علم الانسان

موت المخ



موت المخ

موت
المخ

ان
سألت مجموعة من الاشخاص العاديين ما هى علامة وفاة الانسان؟ لا تفقت اجابتهم. اما
اذا اسألت نفس السؤال لمجموعة من الاطباء والعلماء ورجال القانون في بلد متقدم مثل
امريكا لاحتاجوا الى عقد ندوة وقد يتفقون او لا يتفقون في النهاية.

ان
التقدم العلمى جعل الراى الشائع الذى يحدد وفاة الانسان بتوقف التنفس ونبضات القلب
امرا يخالف الواقع العلمى والعلمى، ومن اشهر الامثلة العملية:


مثل المريض في غرفة الانعاش الذى يوضع على الاجهزة الطبية التى تجعل القلب ينبض
والتنفس مستمرا مما يجعل الانسان حسب الراى الشائع لتحديد الوفاة ضمن الاحياء،
بينما من الناحية الطبية والعملية هو انسان ميت، اذ بمجرد نزع هذه الاجهزة يتوقف
القلب فورا عن النبض كما ان استمراروضع المريض على الاجهزة الطيبية لا يؤثر على
تقدم حالة المريض.

مقالات ذات صلة


التقدم العلمى جعل تحديد وفاة الانسان امرا اكثر تعقيدا من مجرد توقف نبضات القلب
وحركة التنفس، فنزع الاجهزة الطبية عن المريض فى غرفة الانعاش لابد ان يسبقه اعلان
اكيد لوفاة المريض والا نكون امام جريمة قتل. لذلك يتجه العالم حاليا لتحديد وفاة
الانسان بموت المخ.

 

ما
معنى موت المخ، وما هى علاماته؟

المقصود
بموت المخ هو توقف المخ تماما عن العمل نتيجة تدمير خلاياه تدميرا كاملا فقد يتوقف
المخ عن العمل لفترة مؤقته مثل حالات الغيبوبو، او تتوقف بعض وظائفه ولكن هذا لا
يعنى موت المخ، لقد وضع الاطباء علامات اكلينيكية يمكن بها اعلان موت المخ، ومن
اشهر هذه العلامات ما وضعته كلية الطب بجامعة هارفارد الامريكية التى تسمى معايير
هافرارد لتحديد وفاة المخ، وهى تشمل ان يعلن الكشف الطبى على المريض الآتى:

1
– عدم الاحساس او الادراك.

2
– عدم الاستجابة للمؤثرات.

3
– عدم وجود اى حركات تلقائية، ومنها التنفس التلقائى.

4
– عدم وجود اى فعل انعكاسى.

5
– ان تكون هذه العلامات مستمرة لمدة لا تقل عن 24 ساعة.

6
– ان يتم تأكيد نتائج الكشف الاكلينيكى برسم المخ الذى يظهر باستمرار عدم وجود ايه
وظائف للمخ خلال فترة 24ساعة.

لقد
وجدت هذه المعايير قبولا فى الاوساط الطبية واعتبر وجودها دليلا قاطعا على توقف
المخ تماما ونهائيا عن العمل بسبب تدمير خلاياه، واعتبر الاطباء انها سبب قاطع
لاعلان وفاة المريض.

*
لا يفوتنا ان نذكر ان هناك فرقا بين موت المخ ” بمعنى توقف جميع وظائفه
” وفقدان العقل فالانسان الذى يفقد عقله هو كائن حى فقد بعض وظائف المخ ولكن
ليس كلها فهو لا يزال يدرك، ويحس، ويتحرك، ويتنفس.. الخ.

 

*
الوضع القانونى:

يحدد
القانون المصرى القائم الوفاه بتوقف نبضات القلب نهائيا وكذلك العديد من بلاد
العالم ففى امريكا مثلا تحدد الوفاه في قوانين اغلب الولايات الامريكية بتوقف
نبضات القلب والتنفس نهائيا، ولقد قامت مؤخرا ثمانية عشر ولاية بتغيير قوانينها
ليكون تحديد الوفاه اما بتوقف نبضا القلب والتنفس نهائيا، او توقف وظائف المخ
توقفا تاما.

ان
قصر تحديد الوفاه بتوقف نبضات القلب يوجد وضعا قانونيا لا يواكب التقدم العلمى
ويجعل نزع الاجهزة الطبية عن المريض الذى توقف قلبه عن العمل جريمة قتل من الناحية
القانونية لذلك يطالب الاطباء بتغيير القانون ليواكب التقدم العلمى في الوقت نفسه
فان تحديد الوفاه بموت المخ سوف يفتح المجال امام الاستفادة بنقل الاعضاء من
المتوفيين حديثا، وهناك فارق زمنى بين توقف المخ تماما عن العمل ” الوفاه
” وتحلل الاعضاء والخلايا.

 

*
الوضع الدينى:

الموت
حسب المفهوم الدينى هو انفصال الروح ” النفس ” عن الجسد الله خلق
الانسان من تراب واعطاه نسمه حياة وعندما يستعيد الله نسمة الحياة يعود التراب الى
التراب (وجبل الرب الاله ىدم ترابا من الارض ونفخ في انفه نسمة الحياة فصار آدم
نفسا حية) تك2: 7


نفخ الله فى آدم نسمة حياة، بث فيه مظاهر الحياة فصار آدم نفسا حية ” من
ادراك واحساس، وحركة، وتنفس، ووظائف لجميع اجهزته. والموت معناه انه يعود الى تراب
” لانك تراب والى التراب تعود ” (تك3: 11)

اى
تتوقف مظاهر الحياة باستعادة الله لنسمة الحياة التى اعطاها الله للانسان. لذلك
فانه ان كان من الصعب تحديد لحظة دخول او خروج نسمة الحياة للانسان. لان نسمة
الحياة او الروح امر غير مرئى ولكن يمكن تحديدها بالمظاهر المترتبة على ذلك. فتوقف
مظاهر الحياة هو دليل على انفصال الروح عن الجسد ومظاهر الحياة فى الانسان تعتمد
على المخ ووظائفه، فجسم الانسان الحى ليس فقط مجموعة من الاجهزة تعمل ولكن اجهزته
تعمل بتوافق وتنسيق كما ان عملها ينبع من كيان الانسان ذاته. والذى يعطى لاجهزة
الجسم ان تعمل وتعمل بتناسق هو المخ، حقا ان بعض اجهزة الجسم قد تستمر في العمل
بعد توقف المخ مثل القلب او بعض العضلات ولكن عملها ينبع من كيان الانسان ذاته،
والذى يعطى لاجهزة الجسم ان تعمل وتعمل بتناسق هو المخ، حقا ان بعض اجهزة قد تستمر
في العمل بعد توقف المخ مثل القلب او بعض العضلات ولكن عملها يستمر لفترة محدودة
جدا وبدون تنسيق بينها فمثالا قد يحدث لانسان قطعت راسه ان يستمر قلبه في النبض
وعضلاته في الحركة ولكان يعتبر هذا الانسان ميتا عند لحظة قطع راسه وليس بعد ذلك.
لذلك يعتبر البعض الموت ” موت المخ ” وتوقف وظائفه هو قطع للراس من
الناحية الفسيولوجية.

1
– ان اعتبار توقف المخ تماما عند آادء وضائفة نتيجة تدمير خلاياه كلها علامات موت
الانسان هو امر مقبول دينيا لعدة اسباب.

2
– ان توقف المخ تماما عن اداء وضائفة يصاحبه توقف جميع مظاهر الحياة بالنسبة
للانسان وتوقف مظاهر الحياة ” معناه ” ان نسمة الحياة (الروح) التى
اعطاها الله للانسان قد فارقته فلم يعد بعد نفسا حية.

3
– استمرار بعض ما يبدو انه مظاهر للحياة بعد موت المخ مثل حركة العضلات او نبض
القلب هو امر متوقف لفترة زمنية محدودة جدا لا تغير شيئا من جهة حياة الانسان.

4
– استمرار نبض القلب او حركة التنفس بعد موت المخ نتيجة وضع الانسان على اجهزة
طبية هو عملية صناعية لا اثر لها على حياة الانسان بل تلقى عبئا نفسيا وماليا على
اهل المتوفى وهى عملية تشابه مع الفارق بالطبع عملية التحنيط التى تحفظ الجثة من
التحلل والفساد الذى هو نتيجة طبيعية للموت وقد تظل الجثة محتفظة بشكل الكائن الحى
لعدة مئات او الاف من السنوات دون ان يغير ذلك شيئاً من جهة الحياة.

ان
اعتبار علامة موت الانسان هو توقف المخ عن العمل تماما يساعد فى الحلات التالية:

1
– حالات المرضى الذين هم في غيبوبة وتم وضعهم على اجهزة العناية المركزة واجهزة
رسم المخ والتنفس الصناعى لعدة ايام او اسابيع دون تقدم يذكر في هذه الحالة يواجه
الاطباء اهل المريض صعوبة اتخاذ قرار رفع الاجهزة عن المريض اننا نقول بضمير
مستريح انه طالما ثبت بالدليل القاطع ان المخ قد توقف نهائيا عن العمل فانه يجب
رفع هذه الاجهزة عن المريض الذى فارقته الروح.

2
– حالات نقل الاعضاء من المتوفين حديثا فاعتبار علامة موت الانسان هى موت المخ
يفتح المجال للاستفادة من نقل اعضاء المتوفين حديثا قبل تحلل هذه الاعضاء.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى