علم الاخرويات

القسم الأول: المجىء الثانى على الأبواب



القسم الأول: المجىء الثانى على الأبواب

القسم الأول: المجىء الثانى على الأبواب

الفصل الأول: الرؤى المتعلقة بالممالك التي
ستحكم العالم

 

المبحث
الأول

مقالات ذات صلة

رؤيا
التمثال العظيم

 

 من
أهم الرؤى المتعلقة بالممالك التي ستحكم العالم بدءا من بابل وحتى المجيء الثاني
تلك الرؤيا التي رأها نبوخذ نصر ملك بابل والتي قال عنها دانيال النبي إنها رؤيا
عن ما يكون في الأيام الأخيرة (دانيال 2: 28).

 وقد
كشف دانيال النبي عن تلك الرؤيا للملك نبوخذ نصر ملك بابل بقوله:

 أنت
أيها الملك كنت تنظر وإذا بتمثال عظيم .. رأس هذا التمثال من ذهب .. صدره وذراعاه
من فضة. بطنه وفخذاه من نحاس. ساقاه من حديد. قدماه بعضهما من حديد وبعضهما من
خزف. كنت تنظر إلي أن قطع حجر بغير يدين فضرب التمثال علي قدميه اللتين من حديد
وخزف فسحقهما .. أما الحجر الذي ضرب التمثال فصار جبلا كبيرا وملأ الأرض كلها
(دانيال 2: 31 – 36).

 وقد
فسر دانيال النبي تمثال حلم نبوخذ نصر ملك بابل بقوله:

 ”
أنت أيها الملك .. هذا الرأس من ذهب. وبعدك تقوم مملكة أخرى (مملكة فارس ومادي)
ومملكة ثالثة أخرى من نحاس (مملكة ياوان أى اليونان) فتتسلط علي الأرض. وتكون
مملكة رابعة صلبه كالحديد (كتيم أى المملكة الرومانية) .. وبما رأيت القدمين
والأصابع بعضها من خزف والبعض من حديد فالمملكة تكون منقسمة .. وأصابع القدمين (أى
العشر دول التي كانت تتكون منها الإمبراطورية الرومانية المنحلة) بعضها من حديد
والبعض من خزف. فبعض المملكة يكون قويا والبعض قصما .. وفي أيام هؤلاء الملوك (أي
ملوك عشر دول الإمبراطورية الرومانية المنحلة) يقيم إله السموات مملكة لن تنقرض
أبدا .. الله العظيم قد عرف الملك ما سيأتي بعد هذا ” (دانيال 2: 37 – 45).

 ولنتأمل
الآن تلك الرؤيا المتعلقة بذاك التمثال العظيم الذي رآه نبوخذ نصر.

 إن
أول ما نلاحظه أن دانيال النبي فسر تلك الرؤيا موضحا أنها تتضمن تاريخ الممالك
المتتابعة التي ستحكم العالم بدءا من بابل التي يمثلها الرأس من ذهب وحتي المجىء
الثاني الذى سيكون في زمن إنقسام ممالك الإمبراطورية الرابعة أى الإمبراطورية
الرومانية إلي عشر دول تمثلها عشر أصابع قدمي التمثال الذى رآه نبوخذ نصر.

 وعلينا
أن ندرك أن تلك الرؤيا قد صارت الآن علي وشك الإتمام لأننا وصلنا إلي أصابع
القدمين أى إلي الهيئة التي يجب أن يكون عليها العالم في زمن النهاية ولم يبق إلا
أن يظهر الملوك العشرة المعبر عنهم بأنه في أيام هؤلاء الملوك يأتي الرب في ملكوته
(دانيال 2: 2 , 4 , 44) (دانيال 7: 23 – 24) (رؤيا 17: 12).

 ودليل
ذلك أن تلك الممالك المذكورة في الرؤيا قد سقطت بالتتابع حتى وصلنا إلي الهيئة
التي يجب أن يكون عليها العالم في زمن النهاية وفقا للرؤيا. فلقد سقطت بابل التي
يمثلها الرأس من ذهب, وقامت بعدها فارس ومادى ويمثلهما ذراعا التمثال وصدره الذين
من الفضة, وبعدهما قامت مملكة ثالثة هي اليونان ويمثلها بطن التمثال وفخذاه اللذين
من النحاس. ثم قامت بعدهم مملكة رابعة صلبة كالحديد هي المملكة الرومانية التي
يمثلها ساقي التمثال, وبما رأيت القدمين والأصابع بعضهما من خزف والبعض من طين
فالمملكة تكون منقسمة, وهذا ما حدث بالفعل فقد إنقسمت الإمبراطورية الرومانية إلي
إمبراطورية غربية تحت السيطرة الرومانية, وإمبراطورية شرقية تحت سيطرة الأتراك
العثمانيين باستيلائهم على القسطنطينية عام 1453 ميلادية.

 وقد
ظلت الإمبراطورية الرومانية الغربية قائمة حتى ظهرت بوادر إنحلالها بقيام الثورة
الفرنسية وإعلان الحكم الجمهورى فى سنة 1789 للميلاد, ومنذ ذلك الحين دبت عوامل
الإنقسام فى الإمبراطورية نتيجة تنامى المشاعر القومية على أسس لغوية وعرقية
ومذهبية وما هو إلا قليل حتى انحلت الإمبراطورية الرومانية الغربية سنة 1806
ميلادية باستعفاء فرنسيس الثانى عن الحكم.

 أما
الإمبراطورية العثمانية التى تأسست عام 1453 ميلادية على أنقاض القسم الشرقى من
الإمبراطورية الرومانية. فقد بدأت عوامل الانحلال تدب فيها منذ عام 1805 عندما
تمكن محمد على من الاستقلال بمصر عن الدولة العثمانية فظهرت مصر الحديثة كوحدة
مستقلة ثم تلتها سوريا وأخيرا ظهرت تركيا كوحدة منفصلة بإعلان مصطفى كمال آتاتورك
إلغاء الخلافة وقيام الجمهورية عام 1924 للميلاد.

 وهكذا
وصل العالم إلى أصابع قدمى تمثال نبوخذ نصر بظهور أصابع قدمى التمثال كوحدات
سياسية منفصلة ومستقلة على مسرح التاريخ. وبهذا نكون قد وصلنا إلى الهيئة التى
سيكون عليها العالم فى زمن النهاية.

 وهكذا
بسقوط الإمبراطوريتين الشرقية والغربية اللذان يمثلان قدمى التمثال نكون قد وصلنا
إلي أصابع القدمين أى إلى العشر دول التي تتكون منها قدمى التمثال وهي الهيئة التي
ينبغي أن يكون عليها العالم في زمن النهاية الذى فيه يأتي ابن الإنسان في ملكوته.

 كما
أظهرت الرؤيا أن أصابع القدمين بعضها من حديد (ممالك القسم الغربي) وبعضها من خزف
(ممالك القسم الشرقي) وهذا معناه أن الإمبراطوريتين الشرقية والغربية سينقسمان في
نهاية الأيام إلي عشرة أقسام أى دول بعضها قوى وبعضها ضعيف وهى الهيئة التى نرى
عليها العالم اليوم.

 من
هنا نعلم يقينا أن المجيء الثاني صار علي الأبواب وأن العد التنازلي لبداية
النهاية قد بدأ.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى