علم الاخرويات

الفصل الثالث



الفصل الثالث

الفصل
الثالث

المجىء
الثانى بعد ألفى سنة من المجىء الأول

 

 فى
هذا الفصل نستعرض بعض أهم النبوءات والإعلانات الرمزية التى تثبت أن المجىء الثانى
لرب المجد سوف يكون بعد ألفى سنة من المجىء الأول.

 من
أهم تلك الإعلانات ذاك الإعلان المذكور فى سفر الخروج والذى جاء فيه أنه بعد خروج
بنى إسرائيل من مصر أى بعد أن تحقق خلاصهم من العبودية قال الرب لموسى إذهب إلى
الشعب وقدسهم اليوم وغدا (اليومان يشيران إلى ألفى سنة) وليغسلوا ثيابهم (إشارة
إلى المعمودية) ويكونوا مستعدين لليوم الثالث (اليوم الأبدى) لأنه فى اليوم الثالث
ينزل الرب أمام عيون جميع الشعب على جبل سيناء (كمثال للمجىء الثانى).

 أما
عند صوت البوق فهم يصعدون إلى الجبل (إشارة إلى الصعود إلى جبل الله المقدس
أورشليم السمائية).

 فانحدر
موسى من الجبل إلى الشعب وقدس الشعب وغسلوا ثيابهم وقال للشعب كونوا مستعدين لليوم
الثالث. وحدث فى اليوم الثالث أنه صارت رعود وبروق وصوت بوق شديد جدا, وأخرج موسى
الشعب لملاقاة الله (خروج 19: 10 – 17).

 مما
تقدم يتضح أن نهاية الدهور وملاقاة الله ستكون بعد يومين أى بعد ألفى سنة من خلاص
الشعب من العبودية.

 وفى
سفر هوشع النبى نجد نبؤة صريحة عن أن قيامتنا من الموت ستكون بعد يومين أى بعد
ألفى سنة من المجىء الأول وأننا سنحيا أمام الله فى الأبدية التى هى اليوم الثالث
وفى هذا تقول كلمة الله:

 أنا
أفترس وأمضى وآخذ ولا منقذ. أذهب وأرجع إلى مكانى حتى يجازوا ويطلبوا وجهى. فى
ضيقهم يبكرون إلى. هلم نرجع إلى الرب لأنه هو افترس فيشفينا. ضرب فيجبرنا. يحيينا
بعد يومين (أى يقيمنا من الموت بعد ألفى سنة من مجيئه الأول) فى اليوم الثالث (أى
فى اليوم الأبدى) يقيمنا فنحيا أمامه.. خروجه (أى مجيئه الثانى) يقين كالفجر (هوشع
5: 15 + 6: 1 – 3 ).

 وقد
ربط القديس العظيم كيرلس عمود الدين بين نبوة هوشع المتقدم بيانها وقول يوحنا
البشير ” وفى اليوم الثالث كان عرس فى قانا الجليل ” (يوحنا 2: 1)
بالقول:

 ”
أنه على عادة الأسفار الإلهية التى تستخدم اللغة الإنسانية العادية وتعطيها معانى
سمائية نجد أن العرس قد تم فى اليوم الثالث أى فى نهاية الدهور, وهذا ينسجم تماما
مع ما قاله واحد من الأنبياء بأنه يجرح ويعصب يحيينا بعد يومين وفى اليوم الثالث
يقيمنا فنحيا أمامه (هوشع 6: 1 – 3 ).. وعندما قيل أن العرس كان فى اليوم الثالث
فقد كان يعنى نهاية الدهور[1].

 ومن
الإعلانات الدالة أيضا على أن الدينونة تبدأ بعد يومين ذاك الإعلان المذكور فى سفر
الراعى والذى فيه يقول الراعى لهرماس:

 فلننصرف
الآن ولنعد بعد يومين (أى بعد ألفى سنة).. وبعد يومين عدنا إلى البرج. فقال الراعى
لنعاين كل الأحجار (البشر) ولنبحث عن التى يمكن أن تدخل البناء (الكنيسة) (راعى
هرماس م 9 ف 7: 6 – 7)[2].

 من
الواضح أن هذا المثل يعلن بصورة رمزية أن ابن الله الذى يمثله الراعى سينصرف ويعود
بعد يومين أى بعد ألفى سنة ليعاين الأحجار أى البشر فمن يصلح للملكوت منهم سيدخله
فى بناء الكنيسة أى جسده ومن لا يصلح يطرح خارجا.



[1]
– القديس كيرلس الإسكندرى ” شرح إنجيل يوحنا ” يناير
1989 ص 184 , 187

[2]
– الآباء الرسوليون ” أباء الكنيسة ” الطبعة الثانية
منشورات النور ص 240

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى