علم الاخرويات

الفصل الثاني



الفصل الثاني

الفصل
الثاني

المجيء
الثاني بعد ستة آلاف سنة من خلق آدم

 

 في
هذا الفصل نستعرض أهم النبوءات والإعلانات التي تثبت أن المجيء الثاني لرب المجد
سوف يكون بعد ستة آلاف سنة من خلق آدم.

 من
أهم تلك النبوءات تلك التي فيها يقول برنابا الرسول:

 إنتبهوا
يا أولادى إلي هذه الكلمات أن الله أتم عمل يديه في ستة أيام. هذا يعني أن الله
سيقود خلال ستة آلاف سنة كل شىء إلى تمامه. كل يوم يعني عنده ألف سنة. هو ذا يوم
كألف سنة. في ستة أيام أى فى ستة آلاف سنة سيتم الكل, واستراح في اليوم السابع
(رسالة برنابا 15: 4 – 5)[1].

 من
الواضح وفقا للنص السابق أن نهاية العالم ستكون بعد ستة آلاف سنة من خلق آدم.

 والحق
أن هذا النص وإن كان قد تفرد من حيث إعلانه عن موعد المجىء الثانى تصريحيا وعلى
وجه التحديد إلا أن الكتب المقدسة تضمنت العديد من الإعلانات الرمزية التى تتفق مع
هذا التحديد.

 من
ذلك على سبيل المثال ذاك النص الذى تضمن إعلانا رمزيا عن موعد المجىء الثانى
واستعلان الملكوت بعد ستة أيام أى بعد ستة الآف سنة والذى فيه يقول الرب لتلاميذه:

 الحق
أقول لكم إن من القيام ههنا – أى من التلاميذ – قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن
الإنسان آتيا فى ملكوته وفى هذا يقول متى البشير:

 وبعد
ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد بهم إلى جبل عال منفردين وتغيرت هيئته
قدامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور (متى 16: 27 – 28 + 17: 1 –
2).

 يفسر
القديس إفرام السريانى هذا النص بقوله:

 إن
القوم الذين قال عنهم أنهم لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيا فى ملكوته
هم هؤلاء التلاميذ الثلاثة الذين أخذهم معه إلى الجبل وأظهر لهم هيئة مجيئه فى
اليوم الأخير فى مجد لاهوته وجسد تواضعه[2].

 ويرى
القديس أمبروسيوس أن تجلى المسيح فى ملكوته بعد ستة أيام إنما يشير إلى مجيئه
الثانى فى ملكوته بعد ستة آلاف سنة. لأن يوما واحدا عند الرب كألف سنة وألف سنة
كيوم واحد (بطرس الثانية 3: 8) (مزمور 89: 4)[3].

 ومن
الإعلانات الرمزية أيضا والتى تشير إلى أن العالم سوف ينتهى بعد ستة آلاف سنة من
خلق آدم ذاك الإعلان الذى فيه يقول الرب:

 سته
أيام تعمل وتصنع جميع عملك وأما اليوم السابع ففيه سبت للرب إلهك.. لأن فى ستة
أيام صنع الرب السماء والأرض والبحر وكل ما فيها واستراح فى اليوم السابع (خروج
20: 9 , 11).

 وهذا
معناه أنه كما أن الله أتم عمله فى ستة أيام هكذا ينبغى أن يتم الإنسان عمله أيضا
فى ستة أيام أى فى ستة آلاف سنة.

 لأن
الرب لا يتباطأ فى تنفيذ وعده بشأن راحة اليوم السابع لأن يوما واحدا عند الله
كألف سنة وألف سنة كيوم واحد.

 هذا
وقد جاء فى كتابات بولس رسول الأمم العظيم ما يعد مصادقة على هذا التفسير بقوله:

 أن
الرب قال فى موضع عن السابع هكذا واستراح الله فى اليوم السابع من جميع أعماله,
والذى دخل راحته (أى الإنسان) إستراح هو أيضا من أعماله كما الله من أعماله
(العبرانيين 4: 3 – 10).

 فبولس
الرسول يرى أنه كما أن الله أتم عمله فى ستة أيام واستراح فى اليوم السابع هكذا
ينبغى أيضا أن يتم الإنسان عمله قبل أن يدخل الراحة. فكأن بولس الرسول يقول أن
العالم سوف يننتهى بعد ستة أيام أى بعد ستة آلاف سنة لأن يوم الراحة للإنسان كما
لله هو اليوم السابع الذى فيه يستعلن ملكوت السموات.

 مما
تقدم يتضح أن ستة أيام العمل هى المهلة المعطاة للبشر ليصنعوا ويتمموا جميع
أعمالهم على الأرض قبل أن يدخلوا الراحة.

 وهذا
التفسير يتفق مع التقاليد المسيحية المتواترة.

 حيث
يرى المؤرخ يوليوس سكتوس أفريكانوس أن نهاية العالم ستكون بعد ستة آلاف سنة من خلق
آدم [4].

 ويقول
القديس هيبوليتس الرومانى المتنيح سنة 236 ميلادية أن المسيح الدجال سيظهر بعد
إنتهاء الإمبراطورية الرومانية التى هى المملكة الرابعة فى رؤيا دانيال وهذا سيكون
عندما تنفسم الإمبراطورية الرومانية شرقا وغربا إلى عشر دول. أما نهاية العالم وانقضاء
الدهر ومجىء المسيح الرب فسيكون بعد مرور ستة الآف سنة من خلق آدم[5].



[1]
– نص هذه الرسالة مأخوذ من المخطوط السينائى, وقد اعتبر ناسخ هذا
المخطوط أن رسالة برنابا من كتب العهد الجديد ووضعها قبل سفر الرؤيا واعتبرها من
الرسائل الجامعة.

 وقد
أثبت كل من إكليمندس الإسكندرى وأوريجانوس ويوسابيوس القيصرى نسبة الرسالة إلى
برنابا أحد السبعين رسولا ورفيق بولس الرسول.

 فالرسالة
هى رسالة صحيحة لبرنابا الرسول وهى غير الإنجيل المزور المنسوب له زورا والمعروف
باسم إنجيل برنابا ( الآباء الرسوليون ” آباء الكنيسة ” منشورات النور
).

[2]
– القمص تادرس يعقوب ملطى ” الإنجيل بحسب متى ” ص 367

[3]
– القمص تادرس يعقوب ملطى ” الإنجيل بحسب متى ” ص 369

 

[4]
– د. أسد رستم ” آباء الكنيسة ” فى القرون الثلاثة
الأولى ص163

[5]
– د. أسد رستم ” آباء الكنيسة ” فى القرون الثلاثة
الأولى ص174 – 175

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى