علم الانسان

بين التعليم والتعلم



بين التعليم والتعلم

بين
التعليم والتعلم

*
التعليم:

هو
قوة مؤثرة في اعداد الفرد ورقى المجتمعات وهو كذلك لا يشتق صفاته وسماته من ذات
نفسه ولكنه يشتقها من واقع القوى والعوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية
والسياسية التى تسود المجتمع، وبداية لابد من ان نفرق بين التعلم والتعليم.

*
فالتعلم:

مقالات ذات صلة

علم
يبحث في ظاهرة تعديل السلوك او تغييره وهو العلم الذى يبحث في اكتشاف القوانين
العلمية التى تحكم ظاهرة تغيير السلوك.

*
التعليم:

هو
الاجراء التطبيقى الذى يستخدم ما كشف عنه علم التعليم في مواقف تعليمية وتربوية في
جميع الوسائط التعليمية (الأسرة – المدرسة – المؤسسة الدينية – النادى – اجهزة
الاعلام)

كل
هذه الوسائط تستخدم وتستفيد من مباحث علم التعليم الناس بصفة عامه وفي تعليم
الابناء او التلاميذ بصفة خاصة ومن هنا يعتبر عملية مقصودة تطبيقية يستفيد من
القوانين التى كشف عنها.

*
علم التعلم:

وفى
عبارة واحدة التعلم علم والتعليم تكنولوجيا والمعروف ان التكنولوجيا هى تطبيق
وتوظيف ما كشف عنه العلم في مواقف حياته كما تقول علم الطب وتكنولوجيا الطب وعلم
الصناعة وتكنولوجيا الصناعة وفي كل حالة هناك المعرفة واكتشاف القوانين ثم
الاستفادة من هذه القوانين واستخدامها في صناعة الادوات والاجهزة التى تفيد
الانسان..

ويجمع
كثير من علماء التربية وعلم النفس على وجود ثلاث مهام كبرى يفيد منها المعلم عند
راسته لموضوع التعلم هى:

1
– هناك مجموعة من الاهداف التربوية يسعى المربون الى تحقيقها من خلال المؤسسة
التربوية اساسا والمقصود بالاهداف التربوية مجموعة من الانماط السلوكية او
الاداءات او الممارسات يسعى المربيون لاكسابها للافراد بحيث يستجيبون للمواقف
البيئية المختلفة والقضايا الجدلية (الخلافية) المطروحة بما تكون لديهم من اتجاهات
عملية وقدرة على التحليل.

2
– تمكين المربة من طرق اكساب المعلمين للمعارف والمهارات والخبرات اللازمة لهم في
كل مراحل نموهم وكيف يوظف مخ المتعلم وكيف تنمو الميول والقدرات وهنا يغذى المربى
مخ المتعلم بحيث يصبح هذا المخ قادرا على الانتاج فكرا وعملا وممارسة.

3
– ادراك المربى فهمه للفروق الفردية بين المتعلمين في العمر الواحد هذه الفروق قد
ترجع للبناء البيولوجى للمتعلم كما قد ترجع الى وضائفه الفسولوجية والى الامراض
والعاهات التى يعانى منها لما قد ترجع الى خبراته الماضية في المنول والمدرسة
والثقافة التى انخرط فيها والى البيئة التى يعيش فيها بمستوياتها المختلفة والى
المعاملة المنزلية والى الوسط الاجتماعى مئات العوامل قد يصعد حصرها كلها متفاعلة
وتتلخص وظيفة التعليم في:

1
– تساعد على تشكيل العقول والسلوك للاجيال القادمة حتى لا يترك نمو الفرد او تطوره
لعامل الصدفة.

2
– استثمار بشرى يقوم به المجتمع لتحقيق استقراره السياسى والاجتماعى وتقرير
التنمية الشاملة من اجل تامين غد المجتمع وحمايته ومستقبله وخلق المواطن الصالح.

*معنى
التعليم:

يسود
التعليم كل انواع النشاط البشرى تقريبا حتى انه لا يكاد يوجد نمط من انماط السلوك
مكيف يخلو من نوع ما من التعلم. لذا كان دراسى التربية وعلم النفس يجد نفسه مسوقا
الى البحث في كيفية تكوين الانسان لعاداته وكيف يكتسب مهاراته ومعارفه وكيف انه في
بعض الاحيان يصير عدا للتعصب والتحامل وغيرها من الاتجاهات السلبية المتعلمة
(والتى كثيرا ما تؤدى الى اخفاق الفرد وعرقلة مجهوداته لتحقيق التكييف مع الوسط
الذى يعيش فيه ولذا يكون سلوكه سلبيا وهداما)

*
تعريف (جاتس)
GATES:

يرى
(جاتس)
GATES ان التعلم يمكن ان ينظر اليه على انه عملية اكتساب الوسائل
المساعدة على اشباع الحاجات والدوافع وتحقيق الاهداف وهو كثير ما يتخذ صورة حل
المشكلات. معنى ذلك ان الشخص يتعلم في الغالب اذا كان لديه:

1
0 هدف واضح يتجه اليه.

2
– بنشاطه فينمو ما عنده من استعداد في اكتشاف الوسائل التى تساعده على الوصول الى
هذا الهدف وحل الموقف المشكل ثم يعمل ويكرر المحاولة حتى تثبت قدرته على التعلم
لكن قد يحدث ان:

 1
– يتعلم الفرد خبرة لم يكن يقصد تعليمها فقد يهدف الى تحقيق معين فيتعلم شيئاً لم.

 2
– قد يكتسب المرء خبرة معينة من سلوك او نشاط عابر غير موجه نحو هدف.

يعينه
ولم يقصد به اشباع حاجة معينة.

تعريف
(جليفورد)
GUILFORD:

يرى
” جليفورد ” ان التعلم ما هو الا اى تغير في السلوك ناتج من استثارىة
هذا التغير في السلوك قد يكون نتيجة لاثر منبهات بسيطة وقد يكون نتيجة لمواقف
معقدة. هذا التعريف جامع شامل اكثر مما يجب اذ قد يحدث ان يتغير سلوك الفرد نتيجة
لاستثارة معينة ومع ذلك لا يحدث تعلم.

*
مثال ذلك: اقفال العين اذا ما فوجئت بضوء قوى او سحب اليد فجاة حين تشعر بلمس شئ
حار او ساخن جاد.. وهذا ليس بتعلم اذ يقصد بالتعلم نوع من التكيف بموقف معين يكسب
الفرد خبرة معينة.

*
من تعاريف
GUILFORD. GATES عن التعلم يوضح ان التعلم وظيفة اساسية للكائن عامة والانسان بضفة
خاصة لاسباب خاصة نذكر منها:

1
– ان التعلم يعنى تعديلا للسلوك الكائن تعديلا يساعده على حل مشكلة صادفته يرغب في
حلها ونضرب مثلا:

*
نعلم الشخص طريقة من محل عمله الى منزله.

*
نعلم فتاه تفصيل فستان

*
نعلم الطفل فك لعبته وفهم اجزائها.

2
– يتعلم الفرد تعديل سلوكه واكتساب خبرة معرفية تزيد من نموه وفهمه للعالم المحيط
به، وبالتالى يؤدى الى ذيادة قدرته على السيطرة على البيئة وتسخيرها لخدمته.

3
– يتعلم كيف يعدل سلوكه لتحقيق مزيد من التكييف للبيئة الطبيعية والبيئة
الاجتماعية.

4
– يتعلم الفرد ميولا واتجاهات وقيما تساعد على ان يعيش سعيدا فى مجتمع له.

خصائص
ثقافية وحضارية ومادية معينة.

وهذه
الميول والاتجاهات والقيم هى التى تعطى حياته في هذا المجتمع معنى مستساغا منه ومن
الجماعة.

*
طبيعة التعلم واهدافه:

*
اهمية التعلم:

يؤدى
التعلم حسب مناه السابق دورا اساسيا وهاما في حياة الانسان بالذات فللفرد يولد وهو
مزود ببعض الدوافع الفطرية التى تحافظ له على حياته مثل الرضاعة او الطعام
والاخراج والنومبالاضافة الى بعض الافعال اللارادية كالحركة والبكاء وما شابه ذلك.

وعندما
يسب على الطريق نجد ان سلوكه قد اتخذ شكلا جديدا ومعقدا طوال مراحل نموه وتتكون
عنده الاف والاف من العادات الجديدة التى لم تكن موجوده لديه سابقا وينمو في حياته
مناحى جديدة تكون كلها مكتسبة مما تعلمه طوال نشاته في اسرته وبيئته ومدرستة
ومجتمعه ويلاحظ ان عملية الاكتساب او التعلم تقتضى بالضرورة وجود الفرد من جهة
والبيئة الخارجية من جهة اخرى (سواء كانت هذه البيئة طبيعية مادية او انسانية)

اجتماعية
وانه لابد ان يقوم بين هذين الطرفين تفاعل مستمر يدفع الفرد الى تطور وتعلم السلوك
الجديد المكتسب تدريجيا وذلك من مهارات واتجاهات واخلاقيات وعواطف وميول وفنون
وعلوم وغيرها.. الخ مما ينشا وينمو في ظل الجماعة.

وهنا
نؤكد مرة اخرى على ان الفرد لا يقتصر على تعلم السلوك السوى والاخلاق الحميدة فقط
وانما قد يتعدى الامر الى تعلم السلوك غير السوى والاخلاق غير الحميدة ايضاً
” اليست هى ايضا سلوك مكتسب في البيئة التى يعيش فيها الفرد ومن ثم قد يكون
التعليم سببا لرقى الفرد وتقدمه او سببا في تاخره وانحطاطه وهذا يقتضى ضرورة
الاهتداء بالتربية لتهذيب المتعلم وتوجيهة الوجهة الصحيحة. على هذا الاساس نجد ان
الانسان الفرد يظل دائما طوال حياته في عملية تعلم مستمر واكتساب متواصل للسلوك
الجديد منذ ميلاده وحتى مماته والتعلم لا يتم حسب رغبة الفرد فقط بل انه قد يحدث
ايضا على غير ارادته وكذلك نجد ان الفرد العادى السوى لا يستطيع ان يتعمد الامتناع
عن تعلم آيه.

خبرات
جديدة نتيجة وجوده في اسرته وبيئته ومجتمعة بل انه مضطر الى تعلم شتى العادات
والخبرات الجديدة التى تنشا من وجوده في مجتمعه وذلك طبعا بالاضافة الى قدرة الفرد
على تعلم الخبرات الاخرى الجديدة والممكنة على اساس من القصد والتعمد في شتى
الميادين الاجتماعية والاخلاقية والعلمية.

*
خصائص التعلم الاساسية:

1
– انه سلوك مكتسب يظهر نتيجة تفاعل الكائن الحى مع بيئته.

2
– ويرتبط ظهور هذا السلوك الجديد بوجود شرط الممارسة والتكرار.

3
– حيث يؤدى الى تعديل سلوك الكائن الحى وتغيير طريقة ادائه.

*
اهداف ونتائج التعليم:

يستهدف
التعلم وفقا للمبادئ التربوية الصحيحة تحقيق مجموعة عامة من الاهداف ويسعى للوصول
بالفرد الى عدة نتائج واضحة تظهر اثارها في سلوكه وفى تطور شخصيته.

وتتمثل
اهداف التعلم او نتائجة في المجالات التالية:

1
– تعلم المفاهيم والمعلومات.

2
– تعلم المهارات.

3
– تعلم الاتجاهات (او التعلم الوجدانى العاطفى). وهى كلها تسعى الى تحقيقها في
سلوك الافراد من خلال التعلم. فكيف يتم ذلك؟


وما هى طبيعة كل هدف منها؟


وما دوره في العملية التعليمية؟

1
– تعليم المفاهيم والمعلومات:

عادة
ما يرتبط التعلم في الذهان باكتساب المعلومات والحقيقة ان هذا الهدف يمثل جانبا من
جوانب اهداف التعلم والتى تمتد الى المهارات والاتجاهات دون ان تقتصر على
المعلومات فقط والحقيقة ان التعلم يؤدى دورا ايجابيا وفعالا في التنظيم المعرفى
عند الفرد اذ ان اكتساب المعارف وتعلم المعلومات لابد وان يتم في ثنايا تعلم
المهارات والاتجاهات لان كل معلومة يمكن تحويلها الى نشاط ما كما ان كل نشاط لابد
وان يشتمل ضمنيا على معارف متنوعة ويضاف الى ذلك ان من اهم نتائج التعلم تنظيم
الناحية المعرفية عند الطفل ومساعدته على اكتساب المعارف والخبرات الصالحة له
وللمجتمع الى جانب مظهر اخر يتمثل في تعليم الطفل طريقة التفكير والنجاح في الحياة
لا يتمثل في مدى يحفظه الفرد وسيتوعبه من معارف نظرية او مواد دراسية فقط وانما
يمتد الى ما يتعلمه من عادات صحيحة في التفكير السليم وكيفية تكون المفاهيم وتوجيه
التفكير للتعود على حل المشاكل ومعالجة شتى شئون الحياة بموضوعية شديدة بعيدا عن
التعصب والمصالح الشخصية والعوامل الزاتية وهكذا فان التعلم يؤدى دورا ايجابيا في
تغيير التنظيم المعرفى للفرد والارتقاء به وذلك من خلال شقين اساسيين:

·               
مضمون التفكير نفسه.

·               
شكل التفكير وطريقته.

وهما
يمثلان تراث الانسانية جمعاء والذى يمثل نقله من الاجيال السابقة الى الاجيال
اللاحقة من خلال التعلم وبشتى وسائله.

2
– تعلم المهارات:


ماذا يقصد بالمهارة؟


ما هى خصائص الاداء المهارى الذى تسعى الى تكوينة من خلال التعلم؟

*
المهارة:

هى
نوع من النشاط المكتسب يستلزم استخدام العضلات الكبيرة او الصغيرة في الجسم بطريقة
متازرة وسهلة وبسرعة معينة ودقه تامة.

*
تكوين المهارات:

تكوين
المهارات هدف اساسى من اهداف التعلم يتكامل مع اكتساب المعلومات والاتجاهات في
وحدة مترابطة ويتميز الاداء المهارى الذى يسعى التعلم الى تكوينة عند الفرد
بالخصائص التالية:

1
– التازر: وهو حسن التناسق في العمل بين العضلات، وتناسق بين المثير والاستجابة في
اداء الفعل (عازف بيانو يحرك اصابعه في تناسق مع عضلات اليد ويتوافق مع النوتة
الموسيقية)

2
– السرعة: وهى سمة هامة من سمات الاداء المهارى وتاتى نتيجة التدريب وكثرة
التكرار.

3
– الدقة: اى لابد ان تكون اعمالهم فيها دقيقة تماما.

4
– القدرة على الاداء في ظروف: طالما انه متمرس بالمهارة

5
– التوقيت: مراعاة التوقيق من حيث البداية والانتهاء.

ويتضح
ان كل خصائص الاداء المهارى السابقة ليست فطرية اكتسابها بالتعليم لذلك فان التدرب
عليها يحتاج بالضرورة الى توجيه دقيق وتكرار مستمر وممارسة دائبة لضمان نمو السلوك
المهارى المطلوب تكوينة عند الشخص مع مراعاة تحقيق هذا التواصل في التعلم والتدريب
من أجل تثبيت المهارة المنتظمة والحفاظ على خصائصها.

3
– اكتساب الاتجاهات

من
اهداف التعلم مساعدة الفرد على تقبل هذه الاتجاهات السائدة في المجتمع والعمل على
تعديلها والارتقاء بها وقد يعلق على تعلم الاتجاهات

التعلم
الوجدانى

1
– الاتجاه النفسى: ميل عام مكتسب ثابت نسبيا وهو استعداد عقلى ووجدانى يتكون من
خبرة الفرد عن طريق التجربة واستجابته تجاه المواقف والاحداث المحيطة.

2
– خصائصة: استعدادات مكتسبة من المجتمع والنظم التربوية والتعلمية ذات ثبات نسبى
فقد طرا تغيرات متعددة تؤثر في هذا الثبات وتطور الظروف الاجتماعية والعادات
الاخلاقية استعدادات عقلية ووجدانية (ليست عقلية خالصة وليست عاطفية تماما وانما
هى مزيج من الجانبين معا). يتكون بتكرار التجربة خبرة الفرد والممارسة حتى يؤدى
ذلك الى ظهور الاتجاه واضحا في سلوك الفرد كمظهر من مظاهر التعلم تؤثر في سلوك
الفرد وتوجهه حيث ان الاتجاهات بعد ان تتكون عند الفرد تحول لتصبح قوة تدفع سلوكه
وتوجهه وجهة تتوافق مع طبيعة هذه الاتجاهات المكتسبة (الرجل الذى لا يؤمن بخروج
المرأة للعلم ولا باعطائها حقوقها الاجتماعية والسياسية تجد سلوكه يتاثر بهذا
الاتجاه ويرفض ان تتعلم ابنته فى الجامعة).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى