علم الاخرويات

الخلاصة



الخلاصة

الخلاصة

موقفنا
من المجئ الثانى: انتظار واستباق:

 

1
– يتضح مما سبق أننا منذ الآن مواطنون ل ” الأرض الجديدة والسماء
الجديدة” التى سوف يقيمها السيد المسيح عند مجيئه الثانى
.

وقد
جعل الوح القدس فى قلوبنا ” عربون” الحياة الجديدة أى مقدمتها
.

بهذا
المعنى يمكن القول بأن المجئ الثانى ” قريب”، لا بالمعنى الزمنى بل
بالمعنى الروحى من العبارة، أى أننا بدأنا منذ الآن بتذوقه:

[هَذَا
وَإِنَّكُمْ عَارِفُونَ اَلْوَقْتَ أَنَّهَا الآنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيْقِظَ مِنَ
اَلنَّوْمِ فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا.

قَدْ
تَنَاهَى اَللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ
وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ.

لِنَسْلُكْ
بِلِيَاقَةٍ كَمَا فِي النَّهَارِ لاَ بِالْبَطَرِ وَالسُّكْرِ لاَ بِالْمَضَاجِعِ
وَاَلْعَهَرِ لاَ بِالْخِصَامِ وَاَلْحَسَدِ.

بَلِ
اِلْبَسُوا اَلرَّبَّ يَسُوعَ اَلْمَسِيحَ وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيراً لِلْجَسَدِ
لأَجْلِ اَلشَّهَوَاتِ
) (رومية 13:
11 – 14
).

(يَقُولُ
اَلشَّاهِدُ بِهَذَا: { نَعَمْ! أَنَا آتِي سَرِيعاً}. آمِينَ. تَعَالَ أَيُّهَا
اَلرَّبُّ يَسُوعُ
) (رؤيا 22: 20).

 

2
– لذا ننتظر بحرارة اكتمال هذه الحياة فينا ونتوق بالتالى بلهفة إلى مجئ الرب
الثانى
.

قلوبنا
تنادى مع كاتب الرؤيا:

(نَعَمْ!
أَنَا آتِي سَرِيعاً
) (رؤيا 22: 20).

 

3
– ولكنه ليس مجرّد انتظار
.

إنه
أيضا استباق لهذا المجئ ولما سوف يحمله من تجديد كامل لنا:

(مُنْتَظِرِينَ
وَطَالِبِينَ سُرْعَةَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ
) (2 بطرس 3:
12]
.

أى
أنه، إذا كنّا مأخوذين فعلاً ببهاء التجديد المرتقب، فلا بدّ لنا من أن نرسم صورته
فينا وحولنا:

 

أ
– أن نرسمه فينا: أى أن نعيش كل يوم وجهيه، وجه موت العتاقة ووجه ولادة الحياة
الجديدة فين، أن نحيا منذ اليوم كما يليق بمواطنى الملكوت، أن نتصرّف فى ظلمة
الدنيا كبين النور:

(هَذَا
وَإِنَّكُمْ عَارِفُونَ اَلْوَقْتَ أَنَّهَا الآنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيْقِظَ مِنَ
اَلنَّوْمِ فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا.

قَدْ
تَنَاهَى اَللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ
وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ.

لِنَسْلُكْ
بِلِيَاقَةٍ كَمَا فِي النَّهَارِ لاَ بِالْبَطَرِ وَالسُّكْرِ لاَ بِالْمَضَاجِعِ
وَاَلْعَهَرِ لاَ بِالْخِصَامِ وَاَلْحَسَدِ.

بَلِ
اِلْبَسُوا اَلرَّبَّ يَسُوعَ اَلْمَسِيحَ وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيراً لِلْجَسَدِ
لأَجْلِ اَلشَّهَوَاتِ
) (رومية 13:
11- 14]
.

هكذا
نكون منذ الآن فى انسجام مع العالم الجديد، فيتح لنا هذا التجانس أن ننتمى إليه
عند اعتلانه:

(وَالآنَ،
أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، كُونُوا ثَابِتِينَ فِي الْمَسِيحِ، حَتَّى تَكُونَ لَنَا
نَحْنُ ثِقَةٌ أَمَامَهُ، وَلاَ نَخْجَلَ مِنْهُ، عِنْدَمَا يَعُودُ
) (1 يوحنا 2:
25
).

 

ب
– أن نرسمه حولن، ساعين إلى تحويل الدنيا إليه
.

انتظار
المجئ الثانى لا يعنى بالتالى هروبا إلى ضبابية ” الغيبيات” بل إلتزاما
لمهمات الدنيا وشؤون الأرض، ونضالاً من أجل إحقاق العدالة والإخاء والتحرير
والتنمية، ومقاومة لا هوادة فيها لكل ما يسحق الإنسان ويذلّه من ظلم وقهر واستغلال
وتخلّف
.

 

4
– إن انتظارنا الناشط لقدوم المسيح الثانى يعطينا الثقة بأن الكلمة الأخيرة إنما
هى للحياة لا للفناء، وأن الغلبة حاصلة منذ الآن وإن تأجلّ اكتمالها
.

ومن
شأن هذه الثقة أن تمدّنا بشجاعة الصبر والثبات رغم قسوة الصراع فينا وحولنا ورغم
كل ما تعترضنا من صعوبات وعثرات ونكسات وخيبات:

(فَتَأَنَّوْا
أَيُّهَا اَلإِخْوَةُ إِلَى مَجِيءِ اَلرَّبِّ. هُوَذَا اَلْفَلاَّحُ يَنْتَظِرُ
ثَمَرَ اَلأَرْضِ اَلثَّمِينَ مُتَأَنِّياً عَلَيْهِ حَتَّى يَنَالَ اَلْمَطَرَ
اَلْمُبَكِّرَ وَالْمُتَأَخِّرَ. فَتَأَنَّوْا أَنْتُمْ وَثَبِّتُوا قُلُوبَكُمْ،
لأَنَّ مَجِيءَ اَلرَّبِّ قَدِ اِقْتَرَبَ
) (يعقوب 5: 7،
8
).

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى