

+
السبى الثالث: (2مل 25: 8): فى السنة 19 لحكم نبوخذ نصر حيث حاصر أورشليم ثلاث
سنين من السنه 588 إلى السنة 586.من الشهر العاشر فى السنه التاسعة إلى الشهر
الرابع للسنة الحادية عشر لملك صدقيا ملك يهوذا (ملك 11 سنه) سنة 586 ق.م.

 

+ السبى الأول سنة 606 ق.م. قراءات: (دا1: 1-4) (2مل24: 1-2)

كان
نبوخذ نصر أميراً وقائداً فى جيش ابيه نبو بولاسر حينما هزم نخو الثانى ملك مصر فى
موقعة كركميش سنة 610 ق.م. تقريبا. واستولى على جميع المستعمرات التابعة له ومن
بينها مملكة يهوذا (2مل24: 1), وفى السنه الثالثة ليهوياقيم ملك يهوذا, قيد
يهوياقيم ملك يهوذا، واستولى على بعض انيه بيت الله. وأمر رئيس خصيانه أن يحضر من
نسل الملك ومن الشرفاء فتيانا يتعلمون الكلدانيه للوقوف فى قصر الملك، فكان من
بينهم دانيال النبى والثلاثة فتيه (دا 1: 1-7) وذلك سنة 606 ق.م.. أصبح نبوخذ نصر
ملكاً على بابل سنة 605 ق.م. فى السنة الرابعة ليهوياقيم ملك يهوذا (أر25: 1)
وحينئذ أفرج عن يهوياقيم بعد أن عاهده بتقديم جزيه سنوية لبابل, فكان له يهوياقيم
عبدا ثلاث سنين ثم عاد يهوياقيم فتمرد على ملك بابل (2مل24: 1-2).

•
شواهد كتابيه: [دا1: 1-4]، [ 2مل 24: 1-2 ]، [ 2أى36: 5-6 ]، [ أر 25: 1 ].

 

+ السبى الثانى سنة 597 ق.م. قراءات: (2مل24: 8-17)

فى
السنة الثامنة لنبوخذ نصر سنة 597 ق.م. حاصر أورشليم, ” فخرج يهوياكين ملك
يهوذا إلى ملك بابل هو وأمه وعبيده ورؤساؤه وخصيانه وسبى كل أورشليم وسبى يهوياكين
إلى بابل (2مل24: 11-15)، وسبى حزقيال النبى أيضاً. أقام نبوخذ نصر متنيا عم يهوياكين
ملكاً على يهوذا عوضاً عن يهوياكين وغير أسمه إلى صدقيا (2مل24: 17).

 

+ السبى الثالث سنة 586 ق.م. قراءات: (2مل25: 1-10)

فى
سنة 588 ق.م. حاصر نبوخذ نصر أورشليم بسبب تمرد صدقيا ملك يهوذا (2أى 36: 33).
أبتداء من الشهر العاشر فى السنة التاسعة إلى الشهر الرابع للسنة الحادية عشر
لصدقيا ملك يهوذا فتحت ابواب المدينة سنة 586 ق.م. وما لبث أن هرب صدقيا الملك وكل
رجاله من ثغره بالسور فأدركتهم جيوش الكدانيين فى برية أريحا وقبضوا عليه، وقدموه
الى نبوخذ نصر فى مدينة ربله بأرض حماه. فقتل نبوخذ نصر ابناءه أمام عينيه وفقاً
عينيه وقيدوه بسلاسل نحاس وقادوه إلى بابل (2مل25: 7) وجعله فى السجن الى يوم
وفاته (أر52: 11). هدم الجند أسوار أورشليم واحرقوا هيكل الرب وقصر الملك وباقى
المنازل وسبى جميع أفراد الشعب.. فإنتهت بذلك مملكة يهوذا [ 2مل 25: 9 ] [ 2أى 36:
19 ] [ أر 52: 12-14 ].

 

3- مدة سبى مملكة يهوذا

+
تنبأ ارميا النبى بأن اليهود سيظلون فى السبى سبعين سنة (أر25: 11، 29: 10).

+
وقد حسبت مدة السبعين سنة بطريقتين مختلفتين:

1-
من السبى الأول سنة 606 ق.م. 2مل24: 1، الى ان عاد الشعب من السبى سنة 536 ق.م.
عز3: 1-6، أو

2-
من تدمير الهيكل سنة 586 ق.م. فى السبى البابلى الثالث, الى ان اكمل الشعب العائد
من السبى اعادة بناء الهيكل سنة 516 ق.م.. أنتهاء السبى الروحى لأن الهيكل مركز
علاقتهم مع الله.

 

العودة من السبى

لم
ترجع مملكة اسرائيل من سبى آشور, اما مملكة يهوذا فظلوا فى سبى بابل فترة سبعين
سنة كما تنبأ ارميا النبى (627-586 ق.م.) أر25: 11-12, أر29: 10 حيث قامت مملكة
فارس وقضت على مملكة بابل وأمر كورش ملك فارس (538-529 ق.م.) لليهود ان يعودوا الى
بلادهم, كما سمح لهم باعادة بناء الهيكل.. وهنا نجد عظمة الكتاب المقدس, فنرى
اشعياء النبى (740-681 ق.م.) قد تنبأ وحدد اسم الملك الذى سيعطى الحرية لليهود
للعودة لبلادهم واعادة بناء هيكلهم من جديد قبل ان يتولى كورش الحكم بنحو 150 سنة
اش44: 28، اش45: 6.

 

عودة اليهود الى أورشليم على ثلاث مراحل

1-
الدفعة الأولى: تحت قيادة زربابل سنة 536 ق.م. وبدأوا فى وضع اساسات الهيكل لاعادة
بنائه عز3: 11، لكن السامريين قاوموا العمل عز4: 5 فتوقف 16 عاما, وحين ملك داريوس
الملك عام 521 ق.م. تشجع النبيان حجى وزكريا على حث الناس من جديد تحت قيادة
زربابل الوالى وهوشع الكاهن, حاول تتناى الحاكم الفارسى لغرب الفرات اعاقة العمل
لكن الملك اكد قيام المنشور السابق مشجعا اليهود على العمل, وقد انجز بناء الهيكل
اخيرا فى سنة 516 ق.م.

2-
الدفعة الثانية: تحت قيادة عزرا عام 458 ق.م. حيث اهتم بشريعة الله لبناء الهيكل
الداخلى فى قلوب الشعب بالأعتراف بخطاياهم والتوبة العملية الصادقة باعتزال الرجاسات
وعزل النساء الغريبات عز9.

3-
الدفعة الثالثة: تحت قيادة نحميا عام 444 ق.م. وفيها تم بناء اسوار اورشليم وتعمير
المدينة بالسكان.

 

بناء سور أورشليم بعد العودة من السبى

(يرمز
للانعزال عن ظلمة العالم)

وفى
شهر نيسان في السنة العشرين لارتحشستا الملك… وقلت للملك أن حسن عند الملك فلتعط
لى رسائل إلى ولاه عبر النهر لكي يجيزونى حتى اصل إلى يهوذا ورسالة إلى آساف حارس
فردوس الملك لكي يعطيني أخشاباً لسقف أبواب القصر الذي للبيت ولسور المدينة…
فأعطاني الملك)) [ نح2: 1، 6-8 ].

((فجئت
إلى أورشليم… ثم قلت لهم انتم ترون الشر الذي نحن فيه كيف أن أورشليم خربه
وأبوابها قد أحرقت بالنار هلم فنبنى سور اورشليم ولا نكون بعد عارا. وأخبرتهم عن
يد الله الصالحة على… قالوا لنقم ولنبنى وشددوا أياديهم للخير ولما سمع سنبلط
الحورونى وطوبيا العبد العمونى وجشم العربي هزأوا بنا واحتقرونا.)) [نح 2: 11،17-19].

((فبنينا
السور واتصل كل السور الى نصفه وكان للشعب قلب فى العمل. ولما سمع سنبلط وطوبيا
والعرب والعمونيون والآشدوديون أن اسوار اورشليم قد رممت والثغر ابتدأت تسد غضبوا
جداً وتأمروا جميعهم معاً أن يأتوا ويحاربوا اورشليم ويعملوا بها ضرراً… ولما سمع
اعداؤنا اننا قد عرفنا وابطل الله مشورتهم رجعنا كلنا الى السور كل واحد الى شغله.
ومن ذلك اليوم كان نصف غلمانى يشتغلون فى العمل ونصفهم يمسكون الرماح والآتراس
والقسى والدروع.)) [نح 4: 6-8، 15-16]

((وكمل
السور فى الخامس والعشرون من آيلول فى اثنين وخمسين يوما. ولما سمع كل اعدائنا
ورأى جميع الأمم الذين حوالينا سقطوا كثيراً فى اعين انفسهم. وعلموا أنه من قبل
الهنا عمل هذا العمل.)) [ نح 6: 15-16 ].