كتب

إنجيل برثولماوس



إنجيل برثولماوس

إنجيل
برثولماوس

 


كتاب قيامة المسيح ”

هو
نص قبطي نشره ” وليس بادج ” عن مخطوطة محفوظة في المتحف البريطاني، كما
توجد أيضاً قصاصات منها في باريس وبرلين، مما يدل على حدوث تنقيحين مختلفين.
واستنتج سنيملخر من المقارنة بينهما أن القصاصتين أقدم من مخطوطة لندن، التي تبدو
أنها تنقيح لأصل اقدم منها (” أبوكريفا العهد الجديد “، 1: 507).

 

ومخطوطة
لندن عبارة عن رواية مترابطة إلى حد ما، وإن كان بها الكثير من الثغرات، فالأحداث
غير وثيقة الترابط، وليست على اتساق واحد دائماً (فمثلاً قصة توما وشكه في
القيامة، تذكر بعد أن أقام توما نفسه ابنه سيوفانس من الموت باسم يسوع). والصفحات
الخمس الأولى من المخطوطة مفقودة، ولكن يبدو أن قصاصة بها قصة موت شخص اسمه
حنانيا، قد يكون موضعها هنا حيث توجد إشارة إلى تلك الحادثة في بداية النص
الموجود، الذي يواصل الحديث عن دفن يسوع بمعرفة يوسف الرامي. ثم يجيء ” الموت
” وأبناؤه إلي القبر حيث يشتكي ” الموت ” للجثمان. ثم الحديث عما
أحدثه يسوع من انقلاب في الجحيم، ثم لعنة يهوذا، ثم قصة النسوة عند القبر في فجر
القيامة حيث يرد ذكر ” فيلوجينس ” البستاني الذي أعار قبره ليدفن فيه
يسوع. ويخلط الكتاب بين مريم المجدليه ومريم أم يسوع. ثم يذكر صعود يسوع للسماء.
ويعقب ذلك ثماني ترنيمات تصاحب قبول آدم والأبرار في المجد. ثم بعد ظهور آخر على
جبل الزيتون، يصعد الرسل إلي السماء. حيث يُباركون كل واحد منهم في دوره. ثم تأتي
قصة سيوفانس وتوما.

 

ويرجع
عنوان الكتاب إلى العبارة الموجود به قرب ختامه: ” هذا هو سفر قيامة يسوع
المسيح ربنا في فرح وبهجة “. كما يوجه برثولماوس وصية لتداوس: ” لا تدع
هذا الكتاب يقع في يد أي رجل غير مؤمن أو في يد هرطوقي “. ويحتمل أن هذا
الكتاب يرجع إلى القرن الخامس أو القرن السادس.

 

يذكر
جيروم هذا الإِنجيل بين الكتابات الأبوكريفية العديدة، كما أن المرسوم الجيلاسياني
يذكر ” أنا جيل برثولماوس “، ويرجح ان كلمة “أناجيل ” وردت
فيه بالجمع عن خطأ، وإن كان من المحتمل أنها إشارة إلى وجود أكثر من وثيقة واحدة.
ويري بعض العلماء أن المقصود بهذا الإِنجيل هو إنجيل متى العبري الذي يقال ان
برثولماوس قد حمله معه إلى الهند (التاريخ الكنسي ليوسابيوس، 10: 3) ولكن هذا أمر
غير محتمل، فلو أنه كان كذلك لما ذكره جيروم بهذه الصورة، مع اهتمامه الشديد
” بالإِنجيل العبري “.

 

والكتابات
التي تحمل اسم برثولماوس تشمل كتاباً قبطياً بعنوان ” كتاب قيامة المسيح بقلم
برثولماوس الرسول ” (موضوع البند التالي)، وقصاصات قبطية عديدة مشكوك في
نسبها إليه، وهناك وثيقة بعنوان ” أسئلة برثولماوس” توجد في خمس صور
منقحة، منها اثنتان باليونانية، واثنتان بالاتينية، والخامسة بالسلافية، وهي
مختلفة في الطول وفي النوع. وتبدأ بسؤال سأله الرسل قبل الصلب، وكان رد يسوع:
لايمكني اعلان شيء قبل أن أخلع هذا الجسد “. وبعد القيامة لم يجرؤ التلاميذ
على السؤال مرة أخري، ولكن برثولماوس يستجمع شجاعته ويسأل يسوع أين ذهب بعد
الصليب. والنتيجة رواية عن النزول إلى الهاوية فيها بعض وجوه الشبه ” باعمال
بيلاطس ” (انظر ” الأبوكريفا ” في حرف الألف). وفي الأصحاج الثاني
يسأل التلاميذ مريم عن ميلاد يسوع، ورغم تحذيرها لهم من النتائج، فإنهم يصرون على
السؤال. وعندما تروي لهم قصة البشارة (بتفاصيل أبوكريفية طويلة)، تخرج نار من فمها
كما تنبأت، وكاد العالم يحترق لو لم يتدخل يسوع. وفي الأصحاح الثالث يطلب الرسل من
الرب أن يريهم بئر الهاوية. وفي الأصحاح الرابع يحرض بطرس مريم لتطلب من يسوع أن
يعلن لهم ما في السموات، ولكن هذا سؤال ينسي في سياق الحديث عندما يحاول كل منهم
تحريض الآخرين على السؤال. وتحاول مريم اقناعهم بأن بطر س هو الصخرة التي بني
عليها المسيح كنيسته كما يحاول بطرس اثبات أن مريم قد اصلحت الخطأ الذي فعلته حواء
بمعصيتها. ولكن برثولماوس يطلب أن يرى ” عدو البشر “، وبعد قليل من
التردد يجيبه يسوع إلى طلبه، فيؤتي ” ببليار ” مقبوضاً عليه من 660
ملاكاً، ومكبلاً بالقيود. وبعد ذكر وصفه، يعطي السلطان لبرثولماوس، لكي يدوس على
عنقه وأن يسأله عن أفعاله. ويصرح ” بليار ” بأن اسمه كان أولاً ”
شطنئيل ” ثم اصبح ” الشيطان “، ويصف كيف خلق الله الملائكه. ورداً
على سؤال من برثولماوس، تذكر كيفية عقاب الأشرار. وقبل أن يعود اشيطان إلى مكانه
يذكر قصة سقوطه. وهناك بعض نقاط ارتباط بين هذا الكتاب وبعض النصوص الأخرى، كما أن
به اشتقاقات لغوية غربية. وفي الأصحاح الأخير يسأل برثولماوس يسوع عن أشنع خطية،
وعما إذا كانت هي الخطية ضد الروح القدس.

 

والأصحاحات
متفاوتة الطول، فالأصحاح الرابع طويل بشكل خاص. وواضح أن نسبة الكتاب إلى
برثولماوس ترجع إلى ان برثولماوس هو أكثر الرسل بروزاً فيه. وهذا الكتاب ليس هو
كتاب ” القيامة ” وان كانت توجد بعض نقاط الأرتباط بينهما.

 

والأرجح
أنه لا يرجع إلى ما قبل القرن الخامس أو القرن السادس، ولكن يحتمل أنه قد اعتمد
على مرجع أقدم منه. ويظن شنيملخر (في ” أبوكريفا العهد الجديد “، 1:
508) أن مصدر هذين الكتابيين قد يعود إلى القرن الثالث أو القرن الرابع مع احتمال
أن تكون البداية إنجيل أقصر تطورت عنه هذه الكتابات.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى