كتب

رسالة بولس إلى لاودكية



رسالة بولس إلى لاودكية

رسالة
بولس إلى لاودكية

 

إن
ذكر تلك الرسالة في (كو 4: 16) دفع أحدهم لتزييف رسالة. وهي مكتوبة باللاتينية
وتتكون من عشرين عدداً، وهي مجموعة متناثرة من عبارات بولسية سلكت في خيط واحد.
وقد ذكرت في المخطوطة الموراتوري ة (170 م) وكانت واسعة الانتشار في نهاية القرن
الرابع. أما الآن فالكل يجمعون على أنها زائفة.

 

 

يكتب
الرسول بولس في رسالته إلى الكنيسة في كولوسي: “متى قرئت عندكم هذه الرسالة
فاجعلوها تُقرأ أيضاً في كنيسة اللاوديكيين، والتي من لاودكية تقرأونها أنتم
أيضاً”

 

(كو
4: 16) . فما هي هذه الرسالة “التي من لاودكية”؟

 

أولاً:
– هناك تفسيرات مختلفة لعبارة الرسول بولس، فكلمات الرسول بولس قد تعني:

 

(1)-
أن الرسالة قد كتبها اللاودوكيون . ولكن يكفي لدحض ذلك ملاحظة أن الرسول بولس يوصي
المؤمنين في كولوسي أن يحصلوا على الرسالة “التي من لاودكية” وأن
يقرأوها، فكيف يمكن للرسول أن يأمر بذلك بخصوص رسالة كتبها طرف ثالث؟ وكيف استطاع
الرسول بولس أن يعرف أنه توجد نسخة من تلك الرسالة، كتبها اللاودكيون قبل أن
يرسلوها؟ وكيف عرف أن اللاودكيين لديهم الاستعداد لإرسال نسخة منها إلى كولوسي؟ إن
هذا الافتراض يثير الكثير من المشكلات التي لا حل لها . كما أن عبارته تتضمن أن
هذه الرسالة “التي من لاودكية”، “والرسالة إلى كولوسي” هما
رسالتان متكاملتان، يجب على كل من الكنيستين أن تتبادلاهما، لتستطيع كل منهما
قراءة الرسالة المرسلة إلى الأخرى.

 

(2)-
أن الرسول بولس كتب رسالة من لاودكية، وأن هذه الرسالة قد تكون الرسالة الأولى أو
الثانية إلى تسالونيكي، أو الرسالة إلى غلاطية . ولكن المرجح جداً أن كل هذه
الرسائل لم تكتب من لاودكية، وأن الرسول بولس عندما كتب الرسالة إلى الكنيسة في
كولوسي، كان سجيناً في رومية، ولهذا السب وحده، فمن المستحيل أن يكون قد كتب رسالة
– منذ زمن قصير – من لاودكية، وبخاصة أنه يذكر في رسالته إلى كولوسي أن الذين في
لاودكية كانوا من الذين لم يروا وجهه في الجسد، أي أنه لم يسبق له أن زار لاودكية،
ومن ثم فمن المستحيل أن يكون قد كتب منها رسالة.

 

(3)-
إن الرسالة كانت موجهة إلى اللاودكيين:

 

(i)-
إنها رسالة لم يكتبها الرسول بولس بل كتبها شخص آخر، ولكن لهجة العبارة لا تحتمل
ذلك أبداً.

 

(ii)- أن الرسول بولس هو الذي كتبها، ولكنها فُقدت ولم تصل إلينا، وهو
التفسير الشائع.

 

(iii)- إنها الرسالة اللاتينية المزيفة، والتي ترجع إلى القرن السادس
الميلادي، والتي تحمل العنوان: “إلى اللاودكيين” . وهي ليست سوى حشد من
آيات مأخوذة من كتابات الرسول بولس المعروفة، وبخاصة الرسالتين إلى فيلبي وإلى
غلاطية، ووضعت هذه الآيات معاً بطريقة عشوائية . وكان من الطبيعي أن يوصي الكاتب
المزيف الذي جمعها – في ختام رسالته – بأن يتم تبادل الرسالة مع الرسالة إلى
كولوسي . وقد دفعه إلى هذا التزييف ما أوصى به الرسول بولس في الرسالة إلى كولوسي
(كو 4: 16)، فأراد أن يملأ هذا الفراغ الذي رآه.

 

(iv)- البديل الوحيد لكل ذلك . هو أن الرسالة “التي من لاودكية
كانت رسالة من الرسول بولس نفسه إلى الكنيسة في لاودكية، ويوصي المؤمنين في كولوسي
أن يحصلوا عليها “من لاودكية” . وأرجح الاحتمالات أنها هي الرسالة التي
تحمل العنوان: “رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس”، وثمة الكثير من الأدلة
التي تؤيد ذلك . لقد كتب الرسول بولس رسالة إلى الكنيسة في لاودكية، المدينة التي
ذكرها مرتين في رسالته إلى الكنيسة في كولوسي: “فإني أريد أن تعلموا أي جهاد
لي لأجلكم ولأجل الذين في لاودكية” (كو 2: 1)، “سلموا على الإخوة الذين
في لاودكية، وعلى نمفاس وعلى الكنيسة التي في بيته” (كو 4: 15) . وإذا سلمنا
بأن ما ذكره في رسالته إلى الكنيسة في كولوسي(4: 16)، يعني أنه كتب رسالة إلى
الكنيسة في لاودكية في نفس الوقت الذي كتب فيه إلى الكنيسة في كولوسي، فأين هذه
الرسالة؟

 

ثانياً:
– نرى مما سبق:

 

(1)-
أن الكلمتين “في أفسس” (أف 1: 1) لا توجدان في أقدم مخطوطتين للكتاب
المقدس، وهما المخطوطة السينائية، والمخطوطة الفاتيكانية.

 

(2)-
يذكر الرسول بولس في الرسالة إلى أفسس أن من يكتب إليهم، لم يكن إيمانهم على يديه،
بل يقول: “إذ قد سمعت بإيمانكم بالرب يسوع” (أف 1: 15) . كما يقول: “بسبب
هذا أنا بولس أسير المسيح يسوع لأجلكم أيها الأمم، إن كنتم قد سمعتم بتدبير نعمة
الله المعطاة لي لأجلكم” (أف 1: 3: 1، 2) . ونعلم من سفر أعمال الرسل أن
المؤمنين في أفسس كانوا في غالبيتهم من اليهود، فيكون من الغريب أن يقول لهم: “أيها
الأمم” . كما أنه قضى في أفسس ثلاث سنوات يخدم بينهم، فكيف يقول لهم: “إن
كنتم قد سمعتم بتدبير نعمة الله المعطاة لي لأجلكم” (أف 3: 2).

 

ثالثاً:
– والخلاصة هي أن الأرجح هو أن الرسالة إلى لاودكية هي نفسها الرسالة الموجودة بين
أيدينا باسم “رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس” (فالرجا الرجوع إلى مادة
أفسس – الرسالة إليها”، في موضعها من الجزء الأول من “دائرة المعرف
الكتابية”).

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى